اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
تفسير سورة العاديات
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
تفسير سورة العاديات
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله محمد الطيبين الطاهرين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً *
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ *
أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )
(العاديات : 1 ـ 11) .
هناك اختلاف بشأن هذه السورة ، أَهِيَ مكِّيَّة ؟ أَمْ مدنيّة ؟
فالقرائن نفسها تُسبّب الاختلاف فيما إذا كانت قد نزلتْ في مكّة أو في المدينة ، ومن حيث النقل أيضاً ثمّة أسباب للشبهة ، فمِن جهةٍ لَحْن السورة ذات الآيات القصيرة تشبه السور المكِّيَّة ؛ لأنّ السور المكِّيَّة نزلت في بداية بعثة الرسول ، وتتميّز بآيات التحذير والتذكير والتخويف ،
أمّا السور المدنيّة فأغلبها يُبَيِّن القوانين والقرارات ؛ ولهذا تكون طويلة وتفصيليّة .
تُفتتح هذه السورة بالقَسَم ، وهو قَسَم عجيب ، كان من أسباب القول بأنّها مكِّيَّة ، وهذا هو اعتقادي الخاص أيضاً ، بينما يقول آخرون إنّها مدنيّة بسبب مضمونها .
ما أعجب القسم في هذه السورة !
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) :
أي أُقسم بالخيل الراكضة اللاهثة ، والمقصود هو خيل المجاهدين . يُقْسِمُ بخيل الجُند ، الخيل التي تَخُبّ فوق الصخور والأحجار .
إنّ القُرَويّين إذ كانوا قد رأوا الفرس ذا النعل الحديد ، على الأخصّ عندما يتحرّك فوق الصخور ، كيف ينبعث الشرر من حوافره جرّاء اصطكاكها بالصخور ، ذلك الشرر الناري البارق .
( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً ) :
وهي الخيل التي تبرق حوافرها ، إذ تركض فوق الصخور .
( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً ) :
تلك الخيل التي تهجم على العدو عند شروق الصباح .
ما يزال يُقسم بالخيل ( خيل الفرسان ) والقسم بخيل الجُند احترام للجُند أيضاً ، فهم من سرعة الحركة والمبادرة بحيث إنّهم يَغِيْرُون على العدو قبل أنْ يتحرّك في معسكره .
( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) :
كان الكلام قبل هذا على الشرر الذي يوري البرق ، فيُستدلّ من ذلك أنّ حركة الخيل تجري على أرض ذات صخـور وأحجـار ، ثـمّ يقــول :
( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً )
حيث يكون الهجوم على العدو ، فيرتفع الغبار والتراب إلى عنان السماء . طبيعي أنّ العدو عندما يُعَسْكِر ، لا يُعَسْكِر فوق الصخور ، بل يُعَسْكِر في السهل ؛
لذلك فإنّ المجاهدين يأتونهم من طرق جبليّة وصخريّة حتّى لا ينتبه العدوّ لهم ، وإذا بهم فوق العدو ، فينهض العدوّ ويتحرّك ، فيرتفع الغبار إلى السماء ، بحيث لا يُبصِر المرء ما أمامه ،
كما يقول فردوسي :
زِ سُـمِّ سُـتُـوران دَر آن بَهْـن دَشْـت===== زَمـين شِشْ شُـدْ ، آسمـان كَشْـت هَشـت
( من حوافر الخيـل في ذلك لسهل الفسيح ===== غـدت الأرض سـتّـة والسـماء ثمانيـة )
فيقذف المجاهدون بأنفسهم في ذلك الخِضَم ، ويندفعون إلى قلب العدو . فما الذي تريد هذه الآية أنْ تقوله ؟
لماذا يقسم القرآن بهذه الأمور ؟
يريد القرآن أنْ يقول : إنّها أمور مقدّسة عند الله ، فرس الجندي ، وحافر فرس الجندي ، والغبار الذي يثيره ، كلّها مقدّسة . ذلك التكبير الليلي الذي يصبّه فوق رأس العدو ، وكمثل الصاعقة يقع على رأس العدو ، ومبادرته ، كلّها مقدّسة .
جاء في الأخبار
أنّ هذه الآية قد نزلتْ في إحدى الغزوات ، وتُدْعى ( ذات السلاسل ) :
وهي غزوة وقعتْ عندما هاجم المشركون المسلمين ، فأرسل الرسول المسلمين لقتالهم بقيادة أبي بكر مرّة ، وبقيادة عمر مرّة أخرى .
واقترح عمرو بن العاص على الرسول أنْ يلجأوا إلى المكر والخديعة لإنهاء الحرب ، غير أنّ هذا لم يفلح أيضاً ،
وأخيراً عهد الأمر إلى علي عليه السلام فاختار طريقاً غير مطروق عبر الجبال ، فعبروها ليلاً ، وعند الصبح ـ بين الطلوعين ـ انقضّوا على العدو ، وقضوا عليه .
وفي اليوم نفسه جاء الرسول إلى المسجد في المدينة ـ وهي تبعد عن موقع المعركة كثيراً ـ لأداء الصلاة ، فقرأ سورة العاديات بعد سورة الفاتحة .
في هذه السورة ـ كما في سورة الزلزال ـ تذكير بيوم القيامة ، وإيقاظ للشعور بالرجعة إلى الله في الإنسان .
تُثير هذه السورة في الإنسان روح الجِلاَد والحرب بشكل عجيب .
وانتبه المسلمون الذين كانوا يصلّون مع النبي أنّه بعد سورة الفاتحة أخذ يقرأ آيات جديدة لم تَرِد على لسانه من قَبْل .
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ * وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ... )
قالوا له بعد انتهاء الصلاة :
يا رسول الله ، لم نسمع بهذا من قبل ، إنّها المرّة الأولى التي نسمع منك فيها هذه الآيات .
فقال الرسول :
اليوم نزل عليَّ جبرئيل وأخبرني بأنّ عليّاً قد قاد المسلمين من النقطة الفلانيّة ، وأنّه سيعود منتصراً ،
وكان الناس يعلمون أنّ المسلمين كانوا هناك في مِحْنة .
عندما يقسم الإنساني بشيء ، يريد أنْ يقول : إنّه يحترم ذلك الشيء ويجلّه ،
ثمّ يقول :
( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) :
أي ما أكفر الإنسان بنعمة ربّه ، فبدلاً من أنْ يحمد الله على نِعَمِه ، يجحد بها ، مثل الطفل الذي يريد له أبواه تمام الصحّة والشفاء ، فيعدّان له دواءً أو طعاماً ، فيرفضه ويريد أنْ يحطّم كلّ شيء .
يقول المفسّرون ـ وهم على حق ـ :
إنّ آية ( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) ،
إشارة إلى الناس الذين يريدون مهاجمة المسلمين في المدنية ، بدلاً من أنْ يتقبّلوا الدعوة التي يدعوهم بها الرسول ، فهذه النعمة التي يهبها الله لهم يرفضونها ويحملون علـى المدينة . أهكذا تُشكر النعم ؟
( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) :
( كنود ) تعنى ( كفور ) . أي الكفر بالنعمة ، والتنكّر لها .
( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) :
يمكن تفسير هذه الآية على وجهين :
الأوّل : إنّ ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) : تعني أنّه شديد الحبّ للمال .
والثاني : هو أنّه شديد جدّاً ، أي بخيل ، لماذا ؟ لأنّه يحبّ المال حبّاً جمّاً .
وقد عبّر القرآن هنا عن المال بالخير ، وهو تعبير كثير وروده في القرآن ، حيث يعبّر عن الثروة بالخير ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ... ) (البقرة : 180) .
أي أنّ الثروة بحدّ ذاتها ليست شرّاً ، إنّما الانهماك بها هو الشر .
على الإنسان أنْ يكون حرّاً ، وألاّ يكون تعلّقة بشيء في الوجود إلاّ بالله ، العلاقة قيدٌ وتَقَيُّد ، مثل الحبل في رقبة الفرس ، فيُربط بمكان ما في الإسطبل أو بشجرة ،
على الإنسان ألاّ يربط نفسه بشيء ، إنْ تعلّق الإنسان بالله هو الحريّة عينها . لماذا ؟
لأنّ الإنسان كائن غير متناهٍ ، فما دام الإنسان مع الله ، بقي الطريق أمامه مفتوحاً ، وكلّما سار انفتح الطريق أكثر ، ولو سار إلى الأبد لَمَا انتهى الطريق أمامه .
ولكنّ المال ـ بخلاف الأمور الأخرى ـ يُثبت المرء في مكانه ، حسب القول السائد ، فيوقفه عن التحرّك ، ويسدّ أمامه طريق السير نحو التكامل .
والقرآن يعبّر عن الثروة بالخير ؛ لأنّ الثروة ليست شرّاً بذاتها ، فلا ينبغي القول بأنّ الثروة شرّ ، فلماذا يمنحها الله للناس ؟
الجواب :
كلا ، إنّ الثروة ليست شرّاً ، بل تعلّقك بها ، حبّ المال الذي فيك ( وهو الحبّ والعلاقة ) هو الشر . فعليك ألاّ تُطَوّق رقبتك به .
ثمّ إنّ الله قد خلق في الإنسان حبّ الخير حبّاً مطلقاً ، والخير المطلق هو الله ، فأنت قد تركتَ الخير المطلق ، وجئتَ تتمسّك بشيء محدود لا ينفع كوسيلة ، ونسيت الغاية .
( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ... ) (العاديات : 1 :11) :
أي أَلاَ يعلم الإنسان أنّه سيُبعث ، وأنّ ما في القبوريُستَخرج ، ويُكشف عمّا في دخيلة الإنسان وباطنه ؟
أَلاَ يعلم الإنسان ما سوف يحدث عندئذ ؟ أَلاَ يعلم أنّ هذا ما ينتظره ؟
( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) :
فإذا لم يكن يعرف كلّ ذلك ، فلْيعلم أنّ الله عالم وخبير ، ويعرف كلّ شيء .[/align]
_____________________________________________________________
اسم الکتاب: دروس من القرآن
اسم المؤلف: الشهيد مرتضى المطهري
اللهم صل على محمد وآله محمد الطيبين الطاهرين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً *
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ *
أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )
(العاديات : 1 ـ 11) .
هناك اختلاف بشأن هذه السورة ، أَهِيَ مكِّيَّة ؟ أَمْ مدنيّة ؟
فالقرائن نفسها تُسبّب الاختلاف فيما إذا كانت قد نزلتْ في مكّة أو في المدينة ، ومن حيث النقل أيضاً ثمّة أسباب للشبهة ، فمِن جهةٍ لَحْن السورة ذات الآيات القصيرة تشبه السور المكِّيَّة ؛ لأنّ السور المكِّيَّة نزلت في بداية بعثة الرسول ، وتتميّز بآيات التحذير والتذكير والتخويف ،
أمّا السور المدنيّة فأغلبها يُبَيِّن القوانين والقرارات ؛ ولهذا تكون طويلة وتفصيليّة .
تُفتتح هذه السورة بالقَسَم ، وهو قَسَم عجيب ، كان من أسباب القول بأنّها مكِّيَّة ، وهذا هو اعتقادي الخاص أيضاً ، بينما يقول آخرون إنّها مدنيّة بسبب مضمونها .
ما أعجب القسم في هذه السورة !
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) :
أي أُقسم بالخيل الراكضة اللاهثة ، والمقصود هو خيل المجاهدين . يُقْسِمُ بخيل الجُند ، الخيل التي تَخُبّ فوق الصخور والأحجار .
إنّ القُرَويّين إذ كانوا قد رأوا الفرس ذا النعل الحديد ، على الأخصّ عندما يتحرّك فوق الصخور ، كيف ينبعث الشرر من حوافره جرّاء اصطكاكها بالصخور ، ذلك الشرر الناري البارق .
( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً ) :
وهي الخيل التي تبرق حوافرها ، إذ تركض فوق الصخور .
( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً ) :
تلك الخيل التي تهجم على العدو عند شروق الصباح .
ما يزال يُقسم بالخيل ( خيل الفرسان ) والقسم بخيل الجُند احترام للجُند أيضاً ، فهم من سرعة الحركة والمبادرة بحيث إنّهم يَغِيْرُون على العدو قبل أنْ يتحرّك في معسكره .
( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) :
كان الكلام قبل هذا على الشرر الذي يوري البرق ، فيُستدلّ من ذلك أنّ حركة الخيل تجري على أرض ذات صخـور وأحجـار ، ثـمّ يقــول :
( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً )
حيث يكون الهجوم على العدو ، فيرتفع الغبار والتراب إلى عنان السماء . طبيعي أنّ العدو عندما يُعَسْكِر ، لا يُعَسْكِر فوق الصخور ، بل يُعَسْكِر في السهل ؛
لذلك فإنّ المجاهدين يأتونهم من طرق جبليّة وصخريّة حتّى لا ينتبه العدوّ لهم ، وإذا بهم فوق العدو ، فينهض العدوّ ويتحرّك ، فيرتفع الغبار إلى السماء ، بحيث لا يُبصِر المرء ما أمامه ،
كما يقول فردوسي :
زِ سُـمِّ سُـتُـوران دَر آن بَهْـن دَشْـت===== زَمـين شِشْ شُـدْ ، آسمـان كَشْـت هَشـت
( من حوافر الخيـل في ذلك لسهل الفسيح ===== غـدت الأرض سـتّـة والسـماء ثمانيـة )
فيقذف المجاهدون بأنفسهم في ذلك الخِضَم ، ويندفعون إلى قلب العدو . فما الذي تريد هذه الآية أنْ تقوله ؟
لماذا يقسم القرآن بهذه الأمور ؟
يريد القرآن أنْ يقول : إنّها أمور مقدّسة عند الله ، فرس الجندي ، وحافر فرس الجندي ، والغبار الذي يثيره ، كلّها مقدّسة . ذلك التكبير الليلي الذي يصبّه فوق رأس العدو ، وكمثل الصاعقة يقع على رأس العدو ، ومبادرته ، كلّها مقدّسة .
جاء في الأخبار
أنّ هذه الآية قد نزلتْ في إحدى الغزوات ، وتُدْعى ( ذات السلاسل ) :
وهي غزوة وقعتْ عندما هاجم المشركون المسلمين ، فأرسل الرسول المسلمين لقتالهم بقيادة أبي بكر مرّة ، وبقيادة عمر مرّة أخرى .
واقترح عمرو بن العاص على الرسول أنْ يلجأوا إلى المكر والخديعة لإنهاء الحرب ، غير أنّ هذا لم يفلح أيضاً ،
وأخيراً عهد الأمر إلى علي عليه السلام فاختار طريقاً غير مطروق عبر الجبال ، فعبروها ليلاً ، وعند الصبح ـ بين الطلوعين ـ انقضّوا على العدو ، وقضوا عليه .
وفي اليوم نفسه جاء الرسول إلى المسجد في المدينة ـ وهي تبعد عن موقع المعركة كثيراً ـ لأداء الصلاة ، فقرأ سورة العاديات بعد سورة الفاتحة .
في هذه السورة ـ كما في سورة الزلزال ـ تذكير بيوم القيامة ، وإيقاظ للشعور بالرجعة إلى الله في الإنسان .
تُثير هذه السورة في الإنسان روح الجِلاَد والحرب بشكل عجيب .
وانتبه المسلمون الذين كانوا يصلّون مع النبي أنّه بعد سورة الفاتحة أخذ يقرأ آيات جديدة لم تَرِد على لسانه من قَبْل .
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ * وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ... )
قالوا له بعد انتهاء الصلاة :
يا رسول الله ، لم نسمع بهذا من قبل ، إنّها المرّة الأولى التي نسمع منك فيها هذه الآيات .
فقال الرسول :
اليوم نزل عليَّ جبرئيل وأخبرني بأنّ عليّاً قد قاد المسلمين من النقطة الفلانيّة ، وأنّه سيعود منتصراً ،
وكان الناس يعلمون أنّ المسلمين كانوا هناك في مِحْنة .
عندما يقسم الإنساني بشيء ، يريد أنْ يقول : إنّه يحترم ذلك الشيء ويجلّه ،
ثمّ يقول :
( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) :
أي ما أكفر الإنسان بنعمة ربّه ، فبدلاً من أنْ يحمد الله على نِعَمِه ، يجحد بها ، مثل الطفل الذي يريد له أبواه تمام الصحّة والشفاء ، فيعدّان له دواءً أو طعاماً ، فيرفضه ويريد أنْ يحطّم كلّ شيء .
يقول المفسّرون ـ وهم على حق ـ :
إنّ آية ( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) ،
إشارة إلى الناس الذين يريدون مهاجمة المسلمين في المدنية ، بدلاً من أنْ يتقبّلوا الدعوة التي يدعوهم بها الرسول ، فهذه النعمة التي يهبها الله لهم يرفضونها ويحملون علـى المدينة . أهكذا تُشكر النعم ؟
( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود ) :
( كنود ) تعنى ( كفور ) . أي الكفر بالنعمة ، والتنكّر لها .
( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) :
يمكن تفسير هذه الآية على وجهين :
الأوّل : إنّ ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) : تعني أنّه شديد الحبّ للمال .
والثاني : هو أنّه شديد جدّاً ، أي بخيل ، لماذا ؟ لأنّه يحبّ المال حبّاً جمّاً .
وقد عبّر القرآن هنا عن المال بالخير ، وهو تعبير كثير وروده في القرآن ، حيث يعبّر عن الثروة بالخير ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ... ) (البقرة : 180) .
أي أنّ الثروة بحدّ ذاتها ليست شرّاً ، إنّما الانهماك بها هو الشر .
على الإنسان أنْ يكون حرّاً ، وألاّ يكون تعلّقة بشيء في الوجود إلاّ بالله ، العلاقة قيدٌ وتَقَيُّد ، مثل الحبل في رقبة الفرس ، فيُربط بمكان ما في الإسطبل أو بشجرة ،
على الإنسان ألاّ يربط نفسه بشيء ، إنْ تعلّق الإنسان بالله هو الحريّة عينها . لماذا ؟
لأنّ الإنسان كائن غير متناهٍ ، فما دام الإنسان مع الله ، بقي الطريق أمامه مفتوحاً ، وكلّما سار انفتح الطريق أكثر ، ولو سار إلى الأبد لَمَا انتهى الطريق أمامه .
ولكنّ المال ـ بخلاف الأمور الأخرى ـ يُثبت المرء في مكانه ، حسب القول السائد ، فيوقفه عن التحرّك ، ويسدّ أمامه طريق السير نحو التكامل .
والقرآن يعبّر عن الثروة بالخير ؛ لأنّ الثروة ليست شرّاً بذاتها ، فلا ينبغي القول بأنّ الثروة شرّ ، فلماذا يمنحها الله للناس ؟
الجواب :
كلا ، إنّ الثروة ليست شرّاً ، بل تعلّقك بها ، حبّ المال الذي فيك ( وهو الحبّ والعلاقة ) هو الشر . فعليك ألاّ تُطَوّق رقبتك به .
ثمّ إنّ الله قد خلق في الإنسان حبّ الخير حبّاً مطلقاً ، والخير المطلق هو الله ، فأنت قد تركتَ الخير المطلق ، وجئتَ تتمسّك بشيء محدود لا ينفع كوسيلة ، ونسيت الغاية .
( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ... ) (العاديات : 1 :11) :
أي أَلاَ يعلم الإنسان أنّه سيُبعث ، وأنّ ما في القبوريُستَخرج ، ويُكشف عمّا في دخيلة الإنسان وباطنه ؟
أَلاَ يعلم الإنسان ما سوف يحدث عندئذ ؟ أَلاَ يعلم أنّ هذا ما ينتظره ؟
( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) :
فإذا لم يكن يعرف كلّ ذلك ، فلْيعلم أنّ الله عالم وخبير ، ويعرف كلّ شيء .[/align]
_____________________________________________________________
اسم الکتاب: دروس من القرآن
اسم المؤلف: الشهيد مرتضى المطهري
آخر تعديل بواسطة يالثارات الزهراء في الخميس أكتوبر 08, 2009 4:32 pm، تم التعديل مرة واحدة.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 26879
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
- مكان: بين الرياحين
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفاطمية الكريمة يالثارات الزهراء..
ربي يبارك فيكم ويحفظكم على تفسير السورة المباركة
الله ينور قلوبكم بنور القرآن العظيم
موفقين ومقضيين الحاجات بحق محمد وآل محمد[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفاطمية الكريمة يالثارات الزهراء..
ربي يبارك فيكم ويحفظكم على تفسير السورة المباركة
الله ينور قلوبكم بنور القرآن العظيم
موفقين ومقضيين الحاجات بحق محمد وآل محمد[/font][/align]
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
احسنتم اختنا الكريمة على طرحكم الموضوع القيم
بارك الله بكم وجزاكم المولى خير الجزاء[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
احسنتم اختنا الكريمة على طرحكم الموضوع القيم
بارك الله بكم وجزاكم المولى خير الجزاء[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أشكر لك إهدائك هذا التفسير والشرح لهذه السورة المباركة
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة في دنيانا
و ويوم نلقاك ...
أحسنت[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
أشكر لك إهدائك هذا التفسير والشرح لهذه السورة المباركة
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة في دنيانا
و ويوم نلقاك ...
أحسنت[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: تفسير سورة العاديات
[font=Arial][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وفقكم الله لكل خير بحق محمد وال محمد[/align][/font]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وفقكم الله لكل خير بحق محمد وال محمد[/align][/font]
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 5686
- اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center]اللهم صل على الحجة المهدي المنتظر وعجل فرجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أختي الكريمة على تفسير الآيات الكريمة
وفقكم الله تعالى ونور قلوبكم ودروبكم بنور القرآن الكريم بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أختي الكريمة على تفسير الآيات الكريمة
وفقكم الله تعالى ونور قلوبكم ودروبكم بنور القرآن الكريم بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center][font=Courier New]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ما شاء الله
تفسير رائع ومتسلسل
بارك الله فيك أختي يالثارات الزهراء[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ما شاء الله
تفسير رائع ومتسلسل
بارك الله فيك أختي يالثارات الزهراء[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكن الله خيرا
على هذا المرور الكريم
وجزيل الشكر والإمتنان لكن ولدعائكن المبارك
قضى الله حوائجكم اجمعين بحق القرآن العظيم
وبحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
آميــــــــن يـــــارب العــــــالميــــــن[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكن الله خيرا
على هذا المرور الكريم
وجزيل الشكر والإمتنان لكن ولدعائكن المبارك
قضى الله حوائجكم اجمعين بحق القرآن العظيم
وبحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
آميــــــــن يـــــارب العــــــالميــــــن[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2162
- اشترك في: الثلاثاء يناير 20, 2009 4:11 pm
Re: تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
//////////////////////////////////////////////////////
اسئل الله اختي الكريمة يالثارات الحسين الموفقية والسداد من رب العالمين على الشرح الرائع لسورة العاديات
وفقك الله دنيا واخرة بحق محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
//////////////////////////////////////////////////////
اسئل الله اختي الكريمة يالثارات الحسين الموفقية والسداد من رب العالمين على الشرح الرائع لسورة العاديات
وفقك الله دنيا واخرة بحق محمد وال محمد
يا حسينَ الفداء ... تفديك نفسي
أنت نوري المُضيء يضحی ويمسي
أنت نوري المُضيء يضحی ويمسي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1762
- اشترك في: الاثنين أكتوبر 20, 2008 11:40 pm
- مكان: لامكآن يحتويني ؟
Re: تفسير سورة العاديات
نور الله قلبك .. وجزاك خير الجزاء
وقضى حوائجك بحق محمد وآل محمد ..
في ميزاااان حسناتك ان شاء الله
دمت بخير
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 6215
- اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center][/align]
[align=center]
صلّوا على نور السّما يا سادتي = هيّا إلى تلك الصلاةِ نردّدُ
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله فيك
نشكر لك هذا المجهود الرائع
جزاك الله الف الف خير وحشرك مع محمد و ال محمد
و نفع بعلمك المؤمنين و المؤمنات بحق فاطمة و ابيها و بعلها و بنيها
عليهم افضل صلوات الله و تحياته
سلمت يداك وسدد الله خطاك و انار الله صحيفة اعمالك بهذا العمل
بيت الشعر لخادم ال البيت عمو خادم للحسين رعاه الله
[/align]
[align=center]
صلّوا على نور السّما يا سادتي = هيّا إلى تلك الصلاةِ نردّدُ
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله فيك
نشكر لك هذا المجهود الرائع
جزاك الله الف الف خير وحشرك مع محمد و ال محمد
و نفع بعلمك المؤمنين و المؤمنات بحق فاطمة و ابيها و بعلها و بنيها
عليهم افضل صلوات الله و تحياته
سلمت يداك وسدد الله خطاك و انار الله صحيفة اعمالك بهذا العمل
بيت الشعر لخادم ال البيت عمو خادم للحسين رعاه الله
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: تفسير سورة العاديات
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم ياكريم
أختـــــــي العزيزة : يالثارات الزهراء
بارك الله فيكِ على الطرح المبارك
في ميزان حسناتكِ ان شاء الله
دمتِ في حفظ الرحمن[/align]
أختـــــــي العزيزة : يالثارات الزهراء
بارك الله فيكِ على الطرح المبارك
في ميزان حسناتكِ ان شاء الله
دمتِ في حفظ الرحمن[/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
Re: تفسير سورة العاديات
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بارك الله فيك أختي الكريمة يالثارات الزهراء
شكرا لك على طرح هذا التفسير القيم
بارك الله فيك أختي الكريمة يالثارات الزهراء
شكرا لك على طرح هذا التفسير القيم
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 21539
- اشترك في: الاثنين يوليو 13, 2009 10:32 pm
- مكان: حيثُ يكون المهدي أنا معهـ
Re: تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أًُوخيتي الغاليه (يالثارات الحسين)
اشكر لكِ ما قدمته تلك اليدين من طرح وتفسير
جعله الله في ميزان اعمالك
تحياتي لقلبك
مسك النبي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أًُوخيتي الغاليه (يالثارات الحسين)
اشكر لكِ ما قدمته تلك اليدين من طرح وتفسير
جعله الله في ميزان اعمالك
تحياتي لقلبك
مسك النبي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
Re: تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة على هذا التفسير الرائع
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
نور الله قلبكم وحياتكم بنور القران الكريم
تحياتي
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة على هذا التفسير الرائع
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
نور الله قلبكم وحياتكم بنور القران الكريم
تحياتي