اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

[align=center]صورة

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

صورة

محبة امام الزمان (عليه السلام) من دواعي الحظوة بلقياه فإذا استطعت أن تقوي محبتك له (عليه السلام) حتى تكون هذه المحبة بالمستوى اللائق بشأنه و بمقامه فانك ستحظى بزيارته و رب قائل هنا يقول : ان محبتنا للامام (عليه السلام) – مهما تضاعفت – لا ترقى لأن تكون لائقة بقمامه العالي الرفيع.



و هذا في نفسه قول صحيح ، لكننا إذا أخلصنا في المحبة (بأن لا يكون موضوعها غير الله سبحانه و امام الزمان ) ، و استجمعنا كل حبنا للآخرين في هم واحد ، و توجهنا به إلى الله (تعالى ) .. فإن هذا الحب يغدو مقبولاً ، كما قيل :



فأن ترد صـحبته وحــــده فانفض يداً من كل شيئ سواه



و من يكتب له الظفر بهذا الحب عليه ألا يصدر عنه أي عمل ينافي أحكام الإسلام . و إذا حدث – و الحالة هذه – أن حظي بلقاء الامام ولي العصر (عليه السلام ) .. فأن هذا اللقاء سيكون من أجل تعديل مسيرة المرء أو نهيه عن المنكر .



مؤلف كتاب ( القصص العجيبة ) ، ينقل عن المرحوم الحاج مؤمن (المعروف بايمانه و تقواه) أنه قال :

في ايام شبيبتي كان شوقي كبيراً إلى لقيا الامام ولي العصر (أرواحنا فداه ) ، فكان لا يقر لي قرار إلا بلقائه . و لقد سلكت – بحثاً عن هذا اللقاء – كل سبيل.



عنّ لي ، في أحد الأيـّام ، أن ألجا إلى الأضراب عن تناول الطعام و الشراب ، و أني لن أكف عن هذا الاضراب إلا برؤية الامام (عليه السلام) .. ( و من المعلوم أن هذا التصميم منبعه قلة المعرفة من جهة ، و شدق الشوق من جهة أخرى).



و مضى يومان و ليلتان دون أن أمس شيئاً من طعام و لا شراب . و في الليلة الثالثة رأيتني مضطراً إلى احتساء جرعة من الماء (في مسجد سردزك) . و بعدها اعترتني حالة من الاعياء كمن يقع مغشياً عليه . في تلك الحالة رأيت الامام بقية الله (أرواحنا فداه) قد حضر، و أخذ يلومني على ما صنعت بنفسي ، يقول لي : لماذا تفعل هذا و تلقي بنفسك إلى التهلكة ؟ سأبعث لك طعاماً ... فكل .



بعد هذا اللقاء العزيز الذي سمعت في كلمات تأسر القلب .. عدت إلى الوعي ، و فطنت أني كنت وحدي في المسجد و قد مضى من الليل ثلثه . و في هذه الأثناء لفت انتباهي صوت طرقات على باب المسجد . و حين فتحت الباب رأيت شخصاً متلفعاً بعبائته و قد غطى رأسه لكيلا يعرف ، و معه طبق مليئ بالطعام ، فناولنيه .. و كرر القول : كل ، و لا تعط أحداً منه . وضع الطبق إذا فرغت من الأكل تحت المنبر) .



فوجدته مليئاً بالرز و عليه دجاج مقلي (محمص) . و قد ألتذذ بتناوله لذة تفوق الوصف.

و قبل غروب اليوم التالي .. جاءني المرحوم الميرزا محمد باقر (الذي كان من الرجال الصلحاء) ، و ابتدرني قائلاً : أعطني طبق الطعام . ثم أنه ناولني كيساً فيه مقدار من النقود و قال : لقد أمرت بالسفر ، خذ هذه النقود و اذهب إلى مشهد لزيارة الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، و اعلم أنك سوف تلتقي في الطريق إلى مشهد برجل كبير ، و لسوف تـنتفع منه .



استجبت لما بلغني به . و سافرت – بهذه النقود – من شيراز إلى مشهد بصحبة السيد هاشم امام جماعة المسجد المذكور.



و بلغنا في سفرنا هذا مدينة طهران . حتى إذا غادرناها .. لاح لنا على الطريق رجل شيخ . أشار الرجل إلى سيارتنا بالوقوف . و إذا كان السيد هاشم قد استأجر السيارة كاملة ، فقد كان بأمكاننا أن نركب معنا هذا الرجل الشيخ . و كما بلغني الميرزا باقر عن مولاي ما أمرني به عندما أوصاني بالاستفادة من رجل كبير التقي به في الطريق .. فان هذا الرجل المنـّور القلب قد علمني خلال الطريق قضايا بالغة الشأن ، و دلني على أعمال قيمة .. حتى أنه أنبأني بما سوف يحدث لي في مستقبلي إلى آخر حياتي ، و ذكر لي ما يصلح شأني في أموري و ما ينبغي لي أن أفعله .



في ثنايا الطريق .. كان هذا الرجل يجتنب تناول الطعام الذي فيه شبهة حرام . و قال لي : لا تأكل الطعام الذي فيه شبهة.



كانت معه سفرة للطعام . و لم يكن يهيئ لنفسه في الطريق خبزاً كأن يعجنه و يطبخه .. لكن الغريب أنه عندما يمد سفرته يخرج أرغفة طازجة و مقداراً من ال(الكشمش) الأخضر و يشركني معه في طعامه .



كان الطريق في وقتها غير معبـّد ، و لم تكن السيارات سريعة السير ، فقضينا أياماً انتفعت فيها منه أموراً تربوية ، و عـّرفني على ما يلزم من أعمال و خطوات لتهذيب النفس.



و المدهش أن ما قاله في صدد مستقبل حياتي – و حتى الساعة – قد تحقق كلـّه.



و وصلنا في مسيرنا إلى منطقة (قدمكاه) ، فنزلنا ، أما الرجل النـّير القلب فقد انتبذ مكاناً منفرداً و استلقى على الأرض ، و مـدّد رجليه . . و قال لي : لقد دنا أجلي ، و سأموت قبل وصولي إلى مشهد . و أريد منك أن تكفـنني بعد موتي بكفن موجود معي . و جهـّزني بما في جيبي من نقود للدفن في الصحن المقـّدس لثامن الأئمه المعصومين علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . و قل للسيد هاشم أن يتولى أمر تجهيزي و الصلاة على جنازتي .



ما أن سمعت هذا من الرجل الشيخ حتى انتابني خوف شديد و تملكني الاضطراب . فقال لي يهـّدئ من روعي : أهدأ .. و لا تخبر أحداً قبل حلول اجلي ، و كن راضياً عمـّا يشاء الله .

ثم سرنا جميعاً تلقاء مشهد . و لمـّا بلغت بنا السّيارة (تلة السلام ) – و هو الموضع الذي تتراءى منه في الطريق القبة الطاهرة للامام الرضا ( عليه السلام) – توقفت السيارة ، و ترجل رفقاء سفرنا و ابتدؤا بالزيارة من بعد .. كل مشغول بحنينه و بأشواق اللقاء . بعدها طلب السائق من الزائرين أن يركبوا .. بيد أن الرجل المسن ّ ذا الباطن المنـّور قصد ناحية هناك ، و تطلع إلى القبة الطاهرة . ثم لمّا قضى و طره من السلام و الزيارة و البكاء الطويل ... قال يخاطب الامام الرضا (عليه السلام ) : مولاي .. ليست لي من لياقة اكثر من هذا لأكون أقرب إلى قبرك الشريف .



بعد هذا أظطجع باتجاه القبلة ، و غطى رأسه بعباءته .. و فارقت روحه الدنيا . أما أنا .. فقد أجهشت باكياً أنتحب. و اجتمع حولي المسافرون يتساءلون ، فأخبرتهم بوفاة الرجل ، و حكيت لهم طرفاً من قضاياه .. فاهتاجوا و تأثروا كثيراً و بكوه طويلاً ، ثمّ حملوا جنازته إلى مشهد ، و دفن في الصحن الطاهر – رحمة الله عليه.



ملاحظات حول الحادثة

الملاحظة الأولى : إذا كان قلب المرء طافحاً بمحبة الامام بقية الله (ارواحنا فداه) فإن الامام (عليه السلام ) يتولى حفظه ، و يتولى تربيته إذا كانت به حاجة إلى التربية .. فيعطيه نفقات السفر ، و يهيئ له رجلاً شيخاً منـّور القلب يتعهد تربيته و تعليمه في طريق السفر الذي هو أفضل موضع للتربية .. لكي يغدو مؤهلاً للقاءات القادمة .



الثانية : ثمّة أفراد بين عامة الناس لهم اتـّصال مباشر بالامام بقية الله (أرواحنا فداه) كالميرزا محمـّد باقر الذي احضر للحاج مؤمن – من ناحية الامام- طعاماً ، و رتب له أسلوب سفره ، و أتى له بالنقود . و لهذا ينبغي ألا ننظر إلى الناس – حتى العاديين منهم – نظرة غير المكترث ، لأن الله (سبحانه) قد أخفى أولياءه في عامة خلقه .



الثالثة : على السالك إلى الله ألا يتناول طعاماً فيه شبهة ، يكون مختلطاً بالحرام ، لأن مثل هذا الطعام يجعل نفسية الانسان نفسية متفلتة غير منضبطة . و قد قال ذلك الرجل المنـّور الباطن لرفيق سفره الحاج مؤمن : لا تأكل طعاماً فيه شبهة.



الرابعة : تقع منطقة (قدمكاه) و تعني موضع القدم على بعد حوالي مئة كيلو متر من مدينة مشهد ، متاخمة (نيشابور . و في هذه المنطقة موضع يشبه (مقام إبراهيم) عليه السلام في المسجد الحرام ، إذ يوجد فيه أثر موضع قدمين غائر في صخرة سوداء ، و الناس يعتقدون أنهما موضع قدمي الامام علي بن موسى الرضا (عليه آلاف التحية و الثناء) . و كنت قد ذهبت مراراً إلى هذا المكان الذي قد أقيمت عليه قبة ، و له فناء واسع . في اليوم السابع من شهر رجب عام 1404هـ كنت في هذا المكان المقدس ، دون أن أعير الأمر اهتماماً ؛ فلقد كان ظني أن الناس قد صنعوا هذه الصخرة و اتخذوها في هذا الموضوع ، وماثمة وثائق تاريخية تؤيد ما يقولون.



و في اليوم المذكور من سنة 1404هـ كنت في الطريق إلى طهران . و حان وقت أذان الظهر لمّا كانت السيارة تمـّر قرب (قدمكاه) .. فقلت لأصحابي : لكيلا تفوتنا صلاة أول الوقت ، الأفضل أن نصلي صلاتي الظهر و العصر في هذا الموضع . استجاب صحبي ، و ترجلنا من السيارة قبالة رُحبة قدمكاه .. ثم دخلنا الرحبة . في جانب من المكان كانت عير ماء طيبة ، يقال أنها قد انفجرت باشارة من طرف عصا الامام أبي محمد الرضا (عليه السلام) .. و ما تزال تجري إلى الآن . في وقتها – أي في زيارتي تلك الى قدمكاه – لم أكن اعتقد بصحة هذا الكلام لكي أقصد هذه العين بدافع التبرك .. وانما قصدتها للوضوء ، فما ثمة من ماء في غير هذه العين . بعدئذ دخلت الحرم .. وهنالك وقع نظري على الصخرة السوداء التي عليها آثار القدمين ، فرأيت في أعلاها لوحة معلقة و قد كتب عليها بيتا من الشعر (ترجمتها)

إن ظن دهري عليّ بلثم رِجلِ الحبيب

لثمت –شوقاً –خطاه و وقعها في الدروب

و دمت عمراً عليها مقبلاً .. في نحيب



عندها نشجت باكياً ، و رحب أقبل الصخرة و أنا أقول : إذا لم أستطع أن أقبل أقدامك يا مولاي فإني كذلك لا أدري أين هو موضع قدمك لأقبله ، و لكن هذا الذي أقبله الآن يقول الناس عنه موضع قدميك.



في زيارتي هذه - و على خلاف زياراتي السالفة – كنت أبكي ، متوجهاً بالحب لهذا الموضع الذي يحتمل أن تكون عليه آثار أقدام الامام (عليه السلام) .. إلى أن صليت صلاة الظهر . و بعد الصلاة أحسست بثقل يدب في أجفاني ، و أخذتني سنة من النعاس .. ثم وجدت نفسي في عالم الرؤيا.



و في الرؤيا .. رأيت هذا الموضع الشريف القائم على سفح جبل ، و قد تبدّل ما حوله إلى مكان صحراوي ، كان هو على السفح نفسه .. و إلى جواره عين الماء تتدفق جارية . و على يمين العين كانت ثم قرية صغيرة قد تجمع أهلها في خارجها بانتظار الموكب المبارك للامام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه ) في أثناء هذا فطنت إلى أن الزمن قد عاد إلى الوراء ، و ها أنذا أشاهد الوقت الذي كان يمرّ فيه ثامن الحجج الطاهرين (عليه السلام) في هذه البرية .. و هو في طريقه إلى طوس ، و قد خرج الناس لاستقباله . وما ان تراءي موكبه المبارك على مسافة حتى اضطرب الناس و ما جوا بالوجد و الحنين ، فتعاليت أصوات البكاء و صرخات الأشواق تملا الصحراء .



على أي حال .. شاهدت الامام ( صلوات الله عليه ) ينزل من المحمل ، و قد أحاط الناس بوجوده المقدس ، يقبلوا يديه.

بعدئذ جاء الامام (عليه السلام) إلى جوار عين الماء ، و وقف على صخرة سوداء كانت محاذية للعين ، و أراد أن يغسل قدميه المباركتين مما علق بهما من غبار . لكن رجلاً شيخاً ، يبدوا أنه كبير أهل القرية ، توسل كثيراً – و ربما ببكاء و نحيب – أن يأذن له الامام الرضا (عليه السلام) فيصب هو الماء على قدميه الطاهرتين يغسلهما . و بعد مزيد من التوسل أذن له الامام ، و فعل ما أراد . ثم أن الرجل الشيخ حمل هذه الصخرة و احتفظ بها في داره . و بعد سنوات من مرور الامام (عليه السلام) بهذا الموضع من طريق طوس .. صار الناس يقصدون هذا الرجل للاستشفاء بهذه الصخرة المقدسة . و مايزال الأمر كذلك حتى نـُحت موضع القدمين الشريفـتين – و لعله من قبل هذا الرجل – على الصخرة لئلا تـُنسى هذه الواقعة الكريمة . و ربما كان ما نـُحت هو نفس الموضع الذي وقف عليه الامام الرضا (عليه السلام).



و بمرور الأيام اتخذ الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) و محبوهم .. اتخذوا من دار هذا الرجل الشيخ حرماً و فناء يزار . و غدت هذه الصخرة المقدسة موضع تجليل من لدن شيعة آل محمد (صلى الله عليه و آله) .. تماماً كما يصنع عامة المسلمين بالصخرة التي كان قد وقف عليها نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) إذا كان يبني الكعبة الشريفة ؛ فجعل المسلمون هذه الصخرة في المسجد الحرام مجاورة للكعبة ، و أطّروها باطار من الذهب و البلور ، و ما يزالون يتقدمون إليها بالاحترام و التبجيل .



و قد ذكر الله (جل جلاله) هذا الموضع الابراهيمي في القرآن الكريم بقوله تعالى : ( و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )



بعد هذه الحالة التي كانت لي أشبه بحالة النوم .. رحت أفكر في نفسي : إذا كانت هذه الواقعة التي شاهدت واقعة حقيقية ( و من اليقين أن لها واقعاً حقيقياً ربما يحتمل شيئاً من الزيادة و النقصان) .. فان هذه الصخرة السوداء هي أعلى شرفاً و منزلة من تلك الصخرة السوداء التي تشرفت بوقوف النبي إبراهيم (عليه السلام)عليها ، و سميت بـ (مقام إبراهيم) . ويدلنا القرآن الكريم كما تدلنا الأحاديث أن نبي الله إبراهيم (عليه السلام) بعدما أبتلاه ربه بكلمات فأتمهن ، و خلع عليه خلعة الخلة و توجه بتاج الامامة .. دخل في مقام شيعة الامام علي بن ابي طالب أو الامام علي بن موسى الرضا أو سائر الأئمة المعصومين عليهم السلام ؛ و عد دخوله في هذا المقام لأبراهيم (عليه السلام) على وجه التحديد ، إذ قال تعالى : ( و ان من شيعته لابراهيم) (1)



و هذا يقودنا إلى أن نفهم أن الفارق في شرف صخرة قدمكاه على صخرة مقام إبراهيم (عليه السلام) .. هو كالفارق في الشرف و المنزلة بين الأمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و النبي إبراهيم (عليه السلام).



الخامسة : في حكاية المرحوم الحاج مؤمن هذه ورد ذكر موضع باسم (تلة السلام) . و هذا الموضع الشريف هو مكان في الطريق من نيشابور إلى مشهد . و حين يبلغ الزائرون في مسيرهم إلى هذا الموضع تلوح لهم لأول مرة القبة الطاهرة . للامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و لذلك كان سائقو حافلات نقل الركاب ينزلون الراكبين في هذا الموضع من السيارات و يشيرون لهم إلى القبة الشريفة التي تتراءى من بعيد .. فنأخذ المسافرين عند ذلك حالة من البكاء و يتوجهون بالزيارة ، و السلام على الامام (عليه السلام) . و أول ما يحظى به السائق و مساعده في مثل هذه المناسبة أنهما يطلبان من الزائرين هدية أزاء أرائتهم القبة . فتجود لهما نفوس السائرين – بمودة و اريحية – بقدر من المال ذي شأن .



السادسة : ورد في تضاعيف الحكاية أن الرجل الشيخ النـّير القلب قد أنبأ بوقت وفاته . و السؤال الذي قد يتبادر هنا هو : أيمكن لأحد أن يكون على علم بلحظة وفاته .. و الله (سبحانه و تعالى ) يقول : (و ما تدري نفس بأي ارض تموت) (1) ؟



و الجواب عن هذا السؤال .. هو أن الاطلاع على وقت الموت مما يرتبط بوقائع المستقبل . و اذ ان وقائع المستقبل تحتمل (البداء) فانها داخلة – اذن – في مضمون الآية الشريفة : (يمحو الله ما يشاء و يثبت) (2) و لهذا لا يغدون في وسعنا الركون إلى معرفة وقت الوفاة معرفة قطعية يكون هذه الوقت فيها من المحتوم المقطوع بحدوثه .. اللهم إلا إذا كان هذا الاطلاع عن طرق الالهام ، أو كان وعداً من الله (تعالى) لا يتخلف. وبناء

______________________________

1- سورة لقمان : 34

2- سورة الرعد : 39





على أن الدنيا هي سجن للمؤمن ، و أن الوعد لمؤمن بوقت وفاته و تحرره من هذا السجن ، وعد إلهي لا يتخلف (لا يخلف الله وعده) (1).. فمن غير المستبعد أذن أن يطلع أولياء الله حتى على لحظة الوفاة . و لا تبدو هناك منافاة بين هذا المعنى و الآية الكريمة المذكورة آنفاً ؛ إذ الآية الشريفة تنفي العلم بمكان وقوع الموت بغير طريق الاخبار الإلهي.



و في هذا الصدد .. أعرف عالماً كان يصعد المنبر في مسجد (كوهرشاد) ، اسمه الشيخ اسماعيل الترك . في أحد الأيام سمعته يقول على المنبر : سأموت بعد شهر ، في يوم الخميس . و سجلت عندي هذا التاريخ .. ثم أني أنسيتُ هذا الموضوع . و بعد شهر قيل لي : أن الشيخ اسماعيل الترك قد توفى . و هرعت إلى التاريخ الذي كنت قد سجلته .. فإذا هو قد توفى في نفس اليوم الذي ذكره قبل شهر من الزمان .



و الأمر مماثل لما حدث للمرحوم والدي ؛ فإنه أخبرني بموعد وفاته قبل أسبوعين من تأريخ الوفاة – كما بينت ذلك في كتاب (معراج الروح).



و مثله ما رواه ثقاة عن الحاج مؤمن في شيراز أنه قال : في إحدى غرف مسجد (سردزك) كان يسكن سيد جليل اسمه (سيد علي الخرساني) . و كان هذا الرجل كثير العبادة و

________________________

1- سورة الروم : 6







المناجاة . و قبل أسبوع من وفاته قال لي : سأفارق الدنيا سحر ليلة الجمعة الآتية ، فتعال إلى ليلة الجمعة ؛ فأن لي معك شغلاً .



و ذهبت إليه في الليلة الموعودة ، فرأيته قد وضع على النار أناء فيه مقدار من الحليب . و لما جلست أنزل الحليب ، و شرب منه مقدار فنجانين و ناولني الباقي قائلاً : اشرب أنت ، فأنا قد شربت . ثم قال : الليلة وفاتي . و ينبغي أن يتعهد سيد هاشم (امام جماعة المسجد) أمر جنازتي و الصلاة عليها . غداً يأتي (فلان) ليتبرع بثمن كفني .. فلا تقبل . و لكن أقبل ثمن الكفن إذا تطوع به الحاج جلال القناد ، و وافق أن يتولى تكفيني و دفني من ماله الخاص.



و بعد أن أخبر سيد علي الخرساني هذا بما يهمه من وصاياه جلس مستقبلاً القبلة ، وطفق يقرأ القرآن . و ظل يقرأ حتى دنا وقت السحر ، و أنا جالس إلى جانبه أقرأ معه القرآن . و على حين غرة رأيت عينيه تحدقان باتجاه القبلة و هو يقول : لا إله إلا الله – كررها سريعاً مئة مرة . ثم أنه قام واقفاً بكل أدب و إجلال ، و قال : السلام عليك يا جداه . و قال ما عبر به عن محبته و مودته للمعصومين (عليهم السلام).



بعد هذا جلس ، ثم مدد رجليه نحو القبلة .. و هو يقول – يكررها مرات : ( ياعلي .. يامولاي) و ( كان المراد بالمولى هنا الامام بقية الله ارواحنا فداه) . ثم أنه قال لي : أيها الشاب .. لا تنظر إلى عيني لئلا تخاف . الآن أرتاح ، و أذهب إلى جوار جدي .



ثم أنه أغمض عينيه ، و سكت . و في لحظة واحدة فارقت روحه الدنيا – رحمة الله عليه.



منقول من كتاب

الكمــــــالات الروحــــــية

عن طريق اللقاء بالإمام صاحب الزمان عج

تأليف : السيد حسن الأبطحي

ترجمة : إبراهيم رفاعة
[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
راية زينب
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5686
اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة راية زينب »

[align=center]اللهم صل على الحجة المهدي المنتظر وعجل فرجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أختي الكريمــة على الطرح القيم
وفقكم الله تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
صورة العضو الرمزية
تسبيحة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 24728
اشترك في: الأحد يونيو 01, 2008 1:33 pm

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة تسبيحة الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم والرحمة والإكرام
الفاطمية :،: عاشقة الجلالة :،:
ماشاءالله تبارك الرحمن بحث موفق جعلنا الله وأياك من أنصار صاحب الطلعة البهية
ربي يبارك بكم ويسر أموركم دنيا وأخرة
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء[/font]
[/align]
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


صورة

مشكورة اخواتي الكريمات على المرور العطر
[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
آلام الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2503
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة آلام الزهراء »

[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم

السلام عليكَ يابقية الله في أرضه

ماشاء الله تعالى إنتقاء جميل إستمتعنا جداً بقراءته
جزاكِ الله تعالى خير الجزاء

دعواتنا لكم بالموفقية والسداد[/font]
[/align]
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


صورة

مشكورة اختنا الكريمة على المرور العطر
[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
نسيم الحوراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 10284
اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة نسيم الحوراء »

size=150]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
[/size]
وجعلنا واياكم من انصار الامام
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


صورة

مشكورة اختي الكريمة على المرور العطر
[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
عطر الحجة عج
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2057
اشترك في: الأربعاء إبريل 08, 2009 12:54 pm

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة عطر الحجة عج »

[align=center]حقا لا اله الا الله !!

قصص جدا جميلة و معبرة !![/align]
الله
محمد
علي
صورة العضو الرمزية
راية الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7122
اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am

Re: محبة الامام (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

مشاركة بواسطة راية الزهراء »

[align=center]صورة

صورة
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
صورة

بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد

لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى

راية هدى الزهراء

صورة[/align]

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“