زينب تحمل شعلة القضيّة(1) ونأتي إلى زينب، الحوراء والملهمة، العالمة والمتعلّمة.. فلزينب كلّ الحضور العاشورائيّ، فهي بحقّ شريكة الحسين(ع) لحظةً بلحظة؛ يحدِّثها وتحدِّثه، يناجيها وتناجيه، ويبثّها شكواه، وقد وَضَعها في صورة ما سيحدث، وهيّأها لتقوم بدورها: "يا أختاه، إنّي أقسمت عليك فأبرّي قسمي؛ لا تشقّي عليّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل والثّبور إذا أنا هلكت". وبعد المعركة، ظلَّت زينب جبلاً من الصَّبر لا يتزعزع، جمَعت بين الموقف العاطفيّ والموقف الرّساليّ، موقف القوّة والمواجهة، وقفت عند جسد أخيها وإمامها الحسين، وضعت كفّيها تحته وقالت: "اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان".
مع هذه الكلمات، ومنذ تلك اللَّحظة، حملت زينب لواء القضيَّة، وراحت تعمل على أن تحوّل الهزيمة العسكريّة إلى نصر، بعد أن اختزنت في قلبها كلّ أحزان كربلاء، وحالها حال أمّها الزَّهراء فيما نُقل عنها:
صُبَّتْ عليَّ مصائب لو أنَّها صُبّت على الأيّام صرْنَ ليالي
زينب.. أمّ المصائب هذه، كانت شريكة الحسين في النّصر، فكما انتصر الحسين في غربته ووحدته وعطشه، انتصرت هي أيضاً، رغم عدم وجود النّاصر، ورغم قلّة المعين وجسامة المسؤوليّة..
وفي رحلة السَّبي، نقلت زينب شعلة كربلاء ونارها إلى القرى، ومحطّات استراحة الموكب، وشوارع الكوفة، ودمشق، وقصور الطّغاة.. إنّه لمشهد نادر؛ الجراح والآلام، والسّلاسل والقيود، وبكاء الأطفال وهلع النّسوة، والمجهول الّذي يُدبّره لهم الأعداء.. ممن قست قلوبهم فغدت كالحجارة بل أشدّ قسوة، ويكفي أن نتخيّل موقف زينب(ع) بخوفها على الإمام زين العابدين، أمانة الحسين(ع) عندها، والبقيّة الباقية من نسل الأئمّة، حتّى نعلم كبر المسؤوليّة الّتي نزلت على عاتقها.
أيّ شخصيَّة هي للحوراء زينب جعلتها لا تنهار، بل تظلّ واعيةً لكلِّ ما هو مطلوب منها، وعلى كلِّ الجبهات، وهي في كلّ ذلك كانت تحرص في أدائها على أن تكون أمينةً على ما أوصاها به الحسين من دور تستكمل به ثورته..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم المبارك الشريف
السلام على السيدة الصديقة زينب الكبرى عليها السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت الطرح بارك الله بك اختي العزيزة أنوار
رزقكم الله تعالى شفاعة مولاتنا الطاهرة الحوراء زينب عليها السلام في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
السلام على سيدتى ومولاتي عقيلة الطالبيين
بارك الله فيك على الطرح الموفق
وفقنا الله واياكم لخدمة ونصرة مولانا بقية الله الاعظم الامام الهمام المنتظر المهدي الحجة بن الحسن (ع) (عج)
نسألكم براءة الذمة والدعاء
في هذه الايام الفضيلة
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا