في هذه السنة 1428 ليلة النصف من شعبان عندما ذهبت لأزور أمي وأبارك لها بمناسبة ليلة النصف من شعبان وجدت أمي واقفة في محرابها تصلي فأنتظرتها حتى تفرغ فطال وقوفي وأنا أنتظرها وعندما فرغت مباشرة شرعت بتلاوة القرآن ثم بدأت بعد ذلك بالدعاء والتوسل وهي تبكي وأنا أراقبها وهي لاتدير لي بالا ثم توجهت للزيارة وهي تبكي بحرقة وألم وكلما أردت مخاطبتها كنت أمتنع من ذلك لأني كنت أراها في حالة من الخشوع والتضرع
فقلت في نفسي عجبا! إن هذه الليلة ليلة فرح وسرور والناس كلهم مبتهجون يفرحون ويمرحون, والشوارع كلها مزدحمة بالسيارات والناس في كل مكان كل يعايد الآخر بهذا المولد الشريف. فسألت نفسي لماذا أمي تحيي هذه الليلة بالعبادة والتهجد وهل هذه الليلة ليلة عبادة أم ليلة فرح وسرور وإذا كانت ليلة عبادة فلماذا الناس متغافلون عنها وإذا كانت ليلة فرح وسرور لماذا أمي منشغلة بالعبادة؟ كل هذا وأنا كنت في حالة ترقب وإنتظار لمعرفة فضل تلك الليلة
وعندما فرغت أمي من عبادتها دارت طرفها لي وقالت كل عام وأنت بألف خير ومبروك عليك ميلاد إمام زمانك إعلم يابني أن هذه الليلة ليلة عبادة وتهجد واستغفار وفيها ولد إمامك المهدي المنتظر(عج) وتعد هذه الليلة ليلة فضيلة كما في الروايات الواردة عن أهل البيت فهي تعد في الفضل بعد ليلة القدر ! عندها دار بيني وبين والدتي حوار فكنت أسألها فتجيبني.
سألت أمي عن إمام زماني من هو ؟ فـأجـابـت........
اسمع يابني إن لكل زمان إماما ولا بد للناس الذين عاشوا والذين يعيشون الآن من معرفة إمام زمانهم )فقد روي عن الحبيب المصطفى محمد (ص) أنه قال : ((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية))
وحتى لا يكون للناس حجة على الله يوم حشرهم فيقولون لولا أرسلت لنا رسولاً هاديا إذ يقول في محكم كتابة: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )
"سورة الإسراء"
واعلم بأن لكل عصر من العصور نبيا ولكل نبي وصي يكون الخلف من بعده إذا انتقل إلى جوار ربه, واعلم يابني أنه لو لا وجود الإمام لساخت الأرض بمن عليها لذا عليك أن تعلم بأن الإمام صاحب العصر والزمان هوالإمام القائم المنتظر المهدي(عج) وهو إمام زمانك المفترض الطاعة والواجب عليك بيعته وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه.
الإبن : لماذا وقفتي إجلالا وانحنيت عندما ذكرت اسمه ؟ الأم : يا بني عندما يغيب عنك أبوك في سفر لفترة طويلة ثم يرجع هل تكون جالسا عندما يدخل عليك أم أنك تقف وتقبله؟ الإبن : بل أقف يا أماه وأحتضنه وأقبله وأجلس معه ولا أريد مفارقته أبدا. الأم : اعلم يابني أن الإمام المهدي(عج) غائب عنا منذ أمد بعيد وهو يرانا ونحن لانراه وعندما أذكره لابد أن أستشعر أنه حاضر معي فأقف إجلالا وتكريما لذكره .أوما علمت يابني بأن قول وفعل المعصومين سلام الله عليهم تقرير وحجة علينا
وقد وقف الإمام الرضا(ع) عندما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته المعروفة فلما وصل في أبياته إلى البيت المذكور وقف الإمام(ع)!! إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات
الإبن : لماذا يا أماه يرانا الإمام ونحن لانراه؟ الأم : أخذت الأم عباءتها وغطت وجهها عن ابنها وقالت هل ترى يابني وجهي؟ الإبن : كيف أراكِ وقد حجبت وجهك عني ؟ الأم : أما أنا يا بني فإني أراك.! إعلم يابني أن الذنوب والمعاصي والأعمال السيئة تعمل بمثابة العباءة فتكون حاجبا بينك وبين إمام زمانك
حيث أنه كما في الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أن أعمال الخلق تعرض على الإمام مرتين في الأسبوع فإذا كانت أعمالك التي تعرض على الإمام سوداء مثل العباءة فإنها ستعمل بمثابة حجاب بينك وبين إمام زمانك فهو يراك ويعلم عن أحوالك وأنت لاتراه و بالعكس؛ فإنك عندما تعمل أعمالاً حسنة فعند ذلك يسره وربما يدعولك في ظهر الغيب أو ربما تراه ولاتعرفه كما هو الحال عند أغلب الناس فإنه عند ساعة الظهور سيقولون: كنا نراه سابقا......!
الإبن : إن كلامك كبير جداً يا أماه كيف تعرض أعمالي عليه؟ الأم : اسمع يابني قوله تعالى : (( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (*) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) سورة التوبة .
إن المقصود( بالمؤمنين) هنا هم أهل البيت عليهم السلام.
الإبن : آه آه آه يا ويلتي لايمر عليَّ يوم يا أماه إلا وقد تحدثت بكلام فاحش واغتبت فلانا وفلانا وتكلمت في أعراض الناس وشتمت هذا وذاك ونظرت إلى ماحرم الله وساقتني رجلاي إلى مجالس البطّالين وتركت مجالس ذكر الله وتعمدت الكذب وأكلت المال الحرام . الأم : حقا يابني إذا كانت هذه أعمالك فأنت بذلك تقدم طبقا فيه كلاب وخنازير وجرذان إلى إمام زمانك أو كأنك ترمي بقمامة مليئة بالأوساخ في بيت الإمام , هل ترضى أن يقدم لك في يوم من الأيام أحد أبنائك طبقا مليئا بالحيوانات النتنة المتعفنة أو يرمي كيس القمامة في غرفة نومك؟؟ علما بأنك تعبت في تربيتهم وصرفت أموالك من أجلهم ولولا وجودك لما كانوا وأنك سبب الخير الذي يعم عليهم من حين إلى آخر.
الإبن : طبعا لا وألف لا, ولكن يا أماه كيف يكون إمام زماني راضيا عني؟ الأم : كيف يكون أبواك راضيين عنك؟ الإبن : أحبهم محبة عظيمة وأحترمهما وأعظم شأنهما وأسمع كلامهما, وأطيعهما فيما يأمرانني عدا معصية الله و أزورهما و أدعو لهما وأشفق عليهما وأقوم على رعايتهما وخدمتهما مدى حياتي.......... الأم : اعلم يا بني أن هناك أبوان في الدين وأبوان في النسب , أما أبوا النسب فإنهما أمك وأبوك وأما أبوا الدين فإنهما سيد الخلق النبي محمد(ص) ووصيه أمير المؤمنين علي(ع) وأولاده من بعده وقد قال صلى الله عليه وآله : (أنا وعلي أبوا هذه الأمة) .
عليك يابني أن تؤثر أبوي الدين على أبوي النسب. هذا يعني أن تحبهما وتعظمهما وتحترمهما وتطيعهما وتدعولهما وتقوم على خدمتهما وتقدمهما في جميع أمورك قبل كل شي فإنهما أعظم من أمك وأبيك فقد روي عن الإمام الهادي (ع) :
(( إن من إعظام جلال الله إيثارقرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما على قرابات أبوي نسبك , وإن من التهاون بجلال الله تعالى إيثار قرابة أبوي نسبك على قرابات أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما))
كما أنك لابد أن تفرح لفرحهما وتحزن لحزنهما الإبن : ماذا تعني يا أماه أن أفرح لفرحهما وأحزن لحزنهما؟ الأم : يعني أنك لو علمت علم اليقين بأنه سوف يولد لك ولد في اليوم الفلاني وهذا الولد سوف يكون ولداً صالحا أوعالماً جليلاً فماذا أنت فاعل؟ الإبن : أطير من الفرحة وأشكر الله على ذلك وأخبر جميع الناس وأترقب ذلك اليوم بفارغ الصبر وأصوم ذلك اليوم شكراً لله واتقرب إليه بالدعاء له والتصدق عنه. الأم : ماذا لوكنت في ذلك اليوم مدعوا على فرح وصادف ذلك الفرح نفس اليوم الذي سوف يولد لك فيه ذلك المولود,هل أنت ذاهب لذلك الفرح ؟ الإبن : كلا.............. بل ألغي كل مواعيدي وأنشغل بقدوم ذلك المولود!
الأم : أحسنت يابني بارك الله فيك, وماذا لو أن أمك حضرتها الوفاة وقيل لك بأنها سوف تنتقل إلى جوار ربها هذه الليلة وكانت هذه الأم هي أعز ما تملك من الحياة ماذا أنت فاعل؟ الإبن : أتمنى الموت ساعتها وأحزن عليها حزنا شديداً ولا يهدأ لي بال وأنصب عليها مأتما مدى حياتي. الأم : حقا يا ولدي إنه شعور جميل. إن تلك المشاعر التي تشعر بها حيال ذلك المولود الذي سيولد لك كما أن شعورك بالحزن الأليم على فراق أمك شعور رائع.
أتعلم يا بني بأن تلك المشاعر التي مررت بها لابد أن تكون أضعاف مضاعفة عندما تمر عليك مناسبة من مناسبات أهل بيت النبوة عليهم السلام فإن إظهارك الفرحة من أجلهم واستشعارك الحزن على مصائبهم هو تعظيم لمشاعر الله وقد قال تعالى في محكم كتابه ((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )) "سورة الحج".
وقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال : (( رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا))
الإبن : ذكرتي يا أماه في بداية حديثك بأنه لا بد لي من بيعته فكيف أبايعه ؟ الأم : اعلم يابني إذا كنت تسكن مع والديك فإنك في كل صباح تقول لولديك صباح الخير وتسلم عليهما وتطيعهما فيما يأمرانك ولاترد لهما طلبا في كل يوم وإذا مر يوم ولم تصبح عليهما أو أنك رفضت لهما طلبا ما فربما ينتابهما قلق أو ضيق و بالعكس فإنك حين تبادر بالسؤال عنهما وتطيعهما فيما يأمرانك في كل يوم فإنهما يستأنسان بك كذلك أنت يابني فأنت تعيش الآن في دولة الإمام الحجة(عج) فإذا كنت ممن تطيع أوامره وتزوره وتبايعه في كل يوم فإنك بذلك تدخل عليه السرور والبهجة .............!
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
الإبن : وهل يدعو لي إمام زماني كما أدعو له؟ الأم : مما لا شك فيه يابني فإنه عندما يجد فيك الأخلاص في طاعة الله والإلتزام بواجباتك الدينية وسيرك على نهج محمد وآل محمد(ص) فإنه سيخصك بالدعاء حتى لولم تدعُ له, بل إنه يدعو لجميع الناس, فقد ورد في الدعاء المروي عنه (عج): اَللّـهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَاَكْرِمْنا بِالْهُدى وَالاِْسْتِقامَة وَسَدِّدْ اَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ ، وَامْـلاَْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ اَيْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ اَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْ اَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعينَ بِالاِْتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُسْلِمينَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وَعَلَى الشَّبابِ بِالاِْنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النِّساءِ بِالْحَياءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الاَْغْنِياءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الاُْسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرّاحَةِ، وَعَلَى الاُْمَراءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالاِْنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ، وَبارِكْ لِلْحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِي الزّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما اَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
إن مضامين هذا الدعاء يابني لهي خير شاهد ودليل على أن إمام زماننا يدعو لنا جميعاً.............
الإبن : حقا ياأماه إنه إمام عظيم يستحق أن ندعو له كل يوم بل كل لحظة من حياتنا , هل هناك أدعية يمكنني أن أدعو بها لإمام زماني ؟ الأم : نعم هناك أدعية كثيرة تضمنتها كتب الأدعية المأثورة من شأنها أن تربطك بإمام زمانك منها على سبيل المثال دعاء العهد فأنت في كل يوم تجدد به البيعة مع إمامك المهدي المنتظر (عج) , وكذلك دعاء الندبة و دعاء السمات الذي يدعى به في آخر ساعة من يوم الجمعة ولا تنس الدعاء المأثور وهو دعاء الفرج فيمكنك أن تدعو به في كل يوم وهو: (( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياًَ وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الرحمين))
الإبن : هل هناك أعمال يمكنها أن تقربني من إمام زماني؟ الأم : اعلم يابني بأن قيامك بما ذكرنه سابقا من إخلاص في العمل وتأدية للواجبات الدينية المفترضة عليك والعمل بسيرة محمد وآل محمد كفيل بأن يجعل الإمام راضيا عنك وإذا كنت تريد أن تدخل السرور على قلب إمامك فإن هناك جملة من الواجبات و المستحبات منها على سبيل المثال:
*إيثاره (عج)على النفس:
*يعني بأن تقدم حوائجه على حوائجك ,والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمن يعز عليك والدعاء له قبل الدعاء لك وتقديمه في كل خير يكون وفاءا له فإنه يكون مقتضيا لإقباله عليك وإحسانه إليك.
*انتظار الفرج:
*روي عن الإمام الكاظم(ع) أنه قال (( أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج))
* البكاء على غيبته والحزن على فراقه:
*روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال ((نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لأمرنا عباده))
* الإقتداء به:
*روي عن الإمام زين العابدين(ع) أنه قال ((ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة الإمام ولا يقتدي بأعماله))
* تكذيب الموقتين:
*روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال ((يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون))
إهداء ثواب الصلاة وقراءة القرآن إليه ,الحج نيابة والتصدق عنه,دعوة الناس إلى معرفته, البحث عما يسره, إظهار الشوق لرؤيته والمواظبة على زيارته.
الإبن : ماذا تقصدين يا أماه بانتظار الفرج؟ وهل الدعاء له بالفرج يكفي؟ الأم : اعلم يابني, عندما يكون لديك إنسانٌ عزيز على قلبك وقد أخبرك بأنه سوف يحل عليك ضيفا خلال هذا الأسبوع ماذا أنت فاعل؟ الإبن : أولاً سوف أترقب ذلك اليوم بفارغ الصبر ثم إنني سأنظف المنزل وأبخره بأطيب البخور و أشتري جميع اصناف الخضروات والفواكه والعصيرات الطازجة و أذبح له ما لذ وطاب من أصناف اللحوم كما أنني سأرتدي أجمل ما عندي من الثياب وأتطيب بأطيب العطور ,كما سأسعى لأن أقدم له كل شيء محبب إلى قلبه.....! الأم : إن ما قمت به يابني من المهام تجاه ذلك الأنسان والتهيؤ لاستقبال ذلك الضيف العزيز هو بمثابة كيفية الإنتظار لإنسان عزيز على قلبك, فما بالك بمن هو أعزوأفضل وأجمل وأغلى ضيف سوف يحل على هذا الكون وهو الإمام المنتظر المهدي(عج) فلا بد لنا من ترقب ذلك اليوم والدعاء له وأن ننظف أرواحنا من الذنوب والمعاصي ونبخرها بالإستغفار كما أنه يجب علينا ان نشتري مرضات الخالق بأنفسنا وأعز ما لدينا وأن نأكل اللحوم الحلال ونكتسب المال الحلال أيضا ولابدلنا من أن نرتدي أخلاق محمد وآل محمد ونتطيب بعطر الولاية لأمير المؤومنين علي(ع) وأن نسعى دائما وأبدا لتقديم الأعمال الصالحة والسير على ما جاء به النبي محمد وآل بيته الكرام صلوات الله عليهم أجمعين ثم بعد ذلك ندعو له بالفرج والنصر حيث أن الدعاء وحده لايكفي فلا بد أن نضم العمل إلى الدعاء
الإبن : ولماذا لا يظهر يا أماه فقد ملئت الأرض بالفساد وازداد الظلم والفسوق في كل مكان؟ الأم : إستمع يابني إلى ما يقول الله في محكم كتابه : *(( اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (*) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ *)) سورة الشورى.
عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله الصادق(ع) يا مولاي ما معنى (يمارون) قال يقولون متى ولد ومن رآه وأين هو ومتى يظهر كل ذلك استعجالا لأمره وشكا في قضائه وقدرته أولئك الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والأخره! كما أن ظهوره (عج) هو من حكمة الله فمتى شاء الله له بالظهور أذن له وهنا أورد لك قصة قصيرة حتى يكتمل المعنى لديك
يروى انه لما غاب موسى " ع " الغيبة الثانية عن قومه وكانت أشد عليهم من الأولى فبعثوا إلى الفقيه الذي كان قد عرفه في الغيبة الأولى فطيب قلوبهم وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه انه مفرّج عنهم بعد 40 سنة فحمدوا الله فأنقصها إلى 30 سنة فقالوا كل نعمة فمن الله فجعلها 20 سنة فقالو لا يأتي بالخير إلا الله فجعلها10 سنوات فقالو لا يصرف الشر إلا الله فأوحى الله إليه: قل لهم لا ترجعوا فقد أذنت في فرجكم فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام .
الإبن : إذا كان لدي حاجة وأريد من الإمام أن يقضيها لي فكيف أخبره بذلك؟ الأم : اعلم يابني أن هناك صلاة في غاية الروعة والجمال تسمى صلاة الإستغاثة بالإمام الحجة(عج) وقد جربتها مرراً في قضاء حوائجي فكانت تقضى بأمر الله ,وهي عبارة عن ركعتين تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب إلى قوله تعالى ((: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) ثم تكرر هذه الآية 100 مرة ) ثم تتم قراءة الفاتحة وتقرأ بعدها الأخلاص((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) مرة واحدة ثم كرر في الركوع 7 مرات سبحان ربي العظيم وبحمده وفي السجود 7 مرات سبحان ربي الأعلى وبحمده ثم سبح تسبيح الزهراء (ع) و 100 مرة اللهم صلّ على محمد وآل محمد وسل حاجتك فإنها تقضى إن شاء الله.
الإبن : هل بإستطاعتي يا أماه أن أرى إمام زماني ؟ الأم : قد يتحقق ذلك يابني وفقاً للمصلحة العامة التي يراها إمام زمانك ولكن بعد أن نزيل تلك الأتربة والأوساخ العالقة بأرواحنا جراء المعاصي والذنوب التي اقترفناها طيلة حياتنا كما أن قضية التشرف بالمثول بين يدي بقية الله(عج) ليست من القضايا التي يمكن الحصول عليها بالدعاء والعبادة والرياضة الروحية.........
ولكن إذا تعرفنا على المزايا الخاصة بالإمام (عج) واتبعنا الأحكام والأعمال والأفكار الإلهية والمعارف الإسلامية التي يتحلى بها و عشقنا التقرب إليه, وعشقت أرواحنا وجوده المقدس ثم امتلأت قلوبنا بمحبته ورضاه كان ذلك داعيا لأن يتفضل ويعطف علينا بلقياه المقدس الشريف.
وهنا أذكر لك بعض الأوراد والأذكار المجربة التي ربما من شأنها أن تعزز إرتباطك بإمام زمانك ولكن! بعدما تؤدي ما عليك من واجبات شرعية وتعمل بالأعمال التي ذكرناها سابقاً : *لرؤية صاحب العصر والزمان(عج) :قراءة السور ليلا قبل النوم ((الحديد,الحشر, الصف,الجمعة, التغابن,والأعلى))
*لرؤية الإمام المهدي(عج): قراءة الآية (( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا)) لمدة 40 ليلة كل ليلة 100مرة
*لرؤية الامام الحجة(عج): قراءة آية النور 40 يوما بين اذان الصبح وطلوع الشمس(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *)) سورة النور
*لخدمة الإمام المهدي المنتظر: (( زيارة آل ياسين وتقرأ بعدها110 مرات "المستغاث بك يابن الحسن"
أريدك أن تعلم يابني إن ما ذكرته لك من الأذكار والأوراد هو سبب من الأسباب فإذا انتفت الموانع وكانت الحكمة في رؤية الإمام تحققت الرؤية.
الإبن : أماه أنا لا أريد أن أرى إمام زماني وأنا على هذا الحال. إن الذنوب والمعاصي التي عملتها كفيلة أن تحجب عني إمامي كما أنني أخجل من نفسي أن أريه نفسي وأنا على هذا الحال ولكني أعدك يا أماه أن أصحح أشياءا كثيرة في حياتي حتى يكون إمامي راضياً عني كما أنني سأواظب على الورد الذي ذكرتيه لخدمة الإمام المهدي المنتظر(عج)لكي يساعدني أن أكون من خدام إمامي وسأدعو له في كل يوم بدعاء العهد كما أنني سأقدمه في كل حوائجي وادعو له مااستطعت في كل يوم وفي كل ساعة بالفرج والنصر وأزوره وأبكي لفراقه وسأحيي هذه الليلة بالعبادة والتهجد وأصوم غدا شكرا لله على ولادته ولن أستعجل ظهوره ولن أبعث إليه إلا الأعمال التي تدخل على قلبه البهجة والسرور. الأم : أحسنت يابني جعلك الله ممن يسيرون على نهج محمد وآل محمد وأن يجعلك الله من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه .
مـــنـــقـــــول
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر مروركم الكريم
ودعواتكم الطيبة
وارجو من الله لكم مثلها اضعاف
دمتم بالف خير
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار