وهي علامات كثيرة أيضاً تحدث قريباً من الظهور. ذكرتها الاحاديث الشريفة التي جمعها شيخ الشيعة المفيد ( قدس سره ) في باب ذكر علامات قيام الامام المهدي ( عليه السلام ) ولخّص ( قدس سره ) تلك العلامات في أول الباب ، وعدّ منها :
( كُسُوفُ الشَّمْسِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَخُسُوفُ الْقَمَرِ فِي آخِرِهِ عَلَى 1 ـ روضة الكافي ، ج 8 ، ص 36 ـ 42 ؛ البحار ، ج 52 ، ص 256 ، باب 25 ، حديث 147.
(21)
خِلاَفِ الْعَادَاتِ ، وَخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَرُكُودُ الشَّمْسِ مِنْ عِنْدِ الزَّوَالِ إِلَى أَوْسَطِ أَوْقَاتِ الْعَصْرِ ، وَطُلُوعُهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ، وَقَتْلُ نَفْس زَكِيَّة بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فِي سَبْعِينَ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَذَبْحُ رَجُل هَاشِمِيّ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَهَدْمُ حَائِطِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، وَإِقْبَالُ رَايَات سُود مِنْ قِبَلِ خُرَاسَان.
وَظُهُورُ الْمَغْرِبِيِّ بِمِصْرَ وَتَمَلُّكُهُ الشَّامَاتِ ، وَنُزُولُ التُّرْكِ الْجَزِيرَةَ ، وَنُزُولُ الرُّومِ الرَّمْلَةَ ، وَطُلُوعُ نَجْم بِالْمَشْرِقِ يُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْقَمَرُ ثُمَّ يَنْعَطِفُ حَتَّى يَكَادَ يَلْتَقِي طَرَفَاهُ ، وَحُمْرَةٌ يَظْهَرُ فِي السَّمَاءِ وَيُنْشَرُ فِي آفَاقِهَا ، وَنَارٌ تَظْهَرُ بِالْمَشْرِقِ طَوِيلاً وَ تَبْقَى فِي الْجَوِّ ثَلاَثَةَ أَيَّام أَوْ سَبْعَةَ أَيَّام ، وَخَلْعُ الْعَرَبِ أَعِنَّتَهَا وَ تَمَلُّكُهَا الْبِلاَدَ وَ خُرُوجُهَا عَنْ سُلْطَانِ الْعَجَمِ.
وَ قَتْلُ أَهْلِ مِصْرَ أَمِيرَهُمْ ، وَخَرَابُ الشَّامِ ، وَاخْتِلاَفُ ثَلاَثِ رَايَات فِيهِ ، وَدُخُولُ رَايَاتِ قَيْس وَالْعَرَبِ إِلَى مِصْرَ وَرَايَاتُ كِنْدَةَ إِلَى خُرَاسَانَ ، وَوُرُودُ خَيْل مِنْ قِبَلِ الْعَرَبِ حَتَّى تُرْبَطَ بِفِنَاءِ الْحِيرَةِ ، وَإِقْبَالُ رَايَات سُود مِنَ الْمَشْرِقِ نَحْوَهَا.
وَبَثْقٌ فِي الْفُرَاتِ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَاءُ أَزِقَّةَ الْكُوفَةِ ، وَخُرُوجُ سِتِّينَ كَذَّاباً كُلُّهُمْ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ ، وَخُرُوجُ اثْنَا اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ آلِ أَبِي طَالِب كُلُّهُمْ يَدَّعِي الاِْمَامَةَ لِنَفْسِهِ ، وَإِحْرَاقُ رَجُل عَظِيمِ الْقَدْرِ مِنْ شِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ بَيْنَ جَلُولاءَ وَخَانِقِينَ ، وَ عَقْدُ الْجِسْرِ مِمَّا يَلِي الْكَرْخَ بِمَدِينَةِ السَّلاَمِ ، وَارْتِفَاعُ رِيح سَوْدَاءَ بِهَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، وَزَلْزَلَةٌ حَتَّى يَنْخَسِفَ كَثِيرٌ مِنْهَا.
وَخَوْفٌ يَشْمَلُ أَهْلَ الْعِرَاقِ وَبَغْدَادَ ، وَمَوْتٌ ذَرِيعٌ فِيهِ ، وَنَقْصٌ مِنَ الاَْمْوَالِ وَ الاَْنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ، وَجَرَادٌ يَظْهَرُ فِي أَوَانِهِ وَفِي غَيْرِ أَوَانِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى الزَّرْعِ وَالْغَلاّت ، وَقِلَّةُ رَيْع لِمَا يَزْرَعُهُ النَّاسُ ، وَاخْتِلاَفُ صِنْفَيْنِ مِنَ الْعَجَمِ ، وَسَفْكُ دِمَاء كَثِيرَة فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَخُرُوجُ الْعَبِيدِ عَنْ طَاعَاتِ سَادَاتِهِمْ وَ قَتْلُهُمْ مَوَالِيَهُمْ.
[ وَمَسْخٌ لِقَوْم ] مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ حَتَّى يَصِيرُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، وَغَلَبَةُ الْعَبِيدِ عَلَى بِلاَدِ
(22)
السَّادَاتِ ، وَنِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَسْمَعَهُ أَهْلُ الاَْرْضِ كُلُّ أَهْلِ لُغَة بِلُغَتِهِمْ ، وَوَجْهٌ وَ صَدْرٌ يَظْهَرَانِ لِلنَّاسِ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ ، وَأَمْوَاتٌ يُنْشَرُونَ مِنَ الْقُبُورِ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الدُّنْيَا فَيَتَعَارَفُونَ فِيهَا وَيَتَزَاوَرُونَ ، ثُمَّ يُخْتَمُ ذَلِكَ بِأَرْبَع وَعِشْرِينَ مَطْرَةً يَتَّصِلُ فَتَحْيَا بِهِ الاَْرْضُ بَعْدَ مَوْتِهَا ، وَتُعْرَفُ بَرَكَاتُهَا وَ يَزُولُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلُّ عَاهَة عَنْ مُعْتَقِدِي الْحَقِّ مِنْ شِيعَةِ الْمَهْدِيِّ ( عليه السلام ).
فَيَعْرِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ ظُهُورَهُ بِمَكَّةَ ، فَيَتَوَجَّهُونَ نَحْوَهُ لِنُصْرَتِهِ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الاَْخْبَار (1) ).
وتفصيل العلامات تلاحظها في خطبة البيان المروية عن مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) (2).
القسم الثالث : العلائم المقترنة
وهي علامات خاصة قريبة جداً من الظهور المبارك ؛ تحدث في نفس سنة الظهور أو السنة السابقة عليه.
وهي كما تقدم على نوعين :
علائم محتومة.
وعلائم غير محتومة.
بالبيان التالي : 1 ـ الارشاد ، ج 2 ، ص 368 ؛ كمال الدين ، ص 330 ، باب 32 ، حديث 16.
2 ـ الزام الناصب ، ج 2 ، ص 178.
(23)
أمّا العلائم المحتومة:
فهي ما في حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« قبل قيام القائم خمس علامات محتومات : اليماني ، والسفياني ، والصيحة وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء » (1).
فلنشير إلى شيء من بيان العلائم الحتمية الخمسة للظهور المبارك :
1 ـ الصيحة السماوية:
وهي النداء السماوي الذي ينادي به جبرئيل ( عليه السلام ) في ليلة الجمعة ، ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك :
« يا عباد الله ! اسمعوا ما أقول : إنّ هذا مهدي آل محمد خارج من أرض مكة فأجيبوه » ، كما في خطبة البيان (2).
وهذا من أبرز الآيات وأوضح العلامات على ظهوره الشريف.
ويكون بصوت مفهوم ومسموع ، يسمعه جميع أهل العالم ، كلّ قوم بلسانهم ؛ كما في حديث زرارة عن الامام الصادق ( عليه السلام ) (3).
وفي حديث آخر : ينادي مناد من السماء باسم القائم ، فيسمع ما بين المشرق والمغرب فلا يبقى راقد إلاّ قام ، ولا قائم إلاّ قعد ، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه من ذلك الصوت ، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين ( عليه السلام ) (4).
وتكون هذه الصيحة أعظم بشرى وسرور للمؤمنين ، حتى تسمعه العذراء في 1 ـ كمال الدين ، ص 650 ، باب 57 ، حديث 7.
2 ـ الزام الناصب ، ج 2 ، ص 200.
3 ـ كمال الدين ، ص 650 ، باب 57 ، حديث 8.
4 ـ البحار ، ج 52 ، ص 290.
(24)
خدرها ، فتحرّض أباها وأخاها على الخروج لنصرة الامام المهدي ( عليه السلام ).
في حين هي أكبر تهديد وانذار للظالمين والمتكبرين ، حيث يأخذهم الفزع والخوف ، كما قد يستفاد من حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) (1).
2 ـ خروج السفياني :
وهو رجل سفّاك للدماء ، أمويّ النسب ، حقود على أهل البيت ( عليهم السلام ) ، اسمه عثمان بن عنبسة من وُلد أبي سفيان.
وهو وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ، يخرج من الوادي اليابس بالشام ، كما في حديث أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) (2).
وله محنة كبرى وبلاءٌ عظيم وقتل ذريع وهتك للحرمات ، يفعلها هو وجيشه الذي يكون في الشام ويبعثه إلى العراق وإلى المدينة ، كما يستفاد من خطبة البيان (3).
ويكون خروجه في رجب ، ورايته حمراء ، كما في حديث البحار (4).
أما جيشه إلى العراق فيرجع الى الشام بعد إفساد كثير ، وأما جيشه إلى المدينة فيُخسف بهم في البيداء ، كما يأتي في العلامة الثالثة.
ونهاية أمره هو الخسران المبين ، كما تلاحظ مفصل بيانه في كتاب الامام المهدي (5) وحاصله :
توجه الامام المهدي ( عليه السلام ) بعد الكوفة إلى الشام وقضاءه على السفياني وأصحابه وجيشه الراجع الى الشام ، ويريح الله العباد من شرّه. 1 ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص 254 ، باب 14 ، حديث 13.
2 ـ كمال الدين ، ص 651 ، باب 57 ، حديث 188.
3 ـ الزام الناصب ، ج 2 ، ص 188.
4 ـ البحار ، ج 53 ، ص 248 ، حديث 131 وص 273 ، حديث 167.
5 ـ الامام المهدي من المهد إلى الظهور ، ص 433.
(25)
3 ـ خسف البيداء:
البيداء اسم للمفازة التي لا شيء فيها ، وهي اسم أرض خاصة بين مكة والمدينة ، على ميل ـ أي 1860 متراً ـ من ذي الحليفة نحو مكة ، وكأنها مأخوذة من الإبادة أي الاهلاك.
وفي الحديث نُهي عن الصلاة فيها ، وعلل بأنها من الأماكن المغضوب عليها ، كما في مجمع البحرين (1).
ومن العلامات الحتميّة انخساف هذه الأرض بجيش السفياني وابتلاعها لهم ، فان السفياني يبعث جيشه إلى المدينة ـ كما عرفت ـ فيبغي فيها الظلم والفساد.
ويخرج الامام المهدي ( عليه السلام ) من المدينة إلى مكة على سُنّة موسى بن عمران ، فيبلغ قائد جيش السفياني ان الامام المهدي ( عليه السلام ) قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشه على أثره ليهدم الكعبة.
وينزل الجيش البيداء ، فتبيدهم الأرض ، كما يشير إليه حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) (2).
وينجو من هذا الخسف رجلان ، أحدهما يبشر الامام المهدي بهلاك الظالمين ، والآخر ينذر السفياني بهلاك جيشه ، كما في حديث المفضل حيث جاء فيه :
ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْقَائِمِ ( عليه السلام ) رَجُلٌ وَجْهُهُ إِلَى قَفَاهُ وَ قَفَاهُ إِلَى صَدْرِهِ وَ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ : يَا سَيِّدِي أَنَا بَشِيرٌ ، أَمَرَنِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ ، وَأُبَشِّرَكَ بِهَلاَكِ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ بِالْبَيْدَاءِ.
فَيَقُولُ لَهُ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) بَيِّنْ قِصَّتَكَ وَ قِصَّةَ أَخِيكَ. 1 ـ مجمع البحرين ، ص 198.
2 ـ البحار ، ج 52 ، ص 238 ، باب 25 ، حديث 105.
(26)
فَيَقُولُ الرَّجُلُ : كُنْتُ وَأَخِي فِي جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ وَخَرَّبْنَا الدُّنْيَا مِنْ دِمَشْقَ إِلَى الزَّوْرَاءِ وَتَرَكْنَاهَا جَمَّاءَ وَ خَرَّبْنَا الْكُوفَةَ وَخَرَّبْنَا الْمَدِينَةَ ...
وَخَرَجْنَا مِنْهَا ، وَعَدَدُنَا ثَلاَثُمِائَةِ أَلْفِ رَجُل نُرِيدُ إِخْرَابَ الْبَيْتِ وَ قَتْلَ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا صِرْنَا فِي الْبَيْدَاءِ عَرَّسْنَا فِيهَا ، فَصَاحَ بِنَا صَائِحٌ : يَا بَيْدَاءُ أَبِيدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
فَانْفَجَرَتِ الاَْرْضُ وَابْتَلَعَتْ كُلَّ الْجَيْشِ ، فَوَ اللهِ مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الاَْرْضِ عِقَالُ نَاقَة فَمَا سِوَاهُ غَيْرِي وَ غَيْرُ أَخِي.
فَإِذَا نَحْنُ بِمَلَك قَدْ ضَرَبَ وُجُوهَنَا فَصَارَتْ إِلَى وَرَائِنَا كَمَا تَرَى فَقَالَ لاَِخِي :
وَيْلَكَ يَا نَذِيرُ ! امْضِ إِلَى الْمَلْعُونِ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ فَأَنْذِرْهُ بِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد ( عليه السلام ) وَعَرِّفْهُ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ جَيْشَهُ بِالْبَيْدَاءِ.
وَقَالَ لِي : يَا بَشِيرُ الْحَقْ ، بِالْمَهْدِيِّ بِمَكَّةَ وَبَشِّرْهُ بِهَلاَكِ الظَّالِمِينَ ، وَتُبْ عَلَى يَدِهِ فَإِنَّهُ يَقْبَلُ تَوْبَتَكَ.
فَيُمِرُّ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَيَرُدُّهُ سَوِيّاً كَمَا كَانَ ، وَ يُبَايِعُهُ وَ يَكُونُ مَعَهُ » (1).
4 ـ خروج اليماني:
من العلائم المحتومة خروج اليماني الذي يدعو إلى الحق وإلى الطريق المستقيم ، كما صرّحت به الأحاديث مثل :
حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« وَ لَيْسَ فِي الرَّايَاتِ أَهْدَى مِنْ رَايَةِ الْيَمَانِيِّ ، هِيَ رَايَةُ هُدًى ، لاَِنَّهُ يَدْعُو إِلَى صَاحِبِكُمْ ، فَإِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ حَرَّمَ بَيْعَ السِّلاَحِ عَلَى [ النَّاسِ وَ ] كُلِّ مُسْلِم.
وَ إِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ فَانْهَضْ إِلَيْهِ فَإِنَّ رَايَتَهُ رَايَةُ هُدًى ، وَ لا يَحِلُّ لِمُسْلِم أَنْ 1 ـ البحار ، ج 53 ، ص 10 ، باب 25 ، حديث 1.
(27)
يَلْتَوِيَ عَلَيْهِ ، فَمَنْ فَعَلَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، لاَِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيق مُسْتَقِيم » (1).
واستفيد من بعض الأخبار الشريفة أن خروجه من صنعاء اليمن (2).
كما جاء في بعض الأحاديث انه من ذريّة زيد الشهيد ( عليه السلام ) (3).
5 ـ قتل النفس الزكيّة :
وهو غلام من آل محمد ( عليهم السلام ) ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة ، يُقتل بين الركن والمقام بدون أيّ ذنب ، كما يستفاد من حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) (4).
يرسله الامام المهدي ( عليه السلام ) إلى أهل مكة ـ قبل وصوله إليها ـ إتماماً للحجة واستنصاراً لمظلومية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما يستفاد من حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) جاء فيه :
يَقُولُ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) لاَِصْحَابِهِ يَا قَوْمِ إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لا يُرِيدُونَنِي ، وَ لَكِنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْهِمْ لاَِحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِي أَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْهِمْ.
فَيَدْعُو رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ لَهُ امْضِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقُلْ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ! أَنَا رَسُولُ فُلاَن إِلَيْكُمْ وَ هُوَ يَقُولُ لَكُمْ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَالْخِلاَفَةِ ، وَنَحْنُ ذُرِّيَّةُ مُحَمَّد وَسُلاَلَةُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّا قَدْ ظُلِمْنَا وَاضْطُهِدْنَا وَقُهِرْنَا وَابْتُزَّ مِنَّا حَقُّنَا مُنْذُ قُبِضَ نَبِيُّنَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا ، فَنَحْنُ نَسْتَنْصِرُكُمْ 1 ـ البحار ، ج 52 ، ص 232 ، باب 25 ، حديث 96.
2 ـ مهدى منتظر ، ص 175.
3 ـ بشارة الاسلام ، ص 175.
4 ـ البحار ، ج 52 ، ص 192 ، باب 25 ، حديث 24.
(28)
فَانْصُرُونَا.
فَإِذَا تَكَلَّمَ هَذَا الْفَتَى بِهَذَا الْكَلاَمِ ، أَتَوْا إِلَيْهِ فَذَبَحُوهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، وَ هِيَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ.
فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ الاِْمَامَ قَالَ لاَِصْحَابِهِ : أَلا أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لاَ يُرِيدُونَنَا. فَلاَ يَدَعُونَهُ حَتَّى يَخْرُجَ فَيَهْبِطُ مِنْ عَقَبَةِ طُوًى فِي ثَلاَثِمِائَة وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً ـ عِدَّةِ أَهْلِ بَدْر ـ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَيُصَلِّي فِيهِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ أَرْبَعَ رَكَعَات ، وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَجَرِ الاَْسْوَدِ ، ثُمَّ يَحْمَدُ اللهَ وَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيَذْكُرُ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله ) وَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَم لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاس. » (1).
وهذه العلائم الخمسة من علامات الظهور المحتّمات ـ كما تقدم ـ تكون في سنة الظهور ويكون بعده القيام (2)
(( ضمن کتاب عِند قدمي الإمام المهدي ))