ما أم الكتاب؟ هل هي بنفسها الإمام المبين و الكتاب المكنون و اللوح المحفوظ و الكتاب المبين ومحكمات القرآن و أمير المومنين و الأئمة عليهم أفضل الصلوة والسلام؟
الجواب:
نعم، ان المعاني التي ذكرتموها يطلق عليها أم الكتاب على بعض الأقوال, فالنذكر المعاني مع الأقوال :
1- الإمام المبين:
ورد في (تفسير الصافي/ للفيض الكاشاني 4 / 246) ما نصه : في المجمع أن بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة, فشكوا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه, فنزلت الآية (( وكل شيء احصيناه في إمام مبين )) قيل : يعني اللوح المحفوظ, والقمي يعني في كتاب مبين .
فعلى هذا القول الذي نقله الفيض الكاشاني, أن الإمام المبين هو اللوح المحفوظ .
وقد ذكرنا في معنى اللوح المحفوظ أنه أم الكتاب, إذن فالإمام المبين هو أم الكتاب .
وورد في (تفسير الميزان/ للسيد الطباطبائي 17 / 66) ما نصه : والمراد بكتابة ما قدموا وآثارهم, ثبتها في صحائف أعمالهم وضبطها فيها, بواسطة كتبة الأعمال من الملائكة, وهذه الكتابة غير كتابة الأعمال وإحصائها في الإمام المبين, الذي هو اللوح المحفوظ .
فيرى السيد الطباطبائي, أن الإمام المبين هو اللوح المحوظ, والنتيجة كسابقه أي : أن الإمام المبين هو أم الكتاب .
2- الكتاب المكنون :
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 3 / 54) ما نصه : ثم إنه تعالى قال: (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون )) (الواقعة: 79) ولا شبهة في ظهور الآيات في أن المطهرين من عباد الله هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون والمحفوظ من التغير ومن التغير تصرف الاذهان بالورود عليه والصدور منه, وليس هذا المس إلا نيل الفهم والعلم, ومن المعلوم أيضا أن الكتاب المكنون هذا هو أم الكتاب المدلول عليه بقوله : (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) وهو المذكور في قوله : (( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) .
فيرى السيد الطباطبائي أن الكتاب المكنون هو أم الكتاب .
3- اللوح المحفوظ :
ورد في (تفسير مجمع البيان/ للشيخ الطبرسي 3 / 402), في تفسير هذه الآية ما نصه : (( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )) من القرآن (( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )) أي : لمعرفتهم بأن المتلو عليهم كلام الله, وأنه حق (( يقولون ربنا آمنا )) أي : صدقنا بأنه كلامك أنزلته على نبيك (( فاكتبنا )) أي : فاجعلنا بمنزلة من قد كتب ودوّن .
وقيل : فاكتبنا في أم الكتاب, وهو اللوح المحفوظ (( مع الشاهدين )) أي : مع محمد وأمته الذين يشهدون بالحق, عن ابن عباس.
فعلى هذا القول الذي نقله الشيخ الطبرسي, أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ .
4- الكتاب المبين:
ورد في (تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 4 / 623) ما نصه : عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجل نصراني فقال : إني أسئلك أصلحك الله فقال : سل, فقال : أخبرني عن كتاب الله الذي أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله) ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال : (( حم * والكتاب المبين * إنا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين )) ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال : أما حم فهو محمد (صلى الله عليه وآله), وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه, وهو منقوص الحروف, وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وأما الليلة ففاطمة (صلوات الله عليها) ...
فالكتاب المبين هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ), وعلي هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن الكتاب المبين هو أم الكتاب .
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 17 / 70) : لا مانع من أن يرزق الله عبدا وحده, وأخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين, وهو (عليه السلام) سيد الموحدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) .
5- محكمات القرآن أو الآيات المحكمات, اطلق عليها المولى عز وجل أنها أم الكتاب في قوله : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات ... )) (آل عمران: 7).
6- الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من ولده :
ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : أنا والله الإمام المبين, أبين الحق من الباطل, وورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (تفسير القمي 2 / 212) .
فعلي (عليه السلام) إمام مبين, والإمام المبين هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن علياً (عليه السلام) هو أم الكتاب .
وفي (أصول الكافي) بسنده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : (( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) ـ قال : أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ـ (( وأخر متشابهات )) ـ قال : فلان وفلان ـ (( فاما الذين في قلوبهم زيغ )) ـ أصحابهم وأهل ولايتهم ـ (( فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام). (نقلا عن تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 1 / 312) .
مركز الابحاث العقائدية