مقام الزهراء لا يدرك بالتجربة والنظر المجرد أن السبيل منقطع لإدراك مقام السيدة الزهراء (ع) إلا عن طريق الوحي أو عن طريق كلام النبي (ص) الذي لا ينطق عن الهوى لأن معرفة حقيقة الإنسان ومنزلة إيمانه ليس أمراً خاضعاً للتجربة أو المنطق والنظر المجرد.
فمنطلقاً من الآية الكريمة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وفي ذيلها حديث (يا ملائكتي ، ويا سكان سماواتي ! إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء . فقال الأمين جبرائيل : يا رب ! ومن تحت الكساء ؟ فقال عزوجل : هم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) .
أنّ مقام هذه الأنوار والنّجوم لا سبيل للعقل لتحديده، موضحاً أن لكل عقل آلية، فالحقائق المادية مجالها التجربة، والحقائق الكونية مجالها النطر المجرد المنطقي، أما مكانة الأشخاص وحقيقة وواقع إيمانهم فلا سبيل له إلا النقل، والله سبحانه هو العارف بهذه الحقائق، وأضاف أن فاطمة (ع) هي من هؤلاء الذين لا سبيل للتجربة لمعرفتهم، وإنما الوحي وكلام النبي (ص) الذي لا تحرّكه أهواء ولا مشاعر أبوّة.
فعن السيدة عائشة قالت فيها ( ما رأيت من الناس أحداً اشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبّل يديها وأجلسها مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه. ودخلت عليه في مرضه، فسارّها فبكت، ثمّ سارها فضحكت، فقلت: كنت أرى لها فضلاً على النساء فإذا هي امرأة من النساء، بينما هي تبكي إذ ضحكت، فسألتها فقالت: إذا إني لبذرة، فلما توفي رسول الله (ص) سألتها فقالت : إنه أخبرني أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت).
أنّ من الخطأ المبادرة إلى الإسقاط، وأضاف " إنّ هذا التصوّر العام عن النساء مبني على الكثرة، ولكنّ الكثرة لا تحكي الحقيقة ولا الميزان، وأنّ الميزان والحقّ مهما قلّ يبقى ميزاناً، والشاهد على ذلك الزهراء (ع) التي نفاخر بها وبمن اتبعها من النساء، فالبشرية تقف أمامها مقرّة ومعترفة بأنّ المرأة بإمكانها أن للمراتب العليا".
أنّ المقام في الرواية السابقة يقتضي عدم السؤال عما تحدّث به الرسول (ص)، مستفيداً من قول الزهراء (ع) " إذا إني لبذرة " ( أي مفشية للسرّ) " فلو كان النبي (ص) يريد أن يُعرَف ما قاله لما سارّها، ولو كانت امرأة كسائر النساء كما تعبّر السيدة عائشة فلا داعٍ لمعرفة ما أضحكها وابكاها لأنها تضحك وتبكي دون حكمة، ولكنها تعرف في داخلها أنها ليست كما تقول ولذلك تحرص على معرفة ما يضحكها ويبكيها، هذه الموجودة تضحك وتبكي للحقّ".
فعن فاطمة (ع) أنها قالت: لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاءبعضكم بعضا ) هبت رسول الله (ص) أن أقول له يا أبه فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنين أو ثلاثا، ثم أقبل علي فقال ( ص ) : يا فاطمة إنها لم تنزل فيك و في أهلك و في نسلك، أنت مني و أنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش وأصحاب البذخ والكبر، قولي يا أبه فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب).
فمستوى التأدّب الذي جعلها تترك كلمة " يا أبه "، وأكّد أنّ مقام الزهراء(ع) لا يدرك من خلال فدك وامتلاك نصّ فيه، بل في مثل هذه الروايات الكاشفة عن مقامها والتي لا سبيل آخر غيرها، مبيناً أنّ الزهراء (ع) هي السبيل إلى الله تعالى لأنه جعلها سبيلاً إليه، لأنّ كمال الإنسانية هي في اقترابها من هذه الأعيان الطاهرة النقية.
الشيخ عبدالله النمر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~~ مشاركة رائعة وموضوع راقي وطرح مفيد~~
{{ وكلمة رائعة قليلة في حقكم }}
~~ فبوركتم لهذا الطرح الجميـــــــــــل المبارك ~~
** وأثابكم الله على كل حرف **
~~ وبإنتظار جديدكم ~~
** لاعدمنا نور طلتكم المباركة يارب **
(( وشكراً لكم ))
جزاكم الله خير الجزاء ..
وقضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين (ع)
رزقكم الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نسأل الله لكم دوام الموفقية والسداد
في أمان الله .