من كرامات الإمام الباقر(ع) مع الشامي
كان رجل من أهل الشّام يختلف إلى أبي جعفر عليه السلام، وكان مركزه بالمدينة، فكان يختلف إلى مجلس أبي جعفر عليه السلام، يقول له: يا محمّد، ألا ترى أنّي إنّما أغشى مجلسك حياءً منك؟ ولا أقول: إنّ أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم أنّ طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم!! ولكن أراك رجلاً فصيحاً، لك أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلافي إليك لحسن أدبك.
وكان أبو جعفر عليه السلام، يقول له خيراً، ويقول: "لن تخفى على الله خافية".
فلم يلبث الشّاميّ إلّا قليلاً، حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه، وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثّوب، فَأْتِ محمّد بن عليّ عليها السلام، وسله أن يصلّي عليّ، وأعلمه أنّي أنا الّذي أمرتك بذلك.
قال: فلمّا أن كان في نصف اللّيل، ظنّوا أنّه قد برد، وسجّوه؛ فلمّا أن أصبح النّاس، خرج وليّه إلى المسجد، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّ عليه السلام وتورّك - وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه- قال له: يا أبا جعفر، إنّ فلاناً الشّاميَّ قد هلك، وهو يسألك أن تصلّي عليه، فقال أبو جعفر: كلّا، إنّ بلاد الشّام بلاد برد، والحجاز بلاد حرّ، ولهبها شديد،
فانطلق، فلا تعجل على صاحبك، حتّى آتيكم.
ثمّ قام عليه السلام من مجلسه، فأخذ وضوءاً، ثمّ عاد فصلّى ركعتين، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشّمس، ثمّ نهض عليه السلام، فانتهى إلى منزل الشّاميّ، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثمّ أجلسه، ودعا له بسويق فسقاه، وقال لأهله: إملأوا جوفه، وبرّدوا صدره بالطّعام البارد، ثمّ انصرف.
فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى عوفي الشّاميّ، فأتى أبا جعفر عليه السلام، فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الّذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر، وضلّ ضلالاً بعيداً.
قال له أبو جعفر عليه السلام: وما بدا لك؟ قال: أشهد أنّي عهدت بروحي، وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلّا ومنادٍ ينادي، أسمعه بأذني ينادي: وما أنا بالنائم: ردّوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمّد بن عليّ.
فقال له أبو جعفر: أما علمت أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحبّ عمله؟
(أي: يحدث هذا أحياناً، فقد كنتَ مبغوضاً عند الله تعالى، أمّا محبّتك لنا فهي عند الله تعالى مطلوبة).
قال الرّاوي: فصار الشّاميّ بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.
ولم يطق هشام بن عبد الملك هذا الفضل وأمثاله من الإمام الباقر عليه السلام، فدسّ له السمّ.
شبكة المعارف
كان رجل من أهل الشّام يختلف إلى أبي جعفر عليه السلام، وكان مركزه بالمدينة، فكان يختلف إلى مجلس أبي جعفر عليه السلام، يقول له: يا محمّد، ألا ترى أنّي إنّما أغشى مجلسك حياءً منك؟ ولا أقول: إنّ أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم أنّ طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم!! ولكن أراك رجلاً فصيحاً، لك أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلافي إليك لحسن أدبك.
وكان أبو جعفر عليه السلام، يقول له خيراً، ويقول: "لن تخفى على الله خافية".
فلم يلبث الشّاميّ إلّا قليلاً، حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه، وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثّوب، فَأْتِ محمّد بن عليّ عليها السلام، وسله أن يصلّي عليّ، وأعلمه أنّي أنا الّذي أمرتك بذلك.
قال: فلمّا أن كان في نصف اللّيل، ظنّوا أنّه قد برد، وسجّوه؛ فلمّا أن أصبح النّاس، خرج وليّه إلى المسجد، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّ عليه السلام وتورّك - وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه- قال له: يا أبا جعفر، إنّ فلاناً الشّاميَّ قد هلك، وهو يسألك أن تصلّي عليه، فقال أبو جعفر: كلّا، إنّ بلاد الشّام بلاد برد، والحجاز بلاد حرّ، ولهبها شديد،
فانطلق، فلا تعجل على صاحبك، حتّى آتيكم.
ثمّ قام عليه السلام من مجلسه، فأخذ وضوءاً، ثمّ عاد فصلّى ركعتين، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشّمس، ثمّ نهض عليه السلام، فانتهى إلى منزل الشّاميّ، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثمّ أجلسه، ودعا له بسويق فسقاه، وقال لأهله: إملأوا جوفه، وبرّدوا صدره بالطّعام البارد، ثمّ انصرف.
فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى عوفي الشّاميّ، فأتى أبا جعفر عليه السلام، فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الّذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر، وضلّ ضلالاً بعيداً.
قال له أبو جعفر عليه السلام: وما بدا لك؟ قال: أشهد أنّي عهدت بروحي، وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلّا ومنادٍ ينادي، أسمعه بأذني ينادي: وما أنا بالنائم: ردّوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمّد بن عليّ.
فقال له أبو جعفر: أما علمت أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحبّ عمله؟
(أي: يحدث هذا أحياناً، فقد كنتَ مبغوضاً عند الله تعالى، أمّا محبّتك لنا فهي عند الله تعالى مطلوبة).
قال الرّاوي: فصار الشّاميّ بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.
ولم يطق هشام بن عبد الملك هذا الفضل وأمثاله من الإمام الباقر عليه السلام، فدسّ له السمّ.
شبكة المعارف