أوّل المسلمين العابدين
إن الخضوع المطلق لله خالق الكون ومبدع الوجود، والتسليم التام لعظيم قدرته ونفاذ حكمته، والعبودية الاختيارية الكاملة تجاه الإله الأحد الفرد الصمد هي القمة الاولى التي لابد لكل إنسان أن يجتازها كي يتهيّأ للاجتباء والاصطفاء الإلهي. وقد شهد القرآن الكريم بذلك لهذا النبيّ العظيم حين قال عنه قل إنني هداني ربّي الى صراط مستقيم... وأنا أوّل المسلمين.
إنّه وسام الكمال الذي حازه هذا العبد المسلم وفاق في عبوديته من سواه على الإطلاق وتجلّت هذه العبودية المثلى في قوله وسلوكه حتى قال((صلى الله عليه وآله)): «قرّة عيني في الصلاة»فهو ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه للوقوف بين يدي الله ويقول لمؤذّنه بلال: أرحنا يا بلالوقد كان يحدّث أهله ويحدّثونه فإذا دخل وقت الصلاة فكأنه لم يعرفهم ولم يعرفوه. وكان إذا صلّى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل. ويبكي حتى يبل مصلاّه خشية من الله عزّ وجلّ، وكان يصلّي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً؟
وكان يصوم شعبان ورمضان وثلاثة أيام من كل شهر، وكان اذا دخل شهر رمضان يتغيّر لونه وتكثر صلاته ويبتهل في الدعاء. واذا دخل العشر
الأواخر منه شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرّغ للعبادة. وكان يقول عن الدعاء : «الدعاء مخّ العبادة»)و «سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض». وقد كان دائم الاتصال بالله، دائم الانشداد إليه بالضراعة والدعاء في كل عمل كبير أو صغير، حتى كان يستغفر الله كل يوم سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرة من غير ذنب، ولم يستيقظ من نوم قطّ إلاّ خرّ لله ساجداًوكان يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول: «الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كل حال»ولقد كان دؤوباً على قراءة القرآن وشغوفاً به.
ونزل عليه جبرئيل مخففاً لمّا أجهد نفسه بالعبادة بقوله تعالى:(طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
إن الخضوع المطلق لله خالق الكون ومبدع الوجود، والتسليم التام لعظيم قدرته ونفاذ حكمته، والعبودية الاختيارية الكاملة تجاه الإله الأحد الفرد الصمد هي القمة الاولى التي لابد لكل إنسان أن يجتازها كي يتهيّأ للاجتباء والاصطفاء الإلهي. وقد شهد القرآن الكريم بذلك لهذا النبيّ العظيم حين قال عنه قل إنني هداني ربّي الى صراط مستقيم... وأنا أوّل المسلمين.
إنّه وسام الكمال الذي حازه هذا العبد المسلم وفاق في عبوديته من سواه على الإطلاق وتجلّت هذه العبودية المثلى في قوله وسلوكه حتى قال((صلى الله عليه وآله)): «قرّة عيني في الصلاة»فهو ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه للوقوف بين يدي الله ويقول لمؤذّنه بلال: أرحنا يا بلالوقد كان يحدّث أهله ويحدّثونه فإذا دخل وقت الصلاة فكأنه لم يعرفهم ولم يعرفوه. وكان إذا صلّى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل. ويبكي حتى يبل مصلاّه خشية من الله عزّ وجلّ، وكان يصلّي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً؟
وكان يصوم شعبان ورمضان وثلاثة أيام من كل شهر، وكان اذا دخل شهر رمضان يتغيّر لونه وتكثر صلاته ويبتهل في الدعاء. واذا دخل العشر
الأواخر منه شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرّغ للعبادة. وكان يقول عن الدعاء : «الدعاء مخّ العبادة»)و «سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض». وقد كان دائم الاتصال بالله، دائم الانشداد إليه بالضراعة والدعاء في كل عمل كبير أو صغير، حتى كان يستغفر الله كل يوم سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرة من غير ذنب، ولم يستيقظ من نوم قطّ إلاّ خرّ لله ساجداًوكان يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول: «الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كل حال»ولقد كان دؤوباً على قراءة القرآن وشغوفاً به.
ونزل عليه جبرئيل مخففاً لمّا أجهد نفسه بالعبادة بقوله تعالى:(طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)