إنه يوم عظيم.. يوم أطلت على الدنيا امرأة تضاهي كل الرجال.. امرأة هي مثال الإنسان.. امرأة جسدت الهوية الإنسانية كاملة, فهو إذن يوم عظيم, يومكن أيتها السيدات.
إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة, وللإنسان, تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء. لم تكن الزهراء امرأة عادية, بل كانت امرأة روحانية وملكوتية.. كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة .. نسخةً إنسانية متكاملة.. امرأة حقيقة كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل. لم تكن امرأة عادية , بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة. فيوم المرأة, التي اجتمعت فهيا كل الخصال الكمالية المتصوَّرة للإنسان, وللمرأة, المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء.
المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً.. لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول الله. غداً يوم المرأة.. حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها, غداً ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات, والمظاهر الملكوتية, والإلهية, والجبروتية, والملكية والإنسية..
فهي إنسان بتمام معنى الإنسانية, وامرأة بكل ما تعنيه المرأة من معنى إيجابي.
إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل, وأن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان: أدنى مراتب المرأة وأدنى مراتب الرجل, بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية, فهو في حركة دؤوبة, من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب, إلى الفناء في الإلوهية, وأن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء, التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية, بالمدد الغيبي, وبتربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, لتصل إلى مرتبة دونها الجميع.
إذاً في مثل يوم مولد الزهراء عليها السلام تحققت مختلف الأبعاد الممكن تصورها للمرأة, وظهرت المرأة إلى الوجود بتمام معناها, فهو يوم المرأة حقا.
الإمام الخميني