حذار من التعب أواليأس في هذا النزال
وصايا الامام الباقرعليه السلام /آية الله مصباح اليزديّ
هذا المقطع من كلام الإمام (عليه السلام) ينطوي على مبحث رفيع المستوى وصعب المنال للغاية. ومن الواضح أنّه (عليه السلام) قد أسدى هذا النصح لجابر إذ وجد فيه الاستعداد لتقبّله؛ أمّا أمثالنا فقد نصاب باليأس عندما نسمع مثل هذا الكلام ونقول:
بما أنّنا لا نستطيع أن نكون كذلك فلن نُعَدّ من أصحاب ولاية أهل البيت (عليهم السلام).
ولعلّ هذا الشيء هو الذي جعل الإمام (عليه السلام) يُتبِع حديثه هذا ببيان عامّ تربويّ مشبّهاً المؤمن في هذه الدنيا بالمصارع الذي يتصارع مع نفسه ويحاول التغلّب عليها، فتارةً تعلو همّته وتقوى إرادته فيوفَّق بعون من الله عزّ وجلّ في الغلبة على النفس وصرعها، وتارةً اُخرى تصرعه النفس وتطرحه أرضاً.
فأبطال المصارعة لم يصبحوا أبطالاً بين ليلة وضحاها، بل إنّهم قد عكفوا على التمرين لفترات طويلة وصُرِعوا وصَرَعوا مراراً حتّى بلغوا هذه المرحلة، وإنّه ليس أمام كلّ مَن يرغب في الوصول إلى هذا المستوى سوى هذا الدرب.
وكذا المؤمن فهو في حالة مصارعة مع نفسه؛ فقد تتغلّب عليه النفس أحياناً وتصرعه
أرضاً، لكن لا ينبغي أن ييأس ويقول: «إنّني لن أستطيع التغلّب على نفسي. فأنا غارق لا محالة، ولا فرق إن غرقت بين شبر من الماء ومائة شبر»!
لكن الأمر ليس بهذه الصورة، فكلّما قلّت المسافة التي تفصلنا عن سطح الماء كان أفضل، وحتّى المقدار القليل يكون ذا أهمّية أيضاً. فإن صُرعت أرضاً مرّةً فانهض وواصل النزال مع نفسك بهمّة أصلب وعزيمة أشدّ رسوخاً وتوكّل على الله تعالى، وستنتصر في المرّة الثانية. فالدنيا حلبة مصارعة، وعلى كلّ امرئ أن يصارع فيها نفسه باستمرار..
بما أنّنا لا نستطيع أن نكون كذلك فلن نُعَدّ من أصحاب ولاية أهل البيت (عليهم السلام).
ولعلّ هذا الشيء هو الذي جعل الإمام (عليه السلام) يُتبِع حديثه هذا ببيان عامّ تربويّ مشبّهاً المؤمن في هذه الدنيا بالمصارع الذي يتصارع مع نفسه ويحاول التغلّب عليها، فتارةً تعلو همّته وتقوى إرادته فيوفَّق بعون من الله عزّ وجلّ في الغلبة على النفس وصرعها، وتارةً اُخرى تصرعه النفس وتطرحه أرضاً.
فأبطال المصارعة لم يصبحوا أبطالاً بين ليلة وضحاها، بل إنّهم قد عكفوا على التمرين لفترات طويلة وصُرِعوا وصَرَعوا مراراً حتّى بلغوا هذه المرحلة، وإنّه ليس أمام كلّ مَن يرغب في الوصول إلى هذا المستوى سوى هذا الدرب.
وكذا المؤمن فهو في حالة مصارعة مع نفسه؛ فقد تتغلّب عليه النفس أحياناً وتصرعه
أرضاً، لكن لا ينبغي أن ييأس ويقول: «إنّني لن أستطيع التغلّب على نفسي. فأنا غارق لا محالة، ولا فرق إن غرقت بين شبر من الماء ومائة شبر»!
لكن الأمر ليس بهذه الصورة، فكلّما قلّت المسافة التي تفصلنا عن سطح الماء كان أفضل، وحتّى المقدار القليل يكون ذا أهمّية أيضاً. فإن صُرعت أرضاً مرّةً فانهض وواصل النزال مع نفسك بهمّة أصلب وعزيمة أشدّ رسوخاً وتوكّل على الله تعالى، وستنتصر في المرّة الثانية. فالدنيا حلبة مصارعة، وعلى كلّ امرئ أن يصارع فيها نفسه باستمرار..