الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كــيــف تــجــرأت صـوبــتــه.....و اجـريـت الـدمـه امـن اجـبـيـنه
(( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُوَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))
من هم أهل الجنة ؟ ومن هم أهل النار ؟ كل دين ومذهب وعقيدة تدّعي أنها من أهل الجنة ؟ إذًا ، أين هم أهل النار ؟ السؤال الذي يمر بذهن كل إنسان ، هل هو من أهل الجنة أم من أهل النار ؟ هنالك جدلية تبحث عن الذين يذهبون إلى اليمين والذين يذهبون إلى الشمال . بإمكاننا في الدنيا معرفة من هم أهل الجنة ومن هم أهل النار .. العلم عند الله ولكن هنالك خطًا مرسومًا من الله سبحانه وتعالى، من الأنبياء ومن الأئمة عليهم السلام يبينون لنا طريق الجنة، الإنحراف عن هذا الطريق قد يخسر الإنسان آخرته. ( الشلمغاني ) الذي كان من المرشحين ليكون من نواب الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وكتبه في كل بيت من بيوت الموالين ولكن لأن الإمام لم يعينه وعيّن نائبًا آخر خرج على الإمام فصدر من الإمام لعنًا فيه . ( برصيصا العابد ) الذي كان مستجاب الدعوة ارتكب الفاحشة فدخل النار . إمرأة أخرى فاجرة تتوب قبل وفاتها تدخل إلى الجنة . إذًا ، ما هي المعايير ؟!! المعايير ليست هذه التي نضعها نحن بنو البشر .. ولكنها هنالك قوانين وضعها الله سبحانه وتعالى . هنالك فرقة واحدة ناجية والباقي في النار هي فرقة من المسلمين الاثني عشرية وهم من العدول . فلو ارتكب معصية وتاب إلى الله يتوب الله عليه ويدخل الجنة . هنالك 4 اقسام متعددة للبشر :
القسم الأول: المتمردون على الله تعالى: الذين لا يمتثلون لأمر الله وهم في النار .
القسم الثاني: المتمسكون والذين يسيرون على العقيدة الصحيحة ولكن يعانون من إنحراف سلوكي عقائدي، هؤلاء ليسوا بمقصرين وإنما قاصرين - أي لا يعلمون بالحكم - . الشرحة الأكبر من المجتمع، يعتقد بأهل البيت ولكنه يرتكب المحرمات ولا يبالي وهنالك شرائح معينة فهنالك من يصر على المعصية وهو الفاسق الذي يعلم بأن العمل محرم ويصر على الحرام فلا تجوز الصلاة خلفه. نماذج كثيرة، رجل يصلي ويعلم أن الخمر حرام ولكن يشرب الخمر ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( شارب الخمر لا يُعاد ) أي لا يُزار إذا مرض ولكنه يصر على عمله . الدين دين يسر وليس عسر " ليس هنالك دين أكثر يسرًا من ديننا " ولكن هنالك ضوابط وقوانين .. رسول الله ص لما بُعث لم تكن الصلاة واجبة ، عندما أُعرج إلى السماء ، أعرج بالرسول إلى السماء 120 مرة ، ونحن نعتقد أن المعراج روحي وجسدي وليس روحي فقط كما لدى أبناء العامة، إحدى رحلات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت من كربلاء ومن موضع قتل الحسين عليه السلام وهذه هي خصوصية الحسين عليه السلام ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وآله على البراق وصل إلى السماء الأولى وجد آدم عليه السلام فوجد مكتوب على باب السماء الأولى ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ) وكذلك في جميع السماوات، كان آدم عليه السلام ينظر إلى يمينه فيبتسم ثم إلى شماله فيبكي ، سأله رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : أنظر إلى أرواح ذريتي في اليمين في الجنة فأبتسم وفي الشمال يعذبون في النار فأبكي . لذا فآدم يفرح بعملنا الصالح حتى لو كان بسيطًا. في السماء الثانية كان عيسى ويحيى في الثالثة يوسف، في الرابعة إدريس، في الخامسة هارون، في السادسة موسى، في السابعة إبراهيم. ما إن وصل للسابعة حتى قال نبي الله إبراهيم لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : " يا محمد قل لأمتك إن تراب الجنة طيب فليجعلوا غرسها سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر" إذًا ، هو كان يوصي بالجنة .مؤسف جدًا أن يضيع الإنسان الجنة بحب عابر في الشارع ، الفتاة التي تعاكس هذا وذاك لا تصلح للزواج وكذلك الشاب . الحياة التي بدايتها حرام نهايتها شقاء، فلتنظروا إلى سكن لفتاة مؤمنة تقوي إيمانك وتأخذ بيدك للجنة. في السماء السابعة جاء الأمر الإلهي عليك وعلى أمتك صلاة ( 50 صلاة ) مر على إبراهيم ثم على موسى . قاله له موسى ( إن أمتك لا تقدر على ذلك ) خمس صلوات ولا تؤدَ بشكل صحيح ، فكيف لو كانت 50 صلاة ؟ رسول الله لم يطلب من الله تخفيف ذلك ولكن نبي الله عيسى يقول الإمام الباقر عليه السلام : ( إن رسول الله لا يقترح على الله شيئًا ) فجُعلت 5 صلوات. هنالك نظام إلهي معين وهو دين يسر ولكن لا بد من الإلتزام به ، اليسر لا يعني الإستماع للغناء وغيرها من المحرمات .بالتوبة الحقيقية يغفر الله الذنوب . النظر للكعبة حبًا لها يغفر الله الذنوب، البكاء على الحسين وزيارة الحسين بهما يغفر الله الذنوب، السعي بين الصفا والمروى يغفر الذنوب، كل شعرة في التقصير يعطي الله صاحبها نورًا . أيها الشباب، توبوا إلى الله، الله غفور رحيم . من يحكم على آخر بالنار فهو يأس من رحمة الله . شهر رمضان وشهر محرم مرحلة تدريبية للإبتعاد عن المحرمات فليكن الإبتعاد عنها دومًا ولا تقتصر فقط على هذه الأوقات. هناك حقان، حق الله وحق الناس، حق الله يغفر الله به الذنوب ، ولكن حق الناس ( الغيبة ) الله يقول في كتابه ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحد أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه ) الروح الحزبية والفئوية لدينا ، جماعة تنتمي لمأتم وجماعة لمأتم ، جماعة لحزب وجماعة لمرجع ، قطعونا مزقونا بالإستعمار ونحن ننفخ في النار، هذه الإنتماءات لا تُدخل للجنة ولا لكن حب محمد وآل محمد هو من يُدخل للجنة، أهل البيت أكبر من الإنتماءات والأحزاب والفئات. الغيبة في كل مكان فاكهة مجالسنا ، الغيبة هي ذكر أخيك بما يكره ، حتى لو كان أمامه فهي غيبة ، شاب يُحدث فتاة لماذا الحديث عنه ؟ ربما أُمه ، أخته ، زوجته ! حتى لو كان عيب الناس ظاهرًا لذلك أعمالنا لا تُقبل . رسول الله يقول ( الغيبة أشد من الزنا ) لأن الغيبة حق الله وحق الناس بينما الزنا حق الله فقط. يقول الإمام الصادق عليه السلام ( لا تَغتب فتُغتب) لو كنت في مجلس ذُكرت فيه الغيبة حاول تغيير الموضوع، وإلا فاخرج دون اكتراث لحديثهم ! الله لا ينظر لمجلس يُعصى فيه الله . يقول الإمام الصادق : لو وجدت في الناس شيئًا فلم تذكر عيوبه لو كانت لك عيوب يستر الله عيوبك ولو ذكرت حتى لو لم تكن لديك عيوب سيتحدثون عنك الناس بما ليس فيك . هذه هي المعادلة . الغيبة من البلاءات الكبيرة لدينا. هؤلاء يعذبون في الدنيا ثم في البرزخ ثم في الآخرة فترة معينة. البعض يُعذب في الدنيا فقط. البعض في الدنيا والبرزخ فقط . الأمر بحسب أعمال الإنسان.
القسم الثالث: المنحرفون عقائديًا أو عقديًا وينقسمون بين مقصر وقاصر، هؤلاء ممن ليسوا على مذهب أهل البيت عليهم السلام، المقصر في النار وأما القاصر غير المعادي ففي يوم القيامة يُختبرون .
القسم الرابع: من يتمتعون بعقيدة صحيحة وسلوك صحيح هؤلاء إلى الجنة .أهل البيت يوجهونا إلى هذا الطريق ويبعدونا عن طريق النار. جزء من تربية الأئمة هو السلوك فلا يصح أن يكون سلوكنا منافيًا لتوجيهاتنا ( الأم ، الأب ، الأخ ) أسوة في المنزل. الإمام زين العابدين عليه السلام يعتق في كل عام 1000 شخص ولكنهم يتأثرون بسلوكه رجل من أقاربه يأتي يسبه ويشتمه، يذهب الرجل لمنزله، يذهب الإمام له وهو يردد (وفالكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقف عند باب داره وقال: يا رجل لو قلت ما فيّ إن كان في فاستغفر الله وإن لم يكن فيّ فغفر الله لك. وقع الرجل على الإمام وبكى وقال ليس فيك بل فيّ. الإمام الهادي عليه السلام أتى إليه المعتضد أو المتوكل ، وأخذ به إلى الصحراء وأتى بالجند ( 90000 جندي من الأتراك ) طلب منهم إحضار تراب في مكان معين. أمر الجيش أن يحملوا الدروع وصعّد الإمام على التل وجعل يخبره ويريه جنده كي يدب الرعب في الإمام عليه السلام أو من يفكر أن يثور عليه، الإمام الهادي رفع يده إلى السماء فإذا بجيش من الملائكة مدجج بالسلاح من السماء إلى الأرض ومن المشرق إلى المغرب حتى أُغمي على الخليفة العباسي وعندما أفاق قال له لا تخف نحن لا نريد الدنيا . رسالتنا لا بد أن تكون سلوكية فيكون عملنا صحيحًا كي يؤثر، لا بد من بناء قناعات . سادات أهل الجنة كانوا يتعاملون هكذا. معاذ بن جبل تطلب منه أمه الذهاب إلى رسول الله ص وتطلب منه أن يخبر الرسول بأن يدعو لها، ذهب فصلى خلفه، التفت إليه الرسول قبل أن يخبره بسلام أمه فقال له إني دعوت لك ولأمك وأنت معنا في الجنة وأخبر أمك بأني ذاهب لسيدة نساء أهل الجنة وسيدي شباب أهل الجنة عليهم السلام . هكذا التربية والسلوك، الحضور للمجلس أمر مهم جدًا وعدم الإكتفاء بالتلفاز، فالبث لمن لا يستطيعون الحضور وليس لمن يملك القوة على الحضور . دون وضع أعذار، حتى مع ازدحام المنامة، ما الذي سيحدث لو مشيت وأنت تملك القوة ؟!
تتوافد الناس إلى الجنة من باب الحسين عليه السلام ، من يخدم الحسين يدخل من هذا الباب، قبل الرحيل من الدنيا يأتي لخدامه ويأخذ بهم . تمرض الحسين يومًا فأخبرت الزهراء الرسول فأخبرها بأن الحسين هبة الله ، فهو الهبة للبشرية . كل سورة فيها ف يعني آفة إلا سورة الحمد ، إقرئيها 40 مرة على ماء فصبيه عليه.
إذًا، الحسين عليه السلام هو هبة الله للبشرية كافة.
الشيخ : عبد الرضا معاش
نسأل الله لكم دوام الموفقيـــــة والســـــداد
دمتم بحفظ الله ورعايته .