الإمام الجواد عليه السلام ، ومحنة الولادة
لقد كانت والدة الإمام الجواد عليه السلام ، نوبيّة من السودان, فكان من الطبيعيّ أن يكون الإمام الجواد عليه السلام حائل اللون, أو شديد الأدمة, أي السمرة, بحيث يقرب من السواد.
وقد صار هذا الأمر من المحن والابتلاءات التي تعرّض لها الإمام الرضا عليه السلام وولده الإمام الجواد عليه السلام..
فعن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفيّ قال: سمعت عليّ بن جعفر يحدّث الحسن ابن الحسين بن عليّ بن الحسين فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام ، فقال له الحسن: إي والله- جُعلت فداك- لقد بغى عليه- أي ظلموه- إخوته، فقال عليّ بن جعفر: إي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن: جُعلت فداك، كيف صنعتم فإنّي لم أحضركم؟ قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون, فقال لهم الرضا عليه السلام: "هو ابني"، قالوا: فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قضى بالقافَّة فبيننا وبينك القافَّة، قال: "ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم".
فلمّا جاؤوا أقعدونا في البستان واصطفّ عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاةوقالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه، ثمّ جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عمّ أبيه، وهذا عمّ أبيه، وهذا عمّه، وهذه عمّته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه وقدميه واحدة, فلمّا رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه. قال عليّ بن جعفر: فقمت... ثمّ قلت له (يعني أبا جعفر عليه السلام ): أشهد أنّك إمامي عند الله، فبكى الرضا عليه السلام ، ثمّ قال: "يا عمّ! ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم، ويلهم لعن الله الأعيبس22وذرِّيَّته، صاحب الفتنة، ويقتلهم سنين وشهوراً وأيّاماً يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً مصبَّرة، وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه صاحب الغيبة، يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك؟! أفيكون هذا يا عمّ إلّا منّي؟", فقلت: صدقت، جُعلت فداك.
المعارف
لقد كانت والدة الإمام الجواد عليه السلام ، نوبيّة من السودان, فكان من الطبيعيّ أن يكون الإمام الجواد عليه السلام حائل اللون, أو شديد الأدمة, أي السمرة, بحيث يقرب من السواد.
وقد صار هذا الأمر من المحن والابتلاءات التي تعرّض لها الإمام الرضا عليه السلام وولده الإمام الجواد عليه السلام..
فعن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفيّ قال: سمعت عليّ بن جعفر يحدّث الحسن ابن الحسين بن عليّ بن الحسين فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام ، فقال له الحسن: إي والله- جُعلت فداك- لقد بغى عليه- أي ظلموه- إخوته، فقال عليّ بن جعفر: إي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن: جُعلت فداك، كيف صنعتم فإنّي لم أحضركم؟ قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون, فقال لهم الرضا عليه السلام: "هو ابني"، قالوا: فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قضى بالقافَّة فبيننا وبينك القافَّة، قال: "ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم".
فلمّا جاؤوا أقعدونا في البستان واصطفّ عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاةوقالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه، ثمّ جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عمّ أبيه، وهذا عمّ أبيه، وهذا عمّه، وهذه عمّته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه وقدميه واحدة, فلمّا رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه. قال عليّ بن جعفر: فقمت... ثمّ قلت له (يعني أبا جعفر عليه السلام ): أشهد أنّك إمامي عند الله، فبكى الرضا عليه السلام ، ثمّ قال: "يا عمّ! ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم، ويلهم لعن الله الأعيبس22وذرِّيَّته، صاحب الفتنة، ويقتلهم سنين وشهوراً وأيّاماً يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً مصبَّرة، وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه صاحب الغيبة، يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك؟! أفيكون هذا يا عمّ إلّا منّي؟", فقلت: صدقت، جُعلت فداك.
المعارف