اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
والمتراضين على عدوهم ومنكري فضائلهم من الاولين والاخرين
السلام على شيعة علي ع ورحمة الله وبركاته
ياغياث المستغيثين اغثني بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ادركني
عظم الله اجوركم بذكرى استشهاد اسد الله ورسوله مولانا الحمزة ع
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
شخصيتان أولتهما السماء عناية خاصة واهتمت بهم كثيرا وتعهدتهم بالعناية الفائقة عن طريق الأنبياء تارة وبالتسديد المباشر تارة أخرى ، حتى يخال من يقرأ فضائلهم أن جميع الأنبياء إنما بُعثوا لهدف واحد هو الوصول بالبشرية إلى مرحلة القطاف الكبرى (العبادة الخالصة لله) التي هي الهدف النهائي للتخطيط الإلهي في مسيرة المخلوق الأحدث في الكون (الإنسان) . لا بل انك ترى من خلال مسيرة الإنسان الممتدة على طول تاريخه الأرضي، والإشارات الواردة في بعض أقدم الكتب الدينية المقدسة وبعض اللقط والآثار الموغلة في القدم كونيا أو ارضيا، بأن كل مراحل الخلق المادي التي لا يعلمها سوى الرب إنما كانت من أجل الوصول إلى الغايات الأسمى للخالق في حكمته الكامنة وراء ذلك.
يسوع وامه.
والقائم وامه.
شخصيتان أحاطت بهم العجائب والغرائب فكفر بهم من كفر وآمن من آمن رفعهم البعض إلى مصاف الآلهة.وجعلهما الآخر خرافة من خرافات الأمم البائدة .
الأول ولد منها بلا أب ليُمتحن الخلق به ثم أختُطف ورُفع إلى السماء لإكمال مراحل إعداده لمرحلة اليوم العصيب وهو لا يزال حي بشهادة الكتب المقدسة وتواريخ الأمم.
والثاني أيضا ولد منها وأختُطف (1) وجُعل له العمر الطويل الذي مهد الرب له بإطالة أعمار الكثيرين قبله ابتداء من آدم وانتهاء بالخضر والدجال ويسوع والياس وملكي صادق وغيرهم لكي لا تكون مسألة طول عمره غير مألوفة لدى عامة الناس ممن قُصرت أعمارهم. وهو لم يمُت لأنه لو مات لرأيت أتباعه يُشيدون على قبره القباب الذهبية الشامخة كأسلافه ممن مات.لا بل ان المؤرخين اثبتوا ولادته ، ولم يذكروا وفاته.
كلمات مبهمة ونبوءات غريبة تحيط بإرهاصات ما قبل ظهور نسل (هذين الشخصين) كلام عجيب يقودنا إلى التكهن بأشياء لربما لا تعجب البعض لأنها تخالف هواه أو لأنها تؤيد ما عند غيره ممن يكن له البغض تاريخيا. ولكنه أمر واقع وموجود ومُثبّت في أقدم الكتب الدينية وغيرها .ومن ذلك ما نقرأه مثلا في إشعياء النبي 9 : 6 ((وَلكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. أَكْثَرْتَ الأُمَّةَ. عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً. لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ، وَعَصَا كَتِفِهِ، وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ. لأَنَّ كُلَّ سِلاَحِ الْمُتَسَلِّحِ فِي الْوَغَى وَكُلَّ رِدَاءٍ مُدَحْرَجٍ فِي الدِّمَاءِ، يَكُونُ لِلْحَرِيقِ، مَأْكَلاً لِلنَّارِ لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، إِلَى الأَبَدِ)).
من الذي لا تستوقفه هذه النصوص ويتساءل عن علة اهتمام رب السماء بها ؟
إلى ماذا تُشير هذه النصوص وما هو هذا اليوم الذي يتحقق فيه السلام وتكون هناك مملكة تحكم بالعدل وتبقى إلى الأبد؟ ومن هو قائد هذه الدولة التي يُوصف بأنه نورا عظيما كل الجالسون على الأرض في ظلال الموت من الظلم يشرق عليهم هذا النور ويفرحون به كما يفرح الحصادون بعد طول عناء، من هذا الذي سوف يكسر كل سلاح . وما هي أهمية هذا المولود الذي ينسبه الرب إلى نفسه فيقول عنه : (يولد لنا). حيث يضع الرياسة على كتفه أي انه قادر على تحمل أعباء هذه الرياسة بكل اقتدار. ألا يحق لهذا السائل أن يعرف من هو هذا الذي تكلمت النصوص المقدسة باسمه وأولته السماء عنايتها حيث تُطريه وتصفه بأنه عجيبا مشيرا قديرا أبا أبديا رئيس السلام لا نهاية للسلام على يديه.
نحن المسيحيون ننفي أن يكون هذا الشخص يسوع المسيح لأن كل هذه الأوصاف لا تنطبق عليه عندما كان في زمنه الذي عاش فيه، هذه أوصاف رجل محارب قوي مميز، يسوع لم يكن محاربا ولم يحكم ولم يتحقق أي فصل من فصول ملحمة حكمه بل أن الكلام يدور على المستقبل البعيد عن شخص يخرج من أصول نبي تصفه التوراة بأوصاف يحلم كل شخص يطمح للسلم والعيش بأمان أن يعيش في كنفها : ((وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِه، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ويَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ (يَسَّى والْقَائِمَ) رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا)). سفر إشعياء 11: 4
فهل تحقق هذا على يدي يسوع أو في زمنه وهل سكن الذئب مع الخروف وهل كان معه شخص اسمه القائم ؟ كلا ، يسوع لم يستطع أن يحمي حتى نفسه اضافة إلى أن المتكلم هنا يقول : ((وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى والْقَائِمَ)) أي أن الكلام يدور حول شخصيتين سوف يأتيان في المستقبل لهما أهمية فائقة بحيث أن الأمم تطلب واحد منهم هو يكون المعني : ((إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا)).
إذن من هو هذا الشخص ولماذا اقترن اسمه مع المسيح؟ ومن أي صُلب سوف يظهر؟ ولماذا ارتبط اسمه باسم داود . يسوع عن طريق أمه والقائم أيضا عن طريق أمه. داود وسليمان رمز القوة والملك والسلطان على المخلوقات والظواهر الكونية الأخرى مثل سيره على الماء هو وجيوشه من الجن والإنس والحيوان وطيرانه في الهواء مع الملايين من أتباعه وسماعه صوت أدق المخلوقات وأصغرها ويُحرك الأشياء من مشارق الأرض إلى مغاربها بلمحة خاطفة ويدين له عتاة المردة من ملوك الجن وقبائلهم هم وملوك الأرض من البشر بالطاعة ويمثلوا بين يديه صاغرين.
هذا الرجل الخارق (القائم) المذكور في الإنجيل له نصيب مع الملك النبي داود وابنه سليمان من طرف الأم .فمن هو ؟ ومن هي أمه ؟ (2)
تعال معي في القسم الثاني من هذا المقال وهو تحت عنوان : نرجس يا سوسنة الأودية .
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ
1- وهو ما اشار له بولص في رسائله حيث قال في رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 2 ((أَعْرِفُ إِنْسَانًا أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ)).وهذا النص نفسه اشار له يوحنا في رؤياه 12 : 1 ((امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ ... وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ)).
2- وهو ما أشار له متى في إنجيله 1: 6 وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ. أي من نسل هؤلاء ستكون هناك امرأة تُنجب عظيما يرث هؤلاء. حكمة داود وسلطة سليمان ومعجزات عيسى .
دمتم برعاية بقية الله
نسالكم الدعاااء
الامـــــــــر لـلــــعـــــــــبـــــاس
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ