عاشوراء المحنة ....معركة تجسيد القيم الإنسانية(1)
بقلم: ثائر الربيعي
في كربلاء نجد هنالك معركة لتجسيد الإصلاح فيها ..منهج وتربية ...مدرسةٌ ليست فيها مناهج محصورة في جانب معين وتستثني جانب آخر ...منهاج كربلاء تمثلت في شخصيتين رجلٌ يمثل الحق بكل صوره ومعانيه ومفرداته ...وأنصاف رجال اجتمعوا من حدب ٍ وصوب يمثلون الباطل وبكل صوره المنحرفة التي اجتمعت فيها قيم الرذيلة ,أنها سنة الحياة منذ أن بدأت نشأة الأرض منهاج تربوي في هابيل ...ومنهاج دموي في قابيل ...صراع بين خير وشر وظلم وعدل نور وظلام.
في كربلاء الحسين يمتلك الماء وعدوه يحتاجه وهو قادرٌ على هلاكه والاقتصاص منه وقتله يعطيه ليهنئ بعد ظمأ, ومسخٌ تجرد من أخلاقيات الإنسانية في موقف تفوح منه الرأفة وهو يرى طفلاً رضيعاً والدموع غائرة في عينيه من الظمأ يذبحه بسهم ٍ من الوريد الى الوريد,الحسين يتعامل مع جون العبد الأسود النصراني بروح سامية إنسانية عندما يسقط صريعاً في المعركة يحتضنه ويضمه لصدره ويقول في حقه { اللهم بّيض وجهه وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد} أي مفارقةٌ هذه ورجالات الأمة تخذل الحسين وجون ينصره وهو القائل { يابن رسول الله أنا في الرخاء الحسُ قِصاعَكم وفي الشدّة أخذلكم؟! والله إنّ ريحي لنتن، وإن حسبي للئيم، وإن لوني لأسود، فتنفّس عليّ بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيّض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دماءكم}
المواقف لا تحدد بأسود وأبيض بل ينظر اليها من منظار الثوابت التي لا تجزأ بقي جون خالداً مع أصحاب الحسين ونال مرتبة الشهادة والرفعة وظل ذكره يذكر في كل محفل بذكرى عاشوراء, هو نفس الموقف الذي تعامل به الحسين مع فلذة كبده أشبه الناس خلقاً واخلاقاً ومنطقاً برسول الله علي الأكبر وهو على الأرض شهيداً, قائلاً بحقه {قتل الله قوماً قتلوك، ما أجراهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، أما أنت يا بني فقد استرحت من هم الدنيا وغمومها، وسرت إلى روح وريحان وجنّة ورضوان وبقي أبوك لهمّها وغمّها، فما أسرع لحوقه بك، ولدي علي ّعلى الدنيا بعدك العفا}
لم أجد غرابةٌ في الموقفين فأبوه المرتضى صاحب نظرية الانتماء الإنساني ((الناس صنفان أما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق )) سر ملحمة ألطف أنها شملت لكل جوانب الحياة وأهمها الجانب الإنساني فالحسين في أوج محنته وصبره هو يبكي على عاقبة الذين ساروا في ركب الشيطان لقتله وانتهاك حرمته لسوء ما سيلاقونه بجريمتهم ,هو يطلب منهم الرجوع للصواب ولطريق الحق,وهم ماضون بدون نقاش للمسير في إيذائه ,يخاطبهم بالحسنى ويذكرهم بحسبه ونسبه من الرسول فقال لهم {أيها الناس: انسبوني من أنا، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، } لم يكن معهم أي أخلاف لا من حيث القتل أو مال لم يعطه لهم أو قصاصٍ من جراح.
بقلم: ثائر الربيعي
في كربلاء نجد هنالك معركة لتجسيد الإصلاح فيها ..منهج وتربية ...مدرسةٌ ليست فيها مناهج محصورة في جانب معين وتستثني جانب آخر ...منهاج كربلاء تمثلت في شخصيتين رجلٌ يمثل الحق بكل صوره ومعانيه ومفرداته ...وأنصاف رجال اجتمعوا من حدب ٍ وصوب يمثلون الباطل وبكل صوره المنحرفة التي اجتمعت فيها قيم الرذيلة ,أنها سنة الحياة منذ أن بدأت نشأة الأرض منهاج تربوي في هابيل ...ومنهاج دموي في قابيل ...صراع بين خير وشر وظلم وعدل نور وظلام.
في كربلاء الحسين يمتلك الماء وعدوه يحتاجه وهو قادرٌ على هلاكه والاقتصاص منه وقتله يعطيه ليهنئ بعد ظمأ, ومسخٌ تجرد من أخلاقيات الإنسانية في موقف تفوح منه الرأفة وهو يرى طفلاً رضيعاً والدموع غائرة في عينيه من الظمأ يذبحه بسهم ٍ من الوريد الى الوريد,الحسين يتعامل مع جون العبد الأسود النصراني بروح سامية إنسانية عندما يسقط صريعاً في المعركة يحتضنه ويضمه لصدره ويقول في حقه { اللهم بّيض وجهه وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد} أي مفارقةٌ هذه ورجالات الأمة تخذل الحسين وجون ينصره وهو القائل { يابن رسول الله أنا في الرخاء الحسُ قِصاعَكم وفي الشدّة أخذلكم؟! والله إنّ ريحي لنتن، وإن حسبي للئيم، وإن لوني لأسود، فتنفّس عليّ بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيّض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دماءكم}
المواقف لا تحدد بأسود وأبيض بل ينظر اليها من منظار الثوابت التي لا تجزأ بقي جون خالداً مع أصحاب الحسين ونال مرتبة الشهادة والرفعة وظل ذكره يذكر في كل محفل بذكرى عاشوراء, هو نفس الموقف الذي تعامل به الحسين مع فلذة كبده أشبه الناس خلقاً واخلاقاً ومنطقاً برسول الله علي الأكبر وهو على الأرض شهيداً, قائلاً بحقه {قتل الله قوماً قتلوك، ما أجراهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، أما أنت يا بني فقد استرحت من هم الدنيا وغمومها، وسرت إلى روح وريحان وجنّة ورضوان وبقي أبوك لهمّها وغمّها، فما أسرع لحوقه بك، ولدي علي ّعلى الدنيا بعدك العفا}
لم أجد غرابةٌ في الموقفين فأبوه المرتضى صاحب نظرية الانتماء الإنساني ((الناس صنفان أما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق )) سر ملحمة ألطف أنها شملت لكل جوانب الحياة وأهمها الجانب الإنساني فالحسين في أوج محنته وصبره هو يبكي على عاقبة الذين ساروا في ركب الشيطان لقتله وانتهاك حرمته لسوء ما سيلاقونه بجريمتهم ,هو يطلب منهم الرجوع للصواب ولطريق الحق,وهم ماضون بدون نقاش للمسير في إيذائه ,يخاطبهم بالحسنى ويذكرهم بحسبه ونسبه من الرسول فقال لهم {أيها الناس: انسبوني من أنا، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، } لم يكن معهم أي أخلاف لا من حيث القتل أو مال لم يعطه لهم أو قصاصٍ من جراح.