اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابا صالح التماس دعا
وَأَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعائَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ
يا لثارات الحسين
ابا صالح التماس دعا
أقسام الصحابة
1- الصحابة من الطراز الرابع (( المنافقون )) :
كان المنافقون مبثوثين بين المؤمنين ولهم أعداد هائلة هي على مقربة من نصف الصحابة والمعروف منهم بالاسم في عصر النبي (صلى الله عليه وآله) لا يتجاوز نسبة 1% ولك أن تتعرف أشخاصهم بالوصف - إذا حدث كذب - إذا وعد أخلف - إذا أتمن خان - إذا عاهد غدر - إذا شاجر فجر - وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعرِّف بعض أشخاصهم بالاسم وبعضهم بسيماهم وبعضهم بلحن القول وبعضهم ببغض علي بن أبي طالب(عليه السلام) كما قال الامام علي (ع) : (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد الأمي (صلى الله عليه وآله) الي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) ومما يدل على كثرة المنافقين ما يلي:
1- قال تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) قال مجاهد: نزلت في بني أسد ابن خزيمة أوردها البخاري في صحيحه في أول كتاب الإيمان تحت باب «إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل».
دلت الآية الكريمة على أن بني أسد ينافقون ويفاخرون باستسلامهم خوف القتل كما يقول البخاري ويفترون على رسول الله الكذب بأنهم مؤمنون ولما يمارس الإيمان أي قلب من قلوبهم والله العالم هل تذوقوه بعد ام لا.
2- قال تعالى: (الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً)هذه الآية الكريمة عامة في الأعراب يخصِّصها قول الله تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقون) وفي مقابل ذلك قوله تعالى: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر).
فالآية الأولى دلت على الشمول والثانية شهدت على البعض بالنفاق والثالثة شهدت للبعض الآخر بالإيمان مما يدل على أن النفاق استكن في قلوب بعض الأعراب.
تجد أن المنافقين كثرة كثيرة وأن المدينة تعج بهم عجاً وأنه لا يُعْرَف منهم إلا القلة القليلة وأنهم تمرنوا على النفاق حتى استولى على قلوبهم وجرى فيها مجرى الدم من العروق وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يريد ان يهتك على أحد ستراً إلاّ إذا خان أو غدر وأنه لو كشف الستر عنهم لاَنْفَض من حوله مئات بل ألوف الناس وأن الذين مردوا على النفاق هم غير عبد الله بن أبيّ بن سلول لأن النبي يعلمه والآية الكريمة تقول: (لا تعلمهم) هذا كله يدل على أن اعدادهم في المدينة لا تقل عن نسبة النصف والله اعلم.
2- الصحابة من الطراز الثالث (( الشكّاكون )) :
هناك طائفة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) منافقون غير أنهم لم يقطعوا بكذبه أو صدقه (صلى الله عليه وآله) وهم يشكّون ومصداق ذلك قوله تعالى: (وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) إلا انهم أقل خطراً على المؤمنين من أهل الطراز الرابع وإليك أخي المسلم مثالاً على ذلك:
قال الله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصَّدَّقنَّ ولنكوننَّ من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه).
نزلت هذه الآية الكريمة في شأن ثعلبة بن حاطب الأنصاري بعد أن امتنع عن إخراج الزكاة وكان بدرياً،وملخص الحادثة أن ثعلبة سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدعو له بالرزق فدعا له واتخذ غنماً نمت وتكاثرت فتشاغل بها فترك بعض الصلوات جماعة ثم تركها إلا يوم الجمعة ثم ترك الجمعة وارتحل عن المدينة ولما جاءه السعاة من قبل رسول الله امتنع عن دفع الزكاة فأنزل الله في شأنه الآية الكريمة.
وفي آخر الرواية التي يوردها ابن كثير في تفسيره عن ابن جرير وابن ابي حاتم تجد ما يلي:
«قال وعند رسول الله رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال: (ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك فجعل يَحثو على رأسه التراب فقال له رسول الله: «هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني»... فقبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقبل منه شيئاً ثم أتى أبا بكر... وأبى أن يقبلها... فلما ولي عمر... أتاه... ولم يقبلها فلما ولي عثمان... أتاه.... فلم يقبلها منه فهلك ثعلبة في خلافة عثمان»
ومن الغريب المبهت أن اخوتنا أهل السنة حكموا لأهل موقعة بدر في الجنة وأن النار لا تمس جلودهم حتى وإن غيرَّوا وبدَّلوا وفعلوا ما شاءوا، وصححوا أحاديث في هذا كما في صحيحي البخاري ومسلم واللفظ للأول قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأن جناية حاطب بن أبي بلتعة:
«أليس من أهل بدر؟ قال: لعلّ الله إطَّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم» ومعنى فتوى رسول الله هذه أن أهل بدر لا تثريب عليهم وإن خانوا الله ورسوله فسيَّان إن صدقوا وإن كذبوا، هذا هو مؤدى الحديث سواءً اعترف به أخوتنا أم لا وحاشا رسول الله من ذلك.
فيا ليت شعري فعلى أي قاعدة ارتكز هذا الحديث؟ وعلى أي أساس قام عليه هذا الحكم؟ وهذا ثعلبة، ألم يكن من أهل بدر؟ فَلِمَ لم يتجاوز الله ورسوله عنه عندما امتنع من دفع الزكاة؟ بل أخبر عنه في القرآن الحكيم أن قلبه تورّث نفاقاً قال تعالى: (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون).
فهل القرآن الحكيم - نسى أم سهى؟ - غفل أم تغافل؟ - أن هذا الرجل من أهل بدر والمفروض أنهم يصنعوا ما شاؤا «حسب الزعم» والله جابر عثرات المسلمين!!.
وفقنا الله واياكم لخدمة ونصرة بقية الله الاعظم الامام الهمام المنتظر المهدي الحجة بن الحسن (ع) (عج)
نسألكم براءة الذمة والدعاء
في هذه الايام الفضيلة
السيد حسين رجا