حكم ووصايا للعارف الفقيه ــ الشيخ محمد تقي بهجت(قدس سره)ـــ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ــ إن صاحب العصر عليه السلام هو عين الله الناظرة، وأذنه السامعة، ويده المبسوطة، ولسانه الناطق.
ـــ لا يشترط التقابل والمحاذاة في لقاء الإمام عليه السلام فهو أينما كان، له إشرافه على الأرضين السفلى والسموات السبع وما فيهن وما بينهن.
ـــ إن سبب غياب الإمام عنا، هو: أنفسنا وأعمالنا!.. والذين يستقيمون- في إيمانهم زمان الغيبة - لهم ألطاف وعنايات خاصة.
ـــ ليس من اللازم أن يسعى الإنسان للتشرف بزيارة مولاه زمان الغيبة، بل من الممكن أن تكون ركعتان مع توسل بأئمة الهدى عليهم السلام خيرا من ذلك التشرف.
ـــ إننا في معرض الغرق في بحر الحياة الدنيا، ومن هنا لزمت عناية ولي الأمر عليه السلام لنصل سالمين إلى برّ الأمان، ولكن لا بدّ لنا من الاستغاثة به ؛ ليبيّن لنا السبيل ، ويصحبنا معه إلى بلوغ المراد.
ـــ كثيراً ما اتّفقت عناية الإمام عليه السلام لمحبّيه وشيعته في زمان الغيبة ، إذ إن باب اللّقاء والحضور ليس مسدوداً بالكليّة، بل إنّ أصل الرؤية الجسمانية ممّا لا يُنكر.
ـــ مع اعتقادنا بوجود وليّ هو عين الله الناظرة، فهل يمكن لأحدنا الفرار من نظر الله تعالى ليعمل ما يريد، أو هل أعددنا جواباً لمثل هذا في يوم غد؟..
ـــ إننا - رغم غيبة الإمام عليه السلام والحرمان من فيض حضوره الشريف - نعلم ما يطابق أو يخالف طريقته الإلهية، فكما ندخل عليه السرور ولو بسلام يسير، فإننا أيضاً ندخل عليه الحزن عند المخالفة والعصيان.
ـــ لقد ذكرت العلامات الحتمية وغير الحتمية لظهوره الشريف، ولكن لو أخبرنا مخبر عن ظهوره غداً، فلا أستبعاد لمثل هذه الأخبار، وذلك لإمكان تحقّق البداء في بعض علامات الظهور، كما أنه من الممكن تحقّق بعض العلامات الحتمية مقارنة لظهوره الشريف.
ـــ كم هي شفقة ولي الأمر (صلوات الله تعالى عليه)؛ فإنه أرأف بنا عند الإستغاثة به من آبائنا وأمهاتنا!..
ـــ لقد كنا إلى الآن نبشّر الشباب بإدراك دولته الكريمة، ولكننا الآن نبشّر الكهول بذلك أيضاُ.
ــ إن الأهم من الدعاء لتعجيل الفرج، الدعاء لبقاء الإيمان، وثبات القدم في طريق العقيدة، وعدم إنكار حجته إلى حين ظهوره.
ــ إننا نرى - مع الأسف - ذهاب البعض إلى مسجد جمكران لتحقق الحوائج الخاصة؛ ناسين طلب المولى منهم الدعاء لتعجيل فرجه الشريف.
ـــ لابدّ لكلّ واحد منّا أن يفكّر بطريقة للارتباط بولي أمره، ليجد الطريق إلى الفرج ولو لشخصه، سواء قَرُب زمان الظهور أو صار بعيداً.
ـــ إن كل مكان يتواجد فيه الإمام الحجة عليه السلام هو المكان الأخضر، والجزيرة الخضراء هي قلب العبد المؤمن الذي لو وجد؛ لتفقده الإمام عليه السلام.
ـــ إن القلوب أصبحت خالية من نور الإيمان والمعرفة، ولو صار القلب عامراً بالإيمان والمعرفة، فأنا ضامن وقوف الإمام الحجة عليه السلام إلى جانب ذلك القلب.
ـــ من أراد أن ينتظر الفرج من أجل الله تعالى وفي سبيله؛ فهو المنتظر واقعاً!.. لا من أراد الانتظار؛ تحقيقاً لحوائجه الخاصة.
ـــ لو أردنا العمل بقطعيات الدين ويقينياته، فلا بدّ من مراقبة أنفسنا - وقت النوم - لنعلم: أي الأعمال التي ترضي إمام زماننا ، وأيًّا منها تسخطه؟!..
ـــ نعم، إنه يسقي عشّاق الجمال ماء الحياة وجرعة الوصال!.. وهل نحن عطاشى المعرفة، وطلاب الوصال؟!.. أوَليس الإمام عليه السلام هو الساقي لماء الحياة؟!.. أوَليس من همومه إغاثة الملهوفين في العالم؟..
ـــ لو أصلحنا أنفسنا فإنهم عليهم السلام يتوجّهون إلينا، ولا داعي لأن نرهق أنفسنا في البحث عنهم.
ـــ إذا لم نقوِّ الارتباط بصاحب الأمر، فإن أمورنا لا تصل إلى خير، وقوة الارتباط به عليه السلام متوقف على إصلاح النفس.
ـــ روي أنه في آخر الزمان يهلك الجميع، إلا من كان يدعو لفرج مولاه، وكأنّ هذا الدعاء نوع ارتباط بالمدعو له ، وهذا بنفسه مرتبة من مراتب الفرج.
ـــ إلى متى نقول ونكرّر: أن للإمام الحجة عليه السلام مسجداً في قلب كل شيعي؟!..
ـــ إن كل واحد منا يفكّر في حوائجه الشخصية، ولا يبالي فيما نفعه يصل إلى الجميع، وهذا من أهم الضروريات!..
ـــ إن ذنوبنا وأعمالنا جعلت الإمام عليه السلام هائماً على وجهه خائفاً مترقباً.
ـــ إن على كل من يذهب إلى مكان مقدس - كمسجد جمكران - أن يطلب ما هو من أعظم الحاجات عند واسطة الفيض، أعني نفس فرجه الشريف.
ـــ لا نعلم ما هو موقعنا في ديوان إمامنا (صلوات الله تعالى عليه)، وهو الذي تُعرض عليه أعمالنا في الأسبوع مرتين: يومي الاثنين والخميس.. إننا نعلم إجمالاً أننا لسنا على ما ينبغي أن نكون عليه .
ـــ إن أمر الارتباط بالإمام عليه السلام وتحقق الوصال كفرج شخصي لنا لهو أمر اختياري ؛ خلافاً للظهور الذي يُعدّ فرجاً عامّاً وليس باختيارنا، ومع هذه الأهمية البالغة، فإننا لا نبالي كيف نرتبط به، ونقيم علاقة معه؟!..
ـــ إن أثر الشمس في الوجود هو إنارة الكون ولو من وراء السحاب ، وليُعلم أن أمر الصاحب عليه السلام كذلك : فهو يشعّ بنوره، ولو من خلال سحاب الغيبة.. إننا لا نرى شيئاً، ولكن كان ولا يزال هناك قوم يرون، وإذا ما كانوا يرون ، فإن لهم ارتباطاً به ( صلوات الله تعالى عليه).
ـــ هل يجدر بنا أن ينتابنا الفرح والسرور، والحال أن الحزن يلفّ قلب صاحب الأمر عليه السلام؟!.. أوَهل يحسن أن يكون باكياً؛ ونحن ضاحكون؟!.. فكيف نرى أنفسنا مع هذا كلّه؛ أننا من أتباعه وأعوانه؟!..
ـــ لو أن أهل الإيمان عرفوا ملجأهم الحقيقي والتجأوا إليه، فهل يعقل أن لا تشملهم عنايته المقدسة؟!..
ـــ مع أن باب الوحي والإلهام مسدود علينا ، فإننا لا نتوجّه إلى مَن الباب مفتوح له، والحال أنّ جميع ما نحن فيه - من البلاء المادي والمعنوي - يمكن رفعه بالرجوع إلى هذه الواسطة من الفيض!..
ـــ إن الإمام عليه السلام واجد لأعلى درجات المعرفة والعلم، وأعلى درجات الإسم الأعظم موجود لديه، ومع ذلك فإنه عليه السلام يوصي كل من تشرّف بلقائه - في اليقظة والمنام - بالدعاء لفرجه.
ـــ إن طريق الخلاص من كل أنواع البلاء ؛ هو الدعاء في الخلوات لفرجه الشريف، لا على نحو رتيب ولقلقة باللّسان ؛ بل مع الإخلاص ، وصدق النّية ؛ مقترناً بالتوبة .
ـــ أكثروا من الصلوات على النبي وآله ؛ مهدين ذلك إلى وليّ الأمر؛ مقروناً بالدعاء لتعجيل فرجه الشريف!.. وأكثروا من الذهاب إلى مسجد جمكران، مع القيام بالصلوات التي تؤتى فيه.
ـــ إن علينا - كطلاّب للعلم - التفكير في كيفية إمكانية أن نحظى بإمضائه وتأييده عليه السلام في أمورنا من جهة كيفية : تحصيل العمل، وإتقان العمل.
من كتاب وصال العاشقين