اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- التغيير الجوهري!..
إن الهدف من المجالس الحسينية، هي أن يخرج الإنسان بتغيير جوهري في ذاته، وإلا فالذي يدخل الحمام ثم يخرج وآثار الدرن مازالت على بدنه، يُعلم بأنه لم يستحم أو لم ينتفع من دخوله؛ لأن حاله قبل الدخول هي ذاتها بعد الخروج.. فدخول الحمام ليس مطلوباً في حد ذاته، بل إنه يستلزم التخلص من الأدران العالقة بالبدن.. فالذي تمر عليه المواسم العبادية في شهر محرم وصفر، وفي موسم رمضان والحج.. دون أن يلمس تغييراً في هذه الروح -والتي شأنها أعلى وأسمى من ذلك البدن- ولم يطهرها من الشوائب والعوالق، مثله كمن يتناول دواءً طلباً للاستشفاء ولكن لا يجده مؤثراً.. والسبب في ذلك أنه على شكل الدواء، وليس هو الدواء نفسه؛ وإلا كان مؤثرا.. فمن انتفاء الأثر نعلم أن المؤثر ليس هو الحقيقي.
2- راعي الأمة!..
إن البعض قد يتعذر بعدم وجود الدليل والمرشد، والحال بأن صاحب الأمر (ع) في كل عصر هو المسؤول والراعي لهذه الأمة، وهدفه تنمية القابليات.. نحن نعتقد أن الإمام الحسين (ع) وصل إلى قمة السفر، وأخذ بيد أصحابه، وآخر قابلية نماها، هي قابلية الحر بن يزيد.. فهو بنظرة ملكوتية ولائية أنقذه مما هو فيه، وإلا فإن الحياة التي أمضاها الحر في جهاز الظالمين لم تكن تخوله لهذه النقلة، ولكن يقال بأن الذي جعله يترشح لكرامة ونظرة إمام زمانه، هو صلاته مع الإمام (ع)، واحترامه لمولاتنا فاطمة الزهراء (ع) عندما قال له الإمام: ثكلتك أمك!.. وإذا به يستنكف أن يرد بالمثل وإمامه ابن فاطمة (ع).. فالحر الذي كان قائد جيش يقاتل إمام زمانه، والذي أرعب قلوب الهاشميات، رأى فيه الإمام الحسين (ع) القابلية، ونمى هذه القابلية بدعائه وبحركته وبقوله.. ومن المعلوم أن صاحب الأمر هو وارث الحسين (ع)، ونحن عندما نقول: (السلام عليك يا وراث أبا عبد الله) مخاطبين إمام زماننا، فعلينا أن نعرف أن هذه الوارثية ليست من ناحية الثأر لدمه فحسب!.. إنما ملكات الأئمة وكل ما يقال عن المعصومين، كلها مجتمعة في إمام زماننا (ع)، وهو راعي هذه الأمة.. فإذن، المهم على الإنسان أن يبدي صدقه ويثبت حسن نيته.
3- السفينة الشراعية!..
لاشك أن الاستماع للمواعظ التي تلقى هذه الأيام والليالي في مجالس أهل البيت (ع) -وبالأخص في العشرة الأولى- يختلف عن باقي الأيام والليالي؛ إذ أن معها دفعا من عالم الغيب، كالسفينة الشراعية التي تبحر في البحر، ولكن الأمواج والهواء تدفعها إلى الإمام.. ومن الملاحظ -هذه الأيام- وجود حالة العطش لتقبل المعارف والمعاني الإلهية، وهذه ظاهرة غير طبيعية، فالمجالس -بحمد الله- تزداد في كل سنة، والجمهور يزيد بشكل ملفت، وهذه -إن شاء الله- من علامات البشرى لظهور إمامنا (عج)، حيث أصبحت القلوب تقبل على أهل البيت (ع) وعلى الإسلام الصحيح.
4- الوضوح الفكري!..
إن الإيمان حالة انكشاف الرؤيا الباطنية لهذا الوجود.. حيث أن هناك فرقا بين إنسان يعتقد الوجود لله -عز وجل- من خلال قانون العلية؛ أي لكل علة معلول، فللكون علة، وعلة الكون هو رب العالمين، حتى الطفل يفهم هذهِ المعادلة.. وبين من يعيش حالة الوجود الإلهي، وهو برهان الصديقين!.. نعم، المؤمنون المتقون إيمانهم بالغيب هكذا؛ كما قال الإمام علي (ع): (وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم).. فرقٌ بين من يعتقد بكلام الأنبياء حول جهنم، وبين من يستمع زفير جهنم في أصول أذانه.. ومن هنا فإن العمل الواحد قد يصدر من فردين مختلفين: أحدهما لهُ علاقة متميزة مع رب العالمين، فإن هذا العمل الواحد يكتسب قيمة كبرى، قياساً إلى طرفٍ آخر.. الدليل على ذلك أصحاب سيد الشهداء الذين إلى يومنا هذا نخاطبهم: (بأبي أنتم وأمي)، (طابت الأرض التي فيها دفنتم)، (يا ليتنا كنا معكم)!.. أصحاب سيد الشهداء قتلوا، والكثيرون طوال التاريخ قتلوا أيضاً في سبيل الله؛ ولكن لا نقدسهم هذا التقديس، فقط نقول: فلان مات شهيداً، أو قتل شهيداً، لأن الوضوح والرؤيا التي كانت عند أصحاب سيد الشهداء، كانت رؤيا متميزة.
5- اللون الموحد!..
إن اللون الموحد الذي يجمع بين كل ألوان نشاطات الأئمة (ع) في حياتهم المباركة، هي تلك السمة التي كانت في حياة النبي الأكرم (ص)، وهي سمة العبودية.. إن الإمام -الذي هو حجة الله على خلقه في كل عصر- يمثل أعلى صور العبودية لله -عز وجل- في كل شؤون الحياة.. نحن نلاحظ من خلال سيرة الأئمة (ع)، أنه ما تركوا فرصة من الفرص، إلا وبينوا فيها العبودية لله عز وجل بكل صورها.. في سيرة أصحاب الحسين (ع): في ليلة عاشوراء وفي يوم عاشوراء، كان الجو جوا قتاليا، وجو حماس، وجو استشهاد، فقد يضعف أو يفتر فيه الجانب العبادي الفردي.. ولكن نلاحظ أن هذه السمة كانت متجلية بشكل واضح، من خلال عبادتهم المكثفة في ليلة عاشوراء، فكان لهم دويّ كدويّ النحل، بين قارئ للقرآن ومصلٍ.. والحسين (ص) من أبرز حركاته في يوم عاشوراء، صلاة الحرب وصلاة الزوال، فقد قتل (ع) بعد أن صلى صلاته؛ ولا شك أن الإقبال القلبي والتركيز الذي كان فيه سيد الشهداء (ع) في يوم عاشوراء، ما كان أقل من تركيزه وهو في حرم جده، أيام كونه في المدينة آمناً.
6- تقليص الغفلة!..
إن عطاء الموسم أو عطاء المجلس عطاء مرحلي آني.. كم أقمنا في محرم وصفر من مجالس، وكم اشتركنا وبكينا وندبنا و...الخ!.. هذا جهد مشكور ومجزيٌ عليه، ولكن الآن لو نظر الإنسان إلى نفسه، فإنه لا يمتلك من عطاء الموسمين، ما يكون معه إلى طوال السنة.. عطاء الموسم هو أن يعيش الإنسان حالة من حالات التذكر المستمر، والمعية الإلهية الدائمة، وأن يتأسى بأئمة أهل البيت (ع) وبالنبي المصطفى (ص)، وألا يغفل عن ذكر الله -عز وجل- قدر الإمكان.. نحن لا ندعو إلى الذكر الدائم، فريما لا يتحقق هذا الشعار في حياتنا، وإنما إلى تقليص الغفلة إلى أدنى مستوياتها الممكنة، فإن هذه ثمرة كبيرة من ثمار مواسم أهل البيت (ع).. وعليه، فإنه ينبغي للذي يشارك في المناسبات الفرحية أو الحزينة، أن يستمع جيداً إلى الكلام النافع.. فإن الذي يمكن أن يؤثر في مسيرته الحياتية، أن يستمع إلى سنة وسيرة المعصوم -الإمام الذي كان خليفة الله في زمانه-، ويحاول أن يطبق ذلك في حياته ما أمكنه ذلك.
7- ابتكار الأساليب المثيرة!..
إن المجلس الذي يقام في قرية من القرى، غير المجلس الذي يقام في عاصمة أوروبية مثلاً؛ فلكل بلد ولكل بيئة ولكل زمان خصوصيات.. لذا، علينا أن نبحث عن الأداة المناسبة، لإيصال الفكرة إلى نفوس الغير، وعلى الخصوص الشباب.. نلاحظ أن الجهات التي تريد تذويب الكيان الإسلامي؛ تستغل حتى الأفلام المتحركة لزرع بعض الأفكار.. ونحن أيضاً لابد أن نكتشف الأساليب الجديدة، في إيصال الفكرة المؤثرة إلى نفوس الناشئة.. نحن مشكلتنا الشباب والناشئة، وإلا كبار السن لهم دربهم الثابت في الحياة؛ فلابد أن نبتكر الأساليب، من أجل جذب الناشئة والشبيبة المؤمنة إلى طاعة رب العالمين.
8- بين المقدمة والنتيجة!..
إن إبداء الشوق والتشبه بالمحبين، هذا ليس حباً.. ولهذا يقول البعض في الرواية المعروفة: (أحب الله من أحب حسيناً): جعل الله -عز وجل- حب الحسين لوحده من موجبات الحب الإلهي.. حيث يُعلم من خلال المسانخة بين المبتدأ والخبر، بين المقدمة وبين النتيجة، بين الصدر وبين الذيل.. أن هذه المحبة محبة مؤثرة، تلك المحبة البليغة المؤثرة في تغيير السلوك، كما ذكره القرآن الكريم: {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.. فإذن، (أحب الله، من أحب حسيناً) أي اشتاق إليه، وأحبه المحبة التي توجب الإتباع.. ومن الطبيعي إذا اجتمع حب الحسين مع العمل برسالة الحسين، وما جاء به جد الحسين؛ كان ذلك كافياً لأن يحب رب العالمين ذلك العبد الذي أحب الحسين بشرطه وشروطه.. وحب الله للعبد؛ من أسباب النجاة، ودخول الجنة.
9- تأديب المؤمن!..
إن المؤمن أكثر الناس ابتلاء: فحياته حياة فقر، ومشاكل عائلية، ونكبات دراسية، وأمراض نفسية؟.. وذلك لأن رب العالمين يريد أن يؤدب المؤمن، لأنه سفير الله في الأرض.. فالإنسان عندما يرتدي السواد أيام عاشوراء، أي أنه يقول: أنا حسيني الانتماء.. ولذا، فإنه عندما يعصي الله بهذا الثوب، فينظر إلى امرأة وهو في حداد، فإن رب العالمين لا يؤخر العقوبة له.
10- نجم عاشوراء!..
إن نجم عاشوراء يتألق دائما، ونعتقد أن الحركة الحسينية ستزداد تألقاً في العالم على مرور الأيام.. فالدم الحسيني هو الذي يمد هذا الطريق بعوامل الثبات والاستقامة، حيث الفناء في الله ولله وبالله وإلى الله -تعالى- أخيراً، ويقوي هذا الدرب على مر الأجيال، وهو الذي حفظ الإسلام، وإلا لتعرض للتحريف كما هو في بقية الأديان الأخرى.
11- أبواب الخلود!..
إن من بركات هذا الدين وهذا الخط المبارك، أنه هيأ لنا الأرضية العاطفية.. فتح أبواب الخلود من خلال ما جرى عليهم من المصائب، لينفذ الإنسان من بوابة القلب إلى مدينة الفكر.. فلولا حركة الإمام الحسين -عليه السلام- والدماء المراقة في أرض الطف، لما تجمع المؤمنون تحت سقف واحد -قبة سيد الشهداء (ع)- في شرق الأرض وغربها.. وعليه، فلابد أن نستثمر هذه الجلسات المباركة التي دعا لها الإمام الصادق (ع).
12- مفهوم النصر!..
إن البعض يحصر مفهوم النصر بالقضاء على الخصم عند المواجهة، والحال أن للنصر مفهوما أوسع من ذلك بكثير.. فإن بقاء القيم التي ضحى صاحبها من أجلها، لهو أكبر دليل على النصر.. وهذه هي رسالات الأنبياء والأوصياء نابضة بشعار التوحيد، رغم ما جرى عليهم من صنوف الأذى.. فها هو الحسين (ع) الذي تشابهت نهاية حياته الكريمة، مع نهاية حياة يحيى بن زكريا (ع) يقول: (من هوان الدنيا على الله عز وجل، أن رأس يحيى بن زكريا، أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل).. ولكن الله -تعالى- كرمه في القرآن بتكريم منقطع النظير حينما قال: {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}.
13- الزاوية الاجتماعية للعبادة!..
لئن كانت العشرة الأخيرة من شهر رمضان، محطة تركيز على العلاقة الخاصة مع رب العالمين، من الزاوية الفردية للعبادة.. فإن العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، تمثل محطة تركيز أيضا على تلك العلاقة من الزاوية الاجتماعية للعبادة؛ تأسيا بسيد الشهداء (ع) الذي مارس أرقى صور العبودية لرب العالمين، من خلال استنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة، مجسدا بذلك شعار إحياء الخلق، لأنهم عباد الله.. وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.
14- النتيجة الطبيعية!..
إن حق الحسين (ع) عظيم على الأمة جمعاء، لأنه أحدث بشهادته هزة عنيفة أيقظت الأمة من سباتها.. وأي سبات أعظم من أن يستبدل خير الخلق إلى الله -تعالى- في زمانه، بشارب الخمور ومستحل الحرمات زاعما أمرة المؤمنين!.. وما آل إليه أمر الأمة، كان نتيجة طبيعية لمخالفة المنهج الرباني، الذي رسمه الله -تعالى- للأمة يوم الغدير.
15- التجانس!..
إن من أعظم وظائف المحبين في هذه الأيام، هو تجسيد الحب، لا من خلال مظاهر العزاء فحسب، بل من خلال الترجمة العملية لهذا الحب!.. إذ أن الحب ما هو إلا التجانس بين المحب والمحبوب، وهذا التجانس لا يتم بالدعوى المجردة، بل بمحاولة التقريب بين الذات المحبة والذات المحبوبة في الصفات والملكات.. وأعظم قربان يقرب إلى الله -تعالى- في هذه الأيام، هو نفي إنية النفس الأمارة: اجتثاثا لملكة خبيثة، أو إقلاعا عن منكر نعكف عليه.
16- المشاطرة!..
إن البكاء على سيد الشهداء (ع) يعتبر مشاطرة لجميع الأنبياء والأوصياء في تأثرهم بمصيبة الحسين (ع).. إذ لم يتحقق على وجه الأرض منذ أن خلق آدم (ع)، كارثة جامعة لكل صور المصيبة في: النفس، والعيال، حتى في الطفل الرضيع كمصيبة الحسين (ع).. ومن المعلوم أن هذه الظلامة قائمة، لأنه لم يتحقق القصاص منها قبل خروج القائم (ع).. ومرور الليالي والأيام، لا يخفف ثقل هذا الرزء الجلل الذي اقشعرت له أظلة العرش قبل أركان الأرض.. ولا ننسى أن صاحب دعاء عرفة بعرفانه البليغ لرب العالمين، هو الذي وطأته الخيل بحوافرها، وترك على رمضاء نينوى بلا غسل ولا كفن!..
17- الفناء في الله عز وجل!..
إذا أردنا أن نصف ما جرى في كربلاء بعبارة موجزة، فإن خير ما يقال في هذا المجال: أن الذين حضروا تلك الواقعة، لم تبق لهم ذوات حاكمة في قبال مرضاة الله سبحانه وتعالى.. وهذا هو مقام الفناء في الله، الذي طالما طرحه القوم نظرية في عالم التصور، إلا أنها تحققت على صعيد كربلاء في فتية صدقوا ما عاهدوا الله -تعالى- عليه.
18- عدم اليأس!..
إن الذين ضحوا بأرواحهم فداء للإسلام مع الحسين (ع) كانوا من شرائح مختلفة.. فمنهم من هو قديم العهد في الوفاء لرب العالمين: كحبيب بن مظاهر، ومنهم من هو جديد العهد بالهداية: كالحر بن يزيد.. ولكن العاقبة كانت واحدة، ألا وهي الاستقرار في مقعد الصدق عند مليك مقتدر، مما يدفع أحدنا لعدم اليأس مهما غرق في بحر المعاصي، فإن الأمور بخواتيمها.
19- دور الإمام!..
إن دور الإمام في قيادة الأمة يتجلى من خلال واقعة الطف أيضاً.. فإن النفوس الصالحة من أصحابه الميامين، لم تكن لتصل إلى ملكة الرشد والكمال الفعلي؛ إلا من خلال رعايته وتربيته الروحية والعقائدية.. وهكذا لو ثنيت الوسادة للمعصوم (ع) في الأمة، لحوّل الطاقات الكامنة فيها إلى ملكات فعلية، تتجلى في التضحية والإيثار في سبيل المبدأ.. ومن هنا يشتد أسفنا لما وقع من الظلامة على أوصياء النبي (ص) بتنحيتهم عن هرم الهداية والإرشاد بشتى صور الظلم.
20- صرخة مدوية!..
إن الأرض طوال التاريخ، شهدت أنواعا من الحضارات قامت وأخرى اندثرت، وهذه هي السياسة الإلهية في الأرض، إذ أن الأيام –كما ذكرها القرآن الكريم– يداولها بين الناس، ويدفع الناس بعضهم ببعض!.. فلا ينبغي الركون لليأس، عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل، منذ أن خلق الله -تعالى- آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة، ومن كان يصدق أن تصل صرخة الحسين (ع) يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ؟!..