الصفحة الأولى: حديث أبيها المصطفى عنها:
حيث ورد عنه أنه قال: ”فاطمة بضعةٌ مني، يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها“، وهنا يتبادر لذهن الإنسان سؤالٌ وهو يقرأ هذا الحديث: كيف يكون رضا الخالق معلّقًا على رضا المخلوق؟ الصحيح أن رضا المخلوق هو الذي يكون معلقًا على رضا الخالق، رضا المخلوق يجب أن يكون منوطًا ودائرًا مدار رضا الخالق، وليس الأمر بالعكس، بينما الحديث النبوي يصرّح بعكس ذلك، يقول: رضا الله يدور مدار رضا فاطمة، فكيف يتصوّر أن يكون رضا الله منوطًا ودائرًا مدار رضا المخلوق، ألا وهي السيدة الزهراء ؟
هذا التعبير ”يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها“ للإشارة إلى أن الزهراء تملك الهداية الأمرية، وربما بعضكم أول مرة يسمع هذا المصطلح، فما معنى الهداية الأمرية؟ ذكرتُ في الليلة السابقة أن القرآن الكريم قسّم الوجود إلى عالمين: عالم الخلق وعالم الأمر، القرآن الكريم يقول: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾، هناك عالم خلق وهناك عالم أمر، عالم الأمر هو الموجودات التي وُجِدَت بأمر الله عز وجل ومن دون واسطة مادية، كالأرواح، الأرواح وُجِدَت بأمره تعالى ومن دون واسطة مادية، لذلك يعبّر عن الأرواح بأنها من عالم الأمر، القرآن الكريم يتحدث عن الروح، يقول: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ ولم يقل: من خلق ربي.
بينما الجسد العنصري المادي، هذا الجسد ليس من عالم الأمر، هذا الجسد من عالم الخلق؛ لأن هذا الجسد وُجِدَ بواسطة مادية، ما وُجِد بمجرد أمر الله، مضافًا إلى أمر الله هناك واسطة مادية، كما لو تكون هذا الجسد من تراب، أو من نطفة تستقر في رحم المرأة، هذا الجسد وُجِد بواسطة مادية، هذا يسمى عالم الخلق، فعندنا عالم أمر وعندنا عالم خلق.
الهداية أيضًا على قسمين: هداية خلقية، وهداية أمرية، هناك هداية ترتبط بالخلق، وهناك هداية ترتبط بالأمر، فما هو الفرق بينهما؟ أنا تارة أصعد المنبر وأتحدث معك في سبيل أن أهديك إلى فكرة معينة أو إلى سلوك معين، هذا يسمى هداية خلقية؛ لأنني أخاطب جسدك، أخاطب سمعك، كلامي يتناغم مع سمعك، كلامي يتصل بسمعك، أنا أخاطب سمعك، أخاطب جسدك، هذه تسمى بهداية خلقية؛ لأنها خطاب مع عالم المادة، خطاب مع عالم الخلق، تسمى هداية خلقية، وهذه وظيفة الأنبياء والرسل والأئمة والأولياء والصالحين، وجميع المبلغين يقومون بالهداية الخلقية.
السيد منير الخباز
حيث ورد عنه أنه قال: ”فاطمة بضعةٌ مني، يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها“، وهنا يتبادر لذهن الإنسان سؤالٌ وهو يقرأ هذا الحديث: كيف يكون رضا الخالق معلّقًا على رضا المخلوق؟ الصحيح أن رضا المخلوق هو الذي يكون معلقًا على رضا الخالق، رضا المخلوق يجب أن يكون منوطًا ودائرًا مدار رضا الخالق، وليس الأمر بالعكس، بينما الحديث النبوي يصرّح بعكس ذلك، يقول: رضا الله يدور مدار رضا فاطمة، فكيف يتصوّر أن يكون رضا الله منوطًا ودائرًا مدار رضا المخلوق، ألا وهي السيدة الزهراء ؟
هذا التعبير ”يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها“ للإشارة إلى أن الزهراء تملك الهداية الأمرية، وربما بعضكم أول مرة يسمع هذا المصطلح، فما معنى الهداية الأمرية؟ ذكرتُ في الليلة السابقة أن القرآن الكريم قسّم الوجود إلى عالمين: عالم الخلق وعالم الأمر، القرآن الكريم يقول: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾، هناك عالم خلق وهناك عالم أمر، عالم الأمر هو الموجودات التي وُجِدَت بأمر الله عز وجل ومن دون واسطة مادية، كالأرواح، الأرواح وُجِدَت بأمره تعالى ومن دون واسطة مادية، لذلك يعبّر عن الأرواح بأنها من عالم الأمر، القرآن الكريم يتحدث عن الروح، يقول: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ ولم يقل: من خلق ربي.
بينما الجسد العنصري المادي، هذا الجسد ليس من عالم الأمر، هذا الجسد من عالم الخلق؛ لأن هذا الجسد وُجِدَ بواسطة مادية، ما وُجِد بمجرد أمر الله، مضافًا إلى أمر الله هناك واسطة مادية، كما لو تكون هذا الجسد من تراب، أو من نطفة تستقر في رحم المرأة، هذا الجسد وُجِد بواسطة مادية، هذا يسمى عالم الخلق، فعندنا عالم أمر وعندنا عالم خلق.
الهداية أيضًا على قسمين: هداية خلقية، وهداية أمرية، هناك هداية ترتبط بالخلق، وهناك هداية ترتبط بالأمر، فما هو الفرق بينهما؟ أنا تارة أصعد المنبر وأتحدث معك في سبيل أن أهديك إلى فكرة معينة أو إلى سلوك معين، هذا يسمى هداية خلقية؛ لأنني أخاطب جسدك، أخاطب سمعك، كلامي يتناغم مع سمعك، كلامي يتصل بسمعك، أنا أخاطب سمعك، أخاطب جسدك، هذه تسمى بهداية خلقية؛ لأنها خطاب مع عالم المادة، خطاب مع عالم الخلق، تسمى هداية خلقية، وهذه وظيفة الأنبياء والرسل والأئمة والأولياء والصالحين، وجميع المبلغين يقومون بالهداية الخلقية.
السيد منير الخباز