ومضات من عبادة الإمام الباقر(ع)
كان الامام ابو جعفر (ع) من أئمة المتقين في الاسلام ، فقد عرف الله معرفة استوعبت دخائل نفسه ، فاقبل على ربه بقلب منيب ، واخلص في طاعته كاعظم ما يكون الاخلاص ، اما مظاهر عبادته.
أ ـ خشوعه فى صلاته :
وروى المؤرخون أنه اذا اقبل على الصلاة اصفر لونه خوفا من الله وخشية منه ، فقد عرف عظمة الله تعالى ، خالق الكون وواهب الحياة فعبده عبادة المتقين والمنيبين.
ب ـ كثرة صلاته :
وكان كثير الصلاة فكان ـ فيما يقول الرواة ـ يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة ولم تشغله شئونه العلمية ، ومرجعيته العامة للأمة عن كثرة الصلاة ، فقد كانت اعز شيء عنده لانها الصلة بينه وبين الله.
ج ـ دعاؤه فى سجوده :
جاء في الحديث أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد ، فكان الامام (ع) في سجوده يتجه بقلبه وعواطفه نحو الله ويناجيه بانقطاع واخلاص ، وقد أثرت عنه بعض الادعية وهذه بعضها.
ـ ما رواه اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال :
كنت أمهد لأبي فراشه فانتظره حتى يأتي ، فاذا آوى الى فراشه ونام قمت الى فراشي ، وقد ابطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعد ما هدأ الناس ، فاذا هو في المسجد ساجد ، وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول :
« سبحانك اللهم ، أنت ربي حقا حقا ، سجدت لك يا ربي تعبدا ورقا ، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي .. اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وتب عليّ انك أنت التواب الرحيم .. »
حجه :
وكان الامام أبو جعفر (ع) اذا حج البيت الحرام انقطع الى الله واناب إليه وتظهر عليه آثار الخشوع والطاعة ، وقد روى مولاه أفلح قال : حججت مع أبي جعفر محمد الباقر فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له :
« بأبي أنت وأمي إن الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلا. »
فلم يعن به الامام وراح يقول له :
« ويحك يا أفلح اني ارفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة فافوز بها غدا .. »
ثم انه طاف بالبيت ، وجاء حتى ركع خلف المقام ، فلما فرغ واذا بموضع سجوده قد ابتل من دموع عينيه وحج (ع) مرة وقد احتف به الحجاج ، وازدحموا عليه وهم يستفتونه عن مناسكهم ويسألونه عن أمور دينهم ، والامام يجيبهم ، وبهر الناس من سعة علومه ، وأخذ بعضهم يسأل بعضا عنه فأنبرى إليهم شخص من اصحابه فعرفه لهم قائلا :
« إلا ان هذا باقر علم الرسل ، وهذا مبين السبل ، وهذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة ، هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء ، هذا بقية الله في أرضه ، هذا ناموس الدهر ، هذا ابن محمد وخديجة وعلي وفاطمة ، هذا منار الدين القائمة .. »
حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١
كان الامام ابو جعفر (ع) من أئمة المتقين في الاسلام ، فقد عرف الله معرفة استوعبت دخائل نفسه ، فاقبل على ربه بقلب منيب ، واخلص في طاعته كاعظم ما يكون الاخلاص ، اما مظاهر عبادته.
أ ـ خشوعه فى صلاته :
وروى المؤرخون أنه اذا اقبل على الصلاة اصفر لونه خوفا من الله وخشية منه ، فقد عرف عظمة الله تعالى ، خالق الكون وواهب الحياة فعبده عبادة المتقين والمنيبين.
ب ـ كثرة صلاته :
وكان كثير الصلاة فكان ـ فيما يقول الرواة ـ يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة ولم تشغله شئونه العلمية ، ومرجعيته العامة للأمة عن كثرة الصلاة ، فقد كانت اعز شيء عنده لانها الصلة بينه وبين الله.
ج ـ دعاؤه فى سجوده :
جاء في الحديث أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد ، فكان الامام (ع) في سجوده يتجه بقلبه وعواطفه نحو الله ويناجيه بانقطاع واخلاص ، وقد أثرت عنه بعض الادعية وهذه بعضها.
ـ ما رواه اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال :
كنت أمهد لأبي فراشه فانتظره حتى يأتي ، فاذا آوى الى فراشه ونام قمت الى فراشي ، وقد ابطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعد ما هدأ الناس ، فاذا هو في المسجد ساجد ، وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول :
« سبحانك اللهم ، أنت ربي حقا حقا ، سجدت لك يا ربي تعبدا ورقا ، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي .. اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وتب عليّ انك أنت التواب الرحيم .. »
حجه :
وكان الامام أبو جعفر (ع) اذا حج البيت الحرام انقطع الى الله واناب إليه وتظهر عليه آثار الخشوع والطاعة ، وقد روى مولاه أفلح قال : حججت مع أبي جعفر محمد الباقر فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له :
« بأبي أنت وأمي إن الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلا. »
فلم يعن به الامام وراح يقول له :
« ويحك يا أفلح اني ارفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة فافوز بها غدا .. »
ثم انه طاف بالبيت ، وجاء حتى ركع خلف المقام ، فلما فرغ واذا بموضع سجوده قد ابتل من دموع عينيه وحج (ع) مرة وقد احتف به الحجاج ، وازدحموا عليه وهم يستفتونه عن مناسكهم ويسألونه عن أمور دينهم ، والامام يجيبهم ، وبهر الناس من سعة علومه ، وأخذ بعضهم يسأل بعضا عنه فأنبرى إليهم شخص من اصحابه فعرفه لهم قائلا :
« إلا ان هذا باقر علم الرسل ، وهذا مبين السبل ، وهذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة ، هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء ، هذا بقية الله في أرضه ، هذا ناموس الدهر ، هذا ابن محمد وخديجة وعلي وفاطمة ، هذا منار الدين القائمة .. »
حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١