خديجة الكبرى المسلمة الأولى ج 2
مآثر السيدة خديجة
ما هي أسباب هذه المكانة للسيدة خديجة عليها السلام عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام؟
يمكن أن نقارب الأسباب بمواصفات السيدة خديجة الآتية:
1- بصيرتها
كان للسيدة خديجة عليها السلام بصيرة واضحة تجلّت في اكتشافها المبكر لكمالات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ورد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قبل البعثة، حينما كان متوجّهاً نحو منزل السيدة خديجة، ليخبرها عن نتاج التجارة التي موّلتها، كانت السيدة خديجة جالسة مع نساء قومها في موضع تستشرف الطريق، فرأتْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد، لكنَّها لم تتعرّف إليه، فقالت لنساء قومها: "يا هؤلاء، ما ترين أنَّ لهذا الرجل قدراً عظيماً؟ أما ترينه منفرداً وعلى رأسه غمامة تسير بمسيره، وتقف لوقوفه، وتظلّه من الحرّ والبرد، والطير ترفرف عليه بأجنحتها، ولها زجل وتسبيح وتمجيد وتقديس لله ربّ العالمين، يا ليت شعري من هو؟! أظنّ هذا الرجل يقصد حيَّنا. فلما دنا منها تبيَّنته، فقالت لهن: هذا محمد بن عبد الله،! .
وبسبب بصيرتها هذه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبرها بما يحدث معه، فقد ورد أنّ أوّل تواصل من قبل جبرئيل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها به، فكانت المصدِّقة له في ذلك.
2- اهتمامها بما يهتمّ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كانت السيدة خديجة قبل البعثة تهتم وتتفاعل إيجاباً مع اهتمامات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان حينما يصعد إلى جبل حراء تواكبه بالطعام والشراب، معينة له في ما يقوم به.
وقد زاد اهتمامها لما يهتمّ به بعد البعثة الشريفة مواكبة له في ذلك، وهذا ما نلاحظه من خلال ما روي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "افتقد علياً عليه السلام، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً، فلما رأتْ ذلك خديجة قالت: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فشدّت على بعيرها، ثم ركبت، فلقيت عليّ بن أبي طالب، فقالت له: ائت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّه بك مغتم...
"قالت خديجة: فمضيت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا هو قائم يقول: اللهمّ فرّج غمّي بأخي عليّ. فإذا بعليّ قد جاء، فتعانقا. قالت خديجة: ولم أكن أجلس إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً، قالت: فما افترقا متعانقين حتى ضربت عليّ قدماي".
3- تصديقها المبكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ورد أنّ إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعجبت من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة خديجة عليها السلام فردّ عليها قائلاً: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس...".
لقد كانت السيدة خديجة أول امرأة آمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل ورد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بُعِثَ يوم الاثنين، وأنّ السيّدة خديجة عليها السلام أسلمت في نفس ذلك اليوم.
وورد عن الإمام علي عليه السلام: "ما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري وغير خديجة".
4- بذل مالها في خدمة الرسالة
أكمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثه السابق: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس، وواستني بمال إذ حرمني الناس..".
وقد روي عن ابن عباس أنه فسّر قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ أي وجدك فقيراً، فأغناك بمال خديجة.
لقد كانت السيدة خديجة صاحبة ثروة كبيرة، فقد كانت تملك- فيما ورد - عشرات العبيد والإماء، وآلاف الإبل، ومئات الأواني من الذهب والفضة وغير ذلك، وقد بذلت كلّ أموالها في سبيل دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كساءٍ واحد لم يكن لها غيره.
5- حملها لمشكاة الأئمة عليهم السلام
أكمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثه السابق: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس، وواستني بمال إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها".
لقد أكرم الله تعالى السيدة خديجة بأن اختارها رحماً طاهرةً للحوراء الإنسية السيدة الزهراء عليها السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملَتْ بفاطمة، ففاطمةُ حوراء إنسية، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة".
مآثر السيدة خديجة
ما هي أسباب هذه المكانة للسيدة خديجة عليها السلام عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام؟
يمكن أن نقارب الأسباب بمواصفات السيدة خديجة الآتية:
1- بصيرتها
كان للسيدة خديجة عليها السلام بصيرة واضحة تجلّت في اكتشافها المبكر لكمالات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ورد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قبل البعثة، حينما كان متوجّهاً نحو منزل السيدة خديجة، ليخبرها عن نتاج التجارة التي موّلتها، كانت السيدة خديجة جالسة مع نساء قومها في موضع تستشرف الطريق، فرأتْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد، لكنَّها لم تتعرّف إليه، فقالت لنساء قومها: "يا هؤلاء، ما ترين أنَّ لهذا الرجل قدراً عظيماً؟ أما ترينه منفرداً وعلى رأسه غمامة تسير بمسيره، وتقف لوقوفه، وتظلّه من الحرّ والبرد، والطير ترفرف عليه بأجنحتها، ولها زجل وتسبيح وتمجيد وتقديس لله ربّ العالمين، يا ليت شعري من هو؟! أظنّ هذا الرجل يقصد حيَّنا. فلما دنا منها تبيَّنته، فقالت لهن: هذا محمد بن عبد الله،! .
وبسبب بصيرتها هذه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبرها بما يحدث معه، فقد ورد أنّ أوّل تواصل من قبل جبرئيل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها به، فكانت المصدِّقة له في ذلك.
2- اهتمامها بما يهتمّ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كانت السيدة خديجة قبل البعثة تهتم وتتفاعل إيجاباً مع اهتمامات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان حينما يصعد إلى جبل حراء تواكبه بالطعام والشراب، معينة له في ما يقوم به.
وقد زاد اهتمامها لما يهتمّ به بعد البعثة الشريفة مواكبة له في ذلك، وهذا ما نلاحظه من خلال ما روي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "افتقد علياً عليه السلام، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً، فلما رأتْ ذلك خديجة قالت: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فشدّت على بعيرها، ثم ركبت، فلقيت عليّ بن أبي طالب، فقالت له: ائت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّه بك مغتم...
"قالت خديجة: فمضيت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا هو قائم يقول: اللهمّ فرّج غمّي بأخي عليّ. فإذا بعليّ قد جاء، فتعانقا. قالت خديجة: ولم أكن أجلس إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً، قالت: فما افترقا متعانقين حتى ضربت عليّ قدماي".
3- تصديقها المبكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ورد أنّ إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعجبت من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة خديجة عليها السلام فردّ عليها قائلاً: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس...".
لقد كانت السيدة خديجة أول امرأة آمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل ورد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بُعِثَ يوم الاثنين، وأنّ السيّدة خديجة عليها السلام أسلمت في نفس ذلك اليوم.
وورد عن الإمام علي عليه السلام: "ما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري وغير خديجة".
4- بذل مالها في خدمة الرسالة
أكمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثه السابق: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس، وواستني بمال إذ حرمني الناس..".
وقد روي عن ابن عباس أنه فسّر قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ أي وجدك فقيراً، فأغناك بمال خديجة.
لقد كانت السيدة خديجة صاحبة ثروة كبيرة، فقد كانت تملك- فيما ورد - عشرات العبيد والإماء، وآلاف الإبل، ومئات الأواني من الذهب والفضة وغير ذلك، وقد بذلت كلّ أموالها في سبيل دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كساءٍ واحد لم يكن لها غيره.
5- حملها لمشكاة الأئمة عليهم السلام
أكمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثه السابق: "صدّقتني إذ كذّبتني الناس، وواستني بمال إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها".
لقد أكرم الله تعالى السيدة خديجة بأن اختارها رحماً طاهرةً للحوراء الإنسية السيدة الزهراء عليها السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملَتْ بفاطمة، ففاطمةُ حوراء إنسية، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة".