قبل خمس سنوات ابتليت بمرض غريب في الفك الأيمن ، ابتدأ بانتفاخ شديد صحبه ورم ، والم قوي لا يطاق ، وبعد الذهاب الى مستشفى الحسيني سابقا ومدينة الامام الحسين عليه السلام الطبية في مدينة كربلاء المقدسة حاليا تم التشخيص الأولي لهذا الورم فتبين ان هناك حصاة في الغدة النكافية كما هو واضح في السونار الذي أخذته في شعبة الأشعة التشخيصية بإشراف الدكتورة فاطمة الحيدري حيث ذكرت ان الحصاة dilated stenson duct 4-5 mm with 8 mm stone seen obstructing it.
كان ذلك في تاريخ ١٩/ ٨/ ٢٠١٠هذه الحصاة هي في داخل الغدة وكان وجهي في ذلك الوقت منتفخ بشدة بحيث عندما التقيت بالطبيب والمتخصص بالجراحة العامة شهادة البورد ( دكتوراه ) سلمان السيد جاسم الذبحاوي في مدينة النجف الأشرف في تاريخ ٣١/ ١/ ٢٠١١ كتب وقال المريض أعلاه لديه حصاة قناة ستينسن ( قناة الغدة اللعابية النكافية ) مع التهاب مزمن في الغدة النكافية ننصح بعملية مستعجلة لأزاله الحصاة ،حيث كان تشخيص السونار الثاني في عيادة السونار والدوبلر الملون الدكتور فلاح الصباغ بورد أشعة تشخيصية في مجمع الكندي ، ومن اجل التأكد وصحة التقارير السابقة ذهبت الى الحلة بطلب من الدكتور قيس موسى المتخصص بجراحة الوجه والفكين من اجل أخذ المفراس، والتصوير فالتقيت بالدكتور حيدر عبد الاله الاسدي الأخصائي بالأشعة التشخيصية ، وقد أكد صحة التقارير السابقة ، فانطلقت ابحث عن جراح ماهر في اجراء هذه العملية التي تسمى ( ستينسن دكت ) نسبة الى الطبيب البريطاني قبل اكثر من١٠٠ سنة حيث أجرى عملية لمريض فيه نفس المرض الذي قد أصبت به، وقد نجح في عمليته، وقام باستئصال الغدة مع الحصاة ورفع التليف بدون اي أضرار جانبية علما ان الأطباء اليوم يتجنبون من اجراء هكذا نوع من العمليات لأسباب أهمها الخوف من قطع الأعصاب الداخلة في الغدة النكافية خصوصا العصب الخامس .
بينما ابحث عن طبيب يوافق على أجراءها زرت الدكتور المسعودي المتخصص في الأنف والأذن والحنجرة والأورام والغدد وقال لي ان هذه العملية فوق الكبرى وتحتاج من الوقت الى ٤ ساعات تقريبا والنتيجة على مسؤولية المريض لان الاحتمال الكبير من تقطع الأعصاب التي في الوجه وسوف تحتاج بعد العملية الى عدة عمليات تجملية للعين والشفه والفك ( يعني شرجي ) بالمصطلح الدارج ( فالج ) فخرجت مسرعا من عيادة هذا الطبيب الذي اغلق أبواب الأمل بوجهي الا باب الله تعالى ، فقيل لي لماذا لا تذهب الى الدكتور احمد عبد الله الموسوي ؟ فذهبت اليه وبالبفعل كان طبيبا حاذقا، وجراحا ذكيا ماهرا ، وقال لي ياشيخ اعلم ان اول من أجرى لمثل هذه العملية في كربلاء انا والجراح الدكتور علي عزيز ففرحت كثيرا وأرسلني الى عيادة الدكتور فلاح الصباغ وأتيته بالسونار الجديد وقال لي لا بد من اجراء العملية ولا تخف ومع ذلك هي على مسؤوليتك لان الموضع أصيب بالتليف والغدة تعرضت الى تلف فلا بد من ازالة الغدة مع الحصاة والأمر ليس سهلٌ كما تتصور فتوكلت على الله وذهبت الى صالة العمليات وأجريت الفحوصات الكاملة وكانت جيدة جدا وقبل الدخول الى صالة العمليات اصدر مدير المستشفى أمرا بإلغاء جميع العمليات في كربلاء خوفا من حدوث انفجار باعتبار ان تلك الأيام كانت قريبة من زيارة الأربعين في كربلاء وهي من الزيارات الضخمة ، والأعداد كبيرة فتأجلت العملية الى ما بعد الزيارة ، وأخذت موعدا جديدا وقد الغي بسبب فقدان بعض الفحوصات ، وفي المرة الثالثة حلقت ذقني ودخلت لإكمال الفحوصات والتهيئة للعملية قد فوجئت بارتفاع ضغط الدم لدي ١١ على ١٥ فقال لي طبيب التخدير لا يمكن لك اجراء العملية الا بتنظيم الضغط لديك وبالبفعل تم إلغاء العملية للمرة الثالثة وقال لي الدكتور احمد عبد الله الموسوي اذهب ولا تأتي مرة اخرى ابدا لعل هناك حكمة ومصلحة من عدم أجراءها فذهبت الى منزلي اتصارع مع الألم وشدة الوجع ، وبعد ايام خف الألم وزال الورم وبقي منه الشيء القليل الا ان المرض لازال فذهبت الى مستشفى الصدر التعليمي والتقيت بالجراح علي عبد الجبار في استشارية الأنف والأذن والحنجرة فقال لي ياشيخ انا قادر على مساعدتك بنسبة ٨٠ بالمئة فمارأيك ؟ قلت : جزاك الله خيرا ماذا ستفعل ؟ فقال : سوف اجري لك عملية سريعة لمدة ١٥ دقيقة وأقوم بإزالة الحصاة لانها في ( الدكت) اي في مجرى القناة للغدة النكافية بحسب التشخيص في عيادة السونار في نفس المستشفى ، وباشار الطبيب ببنجه الموضعي وفتح الفم من الداخل واستمرت العملية الى اكثر من ساعة ولم يفلح وخاب فعله فقال انا اسف ياشيخ لم استطع ان اقدم لك شيئا ارجوا قبول اعتذاري وتم خياطة موضع الفتحة من الداخل وازداد الورم والألم اكثر حتى ظن انه قام بقطع عصب في الوجه وبقي الورم لأكثر من عشرة ايام وأخذ يخف ويزول ولكن لازالت الحصاة موجودة ، وهي بحجم 11mm.
هناك التقيت بالكثير من الأطباء في العراق خصوصا كربلاء ومدينة الطب في بغداد الكثير منهم شجعني على الذهاب الى الهند باعتبار ان الطب هناك إنكليزي وربما توجد اجهزة وتقنية في تحديد العصب في اثناء العملية مع وجود الضمان والكفاءات هناك ، لكن صادف اقتراب شهر محرم الحرام ٢٠١٢ فدعيت في لبنان من اجل احياء ليالي عاشوراء في الجنوب ، وبعد الانتهاء ذهبت الى الجامعة الامريكية في بيروت والتقيت بالدكتور عبد اللطيف حسين حمدان الأخصائي بأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ، وجراحة العنق والتجميل كان ذلك في ٦/ ١٢ / ٢٠١٢ وقد أرسلني الى تصوير وأشعة جديدة ، فذهبت الى مركز المشرق للتشخيص الطبي في جنوب لبنان مدينة صور هناك التقيت بالدكتور خليل الحسيني ، وقد أكد وجود الحصاة في نفس المكان وقال هذه الحالة يندر ان تتكرر . رجعت الى بيروت والتقيت بالدكتور عبد اللطيف حسين حمدان وبعد الاطلاع قال ياشيخ سوف أرسلك الى من هو أكفأ مني وأفضل في هذا التخصص عليك بمراجعة البرفسور ( روجيه مكربل ) وكان من الديانة النصرانية ، وبالفعل التقيت به في ١٩/ ١٢ /٢٠١٢ المصادف يوم الأربعاء ، وبعد اطلاعه على التقارير التي ملأ جعبتي قال لي اعلم ان هذه العملية هي من تخصصي ولكن لا يوجد لدي اجهزة تحدد الأعصاب ، والجامعة الامريكية تنتظر هذه الأجهزة وربما سوف تصل بعد ثلاثة أشهر وأعطاني رقم هاتفه الشخصي وقال لي اتصل بي لاحقا ، والى الان لم تتجهز الجامعة بمثل هكذا اجهزة !!!.
رجعت الى العراق وكلي أمل بالله تعالى وبعترته الهادية عليهم السلام ان اجد الطريق بالعلاج والشفاء ، وفي يوم السبت المصادف ٢٢/ ٣/ ٢٠١٤ ذهبت الى مرقد السيدة شريفة بنت الحسن طبيبة المعلولين ونذرت لها نذرا ووقفت في مرقدها وقلت لها سيدتي لا اعلم باي لغة يتكلم هؤلاء الزوار؟ ، وبأي عبارات يطلبون منك حوائجهم وإنتي تقضينها ؟ ارجوك تفضلي على هذا العبد ( بتخفيف الألم ) طلبت ذلك من شدة الورم والألم الذي أخذ يفتك بي ، وذهبت في نفس اليوم الى الطبيب علا ء حسين بحر وقال لي نحتاج ان نشكل فريق عمل ولجنة خاصة حتى نضع لك الحل وارسلني الى عيادة الأشعة والسونار الدكتورة أمال العبايجي دبلوم اختصاص بالأشعة والسونار وبعد اللقاء بها وقد تم التشخيص حذرتني بعدم التسرع في اجراء العملية والسفر وتشجيعي الى السفر الى الهند . رجعت الى بيتي ونمت في فراشي واخذتني العبرة وخرجت تلك الدموع الساخنة وقد انخفض صوتي ووصلت الى حالة لا أقوى على القيام بحيث حتى العقاقير والأدوية كنت اشعر بعدم تأثيرها فتذكرت كلام الطبيب حينما قال نحتاج الى تشكيل فريق ولجنة في وضع حل لهذه العملية.
قلت في نفسي لماذا لا نحن المؤمنون ان نقوم بتشكيل فريق عمل ونعمل المستحيل ونتفوق على هذا الفريق العاجز والضعيف وهم الأطباء فكانت السيدة الوالدة الكريمة على راس ذلك الفريق وكذلك الأخوة والأخوات ، ومن حسن الحظ لدي ان الشيخ خالد الهلالي دام عزه كان معي طيلة فترة المرض وكان شاهدا على كلام الأطباء فكان له الدور الكبير في هذا الفريق الإيماني فذهب الى مرقد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، وقد اجهش بالبكاء تحت القبة المباركة وقال له بوضوح العبارة سيدي لم أقصدك لحاجة خاصة بل من اجل شفاء الشيخ محمد السمناوي فلم يقصر مع الشيخ وكذلك ارحامه في ذلك اليوم ، وكررت توسلي بالسيدة شريفة بنت الامام الحسن عليها السلام وكانت امي عند راسي تضع ( حب الدبج ) حبوب سوداء توضع على أماكن الورم من اجل تسكين الآلام وتكون مادة لسجة يصعب زوالها فدخلت الحمام وأخذت اعمل المساج للفك الأيمن وأقوم بعملية تمشيطه وبعد إزاله جلست ووضعت يدي على مكان الورم وكانت حرارتي مرتفعة وفجأة وإذا بالحصاة تخرج من داخل الفم مع كمية كبيرة من الدماء والقيح والسائل اللعابي الجامد ومباشرة انطلق لساني وقلة حرارتي وزال المرض وفي اليوم التالي ذهبت الى الدكتور علاء حسين بحر عندما وقع بصره علي قال لماذا لم تأتي ياشيخ الى الفريق الذي كان ينتظرك في مدينة الامام الحسين الطبية ؟؟ كانت بلهجة غضب ونبره مرتفعة . قلت : له جرت لدي ظروف لم استطع القدوم وشكرا على هذا الاهتمام . فقلت : لدي سؤال أيها الطبيب : هل يمكن ان تخرج الحصاة من الداخل ؟ فقال يستحيل ذلك لا يمكن إطلاقا . والدليل : انك قمت بإجراء عملية من الداخل على يد الجراح الدكتور علي عبد الجبار وكذلك السونار يؤكد ذلك أيضاً ! قلت : له قد خرجت الحصاة من الداخل بفضل الله تعالى وعناية اهل بيته الأطهار عليهم السلام . فقام الطبيب فزعا وكيف ذلك ؟ قلت له قمنا بتشكيل لجنة وفريق عمل إيماني وحملة بالدعاء والأذكار والزيارات وتكرار سورة الفتح واسم يافتاح مع خلطة من ماء زمزم وتربة الامام الحسين عليه السلام تحت عناية مدينة الطب العلوية بإشراف السيدة شريفة بنت الحسن ع والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا .
الشيخ محمد السمناوي