هدية من مشربة الماء
ها نحن معكم في رواية اخرى من روايات الفائزين بالالطاف الرضوية، نشرت اصلها الوثائقي مجلة زائر في عددها رقم ۱۳۲ الصادر في كانون الاول من سنة ۲۰۰٥ ميلادية، وفيه عبرة جليلة لمن اراد ان يتوسل الى الله عزوجل بأولياءه عليهم السلام سواء عن قرب او بعد عن مزاراتهم، التوسل هو في الاصل من عمل القلوب ويعرف الزائرون للحرم الرضوي ان في صحنة العتيق مشربة قديمة يتبرك الزائرون من ماءها .
لم يصدق ما كان قد سمعه، يود لو كانت هذه الوقائع مجرد كابوس وان يداً تمتد اليه لتنجيه من هذا الحلم المجهول من قلق ساحق ضغط على كابح السيارة واسند رأسه الى ذراعيه، قلبه يدق سريعاً ويدق ومرت دقائق قبل ان يستعيد توازنه، شغل السيارة من جديد واخذ يقود سيارته على غير هدى يطوي الشوارع واحداً بعد الآخر حتى وجد نفسه على غير قصد منه، في درب ضيق يلتف وسط السهل التفاف الافعى ويتطلع الى الافق في نهاية الدرب الفى انه يتقدم تلقاء مسقط رأسه في القرية التي تقع على مقربة من اسفل الدرب وفوق القرية كانت سحب تتحرك في السماء.
اوقف السيارة عند باب خشبي هو، نعم هو دار ابيه ترجل من السيارة متمهلاً كانت قدماه ثقيلتين، خطا خطوات نحو الدار، اتكا لحظات على الباب ثم طرق الباب ودخل، في وسط الباحة كانت امه جالسة على سجادة قرب سماور الشاي لم تكد ان تبصر ولدها حتى نهضت على قدميها وراحت تنظر بحنان لولدها الذي تعود ان يستمد من عينيها الطمأنية والامان، وضعت الام فنجاناً في الصحن وسكبت فيه الشاي وقدمته لولدها، كيف حالك يا ولدي؟ المقرر ان تذهب اليوم الى الطبيب، هل ذهبت؟ قال وهو ما يفتأ يعض من شفة التأثر على شفتيه: نعم ذهبت. وماذا كان؟ علينا ان نتوكل على الله. ماذا تقصد؟ ماذا حدث؟ تكلم. حدقت الام بأبنها تحديقاً تطغى منه اسئلة وعلامات استفهام. لم يكن الابن يعرف كيف يفاتح امه، لكنه لابد ان يقول انه يعلم يقيناً ان دعاء الام لولدها من الدعاء المستجاب، تدرين يا امي انها، ان الدكتور، الدكتور قال: ان قرحة الاثني عشر صارت غدة خبيثة يجب ان تعالج بالعلاج الكيمياوي وفي الاكثر ان العلاج الكيميائي لا يفيد، سمعت الام هذا فتجمدت في مكانها كمن سحقته الكهرباء، جاهدت لتتغلب على دموعها غير ان قطرات الدمع كانت الغالبة على ارادتها في هذا النزال وكان غطاء رأسها الابيض المزهر المشبك، نعم كان غطاء رأسها الابيض المزهر المشبك تحت ذقنها بدبوس تمتص قطرات الدمع. فجلس هو بين يديها وشرع بالبكاء وكانت الام تنطلع الى ولدها حائرة مسطورة، قالت وهي تحاول ضبط اعصابها: الله رحيم يا ولدي من اعطى الداء اعطى كذلك الدواء، على الانسان ان لا ييأس. ان الام تدرك انه يمكن الثبات امام هذه الرزية بعون من التوكل على الله والاطمئنان الى صنيعه، وعندئد يمكن تجاوز الحادثة المريرة والعبور منها بسلام.
في حلكة سواد الليل الذي كان قد غلب على بياض النهار توضأت الام وحملت سجادة صلاتها وراحت تصعد السلم خطوة خطوة الى سطح الدار، انها تستأنس بالخلوة والانفراد مع الله سبحانه وتعالى، بسطت سجادتها وارتدت ثياب الصلاة ووقفت تصلي بين يدي الله، انها تريد ان تصلي لا تحت سقف الدار بل تحت سقف السماء وتدعو لابنها لعل دعاءها يلقى الاجابة، نعم لعل دعاءها يلقى الاجابة ويفوز بما تأمل وترجو، الجو، جو الخريف لكنه يحمل برودة الشتاء، الام كانت مستغرقة في بوح قلبها ومناجات الله حتى انها لم تحس بقطرات المطر الكبيرة تتساقط على وجهها وتبله، نادت بصوت رفيع: الهي اني راضيت برضاك لكني اتوسل اليك ان تداوي ولدي كريم، شافيه، شافيه يا الهي وعافيه، ارحم شبابه، الهي اريد منك ولدي، الهي يا الهي، لعيون اطفاله، لعيون زوجته، لعيون زهراءه، الهي يا الهي.
كلا، كلا يا كريم انت قوي، قوي جداً اقوى من هذا المرض البغيض، بينه وبين نفسه يرد كريم هذه العبارات، بقلب منقبض شديد الانقباض، منذ بضعة ساعات خرجت زوجته عشرت من الدار لشغل بصحبة اطفالها، كان صمت الدار يعذبه لم يكن الرجل يريد ان يستسلم الى هذا الداء، انه يود لو يبوح بمكنون فؤاده لاحد، لم يحكي ولم يبوح وبسرعة التمع في قلبه ما يشبه البرق نعم، ما يشبه البرقة المضيئة وفجأة تذكر الامام الرضا عليه السلام واحس بمودة للامام تتوقد في قلبه اكثر من اي وقت مضى، طار قلبه في عروج الى الحضرة الرضوية بخراسان، لكن قدميه اسفاه لم تكونا قادرتين على حمل وزن بدنه، الهي، ان القلوب المضطرة في اي زمان من الازمان انما تنجذب اكثر ما تنجذب الى محضر الائمة من اهل البيت عليهم السلام، كأنهم سلام الله عليهم الملجأ الواقعي والملاذ الذي لا ملجأ غيره ولا عاصم سواه، بأذن الله سبحانه وتعالى ان كريم لا يبكي الان، قلبه متعلق بمكان آخر ملكوتي مشحون به عن كل ما عداه، وعيه، وعيه متمركز في نقطة معينة، ذهل معها عما حوله، وكانت له تلك النقطة، ينبو على الامل واليقين نهض من موضعه بمشقة، لم تكن اقدامه تسعفه، نعم، نهض من موضعه بمشقة ولم تكن اقدامه تسعفه، جلس مرة اخرى ثم سحب نفسه سحباً، ثم سحب نفسه سحباً حتى بلغ صنبور الماء، توضأ، توضأ وضوءاً يتقرب به الى الله واتجه نحو الهاتف، حمل السماعة وادار قرب الارقاب، مفتاح مشهد ثم رقم الحضرة الرضوية المباركة.
تفضل! السلام عليكم، عليكم السلام انا كريم ملكي من اراك، انا مريض واريد ان احكي مع الامام، السيد ملكي انتظر دقائق لا سمعك صوت النقارة، في اثناء هذه الدقائق يمكنك ان تبوح للامام بما تريد، اغلق الرجل عينيه ومرة اخرى احس قلبه غائماً وقلبه يرتجف، هيمن عليه شعور انه واقف عند النافذة الفولاذية قابضاً على مشبكها بأصابعه وهو يناجي رضا آل محمد عليه السلام، يا سيدي يا سيدي انا شاب ابن ثلاثين سنة، من مدينة اراك منذ عدة سنين انا مريض، زرعت كلية قبل ثلاثة عشر سنة بعد ما تجرعت من العذاب ومشقة تصفية الدم بالجهاز، نعم بعد ما تجرعت ما تجرعت من العذاب، واذ كدت اتخلص من اوجاع هذا المرض حتى عادت هذه المرة من جديد، هذه المرة اصابتني قرحة في جهاز الهضم، اخذت تكبر وتكبر الى ان تحولت الى غدة، غدة خبيثة عطلت عمل جهاز الهضم، علي الان ان اذهب الى العلاج الكيمياوي ولكن يا سيدي الاطباء قالوا من المستبعد ان تستجيب الغدة للعلاج الكيمياوي، يعني يا مولاي ان الاطباء قد يأسوا، كل املي بك يا مولاي الرضا، كلي امل بك يا مولاي الرضا ورجاء، فلا تجعلني ارجع بابك خالي اليدين، لا تجعلني لا تجعلني يا مولاي ارجع عن بابك خالي اليدين.
انقضت دقائق بعد هذه المكالمة الهاتفية السماوية وكان قلب كريم يدق في ارتباك، عندما دق جرس الباب، نعم عندما دق جرس الباب امسك بسماعة الايفون، من، قال صبي عند الباب بصراخ: السيد كريم، انزل لي شغل معك!
قال كريم: لا احد في الدار وانا لا اقدر ان اجيىء اليك.
قال الصبي: السيد كريم لابد ان تنزل. وبعد مشقة وضنن استطاع الرجل ان ينزل الى باب الدار وفتح الباب، شاهد صبياً يحمل بيده ماءاً في قدح.
قال الصبي لما رأى كريم: السيد كريم، جلب ابي من مشهد ماءاً من المشربة وقال خذ هذا الماء لكريم، حاول الرجل ان يتعرف على الصبي لكنه مهما بحث في ذاكرته لم يتذكر انه رآه في المحلة من قبل، اراد ان يسأله من ابوه غير انه لما نظر كان الصبي قد ذهب، يا الهي يعني من الممكن، من الممكن ان تكون هذه علامة، ارتشف كريم الماء حتى شربه، احس بطمأنينة تسري برودتها في داخله نعم طمأنينة تسري برودتها في داخله.
قبل يومين من بدأ المعالجة الكيميائية، مضى كريم الى الطبيب الذي تولى علاجه، لطفاً يا دكتور افحصني بالناظور، غرس الطبيب اصابعه في شعره الذي وخطه المشيب وقال: اسف يا سيد ملكي اسف كل جسمك مقرح، لا اقدر ان اقبل طلبك، التمسه الرجل برجاء.
قال الطبيب: لا تستطيع ان تتحمل، التمسه والتمسه وقال: استطيع استطيع يا دكتور ارجوك، ادخل الطبيب الناظور الاسطواني في بلعوم الرجل، عبرت الاسطوانة البلعوم وكان الطبيب ينظر الى التصوير ادار الطبيب نظرة بغتة الى كريم وقد ارتسمت على وجهه معالم الدهشة ثم اعاد مرة اخرى يدفق في الصورة التي يلتقطها الناظور وبعد ثوان قليلة استدعى مهارة اطباء المستشفى كلهم كانوا في حيرة واستغراب، انه عجباً لا اثر للقرحة وللغدة على الاطلاق واحس الرجل بخفة روحية تلف وجوده، كان خفيفاً خفيفاً خفيفاً حتى لا تكاد تحمله مع اي هبة لنسيم، ومن فرط اهتياجه كان يرتجف ويهتز، نعم من عليه الامام الرضا هذه المنة السخية الفياضة بالافضال فنجى هو ونجت اسرته من عاصفة هذه الداء المدمرة التي اوقعت حياتهم في دوامة الغموم والاخران وكان دعاء الام الومضة التي فتحت كوة لعودة الطمأنينة لحياة الاسرة من جديد.
الفائزن بالشفاء
ها نحن معكم في رواية اخرى من روايات الفائزين بالالطاف الرضوية، نشرت اصلها الوثائقي مجلة زائر في عددها رقم ۱۳۲ الصادر في كانون الاول من سنة ۲۰۰٥ ميلادية، وفيه عبرة جليلة لمن اراد ان يتوسل الى الله عزوجل بأولياءه عليهم السلام سواء عن قرب او بعد عن مزاراتهم، التوسل هو في الاصل من عمل القلوب ويعرف الزائرون للحرم الرضوي ان في صحنة العتيق مشربة قديمة يتبرك الزائرون من ماءها .
لم يصدق ما كان قد سمعه، يود لو كانت هذه الوقائع مجرد كابوس وان يداً تمتد اليه لتنجيه من هذا الحلم المجهول من قلق ساحق ضغط على كابح السيارة واسند رأسه الى ذراعيه، قلبه يدق سريعاً ويدق ومرت دقائق قبل ان يستعيد توازنه، شغل السيارة من جديد واخذ يقود سيارته على غير هدى يطوي الشوارع واحداً بعد الآخر حتى وجد نفسه على غير قصد منه، في درب ضيق يلتف وسط السهل التفاف الافعى ويتطلع الى الافق في نهاية الدرب الفى انه يتقدم تلقاء مسقط رأسه في القرية التي تقع على مقربة من اسفل الدرب وفوق القرية كانت سحب تتحرك في السماء.
اوقف السيارة عند باب خشبي هو، نعم هو دار ابيه ترجل من السيارة متمهلاً كانت قدماه ثقيلتين، خطا خطوات نحو الدار، اتكا لحظات على الباب ثم طرق الباب ودخل، في وسط الباحة كانت امه جالسة على سجادة قرب سماور الشاي لم تكد ان تبصر ولدها حتى نهضت على قدميها وراحت تنظر بحنان لولدها الذي تعود ان يستمد من عينيها الطمأنية والامان، وضعت الام فنجاناً في الصحن وسكبت فيه الشاي وقدمته لولدها، كيف حالك يا ولدي؟ المقرر ان تذهب اليوم الى الطبيب، هل ذهبت؟ قال وهو ما يفتأ يعض من شفة التأثر على شفتيه: نعم ذهبت. وماذا كان؟ علينا ان نتوكل على الله. ماذا تقصد؟ ماذا حدث؟ تكلم. حدقت الام بأبنها تحديقاً تطغى منه اسئلة وعلامات استفهام. لم يكن الابن يعرف كيف يفاتح امه، لكنه لابد ان يقول انه يعلم يقيناً ان دعاء الام لولدها من الدعاء المستجاب، تدرين يا امي انها، ان الدكتور، الدكتور قال: ان قرحة الاثني عشر صارت غدة خبيثة يجب ان تعالج بالعلاج الكيمياوي وفي الاكثر ان العلاج الكيميائي لا يفيد، سمعت الام هذا فتجمدت في مكانها كمن سحقته الكهرباء، جاهدت لتتغلب على دموعها غير ان قطرات الدمع كانت الغالبة على ارادتها في هذا النزال وكان غطاء رأسها الابيض المزهر المشبك، نعم كان غطاء رأسها الابيض المزهر المشبك تحت ذقنها بدبوس تمتص قطرات الدمع. فجلس هو بين يديها وشرع بالبكاء وكانت الام تنطلع الى ولدها حائرة مسطورة، قالت وهي تحاول ضبط اعصابها: الله رحيم يا ولدي من اعطى الداء اعطى كذلك الدواء، على الانسان ان لا ييأس. ان الام تدرك انه يمكن الثبات امام هذه الرزية بعون من التوكل على الله والاطمئنان الى صنيعه، وعندئد يمكن تجاوز الحادثة المريرة والعبور منها بسلام.
في حلكة سواد الليل الذي كان قد غلب على بياض النهار توضأت الام وحملت سجادة صلاتها وراحت تصعد السلم خطوة خطوة الى سطح الدار، انها تستأنس بالخلوة والانفراد مع الله سبحانه وتعالى، بسطت سجادتها وارتدت ثياب الصلاة ووقفت تصلي بين يدي الله، انها تريد ان تصلي لا تحت سقف الدار بل تحت سقف السماء وتدعو لابنها لعل دعاءها يلقى الاجابة، نعم لعل دعاءها يلقى الاجابة ويفوز بما تأمل وترجو، الجو، جو الخريف لكنه يحمل برودة الشتاء، الام كانت مستغرقة في بوح قلبها ومناجات الله حتى انها لم تحس بقطرات المطر الكبيرة تتساقط على وجهها وتبله، نادت بصوت رفيع: الهي اني راضيت برضاك لكني اتوسل اليك ان تداوي ولدي كريم، شافيه، شافيه يا الهي وعافيه، ارحم شبابه، الهي اريد منك ولدي، الهي يا الهي، لعيون اطفاله، لعيون زوجته، لعيون زهراءه، الهي يا الهي.
كلا، كلا يا كريم انت قوي، قوي جداً اقوى من هذا المرض البغيض، بينه وبين نفسه يرد كريم هذه العبارات، بقلب منقبض شديد الانقباض، منذ بضعة ساعات خرجت زوجته عشرت من الدار لشغل بصحبة اطفالها، كان صمت الدار يعذبه لم يكن الرجل يريد ان يستسلم الى هذا الداء، انه يود لو يبوح بمكنون فؤاده لاحد، لم يحكي ولم يبوح وبسرعة التمع في قلبه ما يشبه البرق نعم، ما يشبه البرقة المضيئة وفجأة تذكر الامام الرضا عليه السلام واحس بمودة للامام تتوقد في قلبه اكثر من اي وقت مضى، طار قلبه في عروج الى الحضرة الرضوية بخراسان، لكن قدميه اسفاه لم تكونا قادرتين على حمل وزن بدنه، الهي، ان القلوب المضطرة في اي زمان من الازمان انما تنجذب اكثر ما تنجذب الى محضر الائمة من اهل البيت عليهم السلام، كأنهم سلام الله عليهم الملجأ الواقعي والملاذ الذي لا ملجأ غيره ولا عاصم سواه، بأذن الله سبحانه وتعالى ان كريم لا يبكي الان، قلبه متعلق بمكان آخر ملكوتي مشحون به عن كل ما عداه، وعيه، وعيه متمركز في نقطة معينة، ذهل معها عما حوله، وكانت له تلك النقطة، ينبو على الامل واليقين نهض من موضعه بمشقة، لم تكن اقدامه تسعفه، نعم، نهض من موضعه بمشقة ولم تكن اقدامه تسعفه، جلس مرة اخرى ثم سحب نفسه سحباً، ثم سحب نفسه سحباً حتى بلغ صنبور الماء، توضأ، توضأ وضوءاً يتقرب به الى الله واتجه نحو الهاتف، حمل السماعة وادار قرب الارقاب، مفتاح مشهد ثم رقم الحضرة الرضوية المباركة.
تفضل! السلام عليكم، عليكم السلام انا كريم ملكي من اراك، انا مريض واريد ان احكي مع الامام، السيد ملكي انتظر دقائق لا سمعك صوت النقارة، في اثناء هذه الدقائق يمكنك ان تبوح للامام بما تريد، اغلق الرجل عينيه ومرة اخرى احس قلبه غائماً وقلبه يرتجف، هيمن عليه شعور انه واقف عند النافذة الفولاذية قابضاً على مشبكها بأصابعه وهو يناجي رضا آل محمد عليه السلام، يا سيدي يا سيدي انا شاب ابن ثلاثين سنة، من مدينة اراك منذ عدة سنين انا مريض، زرعت كلية قبل ثلاثة عشر سنة بعد ما تجرعت من العذاب ومشقة تصفية الدم بالجهاز، نعم بعد ما تجرعت ما تجرعت من العذاب، واذ كدت اتخلص من اوجاع هذا المرض حتى عادت هذه المرة من جديد، هذه المرة اصابتني قرحة في جهاز الهضم، اخذت تكبر وتكبر الى ان تحولت الى غدة، غدة خبيثة عطلت عمل جهاز الهضم، علي الان ان اذهب الى العلاج الكيمياوي ولكن يا سيدي الاطباء قالوا من المستبعد ان تستجيب الغدة للعلاج الكيمياوي، يعني يا مولاي ان الاطباء قد يأسوا، كل املي بك يا مولاي الرضا، كلي امل بك يا مولاي الرضا ورجاء، فلا تجعلني ارجع بابك خالي اليدين، لا تجعلني لا تجعلني يا مولاي ارجع عن بابك خالي اليدين.
انقضت دقائق بعد هذه المكالمة الهاتفية السماوية وكان قلب كريم يدق في ارتباك، عندما دق جرس الباب، نعم عندما دق جرس الباب امسك بسماعة الايفون، من، قال صبي عند الباب بصراخ: السيد كريم، انزل لي شغل معك!
قال كريم: لا احد في الدار وانا لا اقدر ان اجيىء اليك.
قال الصبي: السيد كريم لابد ان تنزل. وبعد مشقة وضنن استطاع الرجل ان ينزل الى باب الدار وفتح الباب، شاهد صبياً يحمل بيده ماءاً في قدح.
قال الصبي لما رأى كريم: السيد كريم، جلب ابي من مشهد ماءاً من المشربة وقال خذ هذا الماء لكريم، حاول الرجل ان يتعرف على الصبي لكنه مهما بحث في ذاكرته لم يتذكر انه رآه في المحلة من قبل، اراد ان يسأله من ابوه غير انه لما نظر كان الصبي قد ذهب، يا الهي يعني من الممكن، من الممكن ان تكون هذه علامة، ارتشف كريم الماء حتى شربه، احس بطمأنينة تسري برودتها في داخله نعم طمأنينة تسري برودتها في داخله.
قبل يومين من بدأ المعالجة الكيميائية، مضى كريم الى الطبيب الذي تولى علاجه، لطفاً يا دكتور افحصني بالناظور، غرس الطبيب اصابعه في شعره الذي وخطه المشيب وقال: اسف يا سيد ملكي اسف كل جسمك مقرح، لا اقدر ان اقبل طلبك، التمسه الرجل برجاء.
قال الطبيب: لا تستطيع ان تتحمل، التمسه والتمسه وقال: استطيع استطيع يا دكتور ارجوك، ادخل الطبيب الناظور الاسطواني في بلعوم الرجل، عبرت الاسطوانة البلعوم وكان الطبيب ينظر الى التصوير ادار الطبيب نظرة بغتة الى كريم وقد ارتسمت على وجهه معالم الدهشة ثم اعاد مرة اخرى يدفق في الصورة التي يلتقطها الناظور وبعد ثوان قليلة استدعى مهارة اطباء المستشفى كلهم كانوا في حيرة واستغراب، انه عجباً لا اثر للقرحة وللغدة على الاطلاق واحس الرجل بخفة روحية تلف وجوده، كان خفيفاً خفيفاً خفيفاً حتى لا تكاد تحمله مع اي هبة لنسيم، ومن فرط اهتياجه كان يرتجف ويهتز، نعم من عليه الامام الرضا هذه المنة السخية الفياضة بالافضال فنجى هو ونجت اسرته من عاصفة هذه الداء المدمرة التي اوقعت حياتهم في دوامة الغموم والاخران وكان دعاء الام الومضة التي فتحت كوة لعودة الطمأنينة لحياة الاسرة من جديد.
الفائزن بالشفاء