شروط الإجابة
السؤال: ما هی شروط استجابه الدعاء؟
الجواب: الروایات الاسلامیه تذکر شروطاً لاستجابه الدعاء منها:
1ـ ینبغی لمن یدعو ان یسعى اولا لتطهیر قلبه وروحه، وان یتوب من الذنب، وان یقتدی بحیاه قاده البشریه الالهیین.
عن الامام الصادق(علیه السلام): «ایَّاکُمْ اَنْ یَسْاَلَ اَحَدُکُمْ رَبَّهُ شَیْیاً مِنْ حَوَایِجِ الدُّنْیَا وَالاْخِرَهِ حَتَّى یَبْدَاَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَالْمِدْحَهِ لَهُ وَالصَّلاَهِ عَلَى النَّبِّی وَآلِهِ، وَالاْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ الْمَسْاَلَه».
2ـ ان یسعى الداعی الى تطهیر امواله من کل غصب وظلم، وان لا یکون طعامه من حرام. عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «مَنْ اَحَبَّ اَنْ یُسْتَجَابَ دُعاوُهُ فَلْیُطَیِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَکْسَبَهُ».
3ـ ان لا یفترق الدعاء عن الجهاد المستمرّ ضدّ کل الوان الفساد، لانّ الله لا یستجیب ممن ترک الامر بالمعروف والنهی عن المنکر، عن النبی(صلى الله علیه وآله): «لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْکَرِ، اَوْ لَیُسَلّطَنَّ اللهُ شَرَارَکُمْ عَلَى خِیَارِکُمْ فَیَدْعُو خِیَارُکُمْ فَلاَ یُسْتَجَابُ لَهُمْ»
.
ترک هذه الفریضه الالهیه (فریضه المراقبه الاجتماعیه) یودّی الى خلوّ الساحه الاجتماعیه من الصالحین، وترکها للمفسدین، وعند ذاک لا اثر للدعاء، لانّ هذا الوضع الفاسد نتیجه حتمیه لاعمال الانسان نفسه.
4ـ العمل بالمواثیق الالهیّه، الایمان والعمل الصالح والامانه والصلاح من شروط استجابه الدعاء، فمن لم یف بعهده امام باریه لا ینبغی ان یتوقع من الله استجابه دعایه.
جاء رجل الى امیر المومنین علی(علیه السلام)، وشکا له عدم استجابه دعایه، فقال الامام:
«انَّ قُلُوبَکُمْ خَانَتْ بِثَمـَانِ خِصَال:
اَوَّلُهَا: انَّکُمْ عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُوَدُّوا حَقَّهُ کَمَا اَوْجَبَ عَلَیْکُمْ، فَمَا اَغْنَتْ عَنْکُمْ مَعْرِفَتُکُمْ شَییاً.
وَالثَانِیَهُ: انَّکُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ، وَاَمَتُّمْ شَرِیعَتَهُ فَاَیْنَ ثَمَرَهُ ایَمانِکُمْ؟!
وَالثَّالِثَهُ: انَّکُمْ قَرَاْتُمْ کِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَیْکُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَاَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ!
وَالرَّابِعَهُ: انَّکُم قُلتُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ، وَانْتُم فِی کُلِّ وَقت تَقدُمُونَ الَیها بِمَعاصِیکُم فَاینَ خَوفُکُم؟!
وَالْخَامِسَهُ: انَّکُمْ قُلْتُمْ تَرْغَبُونَ فی الْجَنَّهِ، واَنْتُمْ فی کُلِّ وَقْت تَفْعَلُونَ مَا یُبَاعِدُکُمْ مِنْها فَاَیْنَ رَغْبَتُکُمْ فِیهَا؟
وَالسَّادِسَهُ: انَّکُمْ اَکَلْتُمْ نِعْمَهَ الْمَوْلى فَلَمْ تَشْکُرُوا عَلَیْهَا!
وَالسَّابِعَهُ: انَّ اللهَ اَمَرَکُمْ بِعَداوَهِ الشَّیْطَانِ، وَقَالَ: (انَّ الشَّیطان لکم عدوٌّ فاتَّخذوه عدواً)، فَعَادَیْتُمُوهُ بِلاَ قَوْل، وَوَالیـَمُوهُ بِلاَ مخَالَفَه.
وَالثَّامِنَهُ: انَّکُمْ جَعَلْتُمْ عُیُوبَ النَّاسِ نَصْبَ اَعْیُنِکُمْ وَعُیْوبَکُمْ وَراءَ ظُهُورِکُمْ تَلُومُونَ مَنْ اَنْتُمْ اَحَقُّ بِالْلَوْمِ مِنْهُ فَاَیُّ دُعَاء یُسْتَجَابُ لَکُمْ مَعَ هَذا، وَقَدْ سَدَدْتُمْ اَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَاَصْلِحُوا اَعْمَالَکُمْ وَاَخْلِصُوا سَرَایِرَکُمْ وَاْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَن الْمُنْکَرِ فَیَسْتَجِیبُ اللهُ لَکُمْ دُعَاءَکُمْ».
هذا الحدیث یقول بصراحه: انّ وعد الله باستجابه الدعاء وعد مشروط لا مطلق. مشروط بتنفیذ المواثیق الالهیّه، وانّ عمل الانسان بهذه المواثیق الثمانیه المذکوره فله ان یتوقع استجابه الدعاء، والاّ فلا.
العمل بالاُمور الثمانیه المذکوره باعتبارها شروطاً لاستجابه الدعاء کاف لتربیه الانسان ولاستثمار طاقاته على طریق مثمر بنّاء.
5ـ من الشروط الاُخرى لاستجابه الدعاء العمل والسعی، عن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر».
الوتر بحرکته یدفع السهم نحو الهدف، وهکذا دور العمل فی الدعاء.
من مجموع شروط الدعاء المذکوره نفهم انّ الدعاء لا یغنینا عن التوسل بالعوامل الطبیعیه، بل اکثر من ذلک یدفعنا الى توفیر شروط استجابه الدعاء فی انفسنا، ویحدث بذلک تغییراً کبیراً فی حیاه الانسان وتجدیداً لمسیرته، واصلاحاً لنواقصه.
آية الله مكارم شيرازي
السؤال: ما هی شروط استجابه الدعاء؟
الجواب: الروایات الاسلامیه تذکر شروطاً لاستجابه الدعاء منها:
1ـ ینبغی لمن یدعو ان یسعى اولا لتطهیر قلبه وروحه، وان یتوب من الذنب، وان یقتدی بحیاه قاده البشریه الالهیین.
عن الامام الصادق(علیه السلام): «ایَّاکُمْ اَنْ یَسْاَلَ اَحَدُکُمْ رَبَّهُ شَیْیاً مِنْ حَوَایِجِ الدُّنْیَا وَالاْخِرَهِ حَتَّى یَبْدَاَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، وَالْمِدْحَهِ لَهُ وَالصَّلاَهِ عَلَى النَّبِّی وَآلِهِ، وَالاْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ الْمَسْاَلَه».
2ـ ان یسعى الداعی الى تطهیر امواله من کل غصب وظلم، وان لا یکون طعامه من حرام. عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «مَنْ اَحَبَّ اَنْ یُسْتَجَابَ دُعاوُهُ فَلْیُطَیِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَکْسَبَهُ».
3ـ ان لا یفترق الدعاء عن الجهاد المستمرّ ضدّ کل الوان الفساد، لانّ الله لا یستجیب ممن ترک الامر بالمعروف والنهی عن المنکر، عن النبی(صلى الله علیه وآله): «لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْکَرِ، اَوْ لَیُسَلّطَنَّ اللهُ شَرَارَکُمْ عَلَى خِیَارِکُمْ فَیَدْعُو خِیَارُکُمْ فَلاَ یُسْتَجَابُ لَهُمْ»
.
ترک هذه الفریضه الالهیه (فریضه المراقبه الاجتماعیه) یودّی الى خلوّ الساحه الاجتماعیه من الصالحین، وترکها للمفسدین، وعند ذاک لا اثر للدعاء، لانّ هذا الوضع الفاسد نتیجه حتمیه لاعمال الانسان نفسه.
4ـ العمل بالمواثیق الالهیّه، الایمان والعمل الصالح والامانه والصلاح من شروط استجابه الدعاء، فمن لم یف بعهده امام باریه لا ینبغی ان یتوقع من الله استجابه دعایه.
جاء رجل الى امیر المومنین علی(علیه السلام)، وشکا له عدم استجابه دعایه، فقال الامام:
«انَّ قُلُوبَکُمْ خَانَتْ بِثَمـَانِ خِصَال:
اَوَّلُهَا: انَّکُمْ عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُوَدُّوا حَقَّهُ کَمَا اَوْجَبَ عَلَیْکُمْ، فَمَا اَغْنَتْ عَنْکُمْ مَعْرِفَتُکُمْ شَییاً.
وَالثَانِیَهُ: انَّکُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ، وَاَمَتُّمْ شَرِیعَتَهُ فَاَیْنَ ثَمَرَهُ ایَمانِکُمْ؟!
وَالثَّالِثَهُ: انَّکُمْ قَرَاْتُمْ کِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَیْکُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَاَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ!
وَالرَّابِعَهُ: انَّکُم قُلتُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ، وَانْتُم فِی کُلِّ وَقت تَقدُمُونَ الَیها بِمَعاصِیکُم فَاینَ خَوفُکُم؟!
وَالْخَامِسَهُ: انَّکُمْ قُلْتُمْ تَرْغَبُونَ فی الْجَنَّهِ، واَنْتُمْ فی کُلِّ وَقْت تَفْعَلُونَ مَا یُبَاعِدُکُمْ مِنْها فَاَیْنَ رَغْبَتُکُمْ فِیهَا؟
وَالسَّادِسَهُ: انَّکُمْ اَکَلْتُمْ نِعْمَهَ الْمَوْلى فَلَمْ تَشْکُرُوا عَلَیْهَا!
وَالسَّابِعَهُ: انَّ اللهَ اَمَرَکُمْ بِعَداوَهِ الشَّیْطَانِ، وَقَالَ: (انَّ الشَّیطان لکم عدوٌّ فاتَّخذوه عدواً)، فَعَادَیْتُمُوهُ بِلاَ قَوْل، وَوَالیـَمُوهُ بِلاَ مخَالَفَه.
وَالثَّامِنَهُ: انَّکُمْ جَعَلْتُمْ عُیُوبَ النَّاسِ نَصْبَ اَعْیُنِکُمْ وَعُیْوبَکُمْ وَراءَ ظُهُورِکُمْ تَلُومُونَ مَنْ اَنْتُمْ اَحَقُّ بِالْلَوْمِ مِنْهُ فَاَیُّ دُعَاء یُسْتَجَابُ لَکُمْ مَعَ هَذا، وَقَدْ سَدَدْتُمْ اَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَاَصْلِحُوا اَعْمَالَکُمْ وَاَخْلِصُوا سَرَایِرَکُمْ وَاْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَن الْمُنْکَرِ فَیَسْتَجِیبُ اللهُ لَکُمْ دُعَاءَکُمْ».
هذا الحدیث یقول بصراحه: انّ وعد الله باستجابه الدعاء وعد مشروط لا مطلق. مشروط بتنفیذ المواثیق الالهیّه، وانّ عمل الانسان بهذه المواثیق الثمانیه المذکوره فله ان یتوقع استجابه الدعاء، والاّ فلا.
العمل بالاُمور الثمانیه المذکوره باعتبارها شروطاً لاستجابه الدعاء کاف لتربیه الانسان ولاستثمار طاقاته على طریق مثمر بنّاء.
5ـ من الشروط الاُخرى لاستجابه الدعاء العمل والسعی، عن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر».
الوتر بحرکته یدفع السهم نحو الهدف، وهکذا دور العمل فی الدعاء.
من مجموع شروط الدعاء المذکوره نفهم انّ الدعاء لا یغنینا عن التوسل بالعوامل الطبیعیه، بل اکثر من ذلک یدفعنا الى توفیر شروط استجابه الدعاء فی انفسنا، ویحدث بذلک تغییراً کبیراً فی حیاه الانسان وتجدیداً لمسیرته، واصلاحاً لنواقصه.
آية الله مكارم شيرازي
