كرامات الإمام الحسين عليه السلام من أحد المواكب الخدمية في شارع السدرة، وعلى بُعد بضع أمتار من حائر الإمام الحسين عليه السلام ، وعلى حافة الساعة الرابعة من عصر يوم الأربعين، حيث أصوات المتهجدين بين مسبّح وداعٍ.. وإذا بصبي قادم من مدينة بغداد وبالتحديد من حي العامل فيها، دخل للتو عامه الثالث عشر، يرافقه في ايام عمره مرض الشلل الرعاشي الذي ساء أكثر في الأيام الأخيرة، مما ارقده المستشفى، عصياً على حاذق الأطباء ومتمرسهم.
احمد فلاح الموسوي الذي كان جليسا، لم تسعفه قدماه الصغيرتان على المشي، إذ راحت تسيطر عليه مشاعر شتى، وهو يندب المولى المقدس أبا عبد الله الحسين عليه السلام بصوت عال مشرئب بفرحة خالطها دمعه الزلال، وهو يرتعش من فرط تكدس المشاعر على قلبه الصغير، وإذا به ينادي: لبيك يا حسين يا مولاي يا جدي، انا أحد خدامك، اقسم عليك بأمك فاطمة الزهراء، اقسم عليك بقطيع الكفين فليس لي إلا أنت، إلا ما انقذتني من محنتي، وشدة مرضي هذا، أتيتك زائراً عارفاً بحقك، فاشفِ علتي بحق عليل كربلاء، لم تمضِ إلا لحظات على ذلك، وإذا به يقف على قدميه ممسكاً بالعمود الذي جانبه، ولسانه لهجاً بـ(اللهم صلّ على محمد وآل محمد)، وهو يكرر ذلك مرة تلو الأخرى.
ما إن فتح احمد - وهو بنصف وعيه - عينيه المبللتين بالدمع، ليذهل هذه المرة من زحمة الناس الذين احاطوا به من كل ناحية، منُكبين على بركات الإمام الحسين عليه السلام التي لامسته منذ سويعة، إذ اخذوا يتبركون بملابسه، وهم يبكون وينادون: (لبيك يا حسين)، ولا يكاد ينجو من أكف المتبركين الوالهين إلا بعد أن تدخلت مجموعة من الاخوة متطوعي الحشد الشعبي، ليوصلوه الى أحد المواكب الخدمية القريبة.
بصوته الطفولي البريء يقول أحمد: نويت أن أشارك الزائرين القادمين الى مرقد جدي سيد الشهداء عليه السلام لإحياء أربعينيته هذه، حيث أني تعودت ومنذ صغري أن أشارك في خدمة جدي الحسين وزائريه الكرام، توجهت الى مدينة كربلاء مع اهلي وعمومتي واصدقائي، حتى قطعت قرابة مسافة (1000)م جالساً مرة ومحمولاً في أخرى، إلا أن سوء حالتي دفع بأهلي الى ارجاعي للبيت - وهنا تنتاب احمد نوبة بكاء وحسرة - وفعلاً تم إعادتي للبيت، إلا أنني قررت في اليوم الثاني أن أذهب الى زيارة الامام الحسين عليه السلام ولسان حالي يقول: (يا جدي الحسين)، تعودت أن أزورك في كل عام، وأشارك في خدمة زائريك ومحبيك، وها هي حالتي تزداد سوءاً، أقسم عليك بالرضيع الشهيد إلا سهلت عليّ مرادي في زيارتك وخدمتك، وبعد أن استأذنت ابي في ذلك، عزمت مع اهلي على التوجه صوب كربلاء المقدسة وصولاً لموكبنا الحسيني الواقع في شارع السدرة.
تابع أحمد والدمعة تترقرق في عينيه قائلاً: كنت قد وصلت كربلاء المقدسة بحالة صحية متعبة، وما إن حل عصر يوم الاربعين وأثناء جلوسي في الموكب، بعيون ذابلة ترمق الضريح المقدس، فإذا بي أرى أبواب الضريح تستقبلني بأذرع مفتوحة، حيث الشباك المقدس يضيء بلونه القاني مقترباً مني، في مشهد لم أرَ فيه هذه الملايين من الناس حتى بان الضريح المقدس قريباً مني جداً، أخذت أناشد جدي الحسين ببكاء ودعاء أن اشفني يا الله بحق شهيدك المظلوم الحسين عليه السلام بعد أن مللت من العلاج والأطباء.
والد احمد السيد فلاح الموسوي الذي ابتلي بفقد زوجته ومرض ابنه بين قائلاً: حالة ابني احمد قد ساءت وتدهورت وبدأ يشتكي من ثقل رأسه وصعوبة المشي او القيام فضلاً عن انحناء ظهره ورعاش في جميع اعضاء بدنه، اجتهد في محاولة علاجه أكبر الأطباء في بغداد العاصمة، لكن دون جدوى، بل إنهم لم يستطيعوا حتى تسمية علته.
وأضاف ابو احمد: شارك احمد في تقديم الطعام للزائرين الوافدين الى كربلاء، بعد ان الزمني بترك مراجعة الأطباء والاكتفاء بطبيبه الحبيب الحسين الشهيد عليه السلام ، وفي ذروة اجواء الزيارة المباركة، وبالتحديد عصر يوم الخميس وإذا بأحمد يبكي وينحب ويصيح بصوت عال (لبيك يا حسين) وبشكل مكرر، سألته: ما بك ابني احمد؟، وإذا به يقف على قدميه والدمع يملأ عيونه وسط صلوات وتبريكات ودموع المؤمنين ممن احاط به للتبرك بكرامات الحسين عليه السلام التي حظي بها احمد، فقام يمشي وهو بكامل صحته.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى رب العالمين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح
ربي يرعاك
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام