اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والعن من آذى فاطمة عليها السلام من الأولين والآخرين
يارب الزهراء بحق الزهراء إشف صدر الزهراء بظهور الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وإياكم من خلص أعوانه وأنصاره المقربين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أسرار اللقاء الذي جرى بين الإمام الخميني رحمه الله . وآية الله على القاضي في النجف الأشرف. على ساكنها افضل التحية والسلام .
يقول آية الله السيد أحمد النجفي : كان المرحوم آية الله الشيخ عباس قوجاني عندما كان في النجف يعرف ببعض القضايا التي وقعت للإمام وقد أخبرني بهذه القضايا بها قبل وقوعها ، وقد سألته يومها :
من أين عرفتهم بهذه الأمور؟ فروى لي الحادثة التالية، قال : كنا ملازمين للمحروم آية الله الحاج السيد علي القاضي ـ وهو الأستاذ الأخلاقي لمجموعة من الأعاظم مثل الشيخ بهجت ، المرحوم القوجاني والمرحوم السيد الميلاني وغيرهم ـ
كنا نذهب إليه كل يوم ونستفيد من محضره ، وقد جاء يوما اثنان من تلامذته الملازمين لحضور دروسه وقالوا له :
إن سماحة السيد الحاج آغا روح الله الخميني قد جاء إلى النجف وهو يرغب في زيارتكم. وكان ذلك في أوائل أربعينات القرن الماضي في أواخر حياة السيد القاضي الذي توفى عام (1947) م.
حل موعد اللقاء وجاء الإمام الخميني وكنا جالسين في مكتبة السيد القاضي ، وعندما دخل الخميني سلم على السيد القاضي ، وكان من عادة السيد القاضي القيام لكل من يدخل عليه ويدعو بعضهم للجلوس في مكان خاص ،
ولكنه لم يفعل ذلك للإمام الخميني ولم يدعه للجلوس في مكان بارز ، وقد جلس الإمام الخميني بكل أدب عند باب الغرفة.
لقد تأذى الطلبة وكل الحضور الذين جاءوا للتشرف بمعرفة الإمام من عدم قيام المرحوم السيد القاضي لهذا الرجل الجليل والعالم الفاضل والصالح القادم من حوزة قم .
مضت أكثر من ساعة من هذا اللقاء في صمت كامل فلم يتحدث أحد بشئ، جلس الإمام الخميني مطرقا إلى الأرض طول هذه المدة وهو ينظر إلى يده ، وهكذا كان حال السيد القاضي جلس مطرقا إلى الأرض أيضا وكأنهما يتناجيان.
بعد ساعة كاملة او اكثر رفع المرحوم القاضي رأسه وفجأة التفت إلى السيد عباس القوجاني ـ الذي كان يساعد المرجع القاضي بالبحث عن الكتب والمصادر التي يطلبها في مكتبته ـ وقال له : اجلب ذلك الكتاب.
وأشار إلى زاوية في المكتبة . يقول السيد عباس أنا أعرف جميع الكتب التي في مكتبة السيد لأني قدمت له هذه الكتب أكثر من مائة مرة عندما يطلبها مني ولذلك كنت أعرف مكان كل كتاب ومحلها،
ولكن في هذه المرة عندما اشار السيد إلى ناحية الكتاب الذي طلبه امتدت يدي من دون ارادتي إلى كتاب في الزاوية لم أره من قبل اطلاقا وتناولت هذه الكتاب وقدمته لسماحة السيد . ولم اسأل السيد عن الكتاب وجهة الكتاب بل تناولته يدي لا شعوريا.
عندما جلبت الكتاب وقدمته للسيد القاضي قال لي : افتحه. فقلت له سيدنا اي صفحة تطلبون؟
فقال السيد: أي صفحة كانت!!
فتحت الكتاب من دون تعيين فوجدته مكتوبا باللغة الفارسية فزاد تعجبي ، لقد لازمت المرحوم القاضي عدة سنين لكنني لم أر هذا الكتاب ولم أر حتى جلده ولا مرة واحدة!!
عندما فتحت الكتاب وقع نظري على عنوان (حكاية) مكتوب في أول الصفحة ، قلت : مكتوب في الصفحة عنوان حكاية يا سيدي، فقال : لابأس ، اقرأ!
كان مضمون الحكاية هو : كانت توجد مملكة يحكمها سلطان وقد جرها إلى الدمار الديني بسبب ما كان يفعله فيها هو وعائلته من فسق وفجور ومعاص،
فشاع الفساد في جميع أرجائها. فانتفض ضده عالم جليل ورجل روحاني الهي،
نصحه في البداية بكل وسيلة ممكنة فلم ينفعه النصح ولذلك اضطر إلى ان يصعّد من إجراءاته ضده
الأمر الذي أثار السلطان فاعتقل ذلك العالم الديني وسجنه ثم نفاه إلى أحد الممالك المجاورة
بقى فيها مدة ثم نفاه إلى ممكلة أخرى فيها عتبات مقدسة ، وقد عاش فيها إلى أن شاءت إرادة الله أن يعيده إلى مملكته الأولى
وأن يهرب منها ذلك السلطان ويموت خارجها، وأن يحكمها ذلك العالم الجليل وأن تتحول تدريجيا إلى مدينة فاضلة وأن لا يتطرق إليها الفساد إلى ظهور حضرة بقية الله المهدي ، عجل الله فرجه.
إلى هنا أنتهت الحكاية فقلت للسيد القاضي: لقد انتهت الحكاية يا سيدي، وتوجد بعدها حكاية أخرى ، فقال : يكفي ما قرأته، أغلق الكتاب وأرجعه إلى مكانه، ففعلت.
كنا متألمين من طريقة استقبال السيد القاضي للخميني وعدم اكرامه واجلاسه بمكانه اللائق وتأذينا أيضا لأن السيد قرأ هذه الحكاية على الإمام الخميني من دون مناسبة
وكان اشد الناس أذية هما الشخصان اللذان رافقا الإمام الخميني حيث أنها سألا الإمام الخميني عندما خرجوا: كيف وجدت السيد القاضي؟
أجاب الإمام الخميني على هذا السؤال بأن قال ثلاث مرات :لقد وجدته عظيما جدا، أعظم مما كنت أتصور!
يقول العالمان لقد شعرنا من خلال ملاحظة جميع تقاسيم وجه الإمام وحالة عينيه أن الإمام الخميني قال ذلك عن قناعة قلبية وعن صدق كامل.
لقد وقعت هذه القضية قبل انتصار الثورة الإسلامية بعشرات السنين عندما كان الإمام الخميني في النجف الأشرف وتحديدا في العام الذي انتقل فيه السيد الخميني للدرس في النجف الأشرف عام (1942) م.
وحدثت ثورة الإمام الخميني وفرار شاه إيران عام (1979)يعني هذه النبوءة حدثت قبل الثورة الإسلامية بـ (37) عاما فتأمل.
فهل نجد في أقوال الإمام الخميني مصاديق لذلك ؟
يقول حجة الإسلام السيّد الكوثري :
في يوم من الأيام كنت في بيت الفاضل الزاهد العابد العارف اللنكراني الذي كان من أساتيذ الحوزة الكبار آنذاك وكان هناك أحد من أهل العلم المشهديين فنقل لنا قصة عجيبة عن السيد الإمام الخميني وهي قال:
عندما كنت في النجف الأشرف كنا نزور السيد الخميني دائما حيث كنا نراه يكتب البيانات الثورية ويسجل الخطب الحماسية ويرسلها إلى إيران .
وفي أحد المرات جرى الكلام عما يجري في إيران ودور الإمام الخميني فيه فقلت للإمام الخميني:
(إنكم لتريدون أن تفعلوا ما هو ليس بممكن. إنك إذا أجرت بيتك لن تستطيع إخراج المستأجر منه فكيف تريد إخراج شاه إيران من دولته) ؟ .
فسكت الإمام الخميني ولم يُجب على هذا التسائل . يقول الراوي فتوقعت أنه لم يسمع ما قلت فكررت كلامي ثانية وفجأة تغير وجه الإمام، فأجابني بصلابة فقال :
(يا هذا ، ما تقول ، هل يمكن أ ن يخبرني بقية الله الأعظم بما لا يقع)؟ .
يقول الراوي وبعد ذلك رأيت انتصار الثورة الإسلامية على يده ولو لم يكن ارتباط الإمام الخميني بصاحب الزمان قويا لم يكن انتصار الثورة الإسلامية ممكنا في ذلك الزمان.
راجع كتاب سيرة الإمام الخميني من كتاب أساطين العرفان ص 268، الطبعة الأولى إيران 2009.
لنا في الرواية الأولى عدة وقفات:
الأمر الأول أن الحادثة وقعت بحضور عدد كبير من الفضلاء يزيدون على الثلاثين من العلماء والمراجع وطلبة العلوم الدينية وكلهم سمع ذلك وسمع تلك القصة من كتاب السيد القاضي،
وقد نقلها جمعٌ منهم والبعض الآخر ممن لم يدرك سر هذه الحكاية بقى في حيرة من قصد آية الله السيد القاضي حتى قامت الثورة الإسلامية على يد الإمام الخميني رحمه الله
عندها ادركوا أن الحكاية كانت تعني السيد الخميني وشاه إيران محمد رضا بهلوي . وأنها حصلت على النحو الذي قرأ في الكتاب .
الأمر الثاني أن الحكاية التي قُرأت من كتاب لم يره المتحدث من قبل مع أن وجود المتحدث كان في هذا المكان لمدة سنين طويلة .
وهذا الكتاب جاء فيه بأن ((هذه الدولة لا يتطرق إليها الفساد إلى ظهور حضرة بقية الله المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف)) .
الأمر الثالث أني أرى أن هناك نزوع شديد من قبل الكثير من الأخوة سنة وشيعة وغيرهم من النصارى بتصديق ما جاء في كتاب نبوءات نوستراداموس
مع أن الرجل لم يُعرف بتقوى ولا ورع ولا دين ، وقد قدر الخبراء بأن نسبة عالية مما جاء في الكتاب لا أساس له من الصحة
ومضى زمن طويل ولم تتحقق أي من النبوءات المذكورة في الكتاب ومع ذلك فإن الترويج لهذا الكتاب لا يزال يتجدد في كل يوم .
ولكن عندما تصل القضية إلى مراجعنا وعلماءنا وفضلائنا وتنبؤاتهم نرى كثرة المشكيين لتلك التنبؤات
مع أن الميزان في الرواية هو الورع والتقوى.
هذا إذا علمنا أن مراجعنا العظام يتشددون في مسألة منح اجازة الرواية والحديث عنهم إلا بعد تحري شديد ودقيق لتقوى وورع الشخص المراد منحه
هذه الاجازة فإذا عرفنا ذلك ثبت لدينا بأن هؤلاء المراجع لايمكن أن يروون الأباطيل والأكاذيب وأن ما لديهم من علم إنما هو من جهة المعصوم نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
يضاف إلى ذلك تأكيد الإمام الخميني لذلك عبر الرواية الثانية التي بيّن فيها بوضوح بأن مسألة قيام الثورة الإسلامية في إيران إنما هو بإخبار من صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ،
ومن هنا كان غاضبا في رده على الشخص الذي يرى استحالة اسقاط الشاه . فقال بلغة الواثق :
(وهل يخبرني الإمام الأعظم بما لا يقع).
على ضوء هذه الروايات التي تؤكد على أن قيام الدولة الإسلامية هي من علامات زمن الظهور الميمون لصاحب العصر والزمان (عج) ألا يحق لنا أن نعتبر أنفسنا من أبناء زمن الظهور ان شاء الله
إذا لم يكن لديك شيئًا تعطيه للآخرين، فتصدّق بالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن
