اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

نَصّ خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم

روضة المواضيع المكررة التي سبق طرحها في المنتدى

المشرف: الـمـراقـب الـعـام

صورة العضو الرمزية
فاطمة جنة علي
فـاطـمـيـة
مشاركات: 9771
اشترك في: الثلاثاء إبريل 12, 2011 7:41 am
مكان: عراق اهل البيت ع والمقدسات ((مركز دوله الامام المهدي عج ))

نَصّ خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم

مشاركة بواسطة فاطمة جنة علي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم والمتراضين على عدوهم ومنكري فضائلهم من الاولين والاخرين
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
ياغياث المستغيثين اغثني بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستود ع فيها ادركني
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين


نَصّ خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم

ـ الحمد لله الذي علا في توحّدهِ ودنا في تفرُّده وجلّ في سلطانه وعظم في اركانه ، وأحاط بكل شيء علماً وهو في مكانه ، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه ، حميداً لمن يزل محموداً لا يزال ومجيداً لا يزول ، ومبتدئاً ومعيداً وكُلَّ أمر اليه يعود .

بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبّار الأرضين والسماوات ، قدوس سبوح ، رب الملائكة والروح ، متفضّل على جميع من برأه ، متطوِّل على جميع من أنشأه ، يلحظ كلَّ عين والعيون لا تراه .

كريم حليم ذو أناة قد وسِعَ كلَّ شيء رحمته ، ومنَّ عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه ، ولا يبادر اليهم بما استحقوا من عذابه .

قد فهم السرائر وعَلِمَ الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ولا اشتبهت عليه الخفيّات ، له الاحاطة بكلِّ شيء والغلبة على كلّ شيء ، والقوة في كلِّ شيء ، والقدرة على كلِّ شيء ، وليس مثله شيء وهو منشئ الشيء حين لا شيء ، دائم حي وقائم بالقسط لا إله إلاّ هو العزيزُ الحكيم .

جلَّ عن أنْ تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ،لا يلحقُ احد وصفه من معاينة ، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلاّ بمادلَّ عزّ وجلَّ على نفسه .

واشهدُ أنه الله الذي ملأَ الدَّهر قُدسُهُ ، والذي يغشى الأبد نوره ، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقديره ولا يعاون في تدبيره .

صوَّر ما ابتدع على غير مثال ، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلُّف ولا احتيال ، أنشأها فكانت وبرأها فبانت ، فهو الله الذي لا إله إلاّ هو المتقن الصنعة ، الحسن الصنيعة ، العدل الذي لا يجور ، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور .

وأشهد أنه الله الذي تواضع كل شيء لعظمته ، وذلَّ كل شيء لعزته ، واستسلم كل شيء لقدرته ، وخضع كلَّ شيء لهيبته ، مَلِكُ الأملاك ومفلّك الأفلاك ، ومسخِّر الشمس والقمر ، كلٌّ يجري لأجل مسمّى . يكوِّر اللَّيل على النَّهار ويكوِّرُ النهار على الليل يطلبُهُ حثيثاً ، قاصم كلِّ جبّار عنيد ، ومهلك كلِّ شيطان مريد .

لم يكن له ضد ولا معه يَد ، أحد صمدٌ لم يلدُ ولم يولَدُ ، ولم يكنْ له كفواً أحداٌ، إله واحدٌ وربٌ ماجدٌ يشاءُ فيمضي ، ويُريد فيقضي ، ويعلمُ فيحصي ، ويُميت ويُحيي، ويُفقر ويُغني ، ويُضحكِ ويُبكي ، ويُدني ويُقصي ، ويَمنعُ ويُعطي ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلِ شيء قدير .

يولج الليل في النهار ويوجل النهار في الليل ، لا إله إلاّ هو العزيزُ الغفّار . مُستجيب الدعاء ومجزل العطاء ، مُحصي الأنفاس وربَّ الجنّة والناس ، الذي لا يشكل عليه شيءٌ ، ولا يضجره صراخ المستصرخين ، ولا يبرمه الحاح الملِحين ، العاصم للصالحين ، والموفق للمفلحين ، ومولى المؤمنين وربَّ العالمين ، الذي استحقَّ من كل من خلق ان يشكره ويحمده على كل حال .

أحمدُهُ كثيراً واشكره دائماً على السَّراء والضراء والشدة والرخاء ، واؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله ، أسمع لأمره واطيع، وأبادر الى كلّ ما يرضاه واستسلم لما قضاه ، رغبة في طاعته ، وخوفاً من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولايخاف جوره .

وأقرّ له على نفسي بالعبودية ، وأشهد له بالربوبية ، وأؤَدّي ما أوحى به إليَّ حذراً من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعةً لا يدفعها عني أحدَّ وان عظمت حيلته وصفت خلته ، ـ لا إله إلاّ هو ـ لأنه قد أَعلمني أني إن لم أبلِّغ ما أنزلإليَّ في حقِّ عليَّ فما بلغته رسالته ، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس وهو الله الكافي الكريم .

فأوحى إليَّ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيم يا أ يّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أنْزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ في علي ـ يعني في الخلافة لعليَّ بن أبي طالب ـ و إنْ لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس) .

معَاشِرَ الناس ، ما قصَّرت في تبليغ ما أنزلَ الله تعالى إليَّ ، وأنا أبيِّن لكم سبب هذه الآية ، إن جبرئيل هبط إليَّ مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أنْ أقوم فى هذا المشهد فأعْلِمَ كل أبيض وأسود : أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصييّ وخليفتي على أمّتي والإمام من بعدي ، الّذي محلّه مني محل هارون من موسى إلاّ أ نّه لا نبيّ بعدي وهو وليَّكم بعدَ الله ورسوله ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليَّ بذلك آيةً من كتابه : (إنما وليكم الله ورسولهُ والذينَ آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكِعونَ) وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ يُريدُ الله عزّ وجلّ في كلٍّ حال .

وسألت جبرئيل أن يستعفي لي السَّلام عن تبليغ ذلك اليكم ، أيها الناس ، لعلمِي بقلّة المتقين وكثرة المنافقين و إدغال اللائمين وحيل المستهزئين بالإسلام ، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ، ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ، وكثرة اذاهم لي غير مرة حتى سموني أذناً وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته اياي واقبالي عليه وهواه وقبوله مني حتى أنزل الله عز وجلّ في ذلك : (ومنهم الذين يؤذون النبيَّ ويقولونَ هو أذنَّ قل أذنَّ ـ على الذين يزعمون أنه أذن ـ خير لكم يؤمنُ باللهِ ويؤمن للمؤمنين) الآية .

ولو شئت أن أسمي القائلين بذلك بأسمائهم لسمَّيت ، وان أومئ إليهم بأعمالهم لأومأت ، وأن أُدلَّ عليهم لدللت ، ولكني والله في امورهم قد تكرّمت .

وكل ذلك لا يرضى الله مني إلاّ أن أبلِّغ ما أنزلَ اللهُ إليّ في حق علي ، ثم تلا : (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزلَ إليك من ربِّك ـ في حق علي ـ وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) .

فاعلموا معَاشِرَ الناس ذلك فيه وافهموه ، واعلموا ان الله قد نصبه لكم وليّاً واماماً فرض طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان وعلى البادي والحاضر ، وعلى العَجَمي والعربي ، والحر والمملوك والصغير والكبير ، وعلى الأبيض والأسود ، وعلى كل مؤحِّد ماض حُكمُهُ ، جاز قوله ، نافذٌأمره ، ملعون من خالفه ، مرحومٌ من تبعه وصدَّقه ، فقد غفر الله له ولمن سمع منه واطاع له .

معَاشِرَ الناس ، إنه آخر مقام اقومه في هذا المشهد ، فاسمعوا واطيعوا وانقادوا لأمر الله ربِّكم ، فإن الله عزّ وجلّ هو مولاكم والهكم ، ثمَّ من دونه رسوله ونبيَّه المخاطب لكم ، ثم من بعدي عليّ وليّكم وامامكم بأمر الله ربِّكم ثم الإمامة في ذرِّيتي من ولده الى يوم تَلقون الله ورسوله . لا حلال إلاّ ما أحلّه الله ورسوله وهم ، ولا حرام إلاّ ما حرّمه الله عليكم ورسوله وهم ، والله عزّ وجلّ عرّفني الحلال والحرام وأنا أفضيت بما علّمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه .

معَاشِرَ الناس ، فضِّلوه ما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيّ ، وكلُّ علم عُلِّمتُ فقد أحصيته في إمام المتقين ، وما من علم إلاّ وقد علَّمته عليّاً ، وهو الإمام المبين الذي ذكره الله في سورة يس : (وكلَّ شيء أحصيناه في إمام مبين) .

معَاشِرَ الناس ، لا تضلَّوا عنه ولا تنفروا منه ، ولا تستنكفوا من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ، ويزهق الباطل وينهى عنه ، ولا تأخذه في الله لومةُ لائم ، أوّل من آمن بالله ورسوله لم يسبقه إلى الإيمان بي أحد ، والذي فدى رسول الله بنفسه ، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره ، أوّل الناس صلاة وأوّلُ من عبد الله معي ، أمرته عن الله أن ينام في مضجعي ، ففعل فادياً لي بنفسه .

معَاشِرَ الناس ، فضِّلوه فقد فضله الله ، واقبلوه فقد نصبه الله .

معَاشِرَ الناس ، إنة إمام من الله ، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له ، حتماً على الله أن يفعل ذلك بمن خالف امره وان يعذّبه عذاباً نكراً أبَدَالآباد ودهر الدهور . فاحذروا ان تخالفوه فتصلوا ناراً وقودها الناس والحجارة أعدَّت للكافرين .

معَاشِرَ الناس ، بي والله بشَّر الأولون من النبيِّيين والمرسلين ، وانا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السَّماوات والأرضين . فمن شك في ذلك فقد كفر كفر الجاهلية الأولى ، ومن شك في شيء من قولي هذا فقد شكّ في كلِّ ما أُنزل إليّ ، ومن شك في واحد من الأئمة فقد شك في الكلّ منهم ، والشاكّ فينا في النار .

معَاشِرَ الناس ، حَباني الله عزّ وجلّ بهذه الفضيلة منّاً منه عليّ واحساناً منه إليّ ولا إله إلاّ هو ألا له الحمد منّي أَبَدا الآبدين ودَهرَ الداهرين وعلى كلِ حال .

معَاشِرَ الناس ، فضلوا عليّاً فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى ما أنزَلَ الله الرزق وبقي الخلقَ . ملعونٌ معلون ، مغضوب مغضوب من ردّ علي قولي هذا ولم يوافقه ، إلاّ ان جبرئيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول : من عادى عليّاً ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي ، (ولتنظر نفس ما قدّمت لغد واتقوا الله ـ ان تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها ـ إن الله خبير بما يعملون) .

معَاشِرَ الناس ، إنه جنبُ الله الذي ذَكَرَ في كتابه العزيز ، فقال تعالى مخبراً عمّن يخالفه : (أنْ تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله) .

معَاشِرَ الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتبعوا متشابهه ، فوالله لن يبيّن لكم زواجره ، ولن يوضح لكم تفسيره إلاّ الذي أناآخذ بيده ومصعده إليّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيدي ، ومعلمكم : انّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي ، وموالاته من الله عزّ وجلّ أنزلها عليّ .

معَاشِرَ الناس ، إن عليّاً والطيِّبين من ولدي من صُلبه ، هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر فكل واحد منهما منبئ عن صاحبه وموافق له ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، الا إنهم أمناء الله في خلقه وحكامُهُ في أرضه .

ألا وقد أدَّيت ، ألا وقد بلّغت ، ألا وقد أسمعت ، ألا وقد أوضحت . ألا وان الله عزّ وجلّ قال وانا قلت عن الله عزّ وجلّ ألا أنه لا «أمير المؤمنين» غير أخي هذا ، ألا لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره .

ثم ضرب يده إلى عضدِ علي(عليه السلام) فرفعه ، وكان أمير المؤمنين منذ أولّما صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منبره على درجة دون مقامه متيامناً عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)كأنهما في مقام واحد ، فرفعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وبسطهما إلى السماء ، وشال عليّاً (عليه السلام) حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال :

معَاشِرَ الناس ، هذا عليٌّ أخي ووصيي وواعي علمي ، وخليفتي في أمتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب الله عزّ وجلّ والداعي إليه ، والعالم بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته أنّه خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي مِنَ الله ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله .

يقول الله : (ما يُبدَّل القول لدي) بأمرك يا ربّ أقول : اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله والعن من انكره واغضب على من جحده .

اللهم إنك أنزلت الآية في عليّ وليِّك عند تبيين ذلك ونصبك اياه لهذا اليوم : (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ،(ومَنْ يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .

أللهم إني أُشهدك أني قد بلّغت .

معَاشِرَ الناس ، إنما أكمل الله عزّ وجلّ دينكم بامامته ، فمن لم يأتمَّ به وبمن يقوم مقامه مِنْ ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عزّ وجلّ فاولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وفي النار هم خالدون (لا يخفَّف عنهم العذاب ولا همْ ينظرون).

معَاشِرَ الناس ، هذا عليّ أنصَركم ليّ وأحقّكم بي وأقربكم إليَّ وأَعزّكم عليّ ، والله عزّ وجلّ وانا عنه راضيان ، وما نزلت آية رضا في القرآن إلاّ فيه ، ولا خاطب الله الذين آمنوا إلاّ بدأ به ، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلاّ فيه ، ولا شهد الله بالجنّة في (هل أتى على الإنسان) إلا لهُ ، ولا أنزلها في سِواه ولا مدح بها غيره .

معَاشِرَ الناس ، هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله ، وهو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خيرُ نبي ووصيكم خير وصيّ وبنوه خير الأوصياء.

معَاشِرَ الناس ، ذرِّية كلَّ نبيَّ من صُلبه ، وذرِّيتي من صُلبِ أمير المؤمنين عَليّ .

معَاشِرَ الناس ، إنّ إبليس أخرج آدم من الجنّة بالحسد ، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم ، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عزّ وجلّ وكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداءُ الله .

ألا وأنه لا يبغض عليّاً إلاّ شقي ولا يوالي عليّاً إلاّ تقي ، ولا يؤمن به إلاّ مؤمنٌ مخلصٌ .

وفي عليٍّ والله نزلت سورة العصر : (بِسمِ الله الرحمن الرحيم وَالعَصرِ إن الإنسان لفي خُسر) إلاّ عليّ الذي آمن ورضي بالحق والصبر.

معَاشِرَ الناس ، قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين .

معَاشِرَ الناس ، (إتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) .

معَاشِرَ الناس ، (آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أُنزل معه من قبل أنْ نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت) بالله ما عنى بهذه الآية إلاّ قوماً من أصحابي أعرفهم باسمائهم وأنسابهم ، وقد أُمرت بالصفح عنهم . فليعمل كلَّ إمرئ على ما يجد لعليّ في قلبه من الحبِّ والبُغض .

معَاشِرَ الناس ، النور من الله عزّ وجلّ مسلوك فيّ ثم في عليّ بن أبي طالب ، ثم في النسْل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحقّ الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عزّ وجلّ قد جعلنا حجّة على المقصِّرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين والغاصبين من جميع العالمين .

معَاشِرَ الناس ، أنْذِركم أنْي رسولُ اللهِ قد خلت من قبلي الرُّسلُ ، أفأن مت أو قُتلتُ انقلبتم على أعقابكم ؟ (وَمَنْ يَنْقلِبْ عَلَى عَقِبيّهِ فَلَنْ يَضُرّ اللهَ شيئاً وسيجزي الله الشاكرين الصَّابرين) . ألا و إنّ عليّاً هو الموصوف بالصبر والشكر ، ثم من بعده ولدي من صُلبه .

معَاشِرَ الناس ، لا تمنُّوا عليّ بإسْلامكم ، بل لا تمنّوا على الله فيحبط عملكم ويسخط عليكم ويبتليكم بشواظ من نار ونحاس ، إن ربّكم لبالمرصاد .

معَاشِرَ الناس ، إن الله وأنا بريئان منهم .

معَاشِرَ الناس ، إنهم وأنصارهم وأتباعهم وأشياعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبِّرين ، ألا أنهم أصحابُ الصحيفة ، فلينظر أحدكم في صحيفته .

قال : فذهب على الناس ـ إلاّ شرذمة منهم ـ أَمر الصحيفة .

معَاشِرَ الناس ، إني أدَعها إمامةً ووراثةً في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد بلّغتُ ما امرتُ بتبليغه حجةً على كل حاضر وغائب وعلى كلِّ أحد ممن شهد أو لم يشهد ، ولد أو لم يولد ، فليبلِّغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة .

وسيجعلون الإمامة بعدي ملكاً واغتصاباً ، ألا لعَنَ الله الغاصبين المغتصبين ، وعندها سيفرغ لكم أيها الثقلان من يفرغ ويُرسلُ عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران .

معَاشِرَ الناس ، إن الله عزّ وجلّ لم يكن ليذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيِّب ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب .

معَاشِرَ الناس ، إنه ما من قرية إلاّ والله مهلكها بتكذيبها قبل يوم القيامة وممِّلكها الإمام المهدي والله مصدِّق وعده .

معَاشِرَ الناس ، قد ضلّ قبلكم أكثر الأولين ، والله لقد أهلك الأولين ، وهو مهلك الآخرين ، قال الله تعالى : (ألَم نهْلِكِ الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويلٌ يومئذ للمكذبين) .

معَاشِرَ الناس ، إن الله قد أمرني ونهانى ، وقد أمرت عليّاً ونهيته بأمره ، فعلِمَ الأمر والنهي لديه ، فاسمعوا لأمره تسلِموا وأطيعوه تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ، ولا تتفرّق بكم السُبُل عن سبيله .

معَاشِرَ الناس ، أنا صِراط الله المستقيم الذي أمركم باتِّباعه ، ثم عليٌّ من بعدي ، ثم وُلْدِي مِنْ صُلبِهِ أئمة الهُدى ، يهدون إلى الحقِّ وبه يعدلون .

ثمَّ قرأ : (بِسْمِ الله الرحمنِ الرحيم الحمدُ لله رب العالمين . . .)إلى آخرها . وقال : فيّ نزلت وفيهم والله نزلت ولهم عمّت واياهم خصّتْ ، اولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، (ألا انّ حزبَ الله هم الغالبون) .

ألا إن أَعدائهم هم السفهاء الغاوون إخوانَ الشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زُخْرُفَ القول غروراً .

ألا إن أوليائهم الذين ذكرهُمُ الله في كتابه ، فقال عزّ وجل : (لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادوُّن مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو اخوانهم أو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الإيمان) إلى آخر الآية .

ألا إن أوليائهم المؤمنون الذين وصفهم الله عزّ وجلّ فقال : (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) .

ألا إن اوليائهم الذين آمنوا ولم يرتابوا .

ألا إن اوليائهم الذين يدخلون الجنّة بسلام آمنين ، تتلقاهم الملائكة بالتسليم يقولون : سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين .

ألا إن أوليائهم لهم الجنّة يرزقون فيها بغير حساب .

ألا إن أعدائهم الذين يصلون سعيرا .

ألا إن اعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقاً وهي تفور ويرون لها زفيراً .

ألا إن أعدائهم الذين قال الله فيهم : (كلَّما دخلت أُمّةٌ لعنت أُختها)الآية .

ألا إن أعدائهم الذين قال الله عزّ وجلّ : (كُلما اُلقي فيها فرجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذّبنا وقلنا ما نزّل الله من شيء إن أنتم إلاّ في ضلال كبير) إلى قوله : (ألا فسُحقاً لأصحاب السعير) .

ألا إن أوليائهم الذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرة وأجرٌ كبير .

معَاشِرَ الناس ، شتّان ما بين السَّعير والأجر الكبير .

معَاشِرَ الناس ، عدوُّنا مَنْ ذمّه الله ولعنه ، ووليّنا كُلَّ من مدحه الله وأحبّه .

معَاشِرَ الناس ، ألا واني النذير وعليّ البشير .

معَاشِرَ الناس ، ألا واني منذرٌ وعليّ هاد .

معَاشِرَ الناس ، اني نبيٌّ وعليٌّ وصي .

معَاشِرَ الناس ، ألا واني رسول وعليّ الإمام والوصي من بعدي ، والأئمة بعده ولده ألا و إني والدهم وهم يخرجون من صُلبه .

ألا إنّ خاتم الأئمة منّا القائم المهدي ، ألا انه الظاهر على الدين ، ألا انه المنتقم من الظالمين ، ألا انه فاتح الحصون وهادمها ، ألا انه غالب كلِّ قبيلة من أهل الشرك وهاديها . ألا انّه المدرك بكل ثار لأولياء الله ، ألا انه الناصر لدين الله .

ألا انّه الغراف من بحر عميق ، ألا انه يسم كلِّ ذي فضل بفضله وكلّ ذي جهل بجهله ، ألا انه خيرة الله ومختاره ، ألا انه وارث كلِّ علم والمحيط بكل فهم .

الا انه المخبر عن ربه عزّ وجل ، والمشيِّد لأمر آياته ، ألا انه الرشيد السديد ، ألا انه المفوض اليه .

ألا انه قد بشر به من سلف من القرون بين يديه ، ألا انه الباقي حُجة ولا حجة بعده ، ولا حق الا معه ولا نور إلا عنده .

ألا انه لا غالب له ولا منصور عليه ، الا وانه وليَّ الله في ارضه ، وحكمه في خلقه ، وأمينه في سِرِّه وعلانيته .

معَاشِرَ الناس ، اني قد بيَّنت لكم وأفهمتكم ، وهذا عليَّ يفهمكم بعدي .

ألا واني عند انقضاء خطبتي ادعوكم إلى مصافقتي على بيعته ، والاقرار به ، ثم مصافقته بعدي .

ألا واني قد بايعت الله وعليَّ قد بايعني ، وأنا آخذكم بالبيعة له عنالله عزّ وجلّ : (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه فسيؤتيه الله أجراً عظيما) .

معَاشِرَ الناس ، إن الحج والعمرة من شعائر الله (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوَّف بهما) الآية .

معَاشِرَ الناس ، حِجوا البيت فما ورده أهل بيت الا استغنوا وابشروا ، ولا تخلّفوا عنه الا بتروا وافتقروا .

معَاشِرَ الناس ، ما وقف بالموقف مؤمن إلاّ غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك ، فاذا انقضت حجته استأنف عمله .

معَاشِرَ الناس ، الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة عليهم ، والله لا يضيع أجر المحسنين .

معَاشِرَ الناس ، حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ، ولا تنصرفوا عن المشاهد الا بتوبة واقلاع .

معَاشِرَ الناس ، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عزّ وجلّ ، فإن طال عليكم الأمد فقصَّرتم أو نسيتم فعليّ وليكم ومبيِّن لكم الذي نصبه الله عزّ وجلّ لكم بعدي أمين خلقه ، انه مني وانا منه ، وهو ومن تخلف من ذرِّيتي يخبرونكم بما تسألون عنه ويبينون لكم ما لا تعلمون .

ألا ان الحلال والحرام أكثر من أن احصيهما واعرِّفهما فآمر بالحلال وأنهي عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عزّ وجلّ في علىٍّ أمير المؤمنين والأوصياء من بعده الذين هم مني ومنه امامة فيهم قائمة ، خاتمها المهدي الى يوم يلقى الله الذي يُقدِّر ويقضي .

معَاشِرَ الناس ، وكل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم ارجع عن ذلك ولم ابدِّل ، الا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصَوا به ، ولا تبدِّلوه ولا تغيّروه.

الا واني أجدِّد القول : ألا فاقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر .

ألا وان رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي ، وتبلِّغوه من لم يحضر وتأمروه بقبوله عني وتنهوه عن مخالفته ، فإنه أمرٌ من الله عزّ وجلّ ومنّي ، ولا أمر بمعروف ولا نهيَ عن منكر إلا مع امام معصوم .

معَاشِرَ الناس ، القرآن يُعرِّفُكم أن الأئمة من بعده ولده ، وعرَّفتكم إنهم منّي ومنه حيث يقول الله في كتابه : (وجعلها كلمةً باقية في عقبه)وقلت : «لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما» .

معَاشِرَ الناس ، التقوى التقوى واحذروا الساعة كما قال الله عزّ وجلّ : (ان زلزلة الساعة شيء عظيم) . اذكروا الممات والمعاد والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي ربِّ العالمين والثواب والعقاب ، فمن جاء بالحسنة اثيت عليها ، ومن جاء بالسيِّئةِ فليس له في الجنان نصيب .

معَاشِرَ الناس ، إنكم اكثر من ان تصافقوني بكفٍّ واحد في وقت واحد وقد امرني الله عزّ وجلّ أن آخذ من السنتكم الاقرار بما عقدت لعلي أمير المؤمنين ، ولمن جاء بعده من الأئمة منّي ومنه ، على ما أعلمتكم ان ذرِّيتي من صلبه .

فقولوا بأجمعكم :

«إنا سامعونَ مطيعونَ راضونَ منقادون لما بلّغت عن ربِّنا وربِّك في أمر امامنا عليّ أمير المؤمنين ومن ولدت من صلبه من الأئمة ، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا ، على ذلك نحيى وعليه نموت وعليه نبعث ، ولا نغيِّر ولا نبدِّل ولا نشك ولا نجحد ولا نرتاب ولا نرجع عن العهد ولا ننقض الميثاق .

وعظتنا بوعظ الله في عليّ أمير المؤمنين والأئمة الذين ذكرت من ذرِّيتك من ولده بعده ، الحسن والحسين ومن نصبه الله بعدهما . فالعهد والميثاق لهم مأخوذ منا ، من قلوبنا وانفسنا وألسنتنا وضمائرنا وأيدينا ، من أدركها بيده ، والا فقد أَقرَّ بلسانه ، ولا نبتغي بذلك بدلاً ولا يرى الله من انفسنا حولاً ، نحن نؤدّي ذلك عنك الداني والقاصي من أولادنا وأهالينا ، ونشهد الله بذلك وكفى بالله شهيداً وأنت علينا به شهيد» .

معَاشِرَ الناس ، ما تقولون ؟ فإن الله يعلم كلَّ صوت وخافية كلِّ نفس ، (فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها) ومن بايع فانما يبايع الله (يد الله فوق أيديهم) .

معَاشِرَ الناس ، فبايعوا الله وبايعوني وبايعوا عليّاً أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة منهم في الدنيا والآخرة كلمةً باقيةً ، يهلك الله من غَدَرَ ويَرحَمُ من وَفيَ (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجراً عظيماً) .

معَاشِرَ الناس ، قولوا الذي قلت لكم ، وسلِّموا على عليّ بأمرة المؤمنين ، وقولوا : (سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا واليك المصير) وقولوا : (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) الآية .

معَاشِرَ الناس ، إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عزّ وجلّ ـ وقد أنزلها في القرآن ـ اكثر من ان احصيها في مقام واحد ، فمن انباكم بها وعرفها فصدِّقوه .

معَاشِرَ الناس ، من يطع الله ورسوله وعليّاً والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزاً عظيماً .

معَاشِرَ الناس ، السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بامرةِ المؤمنين اولئك هم الفائزون في جناتِ النعيم .

معَاشِرَ الناس ، قولوا ما يُرضي الله به عنكم من القول ، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فلن يضر الله شيئاً .

اللهم اغفر للمؤمنين بما أديت وأمرت ، واغضب على الجاحدين الكافرين ، والحمد لله رب العالمين
نــــــــــــــــــــــسالكم الـدعـــــــــــــــــــاء
دمتم برعاية بقية الله
الامر للعباس
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ
صورة
ان ماأردت الفوز بالعلياء والمكارم فاسجد وقل بفاطم بفاطم بفاطم
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49872
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: نَصّ خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف مكرر

خطبة فقرة 1
3
4
5
إلى
11 والأخير
يقينا كله خير

العودة إلى ”روضـــة الـمـكــررات“