السؤال: معنى (حمد الشاكرين)
نقرأ في سجدة زيارة عاشوراء : (( اللّهمّ لك الحمد، حمد الشاكرين، لك على مصابهم، الحمد للّه على عظيم رزّيتي ))
ما معنى (( حمد الشاكرين ))، و ما فرقه عن (( شكر الحامدين )) ؟ هل هناك فروق دقيقة فيما بينهما، أي تقدم الحمد أو الشكر و تأخرهما، لتُعطي للمعنى بُعدا معرفيا آخر ؟ أرجوا التوضيح لحقيقة أو بالاحرى ماهية الحمد و الشكر .
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الحمد والشكر أن الحمد أعم لأنه يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر والجزاء، والشكر مخصوص بنا يكون مكافأة لمن أولاك معروفا.
وذكر بعض علماء اللغة تفصيلا في الفرق بينهما لا بأس هاهنا من ذكره حتى يتيسر فهم مراد الإمام بقوله (حمد الشاكرين).
فالفرق بينهما هو أن الشكر أخص من الحمد من جهة متعلقاته وأعم منه من جهة أنواعه وأسبابه، والحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب، ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة وباللسان ثناءا واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا، ومتعلقه النعم الإلهية دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، ولكن يقال: شكرناه على إحسانه وفضله وعدله، فالشكر يكون على الإحسان والنعم، وأيضا الشكر يقع باللسان والجوارح، والحمد باللسان فقط ولذا تقدر على حمد صفاته عزوجل فتقول: الحمد لله على حلمه بعد علمه، والحمد لله على عفوه بعد قدرته، فأنت قد حمدته على الحلم والعلم والعفو والقدرة جميعا، بينما لا يصح ذلك في الشكر إلا على الحلم والعفو دون العلم والقدرة. لأن حلم الله وعفوه للعباد هي من نعم الله عليهم، فيستحق عليها الشكر والحمد معا من جهة أن الحمد أعم في المتعلقات كما أوضحنا، ولكن علم الله وقدرته ليسا من النعم بل هما صفات لذاته جل وعلا فلا يشكر عليهما بل يحمد.
إذا اتضح ذلك فاعلم أن قول الإمام: ((اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك)) أن حمدي لك على نعمك يقع بحميع جوارحي وجوانحي، وليس حمدي لك باللسان فقط الذي هو محل الحمد، بل إن حمدي لك هو في حقيقته شكر يصدر من لساني وسائر جوارحي، فكأن جوارحي لها ألسنة تحمد بها فتقول لك: الحمد لله، أو كأن لساني إذ يحمدك هو في مقام الفعل لا مجرد النطق، فإني أعد كل ما صدر عنك نعمة تستحق الشكر، وإن كانت مصيبة، مع أن المصيبة في حقيقتها ابتلاء وليست نعمة حتى تستحق شكرا، ولكنى أعتبرها نعمة فأحمدك عليها بلسان الشكر لا بمجرد لسان الحمد.
نقرأ في سجدة زيارة عاشوراء : (( اللّهمّ لك الحمد، حمد الشاكرين، لك على مصابهم، الحمد للّه على عظيم رزّيتي ))
ما معنى (( حمد الشاكرين ))، و ما فرقه عن (( شكر الحامدين )) ؟ هل هناك فروق دقيقة فيما بينهما، أي تقدم الحمد أو الشكر و تأخرهما، لتُعطي للمعنى بُعدا معرفيا آخر ؟ أرجوا التوضيح لحقيقة أو بالاحرى ماهية الحمد و الشكر .
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الحمد والشكر أن الحمد أعم لأنه يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر والجزاء، والشكر مخصوص بنا يكون مكافأة لمن أولاك معروفا.
وذكر بعض علماء اللغة تفصيلا في الفرق بينهما لا بأس هاهنا من ذكره حتى يتيسر فهم مراد الإمام بقوله (حمد الشاكرين).
فالفرق بينهما هو أن الشكر أخص من الحمد من جهة متعلقاته وأعم منه من جهة أنواعه وأسبابه، والحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب، ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة وباللسان ثناءا واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا، ومتعلقه النعم الإلهية دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، ولكن يقال: شكرناه على إحسانه وفضله وعدله، فالشكر يكون على الإحسان والنعم، وأيضا الشكر يقع باللسان والجوارح، والحمد باللسان فقط ولذا تقدر على حمد صفاته عزوجل فتقول: الحمد لله على حلمه بعد علمه، والحمد لله على عفوه بعد قدرته، فأنت قد حمدته على الحلم والعلم والعفو والقدرة جميعا، بينما لا يصح ذلك في الشكر إلا على الحلم والعفو دون العلم والقدرة. لأن حلم الله وعفوه للعباد هي من نعم الله عليهم، فيستحق عليها الشكر والحمد معا من جهة أن الحمد أعم في المتعلقات كما أوضحنا، ولكن علم الله وقدرته ليسا من النعم بل هما صفات لذاته جل وعلا فلا يشكر عليهما بل يحمد.
إذا اتضح ذلك فاعلم أن قول الإمام: ((اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك)) أن حمدي لك على نعمك يقع بحميع جوارحي وجوانحي، وليس حمدي لك باللسان فقط الذي هو محل الحمد، بل إن حمدي لك هو في حقيقته شكر يصدر من لساني وسائر جوارحي، فكأن جوارحي لها ألسنة تحمد بها فتقول لك: الحمد لله، أو كأن لساني إذ يحمدك هو في مقام الفعل لا مجرد النطق، فإني أعد كل ما صدر عنك نعمة تستحق الشكر، وإن كانت مصيبة، مع أن المصيبة في حقيقتها ابتلاء وليست نعمة حتى تستحق شكرا، ولكنى أعتبرها نعمة فأحمدك عليها بلسان الشكر لا بمجرد لسان الحمد.