✌ لماذا نبكي حسينا؟ ✌ -أولا: إن الشيعة عندما يظهرون العزاء ويجددون هذه الفجيعة، فإنهم أيضا يتعلمون منها دروسا جمة. فمن كربلاء تعلمنا اباء الضيم والظلم، والشهامة والشجاعة، وحرية الرأي والفكر، والتنفر من الأخلاق الدنيئة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوقوف مع الحق والتضحية بكل شيء من أجله، ولإيثار… وغيرها من الدروس والعبر.
-ثانيا: البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) وتجديد مصابه يعتبر نوع من التأييد لنهضته والإقرار بهدفه.
يقول الإمام الحميني (قدس سره):
إن البكاء على الشهيد يعد إيفاء على اتقاد جذوة الثورة وتأججها، وما ورد في الروايات من أن من بكى أو تباكى أو تظاهر بالحزن فأن أجره الجنة، إنما يفسر بكون هذا الشخص يساهم في صيانة نهضة الإمام الحسين (عليه السلام).
والسر في تكرار هذا الحداد كل عام انه ملحمة تنتمي للبشرية جمعاء، ويجب أن تتكرر كل عام لتكون محفوظة للناس من جميع الأعمار والأعصار؛ لأن الشعارات والأهداف والدروس التي يمكن استخراجها من قيام أبي عبد الله (عليه السلام) تستهدف جميع الشعوب والطوائف والأعراق من المسلمين وغير المسلمين، فإن شعارات وأهداف الإمام الحسين (عليه السلام) في ملحمة عاشوراء هي ما يتفق مع طبيعة كل إنسان خر في وجه هذه المعمورة.
أورد الشيخ محمد جواد مغنية في كلمة قيمة للسيد محسن الأمين العاملي حيث قال:
أما الحسين فقدم نفسه وأبناءه حتى ولده الرضيع، وقدم إخوته وأبناء أخيه وأبناء عمه قدمهم جميعا للقتل، وقدم أمواله للنهب وعياله للأسرليفدي دين جده.
إن الحسين معظم، حتى عند الخوارج أعداء أبيه، فأنهم يقيمون له مراسم الذكرى والحزن يوم عاشوراء في كل عام. ولو أنصف المسلمون ما عدوا طريقة الشيعة في إقامة الذكرى لسيد الشهداء.
فهل كان الحسين دون جاك دارك التي يقيم لها الفرنسيةن الذكرى في كل عام؟ وهل عملت جان دارك لفرنسا ما عمله الحسين لأمة جده؟
فلقد سن لهم نهج الحرية والاستقلال، ومقاومة الظلم، ومعاندة الجور، وطلب العز، ونبذ الجور، وعدم المبالاة بالموت في سبيل الغايات السامية.
هذا، الى ما يرجوه المسلم من الثواب يوم الحساب على الحزن والبكاء لقتل الحسين، فلقد نعاه جده لأصحابه، وبكى لقتله قبل وقوعه، وبكى معه أصحابه، وفيهم أبو بكر وعمر، فيما رواه الماوردي الشافعي في ” أعلام النبوة” .
وقد حث أئمة أهل البيت الطاهر شيعتهم وأتباعهم على البكاء وإقامة الذكرى والعزاء لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام، وهم نعم القدوة، وخير من اتبع، وأفضل من اقتفى أثره، وأخذت منه سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأنهم أحد الثقلين، وباب حطة الذي من دخله كان آمنا، ومفتاح باب مدينة العلم الذي لا يؤتى إلا منه.
-ثالثا: إننا لا نبكي حسينا، بل نبكي الإسلام
إن الإمام الحسين (عليه السلام) ليس هو الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) لشخصه بل إنه يتمثل بالإسلام ذاته.
إنه نور الله في أرضه؛ لأنه تبارك وتعالى أعزنا بنوره بالإسلام دينا، وهذا الدين الذي حمله جده المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) وأدى أمانة التبليع، وأتمها بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
إذ لا يعقل أن يترك الدين سدى بعد وفاة النبي محمد(صلى الله عليه وآله) فلا بد من خليفة وإمام بعده، والإمامة تتطلب العصمة، والعصمة تقتضي النص، وهي أمر خفي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فيجب أن يكون تنصيبه من قبل الله سبحانه، لأنه العالم بأفعال الإنسان، وعصمته من الخطأ دون غيره، لذلك أنزلت آية الولاية:
“إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون”.1-المائدة، 55.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله