{ يــا زَين اَلعَــابديــنٓ ..4 }
إن النبي (ص) وآله هم مظهر الصلاة الخاشعة، لذا نحن نتوسل بِهم؛ لأنهم أقرب الناسِ إلى اللهِ عزَ وجل، ففي كُلِ عَصر هناك إمام، إمام ذلكَ العَصر هو أقربُ الناسِ إلى رَب العالمين، بَلغ الذروة في العبودية..
،
وهذه الرواية تدل على مدى انقطاع الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند الصلاة بين يدي الله سبحانه وتعالى
،
فقد روي عنه أنه (كان (عليه السلام) قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (عليه السلام) -وهو طفل- إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر
فسقط فيها، فنظرتْ إليه أمّه فصرختْ وأقبلتْ نحو البئر، تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا بن رسول الله!..
غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت -حزناً على ولدها-:
ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟!.
،
فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنُال إلا برشاء (أي حبل) طويل، فأخرج ابنه محمداً (عليه السلام) على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء
فقال: هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله!..
،
فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله (عليه السلام): يا ضعيفة اليقين بالله..
،
فقال (عليه السلام): لا تثريب عليك اليوم!..
لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!.
الدرس العملي :
1- التحمل..
إن البعض قد لا يتحمل الإهانات من الغَير، ولكن الإهانة إذا صَدرت، على المؤمن أن يحاول معالجتها، فالطرق مختلفة: تارةً بالمواجهة، وتارةً بالصبر، وتارةً بالصمت..
فهذه المرأة خاطبت الإمام (عليهِ السلام) بعبارة قاسية، ولكن انظروا إلى جواب الإمام!..
قال: (هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله)!..
ثم قال (عليه السلام): (لا تثريب عليك اليوم)!..
-فقهياً: لو أنَ هذهِ الحادثة وقعت أمام إنسان عادي، فإنه يفترض به أن يقطع صلاته لإنقاذ الولد-.
2- التوجه..
إن الإمام (عليهِ السلام) قالَ كلمة جميلة، هذهِ الكلمة تنفعنا في كُلِ فريضة، لو كتبت هذهِ العبارة في محرابِ الصلاة، فالأمرُ في محله..
قال: (لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه؛ لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!..
عندما يصلي الإنسان وهو يفكر في كُلِ رَطبٍ ويابس، فإن رَب العالمين في هذهِ الحالة يميلُ بوجههِ عن ذاك المصلي..
،
فالعبد -وهو الفقير- الذي يصرف وجهه عن الله عز وجل؛ رَب العالمين -وهو الغني- يميل بوجهه عنه..
وعندما يصرف رَب العالمين وجههُ عَن العبد؛ فمن سيرحمه بعدَ ذلك؟..
3- الخشوع..
إن البعض يرتاح إلى كون الخشوع غير واجب، بل أمر مُستحب، لذا فهو يصلي صلاته، دون الاهتمام بمسألة الخشوع.. صحيح أن هذه الصلاة مُجزية؛ ولكن ما هذهِ الصلاة؟!.
،
قال الراوي: "رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي، فسقط رداؤه على أحد منكبيه، فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسألته عن ذلك فقال (عليه السلام): (ويحك!.. بين يدي مَن كنت؟.. إنّ العبد لا يُقبل من صلاته إلاّ ما أقبل عليه منها بقلبه)"..
،
البعضُ يُصلي ويفكرُ في الأمور القبيحة، يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وهو يتخيلُ الحرام؛ ما هذهِ الصلاة؟!.
أو لا يخشى من الإنتقام الإلهي؟!.
[ #نورانيات_الشيخ_حبيب_الكاظمي ]
إن النبي (ص) وآله هم مظهر الصلاة الخاشعة، لذا نحن نتوسل بِهم؛ لأنهم أقرب الناسِ إلى اللهِ عزَ وجل، ففي كُلِ عَصر هناك إمام، إمام ذلكَ العَصر هو أقربُ الناسِ إلى رَب العالمين، بَلغ الذروة في العبودية..
،
وهذه الرواية تدل على مدى انقطاع الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند الصلاة بين يدي الله سبحانه وتعالى
،
فقد روي عنه أنه (كان (عليه السلام) قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (عليه السلام) -وهو طفل- إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر
فسقط فيها، فنظرتْ إليه أمّه فصرختْ وأقبلتْ نحو البئر، تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا بن رسول الله!..
غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت -حزناً على ولدها-:
ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟!.
،
فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنُال إلا برشاء (أي حبل) طويل، فأخرج ابنه محمداً (عليه السلام) على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء
فقال: هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله!..
،
فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله (عليه السلام): يا ضعيفة اليقين بالله..
،
فقال (عليه السلام): لا تثريب عليك اليوم!..
لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!.
الدرس العملي :
1- التحمل..
إن البعض قد لا يتحمل الإهانات من الغَير، ولكن الإهانة إذا صَدرت، على المؤمن أن يحاول معالجتها، فالطرق مختلفة: تارةً بالمواجهة، وتارةً بالصبر، وتارةً بالصمت..
فهذه المرأة خاطبت الإمام (عليهِ السلام) بعبارة قاسية، ولكن انظروا إلى جواب الإمام!..
قال: (هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله)!..
ثم قال (عليه السلام): (لا تثريب عليك اليوم)!..
-فقهياً: لو أنَ هذهِ الحادثة وقعت أمام إنسان عادي، فإنه يفترض به أن يقطع صلاته لإنقاذ الولد-.
2- التوجه..
إن الإمام (عليهِ السلام) قالَ كلمة جميلة، هذهِ الكلمة تنفعنا في كُلِ فريضة، لو كتبت هذهِ العبارة في محرابِ الصلاة، فالأمرُ في محله..
قال: (لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه؛ لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!..
عندما يصلي الإنسان وهو يفكر في كُلِ رَطبٍ ويابس، فإن رَب العالمين في هذهِ الحالة يميلُ بوجههِ عن ذاك المصلي..
،
فالعبد -وهو الفقير- الذي يصرف وجهه عن الله عز وجل؛ رَب العالمين -وهو الغني- يميل بوجهه عنه..
وعندما يصرف رَب العالمين وجههُ عَن العبد؛ فمن سيرحمه بعدَ ذلك؟..
3- الخشوع..
إن البعض يرتاح إلى كون الخشوع غير واجب، بل أمر مُستحب، لذا فهو يصلي صلاته، دون الاهتمام بمسألة الخشوع.. صحيح أن هذه الصلاة مُجزية؛ ولكن ما هذهِ الصلاة؟!.
،
قال الراوي: "رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي، فسقط رداؤه على أحد منكبيه، فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسألته عن ذلك فقال (عليه السلام): (ويحك!.. بين يدي مَن كنت؟.. إنّ العبد لا يُقبل من صلاته إلاّ ما أقبل عليه منها بقلبه)"..
،
البعضُ يُصلي ويفكرُ في الأمور القبيحة، يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وهو يتخيلُ الحرام؛ ما هذهِ الصلاة؟!.
أو لا يخشى من الإنتقام الإلهي؟!.
[ #نورانيات_الشيخ_حبيب_الكاظمي ]