اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الميمون فرس الإمام الحسين عليه السلام،والمطهر فرس العباس عليه السلام سنتحدث في هذا الموضوع عن الأدلة المهمة على كلام الحيوانات عموماً والفرس خصوصاً،
ونستدل على ذلك بأدلة من القرآن الكريم،
بالإضافة الى إستعراض الأدلة العلمية الفيزيائية والبيولوجية،
ويمكن لنا أن نحدد طبيعة الصوت ونوع الصوت من الناحية اللغوية،
ومن ثم نعرج الى فهم وقراءة تأريخية لحادثة الطف ودور فرس الإمام الحسين عليه السلام
في معركتها سواء في القتال أوالمواساة بإعتباره فرساً نوعياً
إذ هو من نسل فرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
كما نشير أيضاً الى فرس الإمام العباس عليه السلام والذي يدعى بالمطهر
وهو أيضاً من نسل فرس الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
أولاً: المقدمة القرآنية:
وتتضمن الحديث عن كلام الحيوانات ولغة التفاهم بينها
أشار القرآن الكريم وفي عدة مواضع إلى وجود لغة مشتركة بين الحيوانات،
وضَرَبَ لنا مثلاً على الفهم والحوار والكلام الذي يجري بين النمل،
كما أشار الى وجود لغة تفاهم من خلال الإشارة والى التسبيح العام
لكل المخلوقات على علم منها..
كما أشار القرآن الكريم إلى إمكان معرفة أسرار تلك الأحاديث
من خلال ماأشار اليه القرآن الكريم للحوار الذي جرى بين الهدهد وسليمان،
وفي موضع آخر فهم سليمان لحديث النمل أيضاً.
وكلام هدهد سليمان والنمل دليل على كلام سائرالحيوانات على الوجه العام،
فقد جاء في كتاب الله الكريم
" وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ " من سورة 27 النمل الآيات من 16 – 18.
كل من في السموات والأرض والطير يسبح بحمد الله
ومن خلال علوم الفيزياء الحديثة فإن الإجسام والجسيمات المادية يصاحب حركتها حركة موجية
وقد عبر عن ذلك في معادلة لويس دي برولي في فيزياء ميكانيك الكم.
جاء في محكم كتابه العزيز:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " سورة 24 النور الآية 41.
فقه التسبيح لسائر المخلوقات
كما جاء في الآية الكريمة من أنه
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " سورة 17 الاسراء الآية 44.
ثانياً: المقدمة العلمية والبيولوجية:
فيما يتعلق بإختلاف أصوات الحيوانات، ولغة التفاهم فيما بينها
وهنا نستعرض بعض التسميات لأصوات مختلف الحيوانات مما نستنج منه
على أنها تمتلك صوتا خاصاً مميزاً لها،
وهو دليل على أنها تستخدمه لقضاء حاجتها تماماً كما يفعل الإنسان،
بالإضافة الى أنه لابد لنا من ذكر أن الأنبياء وأوصياءهم لهم خصوصية خاصة
في معرفة معاني كلام هذه المخلوقات كما حَدَثَ ذلك للنبي سليمان عليه السلام
وغيره من الأنبياء.
وفيما يلي معلومات عامة بخصوص تسمية أصوات بعض الحيوانات
أستقيناها للقارئ الكريم لغرض إلقاء الضوء على هذه التسميات جاء فيها:
المعروف أن هناك صياح للقردة، وعواء للذئاب، ونقيق للضفادع، وأصوات للطيور،
كما يرسل البعوض والفراشات ذبذبات تتفاهم فيما بينها بواسطتها،
كما يتفاهم الخفاش عن طريق إصدار النبضات ذات الذبذبات العالية،
ويتفاهم النحل عن طريق الحركات، والنمل بالتلامس والروائح كصيغة تفاهم،
ونذكر هنا أن بعض الطيور من يقلد صوت الإنسان كالببغاء.
ثالثاً: المقدمة الفيزيائية:
فيما يتعلق بصوت الفرس
يعتمد نوع الصوت في الحقيقة على مصدر الصوت
ويتحدد الصوت عموماً بالنوع والشدة والدرجة.
ومن أسماء الأصوات التي يطلقها الفرس هي الضبح، والشخير والنخير، والكرير،
ومنه الأجش والصلصال والمجلجل، والصهيل، والحمحمة، والنثير، والبقبقة، والقبع.
فإذا خرج الصوت من الفم سمى شخيرًا، وإذا خرج من المنخريْن يسمى نخيرًا،
وإذا خرج من الصدر يسمى كريرًا،
وأنواعه ثلاثة:
أجش وصلصال ومجلجل، ومن أصواته الصهيل، وهو صوت الفرس في أكثر أحواله
خاصة إذا نشط والجلجلة أحسن أنواع الصهيل، وتخرج صافية مستدقة،
وهناك الحمحمة وهي صوت الفرس إذا طلب العلف أو رأى صاحبه فاستأنس به،
ومن أصواتها الضبح وهو صوت نفس الفرس إذا عدا،
وقد ذكرت هذه الصفة في القرآن في قوله تعالى ﴿والعاديات ضبحًا﴾،
وهو ليس بصهيل ولا حمحمة، والنثير صوته إذا عطس،
والصوت الذي يخرج من بطنه يسمى البقبقة،
والقبع صوت يردده من منخره إلى حلقه إذا نفر من شيء أو كرهه،
أما الجشّة فصوت غليظ كصوت الرعد.
في القرآن ومن اللغة
من أصوات الحصان الضبح وهو صوت نفس الفرس إذا عدا،
وقد ذكرت هذه الصفة في القرآن في قوله تعالى ﴿والعاديات ضبحًا﴾.
وقد ورد في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي الحكيم:
الضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها و هو المعهود المعروف من الخيل
و إن ادعي أنه يعرض لكثير من الحيوان غيرها،
و المعنى أقسم بالخيل اللاتي يعدون يضبحن ضبحا. إنتهى.
ومن لسان العرب لابن منظور
الصَّهِيل والصُّهال صوت الفرس، ومن أَصوات الفرس الوَهْوهةُ،
والوَهْوَهَةُ: صياح النساء في الحُزْنِ.
المقدمة التأريخية
الميمون هو فرس الامام الحسين عليه السلام والذي هو من نسل خيل رسول الله
صلى الله عليه وآله وهذا الفرس كان أحد شهود المعركة
كما أنه تحسس مايدور حول الإمام الحسين عليه السلام مالم يتحسسه أحد غيره.
هذا الفرس وفى مع الإمام الحسين عليه السلام حيث رفض أن يشرب الماء
كونه يعلم ان الإمام الحسين عليه السلام عطشان،
ويقال في إحدى الروايات أن هذا الفرس سيكون للامام الحجة عليه السلام
وكذلك سيف الإمام،
كما يقال أن فرس الإمام الحسين عليه السلام
رفس وقتل العديد بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام..
الإمام الحسين عليه السلام قدم المهرة على نفسه لشرب الماء فنفضت راسها من الماء.
وذكر أن عمرو بن سعد قال دونكم جواد الحسين فانزله من جواد رسول الله،
لطخ الفرس نواصيه بدم الإمام الحسين عليه السلام وكان يصهل بصوت عال
وكأنه يقول الظليمة الظليمة لأمة قتلت إبن بنت نبيها،
ويقال ان الميمون أختفى وسيكون جوادا للامام المهدي عليه السلام.
قال حميد بن مسلم
الذي شهد موقعة الطف ان الجواد صهل صهيلا
بمعنى مظلومية الإمام الحسين عليه السلام إبن بنت رسول الله
وكان يتكلم مع الإمام الحسين عليه السلام عند شرب الماء
عندما طلب منه الإمام الحسين عليه السلام ان يشرب قبله أي قبل الإمام فأمتنع الميمون.
رؤية وتحليل
أولا:
لهذا الفرس خصوصية خاصة فقد كان من نسل خيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وألِفَ العيش مع أهل البيت عليهم السلام، فهو يعرفهم تماماً ويميزهم عن غيرهم.
ثانياً:
أنه تفاعل مع الإمام الحسين عليه السلام في الطف
وكان يتحسس مايدور حول الإمام عليه السلام.
ثالثاً:
ودليل تفاعله أنه رفض أن يشرب الماء لعلمه بعطش الحسين عليه السلام،
ومثل هذه التصرفات يعرفها كل من ربى فرساً.
رابعاً:
أن الميمون شارك في القتال في معركة الطف وقتل العديد
بعد إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
خامساً:
الميمون واسى الإمام عليه السلام حينما لطخ ناصيته بدم الإمام الحسين عليه السلام.
المصادر
القرآن الكريم.
الميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم طاب ثراه.
موقع السراج في الطريق الى الله لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي