اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(يا مقلب القلوب والأبصار يا مدبّر الليل والنهار، يا محول الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن حال).

إنّ الدنيا دار المتزاحمات والأضداد، ففيها الجميل والقبيح، والنور والظلام، والخير والشر، والحق والباطل، والليل والنهار، والعلم والجهل، والصالح والطالح، وهكذا... وفيها الحسن والسّيء.
والحَسن عبارة عن كل مبهج ومرغوب فيه، أي ما يوجب الإبتهاج والسرور، وترغب وتميل إليه، وهو على أقسام: فإنّه تارة حسن ومستحسن من جهة العقل أي ما حكم به العقل ويسمى بالحسن العقلي الذاتي، وأُخرى ما حسنّه وحكم به الشارع المقدس، يسمى بالحُسن الشرعي، وثالثة يستحسنه الهوى، ورابعة يكون مستحسناً من جهة الحواس الظاهرية. وإشتق من الحسن (الحسنة) وهو يعبر بها عن كل ما سِرَ من نعمة تصل إلى الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها، وهما من الأجناس ذات الأنواع المختلفة ولكل نوع أصناف وأفراد، كالحيوان ذي الأنواع مثل الأسد والفرس والإنسان، وللإنسان أصناف كالغني والفقير وله مصاديق وأفراد كزيد وعمرو.

وذكر في القرآن الكريم بعض أنواع ومصاديق الحسن كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ أي خصب وسعة وظفر ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ أي حدب وضيق وخيبة، وقوله: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ﴾أي من ثواب ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ﴾ أي من عقاب.
ثم الغرق بين الحسن والحسنة والحسنى: أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفاً وإذا كانت دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في محاورات الناس والعرف في المستحسن بالبصر، أي ما يراه البصر حسناً، فيقال: رجل حسن وإمرأة حسناء. وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فإنّه من جهة البصيرة وما يدرك بالقلب كما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ أي الأبعد من الشبهة والشكوك ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ أي كل حسنة ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً﴾ ﴿قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾.

والإحسان يقال على وجهين: أحدهما: الإنعام والإفضال على الغير فيقال: أحسن إلى فلان، والثاني: إ حسان في فعله، وذلك إذا علم علماً حسناً أو عمل عملاً حسناً، ومنه ما قاله أمير المؤمنين علي (ع) (الناس أبناء ما يحسنون) أي منسوبون إلى ما يعملون وما يعملونه من الأفعال الحسنة، والإحسان أعم من الإنعام.
قال الله تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ﴾ وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾، فالإحسان فوق العدل، فإنّ العدل، هو: ان يعطي ما عليه ويأخذ ماله، فيضع الشيء في موضعه من دون إفراط وتفريط فهو الحد الوسط والفضيلة ولكن الإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلّ ممّا له، فهو من الجود والكرم والسخاء، فالإحسان زائد على العدل وكان العدل واجباً والإحسان تطوعّاً ومستحباً، ومنه قوله تعالى ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ (وأدام إليه بإحسان) ولذلك عظم الله تعالى ثواب المحسنين فقال تعالى ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾.


ثم الحسن من الكلّي المشكك ذات المراتب الطولية والعرضية كالنور الحسّي مثل نور الشمس ونور الشمعة وما بينهما من المراتب النورية، فالقرآن الكريم تارة يستعمل (الحسن) وأخرى (الأحسن) وهو من التفضيل ومراتبه لا تعّد ولا تحصى، فإلى ربك المنتهى الحسن في ذاته وصفاته وأفعاله جلّ جلاله، وبذلك يتخلق العبد بأخلاق الله عز وجل، فيأتي بالحسن والأحسن، ثم سبحانه وتعالى تارة ينسب الحسن والأحسن إليه، وأخرى يطالب عبده أن يكون كذلك، وفي مقام الأحسن قال عز وجل: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً﴾ ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ ﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً﴾ ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.

فهو الحسن والأحسن سبحانه وتعالى، وطلب من عباده الحسن والأحسن كذلك فقال عز وجل: 1 ـ ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ . 2 ـ ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾. 3 ـ ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾. 4 ـ ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. 5 ـ ﴿وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. 6 ـ ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. 7ـ ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. 8 ـ ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾. 9 ـ ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. 10ـ ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾. 11ـ ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِي *الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾.

هذا غيض من فيض في الحَسن والأحسن على ضوء القرآن الكريم، وفي بيان وتفسير الآيات الكريمة نعتمد على نباهة القارئ الكريم وخلفيته الثقافية، فأقرء وفكّر ثم إبحث دائماً عن الأحسن في كل شيء وإعمل بما هو الأحسن والأمثل، وإعلم أن الحسن هو العدل وهو الواجب والفرض والأحسن هو الإنسان وهو المستحب وما يؤتى به تطوعاً وعن حبّ وعشق لله سبحانه، فالصلاة تامة بأجزاءها وشرائطها ومقدماتها من الحسن والأحسن فيها أن يؤتى بمستحباتها وترك مكروهاتها فإذا كانت الصلاة فرادى حسناً والأحسن أن يؤتى بها جماعة، ثم الجماعة فيها ما هو الأحسن، فالأحسن والأمثل فالأمثل وهكذا في كل العبادات والأعمال الصالحة والحسنات والخيرات، فسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الأرض والسموات، ومن الله التوفيق والتسديد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

سماحة آية الله السيد عادل العلوي

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يعطيك العافية
ناصرة الزهراء
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الطرح القيم
وفقكم الله بتوفيق وسداد أهل البيت عليهم السلام

في رعاية الله تعالى وحفظه
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
فاطمة هبة الله
فـاطـمـيـة
مشاركات: 39518
اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة فاطمة هبة الله »

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
جزاك الله خير الجزاء وربي يعطيك العافية على الطرح القيم
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام

الْلَّهُمَّ عَجّلْ لِوَلِيِّكَ الْفَرَجَ
اَللّـهُمَّ اكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي اِلَيْهِ

(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))


صورة العضو الرمزية
يا رقية أغيثيني
مشاركات: 7616
اشترك في: السبت إبريل 07, 2012 2:48 pm

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة يا رقية أغيثيني »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شكراً لكِ أختي العزيزة على الطرح المبارك ، وجعله الله في ميزان حسناتكِ .

موفقه يارب
اللهم شافي والدي و ألبسهُ ثوب الصحة و العافية بحق مريض كربلاء
صورة العضو الرمزية
تسبيحة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 24727
اشترك في: الأحد يونيو 01, 2008 1:33 pm

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة تسبيحة الزهراء »

صورة


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)

أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج

خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

Re: الحسن والأحسن علی ضوء القرآن الکریم

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربي يسلمكم من كل شر على المرور وطيب الدعوات
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“