صفحات من حياة الزهراء (ع)(2)
لكن هناك قسمًا آخر يسمّى بالهداية الأمرية، ليس خطابًا مع عالم الخلق، بل هو خطاب مع عالم الأمر، يعني خطاب مع الروح مباشرة وليس خطابًا مع الجسد، هناك خطاب يتصل بالروح بشكل مباشر، يتصل بالنفس بشكل مباشر، وليس خطابًا مع الجسد، وليس خطابًا مع الحواس، الخطاب الذي يتصل بالروح مباشرة يسمى هداية أمرية، وليس هداية خلقية، هذه الهداية الأمرية خاصة بالمعصومين، القرآن الكريم تلاحظ أنه يقول: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ يعني هداية أمرية، ما قال: يهدون لخلقنا، بل بأمرنا، أي أن هداية الأئمة هداية أمرية، وليست هداية خلقية.
مثلًا: سلمان الفارسي، أبو ذر الغفاري، كميل بن زياد، هؤلاء الذين رباهم الإمام علي، هؤلاء كيف غزاهم الإمام علي؟ كيف أثر على قلوبهم؟ ما أثّر بالهداية الخلقية، الهداية الخلقية الإمام علي يطرحها على كل البشر، لكن هؤلاء خصمهم الإمام علي بالهداية الأمرية، الإمام علي نقل إليهم شعاعه، نقل إليهم نوره، زرع في قلوبهم وغرس في قلوبهم وأرواحهم نور الإيمان، ونور الهداية. كميل بن زياد عندما يأتي يجلس أمام الإمام علي، الإمام علي وهو جالس أمامه يبث إليه نورًا من نوره، وشعاعًا من شعاعه، فيجعله إنسانًا مهتديًا هاديًا هداية أمرية، خطاب مع الروح بشكل مباشر.
ربما الإنسان يستغرب، يقول: ما هذا الكلام؟! جعلتم الأئمة آلهة! الإمام يجلس مع شخص فيزرع في قلبه الهداية من دون سمع ومن دون حواس! هل هو إله؟! لا. أضرب لك مثالًا بسيطًا جدًا: ماذا تقول في إبليس؟! إبليس ألا يؤثر في النفس بدون حواس؟! القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾، هو لا يتحدث معك، إذن تأثيره على النفس مباشرة، تأثيره على الروح مباشرة، يوسوس في صدور الناس، الشيطان له إضلال، لا إضلال خلقي، بل إضلال أمري، بمعنى أن الشيطان يخاطب الروح بشكل مباشر، يخاطب النفس بشكل مباشر، ويبث وساوسه، ويبث سمومه، ويبث أحاديثه الشيطانية.
السيد منير الخباز
لكن هناك قسمًا آخر يسمّى بالهداية الأمرية، ليس خطابًا مع عالم الخلق، بل هو خطاب مع عالم الأمر، يعني خطاب مع الروح مباشرة وليس خطابًا مع الجسد، هناك خطاب يتصل بالروح بشكل مباشر، يتصل بالنفس بشكل مباشر، وليس خطابًا مع الجسد، وليس خطابًا مع الحواس، الخطاب الذي يتصل بالروح مباشرة يسمى هداية أمرية، وليس هداية خلقية، هذه الهداية الأمرية خاصة بالمعصومين، القرآن الكريم تلاحظ أنه يقول: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ يعني هداية أمرية، ما قال: يهدون لخلقنا، بل بأمرنا، أي أن هداية الأئمة هداية أمرية، وليست هداية خلقية.
مثلًا: سلمان الفارسي، أبو ذر الغفاري، كميل بن زياد، هؤلاء الذين رباهم الإمام علي، هؤلاء كيف غزاهم الإمام علي؟ كيف أثر على قلوبهم؟ ما أثّر بالهداية الخلقية، الهداية الخلقية الإمام علي يطرحها على كل البشر، لكن هؤلاء خصمهم الإمام علي بالهداية الأمرية، الإمام علي نقل إليهم شعاعه، نقل إليهم نوره، زرع في قلوبهم وغرس في قلوبهم وأرواحهم نور الإيمان، ونور الهداية. كميل بن زياد عندما يأتي يجلس أمام الإمام علي، الإمام علي وهو جالس أمامه يبث إليه نورًا من نوره، وشعاعًا من شعاعه، فيجعله إنسانًا مهتديًا هاديًا هداية أمرية، خطاب مع الروح بشكل مباشر.
ربما الإنسان يستغرب، يقول: ما هذا الكلام؟! جعلتم الأئمة آلهة! الإمام يجلس مع شخص فيزرع في قلبه الهداية من دون سمع ومن دون حواس! هل هو إله؟! لا. أضرب لك مثالًا بسيطًا جدًا: ماذا تقول في إبليس؟! إبليس ألا يؤثر في النفس بدون حواس؟! القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾، هو لا يتحدث معك، إذن تأثيره على النفس مباشرة، تأثيره على الروح مباشرة، يوسوس في صدور الناس، الشيطان له إضلال، لا إضلال خلقي، بل إضلال أمري، بمعنى أن الشيطان يخاطب الروح بشكل مباشر، يخاطب النفس بشكل مباشر، ويبث وساوسه، ويبث سمومه، ويبث أحاديثه الشيطانية.
السيد منير الخباز