اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي أئمة الهدى ومصابيح الدجى
سلام الله عليكم في وفاة الإمام السادس أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
سلام الله عليه وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا رسول الله(ص)
وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين(ع)
وعظم الله لك الأجر يا سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع)
وعظم الله لك الأجر يا سيدي يا أبا صالح (ع)
في جدك فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)
ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء
والحرب وأزالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها
وعظم الله لكم الأجر إخواني وأخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي أئمة الهدى ومصابيح الدجى
سلام الله عليكم في وفاة الإمام السادس أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
سلام الله عليه وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا رسول الله(ص)
وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين(ع)
وعظم الله لك الأجر يا سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع)
وعظم الله لك الأجر يا سيدي يا أبا صالح (ع)
في جدك فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)
ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء
والحرب وأزالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها
وعظم الله لكم الأجر إخواني وأخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
النسب الأزكى
هو الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن الإمام عليّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
جدّته:
العلياء فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ويكون جدّه الأعلى رسولَ الله الأكرم محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم.. ومن هنا عرّفه الذهبيّ بـ: العلَويّ الهاشميّ
كُناه
الأشهر منها: أبو عبدالله، إذا أُطلقت في الأحاديث انصَرَفَت إليه. وله كُنيتانِ هما: أبو إسماعيل؛ نسبةً إلى ولده الأكبر، وأبو موسى؛ نسبةً إلى ولده ووصيّه الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه
ألقابه
أشهرها ( الصادق )، بهذا اللقب المبارك سمّاه جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ لحكمة ذكرها قائلاً: إذا وُلِد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. فسَمُّوه « الصادق »؛ فإنّه سيكون في وُلده سَمِيٌّ له يَدّعي الإمامة بغير حقّها ويُسمّى كذّاباً
أمّا ألقابه الأُخرى فهي:
الصابر، الفاضل ، الطاهر، القائم ، الكامل، الكافل ، المُنجي
نقش خاتمه
« ما شاءَ الله، لا قوّةَ إلاّ بالله، أستغفرُ الله »
منصبه الإلهيّ
هو الإمام السادس من أوصياء النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمعصوم الثامن من أهل بيت الوحي والرسالة بعد النبي والصدّيقة الزهراء وآبائه الخمسة صلوات ربّنا تعالى عليهم
أقام مع جَدّه وأبيه ( السجّاد والباقر ) عليهما السّلام اثنتَي عشرةَ سنة، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة. ثمّ كانت إمامته بعد شهادة أبيه الباقر عليه السّلام في 7 من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة إلى شهادته هو عليه السّلام سنة 148 هجريّة، فاستغرقت أربعاً وثلاثين سنةً تقريباً
ولادته الغرّاء
أشهر الأقوال أنه صلوات الله عليه وُلد يوم الجمعة عند طلوع فجر السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ـ وهو اليوم المبارك الذي وُلد فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ سنة 80 أو 83 هجريّة.. وذلك في المدينة ( المنوّرة )
أوصافه الشريفة
كان سلام الله عليه رَبْعةً ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيضَ الوجه أزهَر كأنه السِّراج، وعلى خدّه خالٌ أسوَد (3)
أُمّه
لابدّ أن تكون أُمّهات الأنبياء والأوصياء عليهم أفضل الصلاة والسّلام من النساء الصالحات الطاهرات النقيّات، كيما يُؤهَّلْنَ لإنجاب حُجج الله على الناس
وأُمّ الإمام الصادق عليه السّلام هي المرأة النجيبة الجليلة المكرّمة، فاطمة المعروفة بـ « أُمّ فَروَة » بنت القاسم بن الشهيد محمّد بن أبي بكر.. كان أبوها القاسم مِن ثِقات أصحاب الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام، ومِن قبله كان أبوه محمّد بن أبي بكر من خُلّص الأصحاب الأوفياء الموالين لأمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام
أمّا هي رضوان الله عليها.. فكانت مِن الصالحات القانتات، ومِن أتقى نساء أهل زمانها، أو كما وصفها ابنها الإمام جعفر الصادق عليه السّلام قائلاً: كانت أُمّي مِمّن آمَنَت، واتَّقت وأحسَنت، واللهُ يحبّ المحسنين. أو كما عبّر عنها ابن خَرَّبوذ ـ وهو من فقهاء العامّة ـ مسمّياً الإمام الصادق عليه السّلام بـ « ابن المُكرَّمة »
ولا غَرو في ذلك، وهي التي كانت زوجة للإمام الباقر عليه السّلام تَنهَلُ من مَعينه السماويّ الأسمى، وأُمّاً للإمام الصادق عليه السّلام ترشف من رحيق إمامته المُثلى. وأمّا أبو زوجها فالإمام السجّاد عليه السّلام، وقد عاشت مدّةً في كَنفه، ونَعمت ببركاته
إخوته وأخواته
قيل: هم ستّة: ـ عبدالله بن محمّد الباقر عليه السّلام وأُمّه أُمّ فَروَة. وإبراهيم وعُبيد الله وأُمّهما أُمّ حكيم بنت أُسيد بن المُغيرة الثقفيّة. وعليّ وزينب وأُمّ سَلَمة
نساؤه
أشهر زوجاته: حميدة ( المُصَفّاة ) بنت صاعد المغربي، وفاطمة بنت الحسين بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين بن أمير المؤمنين عليّ عليهم السّلام
أولاده
ذُكِر له ـ على إجماعٍ ـ عشرةُ أبناء:
1 ـ إسماعيل
2 ـ عبدالله
3 ـ أُمّ فروة
أُمُّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ زين العابدين عليه السّلام
4 ـ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام
5 ـ إسحاق
6 ـ فاطمة
7 ـ محمّد.. أُمّهم حميدة المصفّاة
8 ـ العبّاس
9 ـ عليّ
10 ـ أسماء.. من نساء شتّى
قال الشيخ المفيد:
وكان إسماعيل أكبرَ الإخوة، وكان أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام شديد المحبّة له والبِرِّ به والإشفاق عليه، وكان قوم من الشيعة يظنّون أنّه القائم بعد أبيه والخليفة له مِن بعده؛ إذ كان أكبر إخوته سِنّاً ولميل أبيه إليه وإكرامه له، فمات في حياة أبيه عليه السّلام بـ « العُرَيض » وحُمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتّى دُفن بالبقيع
ورُوي أنّ أبا عبدالله عليه السّلام حَزَن عليه حُزناً عظيماً وتقدّم سريرَه (أي: تابوته).. وأمرَ بوضعِ سريره على الأرض قبل دفنه مِراراً كثيرة، وكان يَكشِف عن وجهه وينظر إليه؛ يُريد بذلك تحقيقَ وفاته عند الظانّين خلافتَه له مِن بعده، وإزالة الشبهة عنهم في حياته
ولمّا مات إسماعيل رحمه الله انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه مَن كان يظنّ ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه... وفريقٌ ثَبتوا على حياة إسماعيل... يُسمّى بـ « الإسماعيليّة »
وكان عليّ بن جعفر رضي الله عنه راويةً للحديث، سديد الطريق شديد الورع، كثير الفضل، لَزِم أخاه موسى عليه السّلام وروى عنه شيئاً كثيراً من الأخبار
وكان موسى بن جعفر عليهما السّلام أجَلَّ وُلد أبي عبدالله عليه السّلام قدراً، وأعظمَهم محلاًّ، وأبعدَهم في الناس صيتاً. ولم يُر في زمانه أسخى منه ولا أكرم نَفْساً وعِشرة، وكان أعبدَ أهل زمانه، وأورعهم وأجلّهم وأفقههم. وقد اجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقّه والتسليم لأمره.
وروَوا عن أبيه ( الصادق ) عليه السّلام نصوصاً كثيرة عليه بالإمامة وإشارات إليه بالخلافة، وأخذوا عنه معالم دينهم، وروَوا عنه من الآيات والمعجزات ما يُقطع بها على حجّيّة وصواب القول بإمامته
شعراؤه
السيّد إسماعيل الحِمْيرَيّ
أشجَع السُّلَميّ
الكُمَيت بن زيد الأسديّ
أبو هُريرة الأبّار العِجليّ
جعفر بن عثمان
سفيان بن مُصعب العَبديّ
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
النسب الأزكى
هو الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن الإمام عليّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
جدّته:
العلياء فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ويكون جدّه الأعلى رسولَ الله الأكرم محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم.. ومن هنا عرّفه الذهبيّ بـ: العلَويّ الهاشميّ
كُناه
الأشهر منها: أبو عبدالله، إذا أُطلقت في الأحاديث انصَرَفَت إليه. وله كُنيتانِ هما: أبو إسماعيل؛ نسبةً إلى ولده الأكبر، وأبو موسى؛ نسبةً إلى ولده ووصيّه الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه
ألقابه
أشهرها ( الصادق )، بهذا اللقب المبارك سمّاه جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ لحكمة ذكرها قائلاً: إذا وُلِد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. فسَمُّوه « الصادق »؛ فإنّه سيكون في وُلده سَمِيٌّ له يَدّعي الإمامة بغير حقّها ويُسمّى كذّاباً
أمّا ألقابه الأُخرى فهي:
الصابر، الفاضل ، الطاهر، القائم ، الكامل، الكافل ، المُنجي
نقش خاتمه
« ما شاءَ الله، لا قوّةَ إلاّ بالله، أستغفرُ الله »
منصبه الإلهيّ
هو الإمام السادس من أوصياء النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمعصوم الثامن من أهل بيت الوحي والرسالة بعد النبي والصدّيقة الزهراء وآبائه الخمسة صلوات ربّنا تعالى عليهم
أقام مع جَدّه وأبيه ( السجّاد والباقر ) عليهما السّلام اثنتَي عشرةَ سنة، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة. ثمّ كانت إمامته بعد شهادة أبيه الباقر عليه السّلام في 7 من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة إلى شهادته هو عليه السّلام سنة 148 هجريّة، فاستغرقت أربعاً وثلاثين سنةً تقريباً
ولادته الغرّاء
أشهر الأقوال أنه صلوات الله عليه وُلد يوم الجمعة عند طلوع فجر السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ـ وهو اليوم المبارك الذي وُلد فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ سنة 80 أو 83 هجريّة.. وذلك في المدينة ( المنوّرة )
أوصافه الشريفة
كان سلام الله عليه رَبْعةً ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيضَ الوجه أزهَر كأنه السِّراج، وعلى خدّه خالٌ أسوَد (3)
أُمّه
لابدّ أن تكون أُمّهات الأنبياء والأوصياء عليهم أفضل الصلاة والسّلام من النساء الصالحات الطاهرات النقيّات، كيما يُؤهَّلْنَ لإنجاب حُجج الله على الناس
وأُمّ الإمام الصادق عليه السّلام هي المرأة النجيبة الجليلة المكرّمة، فاطمة المعروفة بـ « أُمّ فَروَة » بنت القاسم بن الشهيد محمّد بن أبي بكر.. كان أبوها القاسم مِن ثِقات أصحاب الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام، ومِن قبله كان أبوه محمّد بن أبي بكر من خُلّص الأصحاب الأوفياء الموالين لأمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام
أمّا هي رضوان الله عليها.. فكانت مِن الصالحات القانتات، ومِن أتقى نساء أهل زمانها، أو كما وصفها ابنها الإمام جعفر الصادق عليه السّلام قائلاً: كانت أُمّي مِمّن آمَنَت، واتَّقت وأحسَنت، واللهُ يحبّ المحسنين. أو كما عبّر عنها ابن خَرَّبوذ ـ وهو من فقهاء العامّة ـ مسمّياً الإمام الصادق عليه السّلام بـ « ابن المُكرَّمة »
ولا غَرو في ذلك، وهي التي كانت زوجة للإمام الباقر عليه السّلام تَنهَلُ من مَعينه السماويّ الأسمى، وأُمّاً للإمام الصادق عليه السّلام ترشف من رحيق إمامته المُثلى. وأمّا أبو زوجها فالإمام السجّاد عليه السّلام، وقد عاشت مدّةً في كَنفه، ونَعمت ببركاته
إخوته وأخواته
قيل: هم ستّة: ـ عبدالله بن محمّد الباقر عليه السّلام وأُمّه أُمّ فَروَة. وإبراهيم وعُبيد الله وأُمّهما أُمّ حكيم بنت أُسيد بن المُغيرة الثقفيّة. وعليّ وزينب وأُمّ سَلَمة
نساؤه
أشهر زوجاته: حميدة ( المُصَفّاة ) بنت صاعد المغربي، وفاطمة بنت الحسين بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين بن أمير المؤمنين عليّ عليهم السّلام
أولاده
ذُكِر له ـ على إجماعٍ ـ عشرةُ أبناء:
1 ـ إسماعيل
2 ـ عبدالله
3 ـ أُمّ فروة
أُمُّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ زين العابدين عليه السّلام
4 ـ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام
5 ـ إسحاق
6 ـ فاطمة
7 ـ محمّد.. أُمّهم حميدة المصفّاة
8 ـ العبّاس
9 ـ عليّ
10 ـ أسماء.. من نساء شتّى
قال الشيخ المفيد:
وكان إسماعيل أكبرَ الإخوة، وكان أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام شديد المحبّة له والبِرِّ به والإشفاق عليه، وكان قوم من الشيعة يظنّون أنّه القائم بعد أبيه والخليفة له مِن بعده؛ إذ كان أكبر إخوته سِنّاً ولميل أبيه إليه وإكرامه له، فمات في حياة أبيه عليه السّلام بـ « العُرَيض » وحُمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتّى دُفن بالبقيع
ورُوي أنّ أبا عبدالله عليه السّلام حَزَن عليه حُزناً عظيماً وتقدّم سريرَه (أي: تابوته).. وأمرَ بوضعِ سريره على الأرض قبل دفنه مِراراً كثيرة، وكان يَكشِف عن وجهه وينظر إليه؛ يُريد بذلك تحقيقَ وفاته عند الظانّين خلافتَه له مِن بعده، وإزالة الشبهة عنهم في حياته
ولمّا مات إسماعيل رحمه الله انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه مَن كان يظنّ ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه... وفريقٌ ثَبتوا على حياة إسماعيل... يُسمّى بـ « الإسماعيليّة »
وكان عليّ بن جعفر رضي الله عنه راويةً للحديث، سديد الطريق شديد الورع، كثير الفضل، لَزِم أخاه موسى عليه السّلام وروى عنه شيئاً كثيراً من الأخبار
وكان موسى بن جعفر عليهما السّلام أجَلَّ وُلد أبي عبدالله عليه السّلام قدراً، وأعظمَهم محلاًّ، وأبعدَهم في الناس صيتاً. ولم يُر في زمانه أسخى منه ولا أكرم نَفْساً وعِشرة، وكان أعبدَ أهل زمانه، وأورعهم وأجلّهم وأفقههم. وقد اجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقّه والتسليم لأمره.
وروَوا عن أبيه ( الصادق ) عليه السّلام نصوصاً كثيرة عليه بالإمامة وإشارات إليه بالخلافة، وأخذوا عنه معالم دينهم، وروَوا عنه من الآيات والمعجزات ما يُقطع بها على حجّيّة وصواب القول بإمامته
شعراؤه
السيّد إسماعيل الحِمْيرَيّ
أشجَع السُّلَميّ
الكُمَيت بن زيد الأسديّ
أبو هُريرة الأبّار العِجليّ
جعفر بن عثمان
سفيان بن مُصعب العَبديّ
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الحكّام المعاصرون
عاصر الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه حكومتين، فشهد نهاية الحكومة الأُمويّة وتلاشيها، وبداية الحكومة العبّاسيّة واستحكام سيطرتها. وكان حكّام زمانه هم:
أ ـ من بني أُميّة:
1. عبدالملك بن مروان ( 65 ـ 86 هجريّة )
2. الوليد بن عبدالملك ( 86 ـ 96 هجريّة )
3. سليمان بن عبدالملك ( 96 ـ 99 هجريّة )
4. عمر بن عبدالعزيز ( 99 ـ 101 هجريّة )
5. يزيد بن عبدالملك ( 101 ـ 105 هجريّة )
6. هشام بن عبدالملك ( 105 ـ 125 هجريّة )
وهو الذي دسّ السمّ للإمام الباقر عليه السّلام.. قيل: بواسطة إبراهيم بن الوليد. فكان أن بدأت إمامة الصادق عليه السّلام في بقية مُلك هشام
7. الوليد بن يزيد بن عبدالملك ( 125 ـ 126 هجريّة )
8. يزيد بن الوليد بن عبدالملك، الملقّب بـ « الناقص » ( 126 ـ 126 هجريّة )
9. إبراهيم بن الوليد
10. وأخيراً: مروان بن محمد، الملقّب بـ « مروان الحمار » (126 ـ 132 هجريّة)
وهؤلاء العشرة كلّهم من آل مروان بن الحكم، نهجوا على نهج أبيهم في معاداة أهل البيت النبويّ حبساً وقتلاً وتشريداً
ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة 132 هجريّة، فتسلّق العبّاسيون قصر الإمارة والحكم
ب ـ من بني العبّاس:
1. عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب، الملقَّب بـ « أبي العباس السفّاح » ( 132 ـ 136 هجريّة )
2. ثمّ ملك أخو السفّاح: عبدالله أبو جعفر المنصور الدَّوانيقيّ (136 ـ 158 هجريّة)
وقد جمع هذا إلى حقده على أئمّة أهل البيت عليهم السّلام كثرة الشك والريبة على حكمه من الآخرين، إضافةً إلى ولعه بالدماء، لا سيّما الدماء العلَويّة
أهم الوقائع والأحداث
عاش الإمام الصادق صلوات الله عليه مرحلة عصيبة من حياة الأُمّة الإسلاميّة، عكست آثارها عليه وعلى أهل بيته والعلويّين، وعلى أصحابه وخاصّته المخلصين الموالين له ولآل الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكان من أهمّ الوقائع التي مرّت عليه:
شهادة والده الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه سنة 114 هجريّة، فتحمّل ـ بعد فاجعته تلك ـ أعباء الإمامة ومسؤولياتها العظمى
شهد الإمام الصادق عليه السّلام ثوراتٍ ونهضات علويّةً عديدةً هنا وهناك، وكان من أهمّها نهضة عمّه الشهيد زيد بن عليّ عليهما السّلام سنة 121 هجريّة، وثورات آل الإمام الحسن عليه السّلام في عصر حكم المنصور
عاصر الإمام الصادق عليه السّلام مرحلة الصراع الأُمويّ ـ العبّاسيّ، التي انتهت لصالح بني العبّاس واستلامهم السلطة. وقد استثمر سلام الله عليه تلك الظروف التي شُغل بها المتكالبون على الحكم.. فاهتمّ بتوعية المسلمين ونشر معارف الدين وشرائع الإسلام، ووسع أبعاد المدرسة العلميّة لأبيه الإمام الباقر عليه السّلام
وكان من جهاده العلميّ أن ظهرت له مساهمات مباركة، منها: اتخاذه الجامع النبويّ الشريف معهداً بثّ فيه العلوم الإسلاميّة. وقد وفدت عليه وفود المتعلمين من أرجاء البلاد، قال الأُستاذ سيّد الأهل: وأرسَلَت الكوفة والبصرة وواسط والحجاز إلى جعفر بن محمّد أفلاذَ أكبادها، ومِن كلّ قبيلة، ورحل إليه جمهور الأحرار وأبناء المَوالي من أعيان هذه الأُمّة من العرب وفارس
وقد استطاع الإمام عليه أفضل الصلاة والسّلام أن يُحصّن الأُمة يومها من تيّارات الأفكار الغريبة والهجينة، وأن يُفنّد دعوات التضليل والتشكيك، ويُفشِل الفرق التحريفيّة التي ظهرت في عصره
بعد أن تمكّن العبّاسيّون باسم الدعوة المُدّعاة لأهل البيت النبويّ من إحكام السيطرة على الأوضاع السياسيّة والاجتماعية.. بدأوا تحرّكهم ضد أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ خشيةً منهم على أنفسهم وسلطانهم. فشدّدوا رقابتهم، وأعملوا ضغوطاتهم، وأخذوا يمارسون سياسة التهديد والتنكيل والإيذاء
وكان من جملة الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة العباسية استدعاء الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه من مدينة جدّة المصطفى صلّى الله عليه وآله إلى بغداد؛ لقطع دروسه التي كان يلقيها على آلالاف من طلبته ورواته ووفّاده، ولفرض الرقابة الكاملة على داره التي أمست له كالسجن، لكونها محلاًّ لإقامته الجبريّة، ولقطع الصلة بينه وبين مُريديه وأصحابه والموالين له ولآل النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم
وبدأ أبو العبّاس السفّاح باستدعائه حَسماً للوساوس التي هيمنت على مخيلته وقلبه من أن القاعدة الشعبيّة للإمام ستتّسع، وبذلك ستكون مهدّدة للنظام الجديد. ثمّ أشخصه المنصور العبّاسيّ إلى العراق مرّات متعدّدة، وفي كلّ مرّة يتّهمه ويتهدّده ويذكر له أخبار الوشاة والمغرضين من أنّ الإمام الصادق عليه السّلام يعدّ العدّة للنهوض بثورة في وجه العبّاسيّين.. هذا، إضافةً إلى ما كان يصدر من المنصور من أساليب توهينيّة وأخلاق سيّئة في محادثته وتعامله مع الإمام الصادق عليه السّلام
وقد همّ المنصور بقتله مرّات، إلاّ أنّ الله تعالى صرفه، حتّى بلغ القضاء الإلهيّ مبلغه
شهادته
قال السيّد عليّ بن طاووس: إنّ مِن العجَب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد.. في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه بعد تكرار الآيات الباهرات، حتّى يكرّر [ المنصور ] إحضارَه للقتل سَبعَ دفعات [ أو تسع مرّات ]... تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحِيرة، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر، حيث قال قيس بن ربيع: حدثني أبي الربيعُ قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى ذلك الذي يبلغني عن هذا الحُسَينيّ ؟! قلت: ومَن هو يا سيّدي ؟! قال: جعفر بن محمّد، واللهِ لأستأصِلَنّ شَأفَتَه. ثمّ دعا بقائدٍ من قُوّاده فقال: انطَلِقْ إلى المدينة في ألف رجلٍ فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخُذ رأسَه ورأسَ ابنهِ موسى في مَسيرِك
وتارة يأمر بإحراق بيته، وقد فعلوا. ثمّ لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة حتّى شَرِك في دمه وقَتلَه مسموماً بالعنب. فاستُشهد سلام الله عليه يوم الاثنين في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة ، وله من العمر 68 سنة ـ أو 65 سنة ـ متأثّراً بذلك السم الحادّ الذي دسّه إليه أبوجعفر المنصور الدوانيقي على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان
مدفنه
قال المسعوديّ: ودُفن عليه السّلام بالبقيع مع أبيه [ الباقر عليه السّلام ] وجدِّه [ السجاد عليّ بن الحسين عليهما السّلام ]، وقيل أنّه سُمّ. وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رُخامة مكتوب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مُبيدِ الأُمم، ومُحيي الرِّمم، هذا قبرُ فاطمة بنتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد رضي الله عنهم
وربّما المقصود بـ ( فاطمة ) في الخبر هذا هي فاطمة بنت أسد رضوان الله تعالى عليها أُمّ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام
وقد رُوي عن عيسى بن داب قال: لمّا حُمِل أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السّلام على سريره ( أي: تابوته ) وأُخرج إلى البقيع ليُدفن، قال أبو هريرة الأبّار العِجليّ:
أقـولُ وقـد راحوا بـه يَحمِلونَهُ على كاهِلٍ مـن حـامِليهِ وعاتق
أتَدرونَ ماذا تَحمِلونَ إلـى الثَّرى ثَبيراً ثَوى مِن رأسِ علَياءَ شاهِق
غداة حثا الحاثون فوقَ ضـريحه تُراباً.. وأولى كان فوق المَفارِقِ
ثبير: اسم جبل. المفارق: جمع لمفرق الرأس
وكان للإمام الصادق عليه السّلام قبر إلى جانب قبور آبائه وأجداده عليهم السّلام في البقيع عليه قبة وله مزار يُزار، حتّى الثامن من شوّل سنة 1344 هجريّة، إذ هُدّمت ظُلماً، لمحو آثار بيت الوحي والرسالة، وطمس ذكر آل النبيّ الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام
وصيّته
روى أبو أيّوب الخُوزيّ قال: بَعثَ إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فدخلتُ عليه وهو جالس على كرسيّ وبين يدَيه شمعة وفي يده كتاب، فلمّا سلّمتُ عليه رَمَى الكتابَ وقال: هذا كتاب محمّد بن سليمان يُخبرنا أن جعفر بن محمّد قد مات... ثمّ قال لي: اكتُبْ. فكتبت صدر الكتاب، ثمّ قال: اكتُب: إن كان قد أوصى إلى رجلٍ بعينه فقدِّمْه واضرب عنقه ( أي ضرب عنق المُوصى إليه )
قال أبو أيّوب:
فرجَعَ الجواب إليه أنّه قد أوصى إلى خمسة، أحدهم أبو جعفر المنصور نفسه، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله وموسى ابنَي جعفر، وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل!
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الحكّام المعاصرون
عاصر الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه حكومتين، فشهد نهاية الحكومة الأُمويّة وتلاشيها، وبداية الحكومة العبّاسيّة واستحكام سيطرتها. وكان حكّام زمانه هم:
أ ـ من بني أُميّة:
1. عبدالملك بن مروان ( 65 ـ 86 هجريّة )
2. الوليد بن عبدالملك ( 86 ـ 96 هجريّة )
3. سليمان بن عبدالملك ( 96 ـ 99 هجريّة )
4. عمر بن عبدالعزيز ( 99 ـ 101 هجريّة )
5. يزيد بن عبدالملك ( 101 ـ 105 هجريّة )
6. هشام بن عبدالملك ( 105 ـ 125 هجريّة )
وهو الذي دسّ السمّ للإمام الباقر عليه السّلام.. قيل: بواسطة إبراهيم بن الوليد. فكان أن بدأت إمامة الصادق عليه السّلام في بقية مُلك هشام
7. الوليد بن يزيد بن عبدالملك ( 125 ـ 126 هجريّة )
8. يزيد بن الوليد بن عبدالملك، الملقّب بـ « الناقص » ( 126 ـ 126 هجريّة )
9. إبراهيم بن الوليد
10. وأخيراً: مروان بن محمد، الملقّب بـ « مروان الحمار » (126 ـ 132 هجريّة)
وهؤلاء العشرة كلّهم من آل مروان بن الحكم، نهجوا على نهج أبيهم في معاداة أهل البيت النبويّ حبساً وقتلاً وتشريداً
ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة 132 هجريّة، فتسلّق العبّاسيون قصر الإمارة والحكم
ب ـ من بني العبّاس:
1. عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب، الملقَّب بـ « أبي العباس السفّاح » ( 132 ـ 136 هجريّة )
2. ثمّ ملك أخو السفّاح: عبدالله أبو جعفر المنصور الدَّوانيقيّ (136 ـ 158 هجريّة)
وقد جمع هذا إلى حقده على أئمّة أهل البيت عليهم السّلام كثرة الشك والريبة على حكمه من الآخرين، إضافةً إلى ولعه بالدماء، لا سيّما الدماء العلَويّة
أهم الوقائع والأحداث
عاش الإمام الصادق صلوات الله عليه مرحلة عصيبة من حياة الأُمّة الإسلاميّة، عكست آثارها عليه وعلى أهل بيته والعلويّين، وعلى أصحابه وخاصّته المخلصين الموالين له ولآل الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكان من أهمّ الوقائع التي مرّت عليه:
شهادة والده الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه سنة 114 هجريّة، فتحمّل ـ بعد فاجعته تلك ـ أعباء الإمامة ومسؤولياتها العظمى
شهد الإمام الصادق عليه السّلام ثوراتٍ ونهضات علويّةً عديدةً هنا وهناك، وكان من أهمّها نهضة عمّه الشهيد زيد بن عليّ عليهما السّلام سنة 121 هجريّة، وثورات آل الإمام الحسن عليه السّلام في عصر حكم المنصور
عاصر الإمام الصادق عليه السّلام مرحلة الصراع الأُمويّ ـ العبّاسيّ، التي انتهت لصالح بني العبّاس واستلامهم السلطة. وقد استثمر سلام الله عليه تلك الظروف التي شُغل بها المتكالبون على الحكم.. فاهتمّ بتوعية المسلمين ونشر معارف الدين وشرائع الإسلام، ووسع أبعاد المدرسة العلميّة لأبيه الإمام الباقر عليه السّلام
وكان من جهاده العلميّ أن ظهرت له مساهمات مباركة، منها: اتخاذه الجامع النبويّ الشريف معهداً بثّ فيه العلوم الإسلاميّة. وقد وفدت عليه وفود المتعلمين من أرجاء البلاد، قال الأُستاذ سيّد الأهل: وأرسَلَت الكوفة والبصرة وواسط والحجاز إلى جعفر بن محمّد أفلاذَ أكبادها، ومِن كلّ قبيلة، ورحل إليه جمهور الأحرار وأبناء المَوالي من أعيان هذه الأُمّة من العرب وفارس
وقد استطاع الإمام عليه أفضل الصلاة والسّلام أن يُحصّن الأُمة يومها من تيّارات الأفكار الغريبة والهجينة، وأن يُفنّد دعوات التضليل والتشكيك، ويُفشِل الفرق التحريفيّة التي ظهرت في عصره
بعد أن تمكّن العبّاسيّون باسم الدعوة المُدّعاة لأهل البيت النبويّ من إحكام السيطرة على الأوضاع السياسيّة والاجتماعية.. بدأوا تحرّكهم ضد أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ خشيةً منهم على أنفسهم وسلطانهم. فشدّدوا رقابتهم، وأعملوا ضغوطاتهم، وأخذوا يمارسون سياسة التهديد والتنكيل والإيذاء
وكان من جملة الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة العباسية استدعاء الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه من مدينة جدّة المصطفى صلّى الله عليه وآله إلى بغداد؛ لقطع دروسه التي كان يلقيها على آلالاف من طلبته ورواته ووفّاده، ولفرض الرقابة الكاملة على داره التي أمست له كالسجن، لكونها محلاًّ لإقامته الجبريّة، ولقطع الصلة بينه وبين مُريديه وأصحابه والموالين له ولآل النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم
وبدأ أبو العبّاس السفّاح باستدعائه حَسماً للوساوس التي هيمنت على مخيلته وقلبه من أن القاعدة الشعبيّة للإمام ستتّسع، وبذلك ستكون مهدّدة للنظام الجديد. ثمّ أشخصه المنصور العبّاسيّ إلى العراق مرّات متعدّدة، وفي كلّ مرّة يتّهمه ويتهدّده ويذكر له أخبار الوشاة والمغرضين من أنّ الإمام الصادق عليه السّلام يعدّ العدّة للنهوض بثورة في وجه العبّاسيّين.. هذا، إضافةً إلى ما كان يصدر من المنصور من أساليب توهينيّة وأخلاق سيّئة في محادثته وتعامله مع الإمام الصادق عليه السّلام
وقد همّ المنصور بقتله مرّات، إلاّ أنّ الله تعالى صرفه، حتّى بلغ القضاء الإلهيّ مبلغه
شهادته
قال السيّد عليّ بن طاووس: إنّ مِن العجَب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد.. في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه بعد تكرار الآيات الباهرات، حتّى يكرّر [ المنصور ] إحضارَه للقتل سَبعَ دفعات [ أو تسع مرّات ]... تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحِيرة، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر، حيث قال قيس بن ربيع: حدثني أبي الربيعُ قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى ذلك الذي يبلغني عن هذا الحُسَينيّ ؟! قلت: ومَن هو يا سيّدي ؟! قال: جعفر بن محمّد، واللهِ لأستأصِلَنّ شَأفَتَه. ثمّ دعا بقائدٍ من قُوّاده فقال: انطَلِقْ إلى المدينة في ألف رجلٍ فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخُذ رأسَه ورأسَ ابنهِ موسى في مَسيرِك
وتارة يأمر بإحراق بيته، وقد فعلوا. ثمّ لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة حتّى شَرِك في دمه وقَتلَه مسموماً بالعنب. فاستُشهد سلام الله عليه يوم الاثنين في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة ، وله من العمر 68 سنة ـ أو 65 سنة ـ متأثّراً بذلك السم الحادّ الذي دسّه إليه أبوجعفر المنصور الدوانيقي على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان
مدفنه
قال المسعوديّ: ودُفن عليه السّلام بالبقيع مع أبيه [ الباقر عليه السّلام ] وجدِّه [ السجاد عليّ بن الحسين عليهما السّلام ]، وقيل أنّه سُمّ. وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رُخامة مكتوب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مُبيدِ الأُمم، ومُحيي الرِّمم، هذا قبرُ فاطمة بنتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد رضي الله عنهم
وربّما المقصود بـ ( فاطمة ) في الخبر هذا هي فاطمة بنت أسد رضوان الله تعالى عليها أُمّ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام
وقد رُوي عن عيسى بن داب قال: لمّا حُمِل أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السّلام على سريره ( أي: تابوته ) وأُخرج إلى البقيع ليُدفن، قال أبو هريرة الأبّار العِجليّ:
أقـولُ وقـد راحوا بـه يَحمِلونَهُ على كاهِلٍ مـن حـامِليهِ وعاتق
أتَدرونَ ماذا تَحمِلونَ إلـى الثَّرى ثَبيراً ثَوى مِن رأسِ علَياءَ شاهِق
غداة حثا الحاثون فوقَ ضـريحه تُراباً.. وأولى كان فوق المَفارِقِ
ثبير: اسم جبل. المفارق: جمع لمفرق الرأس
وكان للإمام الصادق عليه السّلام قبر إلى جانب قبور آبائه وأجداده عليهم السّلام في البقيع عليه قبة وله مزار يُزار، حتّى الثامن من شوّل سنة 1344 هجريّة، إذ هُدّمت ظُلماً، لمحو آثار بيت الوحي والرسالة، وطمس ذكر آل النبيّ الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام
وصيّته
روى أبو أيّوب الخُوزيّ قال: بَعثَ إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فدخلتُ عليه وهو جالس على كرسيّ وبين يدَيه شمعة وفي يده كتاب، فلمّا سلّمتُ عليه رَمَى الكتابَ وقال: هذا كتاب محمّد بن سليمان يُخبرنا أن جعفر بن محمّد قد مات... ثمّ قال لي: اكتُبْ. فكتبت صدر الكتاب، ثمّ قال: اكتُب: إن كان قد أوصى إلى رجلٍ بعينه فقدِّمْه واضرب عنقه ( أي ضرب عنق المُوصى إليه )
قال أبو أيّوب:
فرجَعَ الجواب إليه أنّه قد أوصى إلى خمسة، أحدهم أبو جعفر المنصور نفسه، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله وموسى ابنَي جعفر، وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل!
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
من معاجز الإمام جعفر الصادق عليه السلام
وعن معاوية بن وهب قال: صدع ابنٌ لرجلٍ مِن أهل « مَرْو »، فشكا ذلك إلى أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، فقال له: أدنِه منّي. قال: فمسح على رأسه ثمّ قرأ: إنّ اللهَ يُمسِك السماواتِ والأرضَ أن تَزولا ولَئِنْ زالتا إنْ أمسَكَهُما مِن أحدٍ مِن بَعْدِه.. ( سورة فاطر:41 ).. فبرئ بإذن الله تعالى
( مناقب آل طالب لابن شهرآشوب 232:4 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 134:47 و 57:95 / ح 26. وأمالي الطوسي 284:2 ـ عنه: بحار الأنوار 51:95 / ح 5 )
• وقال أبو هارون المكفوف: خرجتُ أريده ( الصادقَ عليه السّلام )، فلِقيني بعض أعدائه فقال لي: أعمى يسعى إلى أعمى! فمصيرُكم إلى النار يا سَحَرة، يا كَفَرة!
قال:
فدخلتُ على أبي عبدالله عليه السّلام حزيناً باكياً وعرّفتُه بما جرى، فاسترجع إلى الله وقال: يا أبا هارون، لا يَحْزُنْك ما قاله عدوُّنا لك، فوَاللهِ ما اجترى إلاّ علّى الله، وقد نزل فيه في هذا الوقت عقوبةٌ أبدَت ناظرَيهِ مِن عينيه، وجعَلَك ـ وإن كنتَ ضريراً ـ بصيراً، وإنّ علامة ذلك أنْ خُذْ هذا الكتابَ وآقرأْه.
قال أبو هارون: ففضضتُ الكتابَ فرأيته وقرأته مِن أوّل حرفٍ منه، فقال: يا أبا هارون، لا تنظرْ في أمرٍ يَهمُّك إلاّ رأيتَه، ولا تُحجَبْ بعد يومك هذا إلاّ عمّا لا يهمّك. قال أبو هارون: فصرفتُ قائدي ( الذي كان يقوده بسبب عَماه ) من الباب وجئتُ إلى منزلي أنظر طريقي، وقرأتُ سكك الدراهم والدنانير، ونقشَ الفصوص وتزويق السقوف، ولم أُحجَبْ إلاّ عمّا لا يعنيني، وسألتُ عن الرجل ( الذي عيّره ) فوجدتُه لم يبلغْ إلى منزله حتّى بدر ناظره مِن عينيه، وافتقر ـ وكان ذا مال عريض ـ فسار يسأل الناسَ على الطريق ويقول: لا تُعيِّرْ فتُبتلى
( الهداية الكبرى للحضينيّ ص 54 ـ من المخطوطة )
• وعن أبي بصير قال: لمستُ جَسَدَ أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام ومناكبه، فقال لي: يا أبا محمّد، تُحبّ أن تراني ؟! فقلت: نعم جُعِلتُ فداك. فمسح يده على عينيّ فإذا أنا بصيرٌ أنظر إليه، فقال: يا أبا محمّد، لولا شهرة الناس لتركتُك بصيراً على حالتك، ولكن لا يستقيم
قال أبو بصير:
فمسح يدَه على عيني فإذا أنا كما كنت!
دلائل الإمامة للطبري الإمامي 134
وفي رواية أخرى: قال أبو بصير: قال لي أبو عبدالله عليه السّلام: تريد أن تنظر بعينك إلى السماء ؟! قال: فمسح يده على عيني فنظرتُ إلى السماء )
• وفي التعريف بحيى بن القاسم الأسديّ، أنّه وُلد مكفوفاً ورأى الدنيا مرّتين.. مسح أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام على عينيه وقال: انظرْ ماذا ترى ؟! قال: أرى كوّةً في البيت، وقد أرانيها أبوك مِن قَبْل!
( رجال العلاّمة الحليّ لعلي بن أحمد العقيقيّ ص 264 / ذيل الرقم 3 )
• وعن هشام بن محمّد بن السائب بن بِشْر بن زيد قال: اعتللتُ علّةً عظيمة فنَسِيتُ علمي، فجلستُ إلى جعفر بن محمّد عليه السّلام، فسقاني العلمَ في كأس، فعاد إليّ علمي
( رجال النجاشيّ 434/ الرقم 1166 )
• روى الراونديّ قال: عن بعض أصحابنا قال: حملتُ مالاً إلى أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام فاستكثرتُه في نفسي، فلمّا دخلتُ عليه دعا بغلامٍ وإذا طشتٌ في آخر الدار، فأمره أن يأتيَ به، ثمّ تكلّم بكلامٍ لمّا أُتي بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتّى حالت بيني وبين الغلام، ثمّ التفتَ إليّ وقال: أترى نحتاج إلى ما في أيديكم ؟! إنّما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهرَّكم به
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراونديّ 614:2 / ح 12 ـ عنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 117:3 / ح 141، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 101:47 / ح 122. وأورده ابن حمزة في الثاقب في المناقب ص 157 / ح 7 ـ عن بعض الأصحاب )
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
من معاجز الإمام جعفر الصادق عليه السلام
وعن معاوية بن وهب قال: صدع ابنٌ لرجلٍ مِن أهل « مَرْو »، فشكا ذلك إلى أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، فقال له: أدنِه منّي. قال: فمسح على رأسه ثمّ قرأ: إنّ اللهَ يُمسِك السماواتِ والأرضَ أن تَزولا ولَئِنْ زالتا إنْ أمسَكَهُما مِن أحدٍ مِن بَعْدِه.. ( سورة فاطر:41 ).. فبرئ بإذن الله تعالى
( مناقب آل طالب لابن شهرآشوب 232:4 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 134:47 و 57:95 / ح 26. وأمالي الطوسي 284:2 ـ عنه: بحار الأنوار 51:95 / ح 5 )
• وقال أبو هارون المكفوف: خرجتُ أريده ( الصادقَ عليه السّلام )، فلِقيني بعض أعدائه فقال لي: أعمى يسعى إلى أعمى! فمصيرُكم إلى النار يا سَحَرة، يا كَفَرة!
قال:
فدخلتُ على أبي عبدالله عليه السّلام حزيناً باكياً وعرّفتُه بما جرى، فاسترجع إلى الله وقال: يا أبا هارون، لا يَحْزُنْك ما قاله عدوُّنا لك، فوَاللهِ ما اجترى إلاّ علّى الله، وقد نزل فيه في هذا الوقت عقوبةٌ أبدَت ناظرَيهِ مِن عينيه، وجعَلَك ـ وإن كنتَ ضريراً ـ بصيراً، وإنّ علامة ذلك أنْ خُذْ هذا الكتابَ وآقرأْه.
قال أبو هارون: ففضضتُ الكتابَ فرأيته وقرأته مِن أوّل حرفٍ منه، فقال: يا أبا هارون، لا تنظرْ في أمرٍ يَهمُّك إلاّ رأيتَه، ولا تُحجَبْ بعد يومك هذا إلاّ عمّا لا يهمّك. قال أبو هارون: فصرفتُ قائدي ( الذي كان يقوده بسبب عَماه ) من الباب وجئتُ إلى منزلي أنظر طريقي، وقرأتُ سكك الدراهم والدنانير، ونقشَ الفصوص وتزويق السقوف، ولم أُحجَبْ إلاّ عمّا لا يعنيني، وسألتُ عن الرجل ( الذي عيّره ) فوجدتُه لم يبلغْ إلى منزله حتّى بدر ناظره مِن عينيه، وافتقر ـ وكان ذا مال عريض ـ فسار يسأل الناسَ على الطريق ويقول: لا تُعيِّرْ فتُبتلى
( الهداية الكبرى للحضينيّ ص 54 ـ من المخطوطة )
• وعن أبي بصير قال: لمستُ جَسَدَ أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام ومناكبه، فقال لي: يا أبا محمّد، تُحبّ أن تراني ؟! فقلت: نعم جُعِلتُ فداك. فمسح يده على عينيّ فإذا أنا بصيرٌ أنظر إليه، فقال: يا أبا محمّد، لولا شهرة الناس لتركتُك بصيراً على حالتك، ولكن لا يستقيم
قال أبو بصير:
فمسح يدَه على عيني فإذا أنا كما كنت!
دلائل الإمامة للطبري الإمامي 134
وفي رواية أخرى: قال أبو بصير: قال لي أبو عبدالله عليه السّلام: تريد أن تنظر بعينك إلى السماء ؟! قال: فمسح يده على عيني فنظرتُ إلى السماء )
• وفي التعريف بحيى بن القاسم الأسديّ، أنّه وُلد مكفوفاً ورأى الدنيا مرّتين.. مسح أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام على عينيه وقال: انظرْ ماذا ترى ؟! قال: أرى كوّةً في البيت، وقد أرانيها أبوك مِن قَبْل!
( رجال العلاّمة الحليّ لعلي بن أحمد العقيقيّ ص 264 / ذيل الرقم 3 )
• وعن هشام بن محمّد بن السائب بن بِشْر بن زيد قال: اعتللتُ علّةً عظيمة فنَسِيتُ علمي، فجلستُ إلى جعفر بن محمّد عليه السّلام، فسقاني العلمَ في كأس، فعاد إليّ علمي
( رجال النجاشيّ 434/ الرقم 1166 )
• روى الراونديّ قال: عن بعض أصحابنا قال: حملتُ مالاً إلى أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام فاستكثرتُه في نفسي، فلمّا دخلتُ عليه دعا بغلامٍ وإذا طشتٌ في آخر الدار، فأمره أن يأتيَ به، ثمّ تكلّم بكلامٍ لمّا أُتي بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتّى حالت بيني وبين الغلام، ثمّ التفتَ إليّ وقال: أترى نحتاج إلى ما في أيديكم ؟! إنّما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهرَّكم به
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراونديّ 614:2 / ح 12 ـ عنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 117:3 / ح 141، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 101:47 / ح 122. وأورده ابن حمزة في الثاقب في المناقب ص 157 / ح 7 ـ عن بعض الأصحاب )
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بكائي طويل والدموع غزيرة
وحزني مديد في الأسى وكثير
أذاقوا الإمام الصادق الطهر علقماً
وكاسات صبر طمعهن مرير
رأى من هشام ثم منصور شدة
وليس له ردء بها ونصير
لقد أبعدوه عن مدينة جده
ومن جورهم بالرغم منه يسير
أداروا عليه بالجواسيس ضلة
فأصبح بين القوم وهو حسير
ويحضره المنصور ثم يسبه
على ملأ الأشخاص وهو صبور
وقد قتلوا مولاه بغياً وما له
لإنقاذه منهم قوى وظهير
كما أضرموا النيران ظلماً ببيته
ويلهب في دار الإمام سعير
يرى شهداء الفخ من آل بيته
ومحضاً، بأيدي القوم وهو أسير
وبعد مديد العمر يسقيه فاسق
بكأس من السم النقيع تفور
لقد سقطت من آل أحمد شرفة
له كادت السبع الطباق تمور
وتهدم أجلاف الورى منه قبة
رفيع بناءٍ ليس فيه نظير
عظم الله أجورنا وجوركم بهذا المصاب
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بكائي طويل والدموع غزيرة
وحزني مديد في الأسى وكثير
أذاقوا الإمام الصادق الطهر علقماً
وكاسات صبر طمعهن مرير
رأى من هشام ثم منصور شدة
وليس له ردء بها ونصير
لقد أبعدوه عن مدينة جده
ومن جورهم بالرغم منه يسير
أداروا عليه بالجواسيس ضلة
فأصبح بين القوم وهو حسير
ويحضره المنصور ثم يسبه
على ملأ الأشخاص وهو صبور
وقد قتلوا مولاه بغياً وما له
لإنقاذه منهم قوى وظهير
كما أضرموا النيران ظلماً ببيته
ويلهب في دار الإمام سعير
يرى شهداء الفخ من آل بيته
ومحضاً، بأيدي القوم وهو أسير
وبعد مديد العمر يسقيه فاسق
بكأس من السم النقيع تفور
لقد سقطت من آل أحمد شرفة
له كادت السبع الطباق تمور
وتهدم أجلاف الورى منه قبة
رفيع بناءٍ ليس فيه نظير
عظم الله أجورنا وجوركم بهذا المصاب
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان
أعزيك وأعزي جدك المصطفى (ص)
بهذا الرزء العظيم , والخطب الجلل
وأعزي سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع)
,, ساعد الله قلبك يامولاتي ,,
فما تفرغين من حزن حتى تنصبي المأتم من جديد
وأعزي آل بيت العصمة (ع)
بذكرى استشهاد مؤسس المذهب
(صادق آل البيت) عليه السلام
واعزي امة الإسلام قاطبة
وإليكم هذه القصيدة بالناسبة :
في رثاء الصادق (عليه السلام)
للشاعر الأديب الأستاذ جابر الكاظمي
ليّ قلب ثلّه الخـطبُ فمـارا وجفون تقذفُ الدمع جمارا
وحقول بين أحشائـي ذَوَتْ فاستحالتْ من لظى الحزن قِفارا
ريثما حلّ الجوى في خافقي فغفا بين جُراحي وتوارى
فأنا ظئرٌ لأتـراب الأسى نحتسي من حانة الجفــن عُقارا
كم كؤوسٍ بالرزايـا طفحتْ فشربناها وما نحن سكارى
أوَ بعدَ القَرْمِ من سادتنا نأمن الدهر بأن يرعى الذّمارا
كيف نصبو لحياة بعدما قتلوا مَن أَلْبَسَ الديـن افتخارا
قتلوا أصدق مَنْ فوق الـثرى بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سارا
صَدَق الحزنُ بفقدِ الصادق فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نارا
لهفَ نفسي كيف يُعفى قبرُه وهو حصنٌ وبه الكونُ استجارا
قَذِيَت عينٌ إذا لم تبكِهِ بَدَلَ الدمع دماً ليلَ نهارا
إننا نرتقبُ الـيوم الـذي يطلب الموعودُ للصادق ثارا
ثم يدعو يا لثارات الحـسين لدماءٍ سُفكتْ منـه جُبارا
ناحروه وبه لم يحفظوا لرسولِ الله قدراً ووقارا
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان
أعزيك وأعزي جدك المصطفى (ص)
بهذا الرزء العظيم , والخطب الجلل
وأعزي سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع)
,, ساعد الله قلبك يامولاتي ,,
فما تفرغين من حزن حتى تنصبي المأتم من جديد
وأعزي آل بيت العصمة (ع)
بذكرى استشهاد مؤسس المذهب
(صادق آل البيت) عليه السلام
واعزي امة الإسلام قاطبة
وإليكم هذه القصيدة بالناسبة :
في رثاء الصادق (عليه السلام)
للشاعر الأديب الأستاذ جابر الكاظمي
ليّ قلب ثلّه الخـطبُ فمـارا وجفون تقذفُ الدمع جمارا
وحقول بين أحشائـي ذَوَتْ فاستحالتْ من لظى الحزن قِفارا
ريثما حلّ الجوى في خافقي فغفا بين جُراحي وتوارى
فأنا ظئرٌ لأتـراب الأسى نحتسي من حانة الجفــن عُقارا
كم كؤوسٍ بالرزايـا طفحتْ فشربناها وما نحن سكارى
أوَ بعدَ القَرْمِ من سادتنا نأمن الدهر بأن يرعى الذّمارا
كيف نصبو لحياة بعدما قتلوا مَن أَلْبَسَ الديـن افتخارا
قتلوا أصدق مَنْ فوق الـثرى بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سارا
صَدَق الحزنُ بفقدِ الصادق فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نارا
لهفَ نفسي كيف يُعفى قبرُه وهو حصنٌ وبه الكونُ استجارا
قَذِيَت عينٌ إذا لم تبكِهِ بَدَلَ الدمع دماً ليلَ نهارا
إننا نرتقبُ الـيوم الـذي يطلب الموعودُ للصادق ثارا
ثم يدعو يا لثارات الحـسين لدماءٍ سُفكتْ منـه جُبارا
ناحروه وبه لم يحفظوا لرسولِ الله قدراً ووقارا
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الإمام الصادق عليه السلام مع أبو حنيفة على مائدة طعام
ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعامأ مع الإمامالصادق جعفر بن محمد عليهما الصلاة والسلام فلما رفع الصادق عليه السلام يده من أكله قال :الحمد لله رب العالمين ، اللهم هذا منك ومن رسولك (( ص))
فقال أبوحنيفة :
يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكأ ؟!
فقال عليه السلام له :
ويلك إن الله تبارك يقول في كتابه :
(( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ))
ويقول عز وجل في موضع آخر :
(( ولوأنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ))
فقال أبوحنيفة:
والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت
فقال أبوعبدالله عليه السلام :
بلى قد قرأتهما وسمعتهما ولكن اللهتعالى أنزل فيك وفي أشباهك :
((أم على قلوب أقفالها »
وقال تعالى :
(( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون))
السلام عليك يا أبا الحسن يا موسى بن جعفر
يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا
إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله
وقدّمناك بين يدي حاجاتنا
يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الإمام الصادق عليه السلام مع أبو حنيفة على مائدة طعام
ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعامأ مع الإمامالصادق جعفر بن محمد عليهما الصلاة والسلام فلما رفع الصادق عليه السلام يده من أكله قال :الحمد لله رب العالمين ، اللهم هذا منك ومن رسولك (( ص))
فقال أبوحنيفة :
يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكأ ؟!
فقال عليه السلام له :
ويلك إن الله تبارك يقول في كتابه :
(( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ))
ويقول عز وجل في موضع آخر :
(( ولوأنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ))
فقال أبوحنيفة:
والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت
فقال أبوعبدالله عليه السلام :
بلى قد قرأتهما وسمعتهما ولكن اللهتعالى أنزل فيك وفي أشباهك :
((أم على قلوب أقفالها »
وقال تعالى :
(( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون))
السلام عليك يا أبا الحسن يا موسى بن جعفر
يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا
إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله
وقدّمناك بين يدي حاجاتنا
يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
قصة استشهادالإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
صعّد المنصور من تضييقه على الإمامالصادق (عليه السلام)، ومهّد لقتله. فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني الله إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت : أجب أمير المؤمنين . فتطهّر ولبس ثياباً جدداً . فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله . فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال : مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي . فأقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال :
سلني حاجتك ، فقال (عليه السلام):
أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به
قال :
أفعل
ثم قال :
يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية ، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت:
يابن رسول الله ! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول ، فما هو ؟
قال :
قلت :
«اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وانت رجائي ...»
ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتله . لقد صور لنا الإمامالصادق (عليه السلام) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والاذى الّذي كان المنصور يصبه عليه، حتى قال (عليه السلام) ـ كما ينقله لنا عنبسة ـ قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم أسرّ بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصراً في الطائف فسكنته ، وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبداً» . وتتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمامالصادق(عليه السلام) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له... ونعرض ـ بإيجاز ـ للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته. وأعلن الإمامالصادق (عليه السلام) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وان لقاءه بربّه لقريب، وإليك بعض ما أخبر به:
أـ قال شهاب بن عبد ربّه :
قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة
ب ـ أخبر الإمام (عليه السلام) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له:
ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسى بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة
فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور، فقال (عليه السلام):
لا بل بي. وتحقّق ما تنبّأ به الإمام(عليه السلام) فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية
كان الإمامالصادق (عليه السلام) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله الاسكندري
يقول محمد:
دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟
فقال:
يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة (عليها السلام) مقدار مائة ويزيدون ـوهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم
فقلت:
من ذلك؟
فقال:
جعفر بن محمد الصادق
وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة. ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم
وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكى الإمام (عليه السلام) ما كان يعانيه من الضيق، حتى قال: «عزّت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها». لقد صمّم على اغتياله غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(عليه السلام) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه. ولمّا شعر الإمام(عليه السلام) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:
أ ـ إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص:
أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال (عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). لقد أخلص الإمام (عليه السلام) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى الله بها
ب ـ إنه أوصى بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الى خمسة أشخاص:
وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسى، وحميدة زوجته
وإنما أوصى بذلك خوفاً على ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الى عامله على يثرب، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه: إنه أوصى الى خمسة، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور: ليس الى قتل هؤلاء من سبيل
ج ـ إنه أوصى بجميع وصاياه الى ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) وأوصاه :
بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته
د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته :
وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...». وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها. لقد كان استشهادالإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين. وقام الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى (عليه السلام) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين. وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان
هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب اعلام الهداية: الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
قصة استشهادالإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
صعّد المنصور من تضييقه على الإمامالصادق (عليه السلام)، ومهّد لقتله. فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني الله إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت : أجب أمير المؤمنين . فتطهّر ولبس ثياباً جدداً . فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله . فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال : مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي . فأقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال :
سلني حاجتك ، فقال (عليه السلام):
أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به
قال :
أفعل
ثم قال :
يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية ، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت:
يابن رسول الله ! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول ، فما هو ؟
قال :
قلت :
«اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وانت رجائي ...»
ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتله . لقد صور لنا الإمامالصادق (عليه السلام) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والاذى الّذي كان المنصور يصبه عليه، حتى قال (عليه السلام) ـ كما ينقله لنا عنبسة ـ قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم أسرّ بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصراً في الطائف فسكنته ، وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبداً» . وتتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمامالصادق(عليه السلام) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له... ونعرض ـ بإيجاز ـ للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته. وأعلن الإمامالصادق (عليه السلام) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وان لقاءه بربّه لقريب، وإليك بعض ما أخبر به:
أـ قال شهاب بن عبد ربّه :
قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة
ب ـ أخبر الإمام (عليه السلام) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له:
ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسى بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة
فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور، فقال (عليه السلام):
لا بل بي. وتحقّق ما تنبّأ به الإمام(عليه السلام) فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية
كان الإمامالصادق (عليه السلام) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله الاسكندري
يقول محمد:
دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟
فقال:
يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة (عليها السلام) مقدار مائة ويزيدون ـوهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم
فقلت:
من ذلك؟
فقال:
جعفر بن محمد الصادق
وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة. ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم
وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكى الإمام (عليه السلام) ما كان يعانيه من الضيق، حتى قال: «عزّت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها». لقد صمّم على اغتياله غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(عليه السلام) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه. ولمّا شعر الإمام(عليه السلام) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:
أ ـ إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص:
أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال (عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). لقد أخلص الإمام (عليه السلام) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى الله بها
ب ـ إنه أوصى بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الى خمسة أشخاص:
وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسى، وحميدة زوجته
وإنما أوصى بذلك خوفاً على ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الى عامله على يثرب، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه: إنه أوصى الى خمسة، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور: ليس الى قتل هؤلاء من سبيل
ج ـ إنه أوصى بجميع وصاياه الى ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) وأوصاه :
بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته
د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته :
وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...». وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها. لقد كان استشهادالإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين. وقام الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى (عليه السلام) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين. وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان
هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب اعلام الهداية: الامام جعفر بن محمد الصادق (ع)
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
قبسات من حياته الشريفة
هو أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق بن محمد بن علي عليهم السلام
وقد نص على إمامته أبوه محمد الباقر
ولقبه النبي صلى الله عليه وآله بـــ " الصادق "
ولد عليه السلام بالمدينة في 17 من ربيع الأول
وقيل في مطلع رجب من سنة 83 للهجرة وقيل 80 للهجرة
واستشهد في 25 شوال سنة 148 للهجرة. ودفن في البقيع بالمدينة المنورة مع أبيه وجده
وكان أعلم أهل زمانه لا يضاهيه أحد فيه لأنه ورث العلوم عن لآبائه وجده رسول الله (ص) ولقد نقل العلماء عنه من العلوم ما لم ينقلوه من غيره ولا روي من الأحاديث عن أحد بكثرة ما روي عنه عليه السلام. ولقد أحصى أصحاب الحديث أسماء الثقاة من الرواة الذين رووا عنه فكانوا أربعة آلاف. وروي عنه راوٍ واحد ثلاثين ألف حديث، وروى عنه جل العلماء الذين كانوا في عصره ومنهم المذاهب الأربعة
( مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، محمد بن إدريس الشافعي، وأبو حنيفة)
وكلهم رووا عنه ولم يروِ هو عن أحد، ولأجل ذلك صارت مدرسته مذهبا للشيعة لأنهم رووا عنه أكثر من غيره من الأئمة. وأن جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء تلميذه وعنه أخذ هذا العلم، فقد أملى الصادق عليه السلام خمسمائة رسالة في علم الكيمياء
وقد أجمع واصفوه بأنه لُقب بالصادق لأنه عُرِفَ بصدق الحديث والقول والعمل حتى أصبح حديث الناس في عصره
وقال فيه ابن الحجاج :
يا سيدأً أروي أحاديثه
رواية المستبصر الحاذق
كأنني أروي حديث النبي
محمد عن جعفر الصادق
وكانت الرحال تشد إليه للمناظرة
وكان عابداً زاهداً كريما. وله الأدعية المأثورة عنه
وأما كرمه
فقد كان عليه السلام لا يأتيه أحد يسأله إلا أعطاه. وكان يرسل الصرر من الدراهم إلى الفقراء ولا يعرفهم بنفسه. وقد كان كثير العفو حسن الأخلاق حتى قال فيه أحد المعاصرين له عبدالله بن المبارك:
أنت جعفر فوق
المدح والمدح عناء
إنما الأشراف أرض
ولهم أنت سماء
جاز حد المدح من
قد ولدته الأنبياء
ولقد ساعده على نشر علومه الاختلاف الذي وقع في أواخر الدولة الأموية بين الأمويين أنفسهم وبين الأمويين والعباسيين فصار له المجال في نشر أحاديث جده وآبائه
ولقد واجه الإمام جعفر الصادق (ع) في أيام المنصور من المحن والشدائد ما لم يواجه في العهد الأموي، وكان وجوده ثقيلاً عليه لأنه أينما ذهب وحيثما حل يراه حديث الجماهير، ويرى العلماء وطلاب العلم يتزاحمون عليه من كل حدب وصوب على بابه في مدينة جده رسول اله (ص) ويزودهم بالتعاليم الحقه ويلقي عليهم من دروسه وإرشاداته، وكانت الدعوة إلى الحق وماصرة العدل ومساندة المظلوم واجتناب الظلمة الذين تسلطوا على الأمة واستبدوا بمقدراتها وكرامتها، واستهتروا بالقيم والأخلاق كانت هذه النواحي تحتل المكانة الاولى في تعاليمه وإرشاداته
وقبيل وفاته (ع) نص على إمامة ولده موسى بن جعفر وأرشد أصحابه إليه كما تواترت بذلك النصوص الصحيحة. وكان إستشهاده في شوال من سنة 148 وقيل في النصف من رجب عن ثمانية وستين سنة وقيل أكثر من ذلك. وإليه (ع) نسب المذهب الجعفري
أهذا جزاء المصطفى عن رسالة
مودة قرباه لها جعلت أجرا
قضت آله بالقتل والسم غيلة
ومنهم بأعماق السجون قضوا صبرا
(قبور بكوفان وأخرى بطيبة)
وأخرى بزوراء العراق و"سامراء"
وطوس وما أدراك ما طوس قد حوت
أشدهم خطباً وأبعدهم قبرا
ولم يشتف المنصور منهم ولا انطفئت
ضغائن في أحشائه اتقدت جمرا
فلم تثنه عن "جعفر بن محمد"
وشائج أولاها القطيعة والهجرا
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
قبسات من حياته الشريفة
هو أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق بن محمد بن علي عليهم السلام
وقد نص على إمامته أبوه محمد الباقر
ولقبه النبي صلى الله عليه وآله بـــ " الصادق "
ولد عليه السلام بالمدينة في 17 من ربيع الأول
وقيل في مطلع رجب من سنة 83 للهجرة وقيل 80 للهجرة
واستشهد في 25 شوال سنة 148 للهجرة. ودفن في البقيع بالمدينة المنورة مع أبيه وجده
وكان أعلم أهل زمانه لا يضاهيه أحد فيه لأنه ورث العلوم عن لآبائه وجده رسول الله (ص) ولقد نقل العلماء عنه من العلوم ما لم ينقلوه من غيره ولا روي من الأحاديث عن أحد بكثرة ما روي عنه عليه السلام. ولقد أحصى أصحاب الحديث أسماء الثقاة من الرواة الذين رووا عنه فكانوا أربعة آلاف. وروي عنه راوٍ واحد ثلاثين ألف حديث، وروى عنه جل العلماء الذين كانوا في عصره ومنهم المذاهب الأربعة
( مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، محمد بن إدريس الشافعي، وأبو حنيفة)
وكلهم رووا عنه ولم يروِ هو عن أحد، ولأجل ذلك صارت مدرسته مذهبا للشيعة لأنهم رووا عنه أكثر من غيره من الأئمة. وأن جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء تلميذه وعنه أخذ هذا العلم، فقد أملى الصادق عليه السلام خمسمائة رسالة في علم الكيمياء
وقد أجمع واصفوه بأنه لُقب بالصادق لأنه عُرِفَ بصدق الحديث والقول والعمل حتى أصبح حديث الناس في عصره
وقال فيه ابن الحجاج :
يا سيدأً أروي أحاديثه
رواية المستبصر الحاذق
كأنني أروي حديث النبي
محمد عن جعفر الصادق
وكانت الرحال تشد إليه للمناظرة
وكان عابداً زاهداً كريما. وله الأدعية المأثورة عنه
وأما كرمه
فقد كان عليه السلام لا يأتيه أحد يسأله إلا أعطاه. وكان يرسل الصرر من الدراهم إلى الفقراء ولا يعرفهم بنفسه. وقد كان كثير العفو حسن الأخلاق حتى قال فيه أحد المعاصرين له عبدالله بن المبارك:
أنت جعفر فوق
المدح والمدح عناء
إنما الأشراف أرض
ولهم أنت سماء
جاز حد المدح من
قد ولدته الأنبياء
ولقد ساعده على نشر علومه الاختلاف الذي وقع في أواخر الدولة الأموية بين الأمويين أنفسهم وبين الأمويين والعباسيين فصار له المجال في نشر أحاديث جده وآبائه
ولقد واجه الإمام جعفر الصادق (ع) في أيام المنصور من المحن والشدائد ما لم يواجه في العهد الأموي، وكان وجوده ثقيلاً عليه لأنه أينما ذهب وحيثما حل يراه حديث الجماهير، ويرى العلماء وطلاب العلم يتزاحمون عليه من كل حدب وصوب على بابه في مدينة جده رسول اله (ص) ويزودهم بالتعاليم الحقه ويلقي عليهم من دروسه وإرشاداته، وكانت الدعوة إلى الحق وماصرة العدل ومساندة المظلوم واجتناب الظلمة الذين تسلطوا على الأمة واستبدوا بمقدراتها وكرامتها، واستهتروا بالقيم والأخلاق كانت هذه النواحي تحتل المكانة الاولى في تعاليمه وإرشاداته
وقبيل وفاته (ع) نص على إمامة ولده موسى بن جعفر وأرشد أصحابه إليه كما تواترت بذلك النصوص الصحيحة. وكان إستشهاده في شوال من سنة 148 وقيل في النصف من رجب عن ثمانية وستين سنة وقيل أكثر من ذلك. وإليه (ع) نسب المذهب الجعفري
أهذا جزاء المصطفى عن رسالة
مودة قرباه لها جعلت أجرا
قضت آله بالقتل والسم غيلة
ومنهم بأعماق السجون قضوا صبرا
(قبور بكوفان وأخرى بطيبة)
وأخرى بزوراء العراق و"سامراء"
وطوس وما أدراك ما طوس قد حوت
أشدهم خطباً وأبعدهم قبرا
ولم يشتف المنصور منهم ولا انطفئت
ضغائن في أحشائه اتقدت جمرا
فلم تثنه عن "جعفر بن محمد"
وشائج أولاها القطيعة والهجرا
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عليك بهل مسة الزهرة الزچية
أَلا ياعَيْنُ جُوْديْ بِالدَّمِ الأَحْمَـرْ
فَقَدْ غالَ الرَّدى بَدْرَ الهُدى جَعْفَرْ
أَلا ياعَيْنُ فَابْكِ سَيِّديْ الصّـادِقْ
لا بِالْدَّمْعِ بَلْ بِالعَنْـدَمِ الدّافِـقْ
بِالآهاتِ قَلْبي قَـدْ غَـدا ناطِـقْ
غَدا قَلْبي بِنِيرانِ الجَـوى يَلْهَـبْ
على فَقْدِ الحَبيبِ الصّادِقْ الأَنْجَبْ
هُوَ النُّوْرُ بِلَيْليْ كانَ وَالكَوْكَـبْ
هُوَ الصُّبْحُ إذا ما وَجْهُـهُ أسْفَـرْ
حشرنا الله في زمرة الاطهار
وهنا أُورد بعض الأقوال المنسوبة إليه :
* لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بعمل
فمن عرف دَلَّتهُ المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل
فلا معرفة له
* ثلاثة لا عذر لأحد فيها :
أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر
والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر
وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين
* ثلاثة لا يعذر المرء فيها : مشاورة ناصح
ومداراة حاسد ، والتحبُّبُ إلى الناس
* عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع
وأربع دعائم ، وأربعة أركان :
فطبائعه : الدم والمرّة والريح والبلغم
ودعائمه : العقل ، ومن العقل الفهم والحفظ
وأركانه : النور والنار والروح والماء
* إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن
وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن
وبها يوهب الكتب ، ويستبين الإيمان
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عليك بهل مسة الزهرة الزچية
أَلا ياعَيْنُ جُوْديْ بِالدَّمِ الأَحْمَـرْ
فَقَدْ غالَ الرَّدى بَدْرَ الهُدى جَعْفَرْ
أَلا ياعَيْنُ فَابْكِ سَيِّديْ الصّـادِقْ
لا بِالْدَّمْعِ بَلْ بِالعَنْـدَمِ الدّافِـقْ
بِالآهاتِ قَلْبي قَـدْ غَـدا ناطِـقْ
غَدا قَلْبي بِنِيرانِ الجَـوى يَلْهَـبْ
على فَقْدِ الحَبيبِ الصّادِقْ الأَنْجَبْ
هُوَ النُّوْرُ بِلَيْليْ كانَ وَالكَوْكَـبْ
هُوَ الصُّبْحُ إذا ما وَجْهُـهُ أسْفَـرْ
حشرنا الله في زمرة الاطهار
وهنا أُورد بعض الأقوال المنسوبة إليه :
* لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بعمل
فمن عرف دَلَّتهُ المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل
فلا معرفة له
* ثلاثة لا عذر لأحد فيها :
أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر
والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر
وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين
* ثلاثة لا يعذر المرء فيها : مشاورة ناصح
ومداراة حاسد ، والتحبُّبُ إلى الناس
* عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع
وأربع دعائم ، وأربعة أركان :
فطبائعه : الدم والمرّة والريح والبلغم
ودعائمه : العقل ، ومن العقل الفهم والحفظ
وأركانه : النور والنار والروح والماء
* إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن
وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن
وبها يوهب الكتب ، ويستبين الإيمان
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
تجعفرت باسم الله والله أكـبر
تجعفرت بـاسم الله والله أكـبر وأيقـنت ان الله يعفو ويغفرُ
به ونهاني سيّد الناس جعفرُ ودنت بدين غير ما كنت دائناً
فقلت: هب إنّي تهوّدت برهة وإلاَّ فدينـي دين من يتنصرُ
فـإنّي إلى الرحمان مـن ذاك تـائبُ وإنّي قد أسلمت والله أكبرُ
فلست بغال ما حييت وراجع إلى ما عليه كنت أخفي واضمرُ
ولا قائل حيّ برضوى محمد وان عاب جهّال مقالي وأكثرُوا
ولكـنّه ممن مضى لسبيله على أفضل الحالات يقفي ويخبرُ
مع الطيبين الطاهرين الألى لهم من المصطفى فرع زكيّ وعنصرُ
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
تجعفرت باسم الله والله أكـبر
تجعفرت بـاسم الله والله أكـبر وأيقـنت ان الله يعفو ويغفرُ
به ونهاني سيّد الناس جعفرُ ودنت بدين غير ما كنت دائناً
فقلت: هب إنّي تهوّدت برهة وإلاَّ فدينـي دين من يتنصرُ
فـإنّي إلى الرحمان مـن ذاك تـائبُ وإنّي قد أسلمت والله أكبرُ
فلست بغال ما حييت وراجع إلى ما عليه كنت أخفي واضمرُ
ولا قائل حيّ برضوى محمد وان عاب جهّال مقالي وأكثرُوا
ولكـنّه ممن مضى لسبيله على أفضل الحالات يقفي ويخبرُ
مع الطيبين الطاهرين الألى لهم من المصطفى فرع زكيّ وعنصرُ
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الظروف السياسية في عصر الامام عليه السلام:
إستلم الإمام الصادق (ع) الإمامة الفعلية في حقبة من الزمن كان الصراع فيه على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وفي خضم انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة.. مما أتاح للإمام أن يمارس نشاطه التبليغي والتصحيحي في ظروف سياسية ملائمة بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب وفي مناخ علمي خصب تميّز بحرية الفكر والاعتقاد وزوال دواعي الخوف والتقية من الحكام. وقد سجّل الإمام (ع) موقفاً متحفظاً من جميع الحركات المعارضة والتي كانت تحمل شعار )الرضا من ال محمد
لأنها لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجهاتها وإنما كان هاجسها الوصول إلى السلطة. ولأن المرحلة انذاك كانت تتطلب ثورة إصلاحية من نوع اخر لمواجهة المستجدات التي كادت تطيح بجوهر الإسلام فيما لو انشغل الإمام عنها بالثورة المسلحة
ركّز الإمام (ع) في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية مع أخذ دوره الرسالي كمعصوم من ال بيت النبوّة
الحركة الفكرية في عصر الإمام (ع):
ظهرت في تلك الحقبة حركة علمية غير عادية وتهيّأت الأرضية لأن يعرض كل إنسان حصيلة ما يملك من أفكار. ودخلت المجتمع الإسلامي أعراق غريبة وملل مختلفة مما جعل الساحة الإسلامية مشرّعة لتبادل الأفكار والتفاعل مع الأمم والحضارات الأخرى. وتمخضت الحركة الفكرية والنشاط العلمي الواسع عن مذاهب فلسفية متعددة وتفسيرات فقهية مختلفة ومدارس كلامية متأرجحة بين التطرف والاعتدال وظهر الزنادقة والملاحدة في مكّة والمدينة، وانتشرت فرق الصوفية في البلاد، وتوزّع الناس بين أشاعرة ومعتزلة وقدرية وجبرية وخوارج
وقد تسرّبت التفسيرات والتأويلات المنحرفة إلى علوم القران الكريم وطالت مباحث التوحيد والصفات والنبوة وحقيقة الوحي والقضاء والقدر والجبر والاختيار.. ولم تسلم السنة النبوية بدورها من التحريف ووضع الأحاديث المكذوبة والمنسوبة إلى نبي الإسلام (ص)
لذلك انصرف الإمام الصادق (ع) الى التصدي والمواجهة والتصحيح للعودة بالإسلام إلى ينابيعه الصافية
جامعة أهل البيت (ع):
اسس الامام الباقر عليه السلام نواة جامعة اهل البيت عليهم السلام ووسع الامام الصادق عليه السلام هذه الاسس وزاد عليها العلوم الفقهية والعقائدية وطرح علوم جديدة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات مما جعل الامة الاسلامية اغنى الامم ثقافيا بفضل الامام سلام الله عليه,وقد حارب الامام الكثير من الزنادقة وعلى رأس هؤلاء الزنادقة: ابن المقفع وابن ابي العوجاء والديصاني كما تصدّى (ع) للوضاعّين وأكاذيبهم ونبّه على دورهم الخطير في تشويه الإسلام وشدّد على طرح الأحاديث التي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة
وكما ان للامام تلاميذ اشهرهم:المفضل بن عمرو وهشام بن الحكم ومحمد بن مسلم وجابر بن حيان وعبد الله بن سنان، كما نهل من علومه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة ونقل عنه عدد كبير من العلماء أمثال أبي يزيد ومالك والشافعي والبسطامي وابراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وأبي عيينة ومحمد بن الحسن الشيباني. وقد بلغ مجموعة تلامذته أربعة الاف تلميذ، مما حدا بمالك بن أنس إلى القول: "ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق (ع) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة
الظروف السياسية في زمن الامام الصادق (ع): شهد الامام الصادق (ع) نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، وفي مثل هذه الحالة ينشغل الناس بالحروب والثورات وينشغل الحكام ببعضهم البعض مما فسح بالمجال لقيام الامام الصادق (ع) بدوره العلمي والتربوي على أكمل وجه، وقد عاصر (ع) ما تبقى من حكام الأمويين الضعاف وثورة أبي مسلم الخراساني الذي حاول أن يزج الامام فيها ولكن الامام كان أدرى بواقع الحال فتملص منه ليتفرغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الاسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكرية المنحرفة حيث استطاع أن يعطي الفكر الشيعي زخماً خوّله الصمود أمام التيارات الفكرية المختلفة وسمح له بالبقاء الى يومنا هذا، ولذلك يسمى المذهب الشيعي الفقهي بالمذهب الجعفري.
الإمام (ع) والمنصور العباسي:
وكان المنصور العباسي يغتاظ من إقبال الناس على الإمام والإلتفاف حوله وكان يعبّر عن الإمام (ع) بأنه: "الشجى المعترض في الحلق" وينقل المفضل بن عمرو حقيقة الموقف له: "إن المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق (ع) غير مرّة، وكان إذا بعث إليه ليقتله فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله. غير أنه منع الناس عنه. ومنعه عن القعود للناس. واستقص عليه أشد الاستقصاء"
فكان يخشى من التعرّض للإمام لأنه سيؤدي إلى مضاعفات كبيرة. وإزاء تزايد الضغط وإحكام الرقابة نصح الإمام أصحابه بالسرية والكتمان فكان يقول: "التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له". ولكن المنصور لم يكن ليتورّع رغم تحفظات الإمام من ارتكاب أبشع جريمة عن طريق دسّ السم للإمام الذي استشهد من جراء ذلك سنة 148 ه. ودفن في البقيع إلى جانب أبيه وجدّه وجدّته فاطمة وعمه الحسن عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه
هذا وبفقد هذا العلم الهادي الفذ تكون خسارة للدنيا بأكلمها .. ولكن علينا كشيعة ومسلمون الالتفاف حول بنابيع هذا الفيض العلمي الذي لا ينضب ابدا
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ ، خازِنِ الْعِلْمِ ، الدّاعي اِلَيْكَ بِالْحَقِّ ، النُّورِ الْمُبينِ ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَ وَحْيِكَ وَ خازِنَ عِلْمِكَ وَ لِسانَ تَوْحيدِكَ ، وَ وَلِيَّ اَمْرِكَ وَ مُسْتَحْفِظَ دينِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ حُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
الظروف السياسية في عصر الامام عليه السلام:
إستلم الإمام الصادق (ع) الإمامة الفعلية في حقبة من الزمن كان الصراع فيه على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وفي خضم انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة.. مما أتاح للإمام أن يمارس نشاطه التبليغي والتصحيحي في ظروف سياسية ملائمة بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب وفي مناخ علمي خصب تميّز بحرية الفكر والاعتقاد وزوال دواعي الخوف والتقية من الحكام. وقد سجّل الإمام (ع) موقفاً متحفظاً من جميع الحركات المعارضة والتي كانت تحمل شعار )الرضا من ال محمد
لأنها لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجهاتها وإنما كان هاجسها الوصول إلى السلطة. ولأن المرحلة انذاك كانت تتطلب ثورة إصلاحية من نوع اخر لمواجهة المستجدات التي كادت تطيح بجوهر الإسلام فيما لو انشغل الإمام عنها بالثورة المسلحة
ركّز الإمام (ع) في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية مع أخذ دوره الرسالي كمعصوم من ال بيت النبوّة
الحركة الفكرية في عصر الإمام (ع):
ظهرت في تلك الحقبة حركة علمية غير عادية وتهيّأت الأرضية لأن يعرض كل إنسان حصيلة ما يملك من أفكار. ودخلت المجتمع الإسلامي أعراق غريبة وملل مختلفة مما جعل الساحة الإسلامية مشرّعة لتبادل الأفكار والتفاعل مع الأمم والحضارات الأخرى. وتمخضت الحركة الفكرية والنشاط العلمي الواسع عن مذاهب فلسفية متعددة وتفسيرات فقهية مختلفة ومدارس كلامية متأرجحة بين التطرف والاعتدال وظهر الزنادقة والملاحدة في مكّة والمدينة، وانتشرت فرق الصوفية في البلاد، وتوزّع الناس بين أشاعرة ومعتزلة وقدرية وجبرية وخوارج
وقد تسرّبت التفسيرات والتأويلات المنحرفة إلى علوم القران الكريم وطالت مباحث التوحيد والصفات والنبوة وحقيقة الوحي والقضاء والقدر والجبر والاختيار.. ولم تسلم السنة النبوية بدورها من التحريف ووضع الأحاديث المكذوبة والمنسوبة إلى نبي الإسلام (ص)
لذلك انصرف الإمام الصادق (ع) الى التصدي والمواجهة والتصحيح للعودة بالإسلام إلى ينابيعه الصافية
جامعة أهل البيت (ع):
اسس الامام الباقر عليه السلام نواة جامعة اهل البيت عليهم السلام ووسع الامام الصادق عليه السلام هذه الاسس وزاد عليها العلوم الفقهية والعقائدية وطرح علوم جديدة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات مما جعل الامة الاسلامية اغنى الامم ثقافيا بفضل الامام سلام الله عليه,وقد حارب الامام الكثير من الزنادقة وعلى رأس هؤلاء الزنادقة: ابن المقفع وابن ابي العوجاء والديصاني كما تصدّى (ع) للوضاعّين وأكاذيبهم ونبّه على دورهم الخطير في تشويه الإسلام وشدّد على طرح الأحاديث التي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة
وكما ان للامام تلاميذ اشهرهم:المفضل بن عمرو وهشام بن الحكم ومحمد بن مسلم وجابر بن حيان وعبد الله بن سنان، كما نهل من علومه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة ونقل عنه عدد كبير من العلماء أمثال أبي يزيد ومالك والشافعي والبسطامي وابراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وأبي عيينة ومحمد بن الحسن الشيباني. وقد بلغ مجموعة تلامذته أربعة الاف تلميذ، مما حدا بمالك بن أنس إلى القول: "ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق (ع) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة
الظروف السياسية في زمن الامام الصادق (ع): شهد الامام الصادق (ع) نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، وفي مثل هذه الحالة ينشغل الناس بالحروب والثورات وينشغل الحكام ببعضهم البعض مما فسح بالمجال لقيام الامام الصادق (ع) بدوره العلمي والتربوي على أكمل وجه، وقد عاصر (ع) ما تبقى من حكام الأمويين الضعاف وثورة أبي مسلم الخراساني الذي حاول أن يزج الامام فيها ولكن الامام كان أدرى بواقع الحال فتملص منه ليتفرغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الاسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكرية المنحرفة حيث استطاع أن يعطي الفكر الشيعي زخماً خوّله الصمود أمام التيارات الفكرية المختلفة وسمح له بالبقاء الى يومنا هذا، ولذلك يسمى المذهب الشيعي الفقهي بالمذهب الجعفري.
الإمام (ع) والمنصور العباسي:
وكان المنصور العباسي يغتاظ من إقبال الناس على الإمام والإلتفاف حوله وكان يعبّر عن الإمام (ع) بأنه: "الشجى المعترض في الحلق" وينقل المفضل بن عمرو حقيقة الموقف له: "إن المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق (ع) غير مرّة، وكان إذا بعث إليه ليقتله فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله. غير أنه منع الناس عنه. ومنعه عن القعود للناس. واستقص عليه أشد الاستقصاء"
فكان يخشى من التعرّض للإمام لأنه سيؤدي إلى مضاعفات كبيرة. وإزاء تزايد الضغط وإحكام الرقابة نصح الإمام أصحابه بالسرية والكتمان فكان يقول: "التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له". ولكن المنصور لم يكن ليتورّع رغم تحفظات الإمام من ارتكاب أبشع جريمة عن طريق دسّ السم للإمام الذي استشهد من جراء ذلك سنة 148 ه. ودفن في البقيع إلى جانب أبيه وجدّه وجدّته فاطمة وعمه الحسن عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه
هذا وبفقد هذا العلم الهادي الفذ تكون خسارة للدنيا بأكلمها .. ولكن علينا كشيعة ومسلمون الالتفاف حول بنابيع هذا الفيض العلمي الذي لا ينضب ابدا
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ ، خازِنِ الْعِلْمِ ، الدّاعي اِلَيْكَ بِالْحَقِّ ، النُّورِ الْمُبينِ ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَ وَحْيِكَ وَ خازِنَ عِلْمِكَ وَ لِسانَ تَوْحيدِكَ ، وَ وَلِيَّ اَمْرِكَ وَ مُسْتَحْفِظَ دينِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ حُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
يا صادق الوعد الذي صدق الإله بمـا قضا
فـلك المقام العافي السر المـقدر والقضا
قابلت مقدور الإله على المضاضة والقضا
مما دهتك به أمية والعبابسة والقضا
بل أنت بابل للعلوم وسيف ربي المنتضا
وحجة الباري ومع تكف التصبر والرضا
ليت النفوس فدتك من سوء المكاره إذ قضا
وعليك صلى خالقي ما لاح نجم أو اضا
يذكر العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر في كتابه
( الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) )
بعضاً من وصايا الإمام الصادق عليه السلام من جملة تلك الوصايا ننقل هذه الوصية العظيمة
وصيته لابنه الكاظم ( عليه السلام ) :
دخل عليه بعض شيعته وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه، فكان ممّا أوصاه به أن قال :
يا بُني إِقبل وصيَّتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إِن حفظتها تعِش سعيداً، وتمُت حميداً، يا بُني إِنَّ من قنعَ استغنى، ومن مدَّ عينيه إِلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرضَ بما قسمَه اللّه لهُ اتَّهم اللّه في قضائه، ومَن استصغر زلّة نفسه استكبر زلّة غيره، يا بُني من كشف حِجاب غيره انكشف عورته، ومن سلَّ سيف البغي قُتل به، ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخَل السُفهاء
حُقّر، ومن خالط العُلماء وُقّر، ومن دخلَ مداخِل السوء اتُّهم، يا بُني قُل الحقّ لك أو عليك، وإِيّاك والنّميمة فإنَّها تزرع الشحناء في قُلوب الرجال، يا بُني إِذا طلبت الجُود فعليكَ بمعادنه، فإنّ للجود معادِن، وللمعادِن اُصولاً، وللاُصول فروعاً، وللفروع ثمراً، ولا يطيبُ ثمر إِلا بفرع، ولا أصل ثابت إِلا بمعدن طيّب، يا بُني إِذا زرت فزُر الأخيار، ولا تزُر الأشرار، فإنَّهم صخرة صمّاء لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضّر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها
أقول :
وقد جاء بعض هذه الفقرات في نهج البلاغة، ولا بدع فّإن علمهم بعضه من بعض، ولعلّ الصادق عليه السلام ذكرها استشهاداً أو اقتباساً
(1) نور الأبصار للشبلنجي : 163، وحلية الأولياء للحافظ أبي نعيم : 3/135
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
يا صادق الوعد الذي صدق الإله بمـا قضا
فـلك المقام العافي السر المـقدر والقضا
قابلت مقدور الإله على المضاضة والقضا
مما دهتك به أمية والعبابسة والقضا
بل أنت بابل للعلوم وسيف ربي المنتضا
وحجة الباري ومع تكف التصبر والرضا
ليت النفوس فدتك من سوء المكاره إذ قضا
وعليك صلى خالقي ما لاح نجم أو اضا
يذكر العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر في كتابه
( الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) )
بعضاً من وصايا الإمام الصادق عليه السلام من جملة تلك الوصايا ننقل هذه الوصية العظيمة
وصيته لابنه الكاظم ( عليه السلام ) :
دخل عليه بعض شيعته وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه، فكان ممّا أوصاه به أن قال :
يا بُني إِقبل وصيَّتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إِن حفظتها تعِش سعيداً، وتمُت حميداً، يا بُني إِنَّ من قنعَ استغنى، ومن مدَّ عينيه إِلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرضَ بما قسمَه اللّه لهُ اتَّهم اللّه في قضائه، ومَن استصغر زلّة نفسه استكبر زلّة غيره، يا بُني من كشف حِجاب غيره انكشف عورته، ومن سلَّ سيف البغي قُتل به، ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخَل السُفهاء
حُقّر، ومن خالط العُلماء وُقّر، ومن دخلَ مداخِل السوء اتُّهم، يا بُني قُل الحقّ لك أو عليك، وإِيّاك والنّميمة فإنَّها تزرع الشحناء في قُلوب الرجال، يا بُني إِذا طلبت الجُود فعليكَ بمعادنه، فإنّ للجود معادِن، وللمعادِن اُصولاً، وللاُصول فروعاً، وللفروع ثمراً، ولا يطيبُ ثمر إِلا بفرع، ولا أصل ثابت إِلا بمعدن طيّب، يا بُني إِذا زرت فزُر الأخيار، ولا تزُر الأشرار، فإنَّهم صخرة صمّاء لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضّر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها
أقول :
وقد جاء بعض هذه الفقرات في نهج البلاغة، ولا بدع فّإن علمهم بعضه من بعض، ولعلّ الصادق عليه السلام ذكرها استشهاداً أو اقتباساً
(1) نور الأبصار للشبلنجي : 163، وحلية الأولياء للحافظ أبي نعيم : 3/135
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البارّ الأمين
السلام عليك وعلى آبائك المعصومين
السلام عليك وعلى اولادك الحجج ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد رافع راية مذهب الحق
( الجعفري ) الذي ننسب إليه أبا عبد الله
( جعفر بن محمد الصادق ) عليـــه السلام !
نسأل المولى أن يرزقنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
وشفاعة آل بيته الطاهرين
وأن ينتقم لآل البيت الأطهار عليهم السلام
ممن ظلمهم وقتلهم وفجعنا بهم
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البارّ الأمين
السلام عليك وعلى آبائك المعصومين
السلام عليك وعلى اولادك الحجج ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد رافع راية مذهب الحق
( الجعفري ) الذي ننسب إليه أبا عبد الله
( جعفر بن محمد الصادق ) عليـــه السلام !
نسأل المولى أن يرزقنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
وشفاعة آل بيته الطاهرين
وأن ينتقم لآل البيت الأطهار عليهم السلام
ممن ظلمهم وقتلهم وفجعنا بهم
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ويل الدوانيقي ما اشقاهُ
قد بلغ الغاية في شقاهُ
مما جرى منه على إمامهِ
مما يزيح القلب عن مقامهِ
ايسحب الإمام وهو حافي
يا ويله ما ذلك التجافي
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ويل الدوانيقي ما اشقاهُ
قد بلغ الغاية في شقاهُ
مما جرى منه على إمامهِ
مما يزيح القلب عن مقامهِ
ايسحب الإمام وهو حافي
يا ويله ما ذلك التجافي
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب
نسألكم الدعاء
[/align]