اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


صورة

{من حكم الإمامالصادق عليه السلام }


قال الإمام الصادق عليه السلام :


لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال

التفقه في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة

والصبر على النائبة


وقال عليه السلام :

لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، وما أقل

من يشكر المعروف


وقال عليه السلام :

إن الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت

عليهم وبالاً ، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروا

فكانت عليهم نعمة


وقال عليه السلام :

أشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك

فإنه لا إزالة للنعم إذا شكرت ولا إقامة لها إذا

كفرت ، والشكر زيادة في النعم وأمان من الفقر


وقال عليه السلام :

السلام تطوع والرد فضيلة

وقال عليه السلام :

من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه

وقال عليه السلام :

إن تمام التحية للمقيم المصافحة

وتمام التسليم

على المسافر المعانقة


وقال عليه السلام :

من ملك نفسه إذا غضب وإذا رغب وإذا رهب وإذا

اشتهى حرم الله جسده من النار


وقال عليه السلام :

العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق

فلا تزيده سرعة السير إلا بعداً


وقال عليه السلام :

من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه

عن الدنيا


وقال عليه السلام :

ستة لا تكون في مؤمن :

العسر ، والنكد ، والحسد

واللجاجة ، والكذب ، والبغي


وقال عليه السلام :

إنا لنحب من كان عاقلا عالما فهماً فقيهاً حليماً مدارياً

صبوراً صدوقاً وفياً ، إن الله خص الأنبياء عليهم السلام

بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك

ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله وليسأله إياها


قيل له : وماهي ؟

قال عليه السلام :

الورع و القناعة والصبر والشكر والحلم والحياء

والسخاء والشجاعة والغيرة وصدق الحديث

والبر وأداء الأمانة واليقين وحسن الخلق والمروة



تقبل الله عملكم وعظم الله اجوركم بمصاب سيدنا ومولانا


السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا


نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


صورة

الضرورة الحقّ

بعد رحيل كلّ رسول.. تتعرّض الرسالة إلى تيّارات عديدة، من: التشكيك و الارتداد، و التأويل و تصارع الأراء، و اختلاط الدخيل بالأصيل من الأحكام، و بالتالي تظهر الدعوات الهجينة الضالّة، و الفِرق المنحرفة المضلّة

و حسب قاعدة اللطف الإلهي، بعث الله تبارك و تعالى أنبياءه و رسله لهداية البشر.. لذا، و حسب قاعدة اللطف نفسها جعل سبحانه من بعدهم أولياء أوصياء حُماةً لدينه. كما ورد هذا المعنى في دعاء الندبة من قول الإمام المهديّ صلوات الله عليه: و كُلاً شرعتَ له شريعةً و نهجت له منهاجاً, و تخيّرت له أوصياءه مستحفَظاً بعد مستحفَظ، من مدّةٍ إلى مدّة؛ إقامةً لدينك، وحجّةً على عبادك؛ و لئلا يزولَ الحقّ عن مقرّة، و يغلبَ الباطل على أهله

و من هنا كانت الضرورة، فكان للنبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم أوصياؤه الاثنا عشر، و منهم صادق آل البيت عليه و عليهم السلام، إماماً حجّةً يقيم الدين من بعد الرسول الحقّ، و يهدي إلى سبيل الحقّ



لمحات من سماء الإمامة

هو الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر،.. ينتهي نسبه الطاهر إلى أمير المؤمنين عليّ و الزهراء فاطمة صلوات الله عليهما، أي إلى النبيّ المصطفى صلّى الله عليْه و آله. اُمّه الجليلة المكرّمة فاطمة اُمّ فروة من الصالحات القانتات، و من أتقى نساء زمانها

وُلد عليه السلام سابع عشر ربيع الأوّل سنة 83 من الهجرة المباركة، في المدينة المنوّرة.. و كان أوصى النبيّ صلّى الله عليْه و آله أن يُعرَّف بالصادق


كُناه:

أبو عبد الله، و أبو إسماعيل، و أبو موسى، و اوّلها أشهر

ألقابه:

الصادع، و الفاضل، و الطاهر، و القائم، و الكافل، و الصابر، و أوّلها أشهر

نقش خاتمه:

ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله، أستغفر الله

حكّام عصره:

أقام مع جدّه (السجّاد) و أبيه (الباقر) معاً اثني عشرة سنة، و مع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة، و بعد أبيه ـ و هي مدّة إمامته ـ أربعاً و ثلاثين سنة. و كان في أيّام إمامته: بقيّة حكم هشام بن عبد الملك، و الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقّب بـ (الناقص)، و إبراهيم بن الوليد، و مروان الملقّب بـ (الحمار). و هؤلاء من بني اُميّة، ثمّ كان مُلْك بني العبّاس، فأدرك عليه السلام حكم أبي العبّاس السفّاح، ثمّ حكم أبي جعفر المنصور.. و في زمان هذا لبّى نداء ربّه جلّ و علا، إذ قضى شهيداً مسموماً، عن عمر مبارك ناهز السبعين

شذرات زاهية من هداه

على سمت المصطفى الأعظم صلّى الله عليْه و آله و سلّم، و على هداه.. نشأ الإمام جعفر الصادق عليه السلام. و يكفيه هذا اللقب المبارك، إذا كان أصدقَ أهل زمانه: مع الله تعالى، و مع الناس. حتّى لم يُعرَف عنه إلا الحقّ و الفضل و الخير، و الخلُق الرفيع السامق، و بذلك شهد المخالف قبل المؤالف.. فحين سمع المفضّل بن عمر ـ و هو أحد أصحابه ـ بعض كفريّات ابن أبي العوجاء غضب لله و قال له:

يا عدوَّ الله، ألحدتَ في دين الله! فتعجّب ابن أبي العوجاء و قال للمفضّل: إن كنت من أصحاب جعفر بن محمّد فما هكذا يخاطبنا، لقد سمع من كلامنا أكثر ممّا سمعتَ فما أفحش في خطابنا، و لا تعدّى في جوابنا، و إنّه الحليم الرزين، العاقل الرصين، لا يعتريه خرق، و لا طيش و لا نزق، يسمع كلامنا و يُصغي إلينا، و يتعرّف حجّتنا، حتّى إذا استفرغنا ما عندنا و ظننّا أنّا قد قطعناه.. دحض حجّتنا بكلام يسير، و خطاب قصير، يُلزمنا به الحجّة، و يقطع العذر، و لا نستطيع لجوابه ردّا

و قد عُرف عليه السلام أيضاً بالتبتّل و الانقطاع إلى الله عزّ شانه، و كثرة العبادة و الخشية من ربّه، حتّى قال فيه الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ: هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم، ذو علوم جمّة، و عبادة موفّرة، و أوراد متواصلة، و زهادة بيّنة، و تلاوة كثيرة.. يقسّم أوقاته على الطاعات بحيث يحاسب نفسه، رؤيته تذكّر الآخرة، و استماع كلامه يزهّد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنّة

أمّا إمام المالكيّة مالك بن أنس فيقول فيه: جعفر بن محمّد، اختلفت إليه، فما كنت أراه إلا على إحدى خصال ثلاث: إمّا مصلّ، و إمّا صائم، و إمّا يقرأ القرآن

و إذا وقفنا أمام كلمات الإمام الصادق عليه السلام فإنّنا نقف عند خزائن العلم و المعرفة، و آفاق الإيمان و الهدى، و سبل الخير و التقوى. فهي دستور حياة طيّبة، و منهاج كرامة في الدارين، ينعم العامل بها.. فلنمتّع قلوبنا ـ أيّها الإخوة الأحبّة ـ بشذرات منها، حيث يقول:


ـ الإيمان:

إقرار، و عمل، و نيّة

ـ لا يستكمل عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتّى تكون فيه ثلاث خصال:

الفقه في الدين، و حسن التقدير في المعيشة، و الصبر على الرزايا


ـ من أوثق عرى الإيمان:

أن تحبّ في الله، و تبغض في الله، و تعطي في الله، و تمنع في الله

ـ لا زاد أفضل من التقوى :

و لا شيء أحسن من الصمت، و لا عدوّ أضرّ من الجهل، و لا داء أدوى من الكذب

ـ وجدت علم الناس كلّهم في أربعة:

أوّلها ـ أن تعرف ربّك، و الثاني ـ أن تعرف ما صنع بك، و الثالث ـ أن تعرف ما أراد منك، و الرابع ـ أن تعرف ما يخرجك من دينك

ـ الصفح الجميل :

أن لا تعاقب على الذنب. و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى

ـ لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك:

و أبقِ منها؛ فإنّ ذهاب الحشمة ذهاب الحياء، و بقاء الحشمة بقاء المودّة


ـ الغضب :

مفتاح كلّ شرّ

ـ من تعلّق قلبه بالدنيا تعلّق قلبه بثلاث خصال:

همٍّ لا يفنى، و أمل لا يُدرَك، و رجاء لا يُنال

ـ التواصل بين الإخوان في الحضر:

التزاور، و التواصل في السفر: المكاتبة

ـ و سُئل: ما الدليل على أنّ الله واحد ؟ فقال عليه السلام:

اتّصال التدبير، و تمام الصنع، كما قال عزّ و جلّ:

« لوكان فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسَدَتا »

ـ و سُئل: على ماذا بنيتَ أمرك؟ فقال عليه السلام:

على أربعة:

علمت أنّ عملي لا يعمله غيري، فاجتهدت. و علمت أنّ الله مطّلع علَيّ، فاستحييت. و علمت أنّ رزقي لا يأكله غيري، فاطمأننت. و علمت أنّ آخر أمري الموت، فاستعددت

ـ و أوصى ولدَه موسى الكاظم عليه السلام قائلاً له:

يا بنيّ، من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سلّ سيف البغي قُتل به، و من احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، و من داخل السفهاء حُقِّر، و من خالط العلماء وُقِّر، و من دخل مداخل السوء اتُّهِم

ـ و أوصى أصحابه و أتباعه قائلاً:

أُوصيكم بتقوى الله عزّوجلّ و الورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث و أداء الأمانة، و طول السجود، و حُسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلّى الله عليه و آله. أدّوا الأمانة إلى مَن ائتمنكم عليها: بِرّاً و فاجراً

ـ و في وصيّته لأحد أصحابه:

أقِلَّ النوم بالليل و الكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقلّ شكراً من العين و اللسان

ـ و كان من دعائه عليه السلام قوله:

الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، و إن كنت بطيئاً حين يدعوني. و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني، و إن كنت بخيلاً حين يستقرضني. و الحمد لله الذي استوجب الشكرَ علَيّ بفضله، و إن كنت قليلاً شكري. فرضيت بلطفك يا ربّ لطفا، و بكفايتك خلفا

عبارات راشدة، و كلمات ناصحة، تُفرَغ عن لسان الحق جُملاً يهتدي بها من طلب الهداية، و يرعوي بها مَن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


صورة

الظروف المحيطة

عاصر الإمام الصادق عليه السلام دولتين حريصتين على المُلك أشدّ الحرص: الدولة الاُمويّة، و قد عُرفت بالفتك و القتل لأهل البيت عليهم السلام و لأصحابهم و مواليهم. و الدولة العبّاسيّة التي أرادت أن تثبّت سلطانها بأيّ ثمن، فأعملت سيفها، و وسّعت السجون، و شرّدت كلّ مخالف، و لم تتورّع هي الاُخرى عن إزهاق الأنفس و تعذيب الأجساد و مصادرة الأموال.. بعد أن استبدّت بذهنها و قلبها هواجس المعارضة و وساوس فقدان الحكم و الزعامة

و من هنا تحمّل الإمام الصادق عليه السلام من الدولتين ما تحمّل، و عانى ما عانى، و كان أشدّ مرحلةٍ عليه فترة حكم المنصور الدوانيقيّ، حيث حبس بعض أصحاب الإمام عليه السلام، مثل: عبد الحميد، و سديد، و عبد السلام.. و قتل آخرين، مثل: المعلّى بن خُنيس. مضافاً إلى فتكه بآل أبي طالب صلباً و بناءً في الاسطوانات و تشريداً و حبساً في الطوامير المظلمة، و قتلاً في الزنزانات الشاقّة الرهيبة. أمّا مع الإمامالصادق عليه السلام، فقد أشخصه إلى الربذة و إلى العراق مرّات عديدة.. هكذا كان منه لعشر سنوات مريرة، و قد قصده بالقتل مراراً و تكراراً، لكنّ الله صرفه عن ذلك. قال المفضّل بن عمر: إنّ المنصور همّ بقتل أبي عبد الله غير مرّة، فكان إذا بعث إليه و دعاه ليقتله، فإذا نظر إليه هابه و لم يقتله

و قال قيس بن الربيع: حدّثني أبي قال: دعاني المنصور يوماً فقال: أما تري الذي يبلغني عن هذا الحسينيّ؟! قلت: و من هو يا سيّدي؟ قال: جعفر بن محمّد، و اللهِ لأستأصلنّ شأفته. ثمّ دعا بقائد من قوّاده فقال له: انطلق إلى المدينة في ألف رجل، فاهجم على جعفر بن محمّد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى في مسيرك. و أمر بإحراق بيته ، و احضره تسع مرّات ، و كانت للإمام الصادق سلام الله عليه دعوات يدفع بها نوايا المنصور الخبيثة كلّما استدعاه و طلبه ليقتله، منها:


ـ اللّهمّ احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يُرام.. اللهمّ أنت أكبر و أجلّ ممّا أخاف و أحذر. اللهمّ بك أدفع في نحره، و أستعيذ بك من شرّه

ـ حسبيَ الربّ من المربوبين، و حسبيَ الخالق من المخلوقين، و حسبيَ الرازق من المرزوقين، و حسبيَ اللهُ ربُّ العالمين. حسبي مَن هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبيَ الله لا إله إلا هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم


و كان المنصور يقعد في قصره في القبّة الخضراء، أو الحمراء، و كان له يوم يقعد فيه يُسمّى بـ (يوم الذبح). و كم أشخص الإمامَ الصادق عليه السلام إلى بغداد من المدينة! يقول للربيع حاجبه: سر الساعة إلى جعفر بن محمد فأْتني به على الحال الذي تجده عليه، لا تغيّر شيئاً ممّا هو عليه. و كم هيّأ له سيفاً و نطعاً، و استلّ و ردّ في الغمد ما همّ به من إفراغ حقده و حسده.. هذا، مع أنّ علماء السيرة أجمعوا على انصراف الإمام عليه السلام عن الرئاسة و إعراضه عن المُلك، و تنزّهه عن مزاحمة المنصور و أمثاله؛ فالإمامة أسمى، و هي منصب إلهيّ شامخ، هي ـ كما يعرّفها الإمام الرضا عليه السلام ـ: زمام الدين، و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا و عزّ المؤمنين. إنّ الإمامة اُسّ الإسلام النامي، و فرعه السامي... الإمام أمين الله في خلْقه، و حجّته على عباده، و خليفته في بلاده، و الداعي إلى الله، و الذّابّ عن حُرم الله... نظام الدين، و عزّ المسلمين، و غيظ المنافقين، و بَوار الكافرين

و قد دخل عليه السلام يوماً فقال له المنصور ـ و كان متضجّراً من وقْع الذباب عليه ـ: يا أبا عبد الله، لمَ خلق الله الذباب؟! فأجابه عليه السلام: ليُذلّ به الجبابرة

و كتب المنصور يوماً إلى الإمام عليه السلام: ألا تغشانا كما يغشانا الناس؟ فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له. و لا أنت في نعمة فنهنّئك، و لا تراها في نقمة فنعزّيك بها. فما نصنع عندك؟ فكتب المنصور: تصحبنا لتنصحنا. فأجابه عليه السلام:من أراد الدنيا لا ينصحك،ومن أراد الآخرة لا يصحبك

و بعث عليه السلام إليه رسولاً يقول له: إن كففتَ و إلا أجريتُ اسمك على الله عزّوجلّ في كلّ يوم خمس مرّات. و قال له: إنّه لم ينل أحدٌ منّا ـ أهلَ البيت ـ دماّ إلا سلبه اللهُ مُلكه

و كان المنصور يفهم هذا، بل رأى ذلك بأمّ عينيه حين تهاوت الدولة الاُمويّة بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام، و انهارت و ما قامت لبني اُميّة قائمة.. لكنّ الحقد أعمى قلبه، و الحسد أضلّه عن سبيل الرشاد، و الحرص على الملْك جعله يعيش هاجس الشك و الريبة ليله و نهاره.. و هو يرى إجلال الناس لرسول الله صلّى الله عليْه و آله في الإمامالصادق سلام الله عليه، و يرى رجوعهم إلى أهل البيت صلوات الله عليهم فيه.. و هو وريثهم عليه السلام في العلم و التقوى و العبادة و الزهد و الشريعة و القرآن و السنّة المطهّرة

و كان الإمام عليه السلام قد استثمر الفترة الانتقالية التي شُغل فيها الكثير بالتكالب على السلطة، و هي فترة الصراع المحتدم بين الاُمويّين و العبّاسيّين، و انهيار الحكم الاُمويّ و تسلّط بني العبّاس على زمام الأمور.. فأسّس سلام الله عليه مدرسته العلميّة الرفيعة، و بثّ من خلالها المعارف الحقّة و القيم السامية ما انتبه به الناس أنّه الأولى بخلافة النبيّ الأعظم صلّى الله عليْه و آله و سلّم من المنصور و غيره



و كان الذي لابدّ

رجلٌ كالإمام الصادق عليه السلام ينشر العلم و التقوى، و يرشد إلى الأخلاق و الصلاح، و يحذّر من الفساد و الضَّلال.. لا يرتاح لوجوده الطغاة و الظلمة و المفسدون، بل لا يطيقون أن يسمعوا بفضائله و احتفاء الناس به. فكان من المنصور أن أخرجه من بيته حافياً حاسراً بطريقة همجيّة، و فرض عليه الإقامة الجبريّة

و وضع عليه عيون المراقبة و التجسّس، و سخّر له من يأتيه بالأخبار.وكان المخبرون من أهل السعاية و الوشاية و الوقيعة، فأتوه بالأكاذيب و الأقاويل ما أثاروا دفائن حقده و قلقه و ريبته،حتّى أخذ يخشاه على سلطته، فكان يقول:هذا الشجا المعترض في حلّقي!

و تأجّجت النيران الشيطانيّة في قلب المنصور، فأقدم على سمّ الإمامالصادق عليه السلام بيد غادرة.. بأمر مباشر منه، و بتنفيذ مباشر من قِبل عامله على المدينة محمّد بن سليمان. فقضى سلام الله عليه شهيداً في الخامس و العشرين من شوّال ـ عام 148 من الهجرة الشريفة. و ذلك ما أكّدته المصادر التاريخيّة، منها: إسعاف الراغبين لابن الصبّان الشافعيّ. و نور الأبصار للشبلنجيّ. و تذكرة خواصّ الاُمّة، لسبط ابن الجوزيّ. و الصواعق المحرقة، لابن حجر العسقلانيّ. و المصباح، للكفعميّ. و إقبال الأعمال، للسيّد ابن طاووس. و بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ.. و غيرها كثير من كتب التاريخ و السيرة



مدفنه عليه السلام

قال المسعوديّ: و دُفن عليه السلام بالبقيع مع أبيه و جدّه، و قيل: إنّه سُمّ، و على قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها

و كان له تشييع مهيب، يصفه العجليّ ـ و هو من شعراء أهل البيت المجاهرين بولائهم ـ:

أقولُ و قد راحـوا به يحـملونـه
على كـاهلٍ من حامـليه و عـاتقِ
أتدرون ماذا تحمـلون من الثَّـرى
ثبيراً هوى من رأسِ علياءَ شاهـقِ
غذاةَ حثا الحاثون فوق ضـريحـه
تراباً.. و أولى كان فوق المَفـارقِ
أيا صادقُ ابنَ الـصادقـينَ أليّـةً
بآبـائك الأطـهارِ حـلفةَ صـادقِ
لحقّاً بكم ذوالعرش أقسم في الورى
فقال تعالـى الله ربُّ المـشـارقِ
نجوم هي اثنا عشْـرَ كُـنّ سُبّقـاً
إلى اللهِ في علمٍ من الله سابقِ


و دُفن بدنه الزاكي في أرض البقيع الطيّبة، خلف آبائه الطاهرين: الإمام الحسن بن عليّ السبط المجتبى، و الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين، و الإمام محمّد بن عليّ الباقر، سلام الله عليهم جميعاً.. فوقف عندهم الأديب المحبّ الموالي يقول:

و لله أفـلاك البـقيع فـكـم بـها
كواكبُ مـن آل الـنبيِّ غـواربُ
حوت منهمُ ما ليس تـحويه بقـعة
و نالت بهم مـا لم تنله الكـواكبُ
فبُوركتِ أرضاً كلَّ يـوم و ليـلةٍ
تطوف من الأمـلاك فيـكِ كتائبُ
و فيكِ الجبالُ الشمّ حـلماً هوامـدٌ
و فيكِ البحور الفعم جوداً نواضبُ
مناقبهـم مثـلُ الـنجـوم كأنّهـا
مصائبهم لم يُحصِها الدهرَ حاسبُ
و هم للورى إما: النعـيم مـؤبَّدٌ
و إمّا عذابٌ في القيامة واصـبُ


هدم وهتك

و أقبلت القلوب المؤمنة تشيّد القباب و الأضرحة الطاهرة، رموزاً شريفة جاذبة للعيون و الأرواح من بعيد، فكان البقيع عامراً بزائري أئمّة الهدى عليهم السلام قروناً.. حتّى هُدمت قبوره المباركة في الثامن من شوّال سنة 1344 هـ، ثمّ طُوّقت بسور مانع للوافدين عليها

لكنّ القلوب التي أنعم الله عليها بمودّة قربى النبيّ صلّى الله عليْه و آله

لم تحجبها الأسوار و لا المسافات عن التوجّه إلى أهل البيت الرسالة و النبوّة محمّد و آله صلوات الله عليهم، فهم أبواب الإيمان، و أُمناء الرحمن، و أئمة الهدى، و أعلام التقى، و كهف الورى، و محالّ معرفة الله، و مساكن بركة الله.. عليهم سلام الله


شبكة الإمام الرضا عليه السلام


نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


صورة

فَـدَعِ الـغانياتِ


فَـدَعِ الـغانياتِ فـالعمرُ ولّى

وآلْهُ عنها وآقْرَ التَّصابي السلاما

وأنِـبْ صـادقاً وقَـدِّمْ شـفيعاً

جـعفرَ الـصادقَ الإمامَ الهُماما

مِـن سـنا وجهه أمَدَّ الدراري

ونــدى كـفِّهِ أمَـدَّ الـغَماما

مصدرُ العلم.. منتهى الحلم

بابُ الله والعُروةُ التي لا انفصـامـا

علّةُ الكون مَن به الأرضُ قامت

والـسماواتُ.. والوجودُ استقاما

شمسُ قُدسٍ بَدَت فجَلَّت دُجى الكفر

ودلّت على الإرشاد الأنامـا

سـيّـدٌ جَــدُّه دنــا فـتدلّى

قـابَ قـوسَينِ منزلاً لن يُراما

يـا مُقيماً للدِّين أقوى براهينَ

عـلى الحقّ.. مِثْلُها لن يُقاما

يا بدوراً قد غالها الخَسْفُ لكنْ

لم تَزَل في الهدى بدوراً تماما

حاوَلَت نقصَهـا العِـدى فأبـى

الرحمـانُ إلاّ لنـورهِ الإتمـامـا

حَـرّ قـلبي لـسادةٍ أزكـياءٍ

فـي الـطَّواميرِ خُلِّدوا أعواما

قَـتَلوهُم وما رَعوا لرسول الله

إلاً فـــي آلــهِ وذِمـامـا

يـا جبالاً حِلْماً تَفُوقُ الرواسي

وسِـجالاً نُـعمى تَـعُمُّ الأناما

ولُيوثاً غابت إذا طاشت الأحلامُ

فـي الـرَّوع لم تَطِشْ أحلاما

لـم يَـمُتْ حَتفَ أنفهِ مِن إمامٍ

مـنكمُ عـاش بينهم مُستَضاما

مـا كفـاهـا قَتـلُ الوصـيّ

وشِبلَيـهِ وأبنائِهـم إمـامـاً إمـامـا

والـتعدّي عـلى المَيامينِ حتّى

لـم تُـغادِرْ مِن تابعيهم هُماما

ورَمَـت جـعفراً رزايـا أرَتْنا

بـأبيه تـلك الـرزايا الجِساما

بـأبي مِـن بـني النبيّ إماماً

جَـرَّعَته بـنو الطليقِ الحِماما

بـأبـي مَـن أقـامَـهُ اللهُ للـعلـمِ

وللـحِـلْمِ غـاربـاً وسَنـامـا

بـأبي مَـن بكى عليه المُعادي

والـمُوالي لـه بـكاءَ الأيامى

بـأبي مَـن أقـام حَـيّاً ومَيْتاً

عـمَدَ الـدِّين والهدى فاستقاما

بـأبي مَـن عليه جبريلُ حُزناً

فـي الـسماوات مأتماً قد أقاما

يا حمى الدين إنّ فَقْدَكَ أودى

في حشا الدين جَذوةً وضَراما

ومِـن المؤمنين أسهَرَ طَرْفاً

ومِـن الكاشحين طَرْفاً أناما

كـنت للدِّين مَظهراً ومناراً

ولأهـليه جُـنّةً وعِـصاما

كان بيتُ الهدى بهَدْيِك معمـوراً

وقـد سامَه الضَّـلالُ انهـدامـا

لا مُـقامٌ لأهـلِ يثربَ فيها

يـوم أبـكيتَ يثرباً والمَقاما

أيُّهـا البَـدءُ والختـامُ لـهـذا الكـون

طِبتُـم بـدايةً وختـامـا

إن تُـساموا ضَـيماً فعمّا قليلٍ

يُـدركُ الـثأرَ ثـائرٌ لن يُضاما

مَـلِكٌ تـخضعُ الـملوكُ لـديهِ

وإلـيه يُـلقي الـزمانُ الزِّماما

عَـلَمٌ لـلهدى بـه اللهُ يـمحو

كـلَّ غـيٍّ ويَـمحَقُ الآثـاما

وبـه اللهُ يـملأ الأرض عـدلاً

وبـه يـكشف الكروبَ العظاما

مُحْيياً دِيـنَ جَـدِّه مُحْكِمـاً بالبِيـضِ

والسُّمْـرِ شَـرعَهُ إحكـامـا

حـيِّ مولى جبريلُ جهراً ينادي

في السماوات باسمه إعظاما!



السيّد صالح القزوينيّ


نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


صورة

صدق الحزن بفقد الصادق

رايات الحزن نرفعها وتعازينا نقدمها

لمقام صاحب الأمر (عجل الله تعالى له الفرج)

في ذكرى استشهاد إمامنا الصادق عليه السلام

السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البارّ الأمين

السلام عليك وعلى آبائك المعصومين

السلام عليك وعلى اولادك الحجج ورحمة الله وبركاته


كيف نصبو لحياة بعدما

ألبـس الديـن افتخـارا

قتلوا أصدق من فـوق الثـرى

بذعاف السم في الأحشاء سارا

صدق الحزن بفقـد الصـادق

فقده أورى شغاف القلب نـارا

لهف نفسي كيف يعفـى قبـره

وهو حصن وبه الكون استجارا

قذيـت عيـن إذا لـم تبكـه

بدل الدمع دمـاً ليـل نهـارا

إننـا نرتقـب اليـوم الــذي

يطلب الموعود للصادق ثـارا

ثم يدعو يا لثـارات الحسيـن

لدمـاءٍ سُفكـت منـه جبـارا

ناحـروه وبـه لـم يحفظـوا

لرسـول الله قـدراً و وقـارا



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

فلتبكي كل عين وتذرف الدم و الدماء

فهذا اليوم ذكرى شهادة سيد العلماء

ابن باقر العلوم وحفيد رسول السماء


يـا مُقيماً للدِّين أقوى براهينَ

عـلى الحقّ.. مِثْلُها لن يُقاما

يا بدوراً قد غالها الخَسْفُ لكنْ

لم تَزَل في الهدى بدوراً تماما

حاوَلَت نقصَهـا العِـدى فأبـى

الرحمـانُ إلاّ لنـورهِ الإتمـامـا



عظم الله أجورنا و أجوركم بذكرى استشهاد كشاف الحقائق الإمام جعفر الصادق عليه السلام



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

مكانة الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ع ) العلمية



إن عظمة الأمم تقاس بعظمائها وقادتها ، وأمة لا عظماء لها ولا قادة ، لا تاريخ لها ، والأمة الإسلامية هي أغنى الأمم وأثراها بعظمائها وقادتها ، فلديها من العظماء والقادة ما لم تحفل به أمة من الأمم

ويأتي في مقدمة هؤلاء وطليعتهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله هادياً وإماماً ومعلماً وبشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين ، ثم من بعده خلفاؤه المعصومون وأوصياؤه الطاهرون عليهم السلام ، والرسول محمد وآله ، هم القدوة والأسوة الحسنة التي أمر الله بإتباعها ، قال تعالى

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَّ كَثِرًا }

تميز عصر الإمامالصادق عليه السلام بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي الحضاري بين الثقافة والتفكير الإسلامي من جهة , وبين ثقافات ومعارف الأمم وعقائدها من جهة أخرى , فنشأت في المجتمع الإسلامي حركه علمية وفكرية نشطه ونما التفكير والبحث العلمي واشتغل المسلمون بعلوم الطب والفلك والكيمياء والفيزياء والرياضيات طبعا وفي الأساس العلوم الإسلامية في القرآن والتفسير والفقه والحديث وغيرها ، وأيضاً نشأت الآراء والمذاهب الفقهية ، وبهذا النمو حصل حراك وتفاعل في جميع العلوم من المجتمع الإسلامي في عصر الإمام عليه السلام وبهذا التفاعل العلمي تصدى الإمام عليه السلام لعده قضايا ومنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لأنها تحتاج إلى بيان رأي وتحديد موقف الشريعة الإسلامية منها


مقام الإمام العلمي :

وسط هذا الحراك العلمي من التيارات والمذاهب عاش الإمام عليه السلام ومارس مهماته ومسئولياته العلمية والعقائدية الإسلامية كإمام وأستاذ وعالم ولا يوجد شك في ذلك أن ينافسه أحد من العلماء ، فجر ينابيع المعرفة العلمية من العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه ، وكانت أساساً وقاعدة علمية وعقائدية متينة وقوية ثبت عليها بناء الإسلام ، وعلى الرغم من محاربة الحكام الجائرين في زمانه وكتاب التاريخ لطمس شخصية هذا الإمام فإن شخصيته كانت ولا تزال نجماً لامعاً في سماء الإسلام إلى قيام الساعة

فقد تلقى الإمامالصادق عليه السلام العلوم والمعارف عن آبائه عليهم السلام عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم ، وهو حديث السلسلة الذهبية الذي يستند على أصح الأسانيد وأقواها وحفظ أصالتها وساهم مع أبيه الإمام الباقر عليه السلام في تأسيس جامعة أهل البيت في المسجد النبوي الشريف ، وكان رواد العلم يَفِدون عليهما وينهلون منهم علوم الشريعة الإسلامية مثل التفسير والحديث والعقيدة والأخلاق .. وغيرها من العلوم الكثيرة ، طبعاً كان العلماء والفقهاء وغيرهم يشهدون بمجد وعلم الإمامالصادق عليه السلام العلمي في جلساتهم ومحافلهم حتى المعارضون له ، ومن هذه الشهادات وتوجد كثير منها في حق الإمام عليه السلام


قال الشيخ المفيد – رحمه الله :

(( وكان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام من بين أخوته خليفة أبيه محمد بن علي عليه السلام ووصيه القائم بالإمامة من بعده وبرز على جماعتهم بالفضل وكان أنبههم ذِكراً وأعظمهم قدراً وأجلهم في العامة والخاصة ، ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ، ولم يُنقل عن أحد مِن أهل بيته العلماء ما نُقل عنه ، ولا لقي أحدٌ منهم من أهل الآثار ونقله الأخبار ، ولا نقلوا عنه كما نقلوا عن أبي عبدالله عليه السلام ، فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل ))

ووصفه المؤرخ المشهور اليعقوبي فقال :

(( وكان أفضل الناس وأعلمَهُم بدين الله ، وكان أهلُ العلم الذين سمعوا منه إذا رووا عنه ، قالو أخبر العالِم ))

ونقل الأمين العاملي عن الحسن بن زياد أنه قال :

(( سمعت أبا حنيفة قد سُئل عن أفقه مَنَّ رأيت ، قال : جعفر بن محمد )) وهو يعني الإمامالصادق عليه السلام ، وهذا أبو حنيفة النعمان صاحب المذهب الذي عرف بكثرة القياس ، وطرح الأسئلة وكثرة الأحاديث ، يكشف لنا عن أهمية مدرسة الإمامالصادق ( عليه السلام ) وآرائه الصائبة وأثرها العظيم على نفسه ويعترف بقوله : " لولا السنتان لهلك النعمان " ، والسنتان التي درس بهما على يد الإمام أبي عبد الله الصادق عندما فتح مدرسته في الكوفة . ، وكان الإمام ( عليه السلام ) يشدد عليه بترك القياس في الرأي ، وكان ( عليه السلام ) يناظره ويفحمه ويعترف بذلك ولكنه يعود لرأيه الأول . وبهذا يتضح أن أبا حنيفة النعمان في أخذه رأي الإمامالصادق ( عليه السلام ) واتباع أمره يعد نفسه في نجاة من الهلكة

علم الإمام الصادق ( عليه السلام ) معين لا ينضب وبحر زاخر متلاطم الأمواج ، بعيد المدى ، لا يسبر غوره أحد ، تطفح ضفتاه بالجواهر من العلوم و اللآليء ‹ صفحة 179 › التي أضفت أشعتها على جميع المعمورة من يومه إلى يومنا هذا . لقد امتازت مدرسة الإمام بجامعيتها العلمية غير المحدودة . ومن الطبيعي أن تنعكس الجامعية العلمية التي تملكها شخصية الإمام ( عليه السلام ) على واقع مدرسته ، ولم تكن علوم المدرسة لتقف عند حدود المعارف الإسلامية الخاصة بل هناك الكثير من العلوم الأخرى التي تتعلق بقضايا الكون والطبيعيات والطب وغيرها مما عرفت به مدرسة الإمام ، وفي مرور سريع نحاول أن نعرض لبعض ما زخرت به مدرسة الإمام من منوعات العلوم وهي : علم التفسير ، علم الكلام ، علم الفقه والتشريع ، علم أصول الفقه ، علم الأخلاق ، علم الطب ،علم الكيمياء ،وغيرها من العلوم ، والهدف هو نشر التعاليم القيمة في بث روح الأخوة الإسلامية والعدالة الاجتماعية ، ومحو المعتقدات الفاسدة والآراء الشاذة

أستاذ الفقهاء والمحدثين ، وسليل النبوة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، ومن هذا البحث المتواضع يجب على القارئ الكريم أن تكون شخصية الإمامالصادق عليه السلام القدوة نحو علومه ومعارفه ومآثره فتزيد معرفته بشخصية الإمام عليه السلام ، ويتخذه قدوة وإماماً في العلم والعمل


بعض من أقوال الإمام عليه السلام حول العلم :

- قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :

( لو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج )

- عن علي بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :

تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي ، إن الله يقول في كتابه العزيز :

( ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل الطيبين الطاهرين .



• بمناسبة ذكر وفاة الإمام الصادق عليه السلام 25 / 10 / 1429هـ

• بقلم: حسن عون العصافره



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

الامام الصادق عليه السلام عذب من الدولتين


السلام عليك يا جعفر بن محمد يابن رسول الله يا امامنا المفترض الطاعة
ان الكثير يتناقلون بان الامام الصادق عليه السلام انما استطاع ان ينشر الدين وظهرت الانوار منه الكثيرة التي ملئت كتب الشيعه ؛ سببها ضعف الدولة الاموية لانها في حالة زوال وضعف الدولة العباسية لانها في حالة تولد ؛ وبين هذين الضعفين استثمر الامام عليه السلام الفرصة لنشر الدين وبيان احكامه .
وهذا القول حسب ما اعتقد يصدر من اناس لم يفهموا الامامة حق فهمها؛ لاننا لا نؤمن بان الامامه تخضع للظروف وتركع امام الحكومات قويتا كانت ام ضعيفه لان الامامه الواقعيه مسددة من الخالق الذي بيده الامر كله

فالامامه التي تتبع الاحكام الوضعيه في انجاز مهامها لم تكن الامامه التي نحن نؤمن بها.
نحن نؤمن بامامه تنجز مهامها المامور بها من الله تعالى ولم تحسب لاي سبب كان اي حساب .
كما ورد في الحديث ان جبرائيل عليه السلام سلم الرسول صلى الله عليه واله 12 رسالة مختومة لكل امام رساله يسلمه اياه الامام الذي قبله ؛ ومكتوب فيها ما يجب ان يعمله ففي رسالة الامام الحسين عليه الاسلام كان مكتوب قاتل .... اسالك قارئي العزيز كم قالوا للامام لا تذهب للعراق؟؟؟

من اناس لافهم لهم ولا دراية وكانوا يعرفون مصير سيره عليه السلام القتل وسبي العيال مع ذلك ذهب عليه السلام وذلك لانه كان مامور بالذهاب

كذلك الامام الصادق عليه السلام تماما عكس ما يقولون عاش في احلك الظروف وعذبوه الحكام اشد التعذيب ؛ وكان في اشد ما يمكن من التقية ؛ الدوله الضعيفه كانت تخاف من خيالها فتلاحق كل من تشك به واول متهم هم اهل البيت عليهم السلام ؛لا لان لهم تحركات سياسيه بل لانه اصحاب الحق الواقعيين وان لم يتحركوا يخاف منهم الطغات!!!

والدوله الجديده لضعفها تخاف من عدم استقامة امرها فعذبوا ألامام اشد التعذيب ولكن كانت الرسالة التي سلمها اياه الامام الذي قبله ان انشر العلم فامتثل امر الله


وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

اااااااااااااااااااااااه



غمض اعيونه وقطع ونه وفاضت الروح

وارتفع من بيته ضجيج الحرم والنوح

وفاضت سماوات العلى والقلم واللوح

بالقبر نصبت له الزهرا عزيه

ويلاه من شالوا الصادق فوق نعشه

ودوه للمسجد اوداره بقت وحشه

وباب الحوائج نوب ايفيق ونوب يغشى

اينادي يبويه عيشتي ماهي هنيه

شالوا ابنعشه للبقيع اشبول واسباع

وحاطت النسوه ابحفرة امسكرت لضلاع

سمعواونين امه البتوله اباطن القاع

اتنادي يخلق الله انشعب قلبي ابسعيره

كشفوا اللحد عني ابطلع لبني اليوم

قطواجبدي مثل جبده ابحر لسموم

وانه يشيعه في عزه جده المظلوم

ابكي على اللي ابكربلا جثته عفيره

لحده ابقبره وقام اله ابنه يواريه

ومده ابقبره وصاح بيتامه وجواريه

لمن قضوا كلهم من اوداعه بواكيه

قام ابنه الكاظم ايلحده على شفيره

ايوسدابوه ابحفرته ومنه القلب ذاب

لاشاف ضربه ابجثته لاعاين اصوب

ولاشاف ضربه بالجسد ولاشلع نشاب

ولاعاين من الخيل اضلاعه كسيره



السلام عليك ايها الامام الصادق والوصي الناطق

السلام عليك ياعميد الصادقينولسان الناطقين

وخلف الخائفين وسيدالمرسلين

اشهدانك شمس الضحى والعروة الوثقى وبحرالمدى

والمثل الاعلى السلام عليك ايها الشهيد وابن

الشهيد ورحمه الله وبركاته




عظم الله اجورنا وجوركم في الامام جعفربن محمد الصادق عليه السلام



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

صور من نشاط الإمام الصادق ((عليه السلام))


كلمة سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي بمناسبة ذكرىاستشهادالإمام جعفر بن محمد الصادق ((عليه السلام)) / 1424هـ


إن سيرة أهل البيت ((عليهم السلام)) سفر جامع لكل ما تحتاجه البشرية من اراء ومواقف وحلول وبرامج عمل لمختلف القضايا التي تواجهها ولا عجب في ذلك فانهم عدل الكتاب العزيز وصنوه وقد وصف القرآن نفسه بانه فيه : تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ.

سورة النحل : 89 . مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ سورة الأنعام : 38

فهم كذلك

وبمناسبة ذكرى وفاة الإمامالصادق ((عليه السلام)) نريد ان نستلهم من حياته ((عليه السلام)) بعض المعالجات لمشاكلنا ونتعلم منه ((عليه السلام)) كيف نصمد أمام التحديات التي تحاول تقويض شخصيتنا ومسخ هويتنا ونعرض ذلك باختصار من خلال نقاط :


الأولى :

ان الفترة التي نعيشها تشابه تلك التي عاشها الإمامالصادق ((عليه السلام)) من حيث انها شهدت ضعف وانحلال دولة هي الأموية وظهور دولة جديدة هي العباسية فكان أهم عمل قام به في هذه الفترة الانتقالية وتخفيف قبضة الظالمين عنه هو نشر علوم أهل البيت ((عليهم السلام)) وتثبيت الركائز الفكرية والعلمية الرصينة لهذه المدرسة حتى لقد نسب المذهب اليه فقيل المذهب الجعفري لان جهده ((عليه السلام)) كان هو الأوضح في تأسيس هذا الصرح الشامخ وقد قطع الإمام شوطا واسعا في هذا المجال فقد تخرج على يديه اربعة آلاف عالم في مختلف العلوم والفنون فابو حنيفة شيخ أئمة المذاهب من تلاميذه ((عليه السلام)) وله كلمته المشهورة (لولا السنتان لهلك النعمان) وجابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء من طلابه ((عليه السلام)) وغيرهم كثير وقد انتشر هؤلاء في الامصار ونقلوا معهم ما تعلموه وكان ((عليه السلام)) يحث على طلب العلم ويقول : ((لوددت ان اصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا)) وخاطب ((عليه السلام)) اصحابه : ((عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا اعراباً فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر اليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً)). ونقل ((عليه السلام)) عن جده رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : ((أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه)). ونحن اذ نعيش اليوم زوال أيام النظام الجائر الذي حرمنا من كثير من حقوقنا ونشوء دولة جديدة يكون من اولياتنا تأسيس الحوزات العلمية الشريفة والمؤسسات الثقافية في جميع المدن لخلق واقع جديد من انتشار مراكز العلم والمعرفة يكون اساساً تبنى عليه الحياة الجديدة حتى يتسع الوضع الحالي الذي يفترض وجود الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف لان مجرد وجود الكيان العلمي الديني في مدينة ما يعني دفعة قوية للحركة الإسلامية والالتزام الديني فضلاً عما لو تحرك هذا الكيان ليبلغ الاحكام ويعظ ويوجه ويرشد فانه سيملأ تلك المدينة ولا يترك فراغاً يمكن ان يشغله غيره ويحاصر الفساد والانحراف ويسد عليه منافذ الحركة

الثانية :

بيان وتوضيح المعالم الصحيحة لشخصية المسلم بعد ان مسخها الحكام الظلمة بما كانوا يصورون للأمة من جوانب مخزية لشخصيتهم وبما كانوا ينشئون في حياة المجتمع الإسلامي من واقع فاسد من فسق وفجور وخيانة وجور وانكباب على الدنيا وتقاتل من أجلها وولع بالخمر وعدوان على أهل الحق وكان وعاظ السلاطين السائرون في ركابهم يرقعون لهم هذه المخازي بضلالاتهم فضاعت الصورة الحقيقية للمسلم خصوصاً عند الاقوام التي دخلت الإسلام جديداً وليس لهم عمق تاريخي فيه وحرموا من التعرف على أئمتهم الحقيقيين فنهض الإمام ((عليه السلام)) بمسؤولية هذا التعريف وكان يركز اهتمامه اكثر على شيعته باعتبارهم طليعة هذه الأمة التي عرفت الحق واتبعته فتكون المسؤولية عليهم أكبر قال ((عليه السلام)) : ((فان الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى للناس الامانة وحسن خلقه معهم وقيل هذا شيعي يسرني ذلك ويدخل عليّ منه السرور ومن كان غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره)). وقال ((عليه السلام)) : ((والله ما شيعة علي الا من عف بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه)). ويروي الإمامالصادق ((عليه السلام)) قائلاً : ((خرجت انا وابي حتى اذا كنا بين القبر والمنبر اذا هو باناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال من كلام : واعلموا ان ولايتنا لا تنال الا بالورع والاجتهاد من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله. وقال ((عليه السلام)) : اوصيكم بتقوى الله واداء الامانة لمن ائتمنكم وحسن الصحبة لمن صحبتموه وان تكونوا لنا دعاة صامتين. ـــ ولما سأله احدهم مستغربا ـــ : يا ابن رسول الله كيف ندعوا إلى الله ونحن صامتون، فقال ((عليه السلام)) : تعملون بما امرناكم به من طاعة الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطلّع الناس منكم الا على خير فاذا رأوا ما انتم عليه علموا فضل ما عندنا فعادوا اليه))

ومجتمعنا اليوم يتعرض لحملة عالمية منظمة مدعومة باحدث التقنيات والوسائل الاعلامية كالصحف والمجلات والتلفزيون والستلايت من أجل سلخه عن عقيدته واخلاقه وإعادته إلى الجاهلية التي استنقذهم الله تبارك وتعالى منها فلكي نحافظ على هويتنا الإسلامية في العقيدة والسلوك علينا ان نحشد طاقاتنا ونبتكر الاساليب والوسائل المناسبة لتلك الحملة المنظمة فنعّرف بعناصر شخصية المسلم ومعالمه التي تميزه عن غيره وقد كتبت بحثاً بعنوان عناصر شخصية المسلم في آثار أهل البيت ((عليهم السلام)) ونُشر في كتاب نحن والغرب


الثالثة :

الوقوف في وجه التيارات الفكرية التي تنشأ من داخل المجتمع المسلم أو تفد عليه من الخارج والتي تهدد عقيدة الأمة أو سلوكها فعندما نشأت شبهة القول بالجبر وأن الله قد قهر العباد على افعالهم وساهمت السلطات الحاكمة على ترويجها لتبرير ظلمهم للعباد وقف الإمام ((عليه السلام)) بحزم لتفنيدها وخصص عدداً من اصحابه للحوار والجدال وانتشرت كلمته التي تعبر باختصار عن مذهب اهل البيت ((عليهم السلام)) وهي : ((لا جبر ولا تفويض وإنما أمر بين أمرين)) وكذا واجه حملات الالحاد وإنكار الصانع لهذا الكون وقد تبناها عدد من الزنادقة والدهريين وكانوا يصرحون بها ويدافعون عنها ويطلبون من يناظرهم فيها ويستغلون موسم الحج لنشر ضلالاتهم وتسفيه عقائد المسلمين في شعائر الحج وكان الإمامالصادق ((عليه السلام)) يقف لهم بالمرصاد فيفحمهم ويرد كيدهم إلى نحورهم وينصر المؤمنين ويشد على قلوبهم ويعزز إيمانهم

وكذا وقف بقوة ضد الفقهاء الذين بدأوا العمل بالقياس لاستنباط الاحكام الشريعة وحذرهم مغبة عملهم وقال إياكم ان يقف الناس يوم القيامة فيقولون قال الله ورسوله وتقولون قسنا ورأينا وقال لهم : ((اذا قيست السنة محق الدين)). واثبت بطلان العمل بالقياس بموارد ثابتة من الفقه تخالف أقيستهم ولولا هذه الوقفة الشجاعة لكانت الاحكام الشرعية الآن مخالفة تماما لما اراده الله ورسوله بحيث تؤدي إلى محق الدين كما عبر الإمام ((عليه السلام)) وتأسيا بالإمام ((عليه السلام)) فيجب على العلماء والمفكرين والمثقفين التصدي للشبهات والتيارات الفكرية والاجتماعية التي تهدد كيان الأمة كالالحاد وإنكار الخالق والقول بالصدفة أو الطبيعة وكالعلمانية ودعوات تحرير المرأة التي لا تعني إلا تدمير اخلاق المجتمع تحت هذه العناوين البراقة الخادعة ومثل دعوات التغريب التي يراد منها الحاق المجتمع الشرقي المسلم بالغربي بجميع انماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية رغم البون الواسع في مرتكزات كل منهما


الرابعة :

التصدي لتصحيح التصرفات المنحرفة التي تنشأ عن الجهل فمنها ما روي عن الإمامالصادق ((عليه السلام)) انه قال : ((قوله عز وجل : اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ : سورة الفاتحة : 6. يقول ارشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنتك من ان نتبع اهوائنا فنعطب ونأخذ بارائنا فنهلك فان من اتبع اهوائه واعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس تعظمه وتصفه فاحببت لقائه من حيث لا يعرفني لا نظر مقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به جماعة من غثاء العامة فوقف منتبذا عنهم متغشياً بلثام انظر اليه واليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم وفارقهم ـــ إلى ان يقول ـــ فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة ثم لم ازل اتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه، فسأله الإمام ((عليه السلام)) عن سر فعله هذا فاتهمه بجهله للقرآن يقول الإمام ((عليه السلام)) : قلت : وما الذي جهلت؟ قال : قول الله عز وجل: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا. سورة الأنعام : 160. واني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه اربع سيئات فلما تصدقت بكل واحدة منها كانت اربعين حسنة, انقص من اربعين حسنة اربع سيئات بقى ست وثلاثين, قلت : ثكلتك امك! أنت الجاهل بكتاب الله اما سمعت قول الله عز وجل : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. سورة المائدة. 28، إنك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين ولما دفعتهما من غير رضا صاحبها كنت انما اضفت اربع سيئات إلى اربع سيئات ولم تضف اربعين حسنة إلى اربع سيئات فجعل يلاحيني فانصرفت عنه وتركته))

وكم يوجد مثل هذا الرجل في زماننا وكل زمان حيث يقومون بافعال يظنون انها تقربهم إلى الله تعالى وهي لا تزيدهم منه الا بعدا أو يحرصون على فعل المستحبات ويتركون الواجبات كالذي ينفق ماله في إقامة الولائم على حب أهل البيت ((عليهم السلام)) وهو لا يدفع ما بذمته من الحقوق الشرعية وهو بذلك يسرق حقوق مستحقيها


الخامسة :

حرصه ((عليه السلام)) على وحدة المسلمين والتأليف بين قلوبهم فرغم انه ((عليه السلام)) وأهل بيته ظلموا وغصبت حقوقهم الا انه لم يثر فتنة وسلم لهم من اجل ان تسلم امور المسلمين كما قال جده أمير المؤمنين ((عليه السلام)) : ((لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ووالله لاسلّمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا عليّ خاصة، التماساً لاجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه)). وضربوا ((عليهم السلام)) لذلك مثلاً في امرأتين تنازعتا في ولد كل واحدة تقول هو لي وتحيّر الخليفة الثاني في كيفية حل النزاع فالتجأ إلى أمير المؤمنين ((عليه السلام)) فما كان منه ((عليه السلام)) الا ان دعا بسيفه وقال ساقطع الولد نصفين لكل واحدة نصف مراعاة للعدل والانصاف فصاحت ام الولد الحقيقية لا تفعل يا أمير المؤمنين واحفظ الولد سالماً ولتأخذه المرأة الأخرى، فقال لها ((عليه السلام)) انت امه الحقيقية ودفعه اليها، فكان كل إمام يشعر انه ام الولد وعليه ان يضحي حفاظاً لسلامة كيان الأمة من التمزق والتشتت وكان الإمامالصادق ((عليه السلام)) يقول : ((ولدني أبو بكر مرتين)) تأليفاً لقلوب العامة

السادسة :

الاهتمام بأمور المسلمين وقضاء حوائجهم ومساعدة ضعفائهم بحيث يصل إلى درجة التعبير عمن لم يهتم بامور المسلمين بأنه ليس منهم وكان الإمامالصادق ((عليه السلام)) يطوف بالبيت الحرام فجاء رجل إلى احد اصحابه طالباً منه قضاء حاجة فاجله إلى حين انتهاء الطواف فلم يرض الإمام عليه وطلب منه قطع الطواف حتى يقضي حاجة اخيه المؤمن ويعود إلى طوافه، ومر المعلى بن خنيس وهو من خواص اصحاب الإمام ((عليه السلام)) بمسلمين يتنازعان على مالٍ فدفع منه مالاً يرضيهما ولما استغربا من عظيم صنعه، قال : والله ليس هو من مالي وإنما وضعه عندي سيدي ومولاي جعفر بن محمد للمساعدة في اصلاح الخلافات بين المؤمنين وحل نزاعاتهم



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
امل الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7515
اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة امل الزهراء »

[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

عظم الله أجورنا وأجوركم يا شيعة يا موالين
بذكرى أستشهاد مولانا المظلوم جعفر الصادق العالم الزاهد عليه السلام.
[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

المواقف السياسية للإمام الصادق ((عليه السلام))


شهدت الفترة الأخيرة من الدولة الأموية اجتماعات عديدة كان يعقدها العلويون والعباسيون لاعلان الثورة وقد حاولوا اقناع الإمام ((عليه السلام)) بالانضمام اليهم الا ان الإمام ((عليه السلام)) كان يبين موقفه بوضوح باننا لسنا طلاب دنيا وليس لنا مطامع في السلطة وانما نريد الاصلاح وتهذيب النفوس وتكاملها ورقيها وهو ما يجب ان نعمل لأجله ومن دون وصول الأمة إلى مستوى رفيع من التربية الإيمانية لا يمكن ان تنجح فيهم سيرة الإمام ((عليه السلام)) في الحكم بين الناس وعندما كتب اليه ابو سلمة الخلال أحد قادة جيوش العباسيين التي اطاحت بالأمويين يعرض عليه الدعوة اليه بعدما تكشفت له نوايا القوم بالاستئثار بالسلطة دون العلويين قال الإمام ((عليه السلام)) مالي ولابي سلمة وهو شيعة لغيري ثم قال لخادمه : أدنُ مني السراج فادناه منه فوضع الكتاب على النار حتى احترق بكامله والرسول ينظر اليه فقال له الإمام ((عليه السلام)) هذا جواب كتابه ولما جاء ابو مسلم الخراساني قائد جيوش العباسيين يعرض عليه تسليم الأمر اليه بعدما أحس بخيانة العباسيين الذين بنوا حركتهم على الدعوة إلى الرضا من آل محمد ((صلى الله عليه وآله)) قال ((عليه السلام)) : لست من رجالي ولا الزمان زماني فالتصدي للسلطة عند الإمام ((عليه السلام)) وسيلة لإحقاق الحق وإقامة شريعة

الله تبارك وليست شهوة وغاية في نفسها فلذا نأى بنفسه عن الخوض في هذه الحياة بل تركها لأهلها الذين رضوا بهذه الدنيا الدنية ثمناً لدخولهم نار جهنم وتفرغ هو لبناء النفس المطمئنة والقلب السليم والمجتمع الإسلامي النظيف ولكنه ((عليه السلام)) كان يرى ان بعض الثورات التي تنطلق بين حين وآخر بقيادة العلويين كزيد الشهيد وبني الحسن ((عليه السلام)) كانت مخلصة وضرورية لابقاء إرادة الأمة حية ولتعميق وادامة رفض الظلم والظالمين وهو ((عليه السلام)) وإن لم يتبناها بشكل مباشر وحرص على ان لا يدان بشيء متصل بها الا ان تعاليمه وخطه الفكري والتربوي والاخلاقي كان يصب في إشعال هذه الثورات لذا كانت السلطات تعتبره المرشد لها وكان ((عليه السلام)) يقول : ((لا زال الدين بخير ما خرج الخارجي من آل محمد)) أي الثوار الرافضون لظلم الطواغيت ويقول : ((لوددت ان الخارجي يخرج من آل محمد وعليّ نفقة عياله))، فهو وان لم يكن يرى ان المقاومة المسلحة هي الحل الأمثل لبناء الأمة الا انه يراها قوة له وتصب في مصلحة الإسلام العليا، وكتب ((عليه السلام)) رسالة تفصيلية إلى عبد الله المحض وأخوته واولاده وبني عمومته من بني الإمام الحسن ((عليه السلام)) بعد ان اعتقلهم المنصور العباسي في الهاشمية للضغط على ولدي عبد الله محمد النفس الزكية وإبراهيم أحمر العينين حتى يتركا الثورة ويستسلما وضمن الرسالة كل معاني المواساة والصبر والمصابرة والتسلية وحينما قتل قائد شرطة الوالي العباسي على المدينة مولاه المعلى بن خنيس قصد مقر السلطة بنفسه على غير عادته وطالب بالاقتصاص من القاتل وبعد محاولات عديدة للتخلص من الموقف قابلها الإمام ((عليه السلام)) بالاصرار على إقامة العدل استسلم الوالي وقدم الجاني للقصاص

وبهذه النشاطات الكبيرة والمتعددة التي كان يؤديها الإمام ((عليه السلام)) نجح في ادامة الروح الدينية في الأمة وتوعيتها وبناء الاسس الرصينة لشخصيتها لذا حظي بتقدير الأمة بجميع طبقاتها وصدرت منهم اعلى كلمات الثناء والاطراء، قال مالك بن انس أحد أئمة المذاهب : (ما رأت عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً). وقال فيه ابو حنيفة : (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد). وقال ابن ابي العوجاء عندما قصد الإمامالصادق ((عليه السلام)) ليناظره وقد قال له الإمام : ما يمنعك من الكلام، فقال له : اجلالا لك ومهابة منك ولا ينطق لساني بين يديك وإني شاهدت العلماء وناظرت المتكلمين فما تداخلني من هيبة أحد منهم مثلما تداخلني من هيبتك يا ابن رسول الله، وكان المنصور على شدة عداوته للإمام ((عليه السلام)) يقول : ان جعفر بن محمد من السابقين بالخيرات ومن الذين اصطفاهم الله من عباده وأورثهم الكتاب



محمد اليعقوبي النجف الأشرف



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
امل الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7515
اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة امل الزهراء »

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

عظم الله أجورنا وأجوركم ايها الموالين في مولانا العالم الزاهد جعفر الصادق عليه السلام

احسنت أختي الكريمة أثابك الله على هذا المجلس.
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

ويــل الدَّوانـيـقـيِّ مـــا اشـقــاه

قــد بـلـغ الـغـايـة فـــي شـقــاه

ممّـا جـرى منـه عـلـى امـامـه

ممّـا يزيـل القلـب عـن مقـامـه

أيسحـب الامــام وهــو حــافٍ

أهـكــذا شـريـعـة الانــصــاف

وهو ابن من علا على البـراق

الــى مـقـام مـــا ارتـقــاه راقٍ

أيـوقـف المـولـى امــام عـبــده

والعرش عرشه ابـاً عـن جـدِّه

أيـوقـف الامــام وهــو حـاسـر

يــا ويـلـه مــا ذلــك التَّجـاسـر

اذ هـو تـاج المـجـد والكـرامـة

فـــلا احـــقَّ مـنــه بالـعـمـامـة

يــا ويـلـه مــن شتـمـه وسـبِّــه

ظـلـمـاً فــمــا اكــفــره بــربِّــه

أمـثــلــه يـشــتــم او يـــســـبُّ

وهــو لاربــاب المـعـالـي ربٌ

وحرقـه لـبـاب بـيـت الـشَّـرف

تـراثـه مــن امـــراء الـسَّـلـف

والباب ذاك الباب باب العظمة

والنّار تلـك النّـار نـار الظَّلمـة

والبـاب بــاب كعـبـة التَّوحـيـد

والنّـار نـار الكـفـر والجـحـود

وكم وكـم بنـى علـى الفتـك بـه

لـو لـم تكـن عنايـة مــن ربِّــه

اتـــى بظـلـمـة عــلــى اتــمِّــه

حـتّــى اتــــمَّ ظـلـمــه بـسـمِّــه

جـنـى عـلـى ذرِّيَّــة الـرَّســول

جـنـايــة تــذهـــب بـالـعـقــول




نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

صورة

زيارة الإمام الصادق عليه السلام

السلام عليكم أئمة الهدى السلام عليكم أهل البرّ والتقوى، السلام عليكم ايها الحجج على أهل الدنيا، السلام عليكم ايها القوامون في البريّة بالقسط، السلام عليكم اهل الصفوة، السلام عليكم يا آل رسول الله، السلام عليكم أهل النجوي، أشهد أنّكم قد بلّغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله وكـُذبتم وأسيء اليكم فغفرتم، واشهد انكم الأئمة الراشدون المهتدون وأنَّ طاعتكم مفروضة وأنَّ قولكم الصدق وأنَّكم دعوتم فلم تجابوا وأمرتم فلم تطاعوا، وأنّكم دعائم الدين واركان الارض لن تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كلّ مطهّر، وينقلكم من أرحام المطهّرات لم تدنّسكم الجاهلية الجهلاء،‌ ولم تشرك فيكم فتن الاهواء، طبتم وطاب منبتكم مَنَّ بكم علينا ديان الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلاتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا اذ اختاركم الله لنا، وطيب خلقنا بما مَنَّ به علينا من ولايتكم، وكنّا عنده مسلمّين بعلمكم معترفين بتصديقنا اياكم، وهذا مكان من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جني ورجا بمقامه الاخلاص،‌ وان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الرّدى، فكونوا لي شفعاء فقد وفدت اليكم اذ رغب عنكم أهل الدنيا واتـَّخذوا آيات الله هزواً واستكبروا عنها، يا من هو قائم لا يسهو ودائم لا يلهو ومحيط بكل شيء ولك المَنُّ بما وفـّقتني وعرّفتني ائمتي بما اقمتني عليه اذ صدَّ عنه عبادك وجهلوا معرفته واستخفـّوا بحقـّه ومالوا الى سواه فكانت المنَّة منك عليَّ مع اقوام خصصتهم بما خصصتني به، ‌فلك الحمد اذ كنت عندك في مقامي هذا مذكوراً مكتوباً فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني فيما دعوت، بحرمة (محمّد وآله الطاهرين وصلى الله على محمّد وآل محمّد) ثم ادع لنفسك بما احببت



نسألكم الدعاء

صورة[/align]

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“