أنا صاحب بنيك الهداية الى الدين الحق وإظهار الدلائل الدالة عليه بأمر الله هو من مهام الإمام المنصوب من قبله تبارك وتعالى كما يشير لذلك القرآن في عدة من آياته منها في الآية الكريمة الثالثة والسبعين من سورة الأنبياء حيث يقول عز من قائل "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا".
فإظهار الإمام المعصوم الدلائل بإذن الله وبأمره عزوجل من مهام الإمامة لإتمام الحجة على الخلق في تعريفهم بالمذهب الحق ووجوب اتباعه. وهذا ما قام به جميع أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – وقد جمع كثيراً من رواياته العالم الجليل الشيخ الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات؛ وهذا ما قام ويقوم به مولانا إمام العصر خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – حتى في عصر غيبته، وهو يشكل أحد أهداف لقاءاته التي عرف بها نفسه لطائفة من الناس؛ وشواهد ذلك كثيرة منها الحكاية الموثقة التالية، وقد نقلها أحد أعلام علماء الإمامية الأجلاء في القرن الهجري الثامن هو المؤرخ الجليل والعالم الأديب الشيخ علي بن عيسى الأربلي في كتابه القيم (كشف الغمة في معرفة الأئمة).
وهذا العالم الجليل يرويها مباشرة عن السيد الجليل باقي بن عطوة العلوي الحسني، وقد تحقق منها بسؤال آخرين عنها فصدقوا ما قاله هذا السيد العلوي – رحمه الله –..
قال العالم الجليل الشيخ علي بن عيسى الأربلي – رضوان الله عليه - : (حكى لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسيني أن أبا عطوة كان به (أدره) – أي، كانت قد ظهرت في بدنه غدة عجز الأطباء يومذاك عن علاجها وعجز هو بسببها عن المشي - .
قال الأربلي: وكان زيدي المذهب، وكان ينكر على بنيه الميل الى مذهب الإمامية من هذا المرض؛؛ وتكرار هذا القول منه)
أيها الأكارم؛ إذن كان السيد عطوة يطلب في الواقع دلالة ملموسة على صحة مذهب مدرسة الثقلين وعقيدته بوجود صاحب الزمان المهدي وقيامه بمهام الإمامة من خلف أستار الغيبة، وهذه الدلالة أظهرها له خاتم الأوصياء المحمديين لتكون سبباً في تثبيت ولده على مذهب مدرسة الثقلين، وإتماماً للحجة عليه هو بعد أن رأى بنفسه تلك الدلالة التي طلبها.
جاء في تتمة الحكاية نقل الشيخ الأربلي قدس سره عن السيد باقي ابن السيد عطوة المذكور قوله:
(بينا نحن مجتمعون – ذات ليلة – عند وقت عشاء الآخرة، إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا، فأتيناه سراعاً فقال:
الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي
فخرجنا؛ فلم نر أحداً، فعدنا إليه وسألناه، فقال:
دخل علي شخص وقال: يا عطوة، فقلت: من أنت؟ قال: أنا صاحب بنيك، قد جئت لأبرئك مما بك.
ثم مد يده فعصر قروتي [أي محل غدة الأدرة التي ظهرت فيه] ومشى، فمددت يدي فلم أر للأدرة أثراً!
قال السيد باقي: وبقي والدي مثل الغزال ليس به علة).
قال الشيخ علي بن عيسى الأربلي – رضوان الله عليه – بعد أن نقل ما قاله السيد باقي الحسيني:
(وقد اشتهرت هذه القصة وسألت عنها غير إبنه فأخبروني عنها وأقروا بها والأخبار عنه – عليه السلام – في هذا الباب كثيرة، وأنه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها فخلصهم وأوصلهم الى حيث أرادوا، ولو لا التطويل لذكرت منها جملة، ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام