بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♡ سـاعـات المـؤمن♡
ان عليا (ع) يصف حياة المؤمن، وكيف ينبغي أن يقضي وقته!.. يقول (ع):*(للمؤمن ثلاثُ ساعات: ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه، وساعة يَرُمّ فيها معاشه، وساعةٌ يُخلّي بين نفسه ولذّاتها فيما يحلّ ويجمل)..*ليس المراد هنا التقسيم الثلاثي الدقيق؛ إنما أراد أن يقول: أن هناك ثلاثة أنواع من العمل والنشاط، في هذه الحياة الدنيا.
*
(ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه)..*كلامه في منتهى الدقة، قال:*(يُناجي فيها ربَّه)؛ والمناجاة حالة من حالات التواصل، والحديث المؤنس مع من يهواه الإنسان.. فرق بين أن نقول: ساعة يعبد فيها ربه، أو يتلو فيها القرآن مثلا، أو أن نقول:(ساعةٌ*يُناجي فيها ربَّه).. تعبير المناجاة يوحي بحالة من حالات التحليق بعالم واسع، متصل برب العالمين.. وهنيئا لمن تمكن من امتلاك هذه الساعة، ساعة المناجاة مع رب العالمين، وكأنه يراه!.. جل جناب الحق أن يرى بهذه العيون!.. ولكن بعض الناس يصل إلى هذا المستوى الإيماني، الذي يغمض فيها عينه؛ فيرى ربه بقلبه، كما كان علي (ع) عندما قال:*(ما كنت أعبد ربّاً لم أره).
*
(وساعة يَرُمّ فيها معاشه)..*المؤمن موجود فاعل، موجود نشط في المجال الاقتصادي.. وكان رسول الله (ص) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال لأصحابه:*(هل له حرفة)؟..*فإن قالوا: لا، قال:*(سقط من عيني)،*قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟!.. قال:*(لأن المؤمن إذا لم تكن له حرفة يعيش بدينه)..*الكلام في إنسان له تخصص، ولكن لا يسعى لاستثمار هذا التخصص.. وليس معنى هذا: أن الذي لا مهنة له، سقط من عين النبي (ص).. هذا الحديث ناظر إلى إنسان عاطل باطل، لا يسعى في هذه الحياة.
*
(وساعةٌ يُخلّي بين نفسه ولذّاتها*فيما يحلّ ويجمل)..*كلامه (ع) في منتهى الدقة، لم يقل: "فيما يحلّ"، وإلا الحلال في هذه الدنيا كثير.. ولكن لابد من تحقق شرطين في هذه الساعة:
أولاً:*أن يكون التلذذ حلالاً.
ثانياً:*أن يكون التلذذ جميلاً.
فرق بين الحلال وبين الحلال الجميل:كما أن هناك صفحا جميلا، وصفحا غير جميل.. هناك أيضا تلذذ بحلال جميل، وتلذذ بحلال غير جميل.
الحلال الجميل:*هو الذي ينسجم مع مستوى المؤمن، ومع وجاهة المؤمن، فلا يسقطه من أعين الناس.. بعض اللذائذ من الممكن أن يقوم بها الإنسان، ولكن ليست بمستوى ذلك المؤمن.. المؤمن حتى بتلذذه موجود هادف بين يدي الله عز وجل.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)