معجزة الإمام الكاظم ( ع ) مع السارقة
يقول الشيخ أحمد النراقي في كتابه الذي ألفه لتسلية والترويح عن طلبة العلوم الدينية نظراً لما يقاسونه من إرهاق وجهد في سبيل جمع وتحصيل العلوم والمعارف : الخزائن ، المطبوع مع تعليقات العلامة الخطير والفيلسوف الكبير آية الله آغا حسن زاده آملي أطال الله لنا في عمره الشريف ، يذكر هذه المعجزة التي شهدها بنفسه قبل حوالي مئتي سنة في الروضة الكاظمية ، أترككم مع الشيخ النراقي أعلى الله مقامه يروي لنا المعجزة :
في الفترة التي تشرفت فيها ( عام ألف ومئتين وعشرة ) للحج وزيارة بيت الله الحرام ، دخلت مدينة بغداد ، وتوقفنا في البقعة الكاظمية المباركة عدة أيام للإجتماع ، فاتفق أني كنت في ليلة الجمعة في الروضة الكاظمية المباركة مع جماعة من الأصدقاء ورفاق السفر ، وبعد أن فرغت من تعقيبات صلاة العشاء وقبل ازدحام الناس ، نهضت وجئت عند الرأس المبارك لكي أقرأ دعاء كميل في ذلك المكان مع حضور قلب تام.
سمعتُ صياح جماعة من نساء ورجال العرب على باب الروضة المقدسة ، بحيث حال دون حضور القلب لدي ، وصار الصوت عالياً جداً.
قلت لأحد رفاقي : انظر إلى سوء أدب هؤلاء الأعراب كيف يرفعون أصواتهم في مثل هذا المكان وفي مثل هذا الوقت . ولما ازداد صوتهم ارتفاعاً نهضت مع بعض رفاقي للذهاب عند الرجلين لكي نعرف ماهو سر هذا الغوغاء. رأيت الشيخ محمد السادن واقفاً عند باب الروضة المقدسة وعدة نساء عربيات دخلن الروضة وإحداهن آخذة بتلابيب ثلاث نسوة أخريات ، وتقول : واحدة منكن سرقت محفظة نقودي ، وهنّ ينكرن ذلك.
قالت : إذن تأخذن بقفل الضريح في هذا المكان المبارك وتقسمن بهذين الإمامين الجليلين لكي أطمئن أنا وأدعكن.
وقفنا نحن والزملاء لنرى إلى أين سيصل الأمر بهؤلاء ، ثم تقدمت إحدى النساء الثلاث وهي في غاية الطمأنينة وأمسكت بالقفل وقالت : يا أبا الجوادين أنت تعلم أني بريئة.
قالت المرأة صاحبة المال : يمكنك أن تذهبي فقد اطمأننت من جانبك.
ثم تقدمت الأخرى وتكلمت بمثل الأولى وذهبت.
جاءت الثالثة وأمسكت القفل ، وما إن قالت يا أبا الجوادين أنت تعلم أني بريئة حتى رأيناها تنقلع من مكانها ثم تسقط إلى الأرض ثانية ثم مالبثت أن تغير لونها كالدم اليابس وكذا عيناها ثم انعقد لسانها.
فرفع الشيخ محمد ( 1 ) صوته بالتكبير ، وكذا فعل سائر أهل الروضة ، ثم أمر الشيخ أن تُسحب المرأة من رجلها وتوضع في صفّة من صفوف الرواق المقدس. وبقينا نحن ننتظر عاقبة الأمر.
وظلت المرأة فاقدة الوعي حتى السَحَر حيث انتبهت بمقدار استطاعت معه القول بالإشارة أين تضع محفظة تلك المراة وأن تعطى لها.
وتصدق ذووها بعدة خراف كفّارة عن عملها لكي تتخلص مما هي فيه ، وبقيت كذلك حتى الصباح ، وماتت في اليوم نفسه.
( انتهى )
( 1 ) الشيخ محمد السادن ، هو سادن الروضة الكاظمية وقد أثنى عليه الشيخ النراقي
يقول الشيخ أحمد النراقي في كتابه الذي ألفه لتسلية والترويح عن طلبة العلوم الدينية نظراً لما يقاسونه من إرهاق وجهد في سبيل جمع وتحصيل العلوم والمعارف : الخزائن ، المطبوع مع تعليقات العلامة الخطير والفيلسوف الكبير آية الله آغا حسن زاده آملي أطال الله لنا في عمره الشريف ، يذكر هذه المعجزة التي شهدها بنفسه قبل حوالي مئتي سنة في الروضة الكاظمية ، أترككم مع الشيخ النراقي أعلى الله مقامه يروي لنا المعجزة :
في الفترة التي تشرفت فيها ( عام ألف ومئتين وعشرة ) للحج وزيارة بيت الله الحرام ، دخلت مدينة بغداد ، وتوقفنا في البقعة الكاظمية المباركة عدة أيام للإجتماع ، فاتفق أني كنت في ليلة الجمعة في الروضة الكاظمية المباركة مع جماعة من الأصدقاء ورفاق السفر ، وبعد أن فرغت من تعقيبات صلاة العشاء وقبل ازدحام الناس ، نهضت وجئت عند الرأس المبارك لكي أقرأ دعاء كميل في ذلك المكان مع حضور قلب تام.
سمعتُ صياح جماعة من نساء ورجال العرب على باب الروضة المقدسة ، بحيث حال دون حضور القلب لدي ، وصار الصوت عالياً جداً.
قلت لأحد رفاقي : انظر إلى سوء أدب هؤلاء الأعراب كيف يرفعون أصواتهم في مثل هذا المكان وفي مثل هذا الوقت . ولما ازداد صوتهم ارتفاعاً نهضت مع بعض رفاقي للذهاب عند الرجلين لكي نعرف ماهو سر هذا الغوغاء. رأيت الشيخ محمد السادن واقفاً عند باب الروضة المقدسة وعدة نساء عربيات دخلن الروضة وإحداهن آخذة بتلابيب ثلاث نسوة أخريات ، وتقول : واحدة منكن سرقت محفظة نقودي ، وهنّ ينكرن ذلك.
قالت : إذن تأخذن بقفل الضريح في هذا المكان المبارك وتقسمن بهذين الإمامين الجليلين لكي أطمئن أنا وأدعكن.
وقفنا نحن والزملاء لنرى إلى أين سيصل الأمر بهؤلاء ، ثم تقدمت إحدى النساء الثلاث وهي في غاية الطمأنينة وأمسكت بالقفل وقالت : يا أبا الجوادين أنت تعلم أني بريئة.
قالت المرأة صاحبة المال : يمكنك أن تذهبي فقد اطمأننت من جانبك.
ثم تقدمت الأخرى وتكلمت بمثل الأولى وذهبت.
جاءت الثالثة وأمسكت القفل ، وما إن قالت يا أبا الجوادين أنت تعلم أني بريئة حتى رأيناها تنقلع من مكانها ثم تسقط إلى الأرض ثانية ثم مالبثت أن تغير لونها كالدم اليابس وكذا عيناها ثم انعقد لسانها.
فرفع الشيخ محمد ( 1 ) صوته بالتكبير ، وكذا فعل سائر أهل الروضة ، ثم أمر الشيخ أن تُسحب المرأة من رجلها وتوضع في صفّة من صفوف الرواق المقدس. وبقينا نحن ننتظر عاقبة الأمر.
وظلت المرأة فاقدة الوعي حتى السَحَر حيث انتبهت بمقدار استطاعت معه القول بالإشارة أين تضع محفظة تلك المراة وأن تعطى لها.
وتصدق ذووها بعدة خراف كفّارة عن عملها لكي تتخلص مما هي فيه ، وبقيت كذلك حتى الصباح ، وماتت في اليوم نفسه.
( انتهى )
( 1 ) الشيخ محمد السادن ، هو سادن الروضة الكاظمية وقد أثنى عليه الشيخ النراقي