السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين
السلام عليكم
أهْـوى يَـشُـدُّ حـذاءهُ✶ والحربُ مُشـرَعةٌ لأجْلِهْ
لِيَـسومَها مـا إن غَلَتْ ✶ هيجاؤُهـا بِشِـراكِ نَعْلِهْ
مُتَقلِّـداً صَمْـصـامَـهُ ✶ مُتَفيِّئـاً بِظِـلال نَصْـلِهْ
لا تَعْـجَـبـنَّ لفـعـلِهِ ✶ فالفَـرعُ مُـرتَهَنٌ بأصلِهْ
السُّـحْبُ يَخْلفُـها الحيـا✶ واللّيثُ مَنظورٌ بشِنْلِهْ
القاسِم | رائحة الحَسن وريحانته ، عريس كربلاء ، شمعة رملة المُضيئة | بالطف طفُوها ..
لما سأله الإمام الحسين (ع): يا بُني ،كيف الموت عندك؟
فقال له يا عمّ أحلى من العسل.
✶ ✶ ✶ ✶
مقتل القاسم
قال حميد بن مسلم خرج علينا غلام وكان وجهه كفِلْقَة القمر، وهو يقول
إن تُنكروني فأنا إبنُ الحسَنْ ** سبطُ النبيّ المصطفى والمُؤتمَنْ
هذا حسينٌ كـالأسيرِ المُـرتَهَنْ ** بينَ أُناسٍ لا سُقُوا صَوْبَ المُزَنْ
فقاتل قتالاً شديداً، حتّى قَتَل على صِغَره خمسةً وثلاثين رجلاً. قال حميد: كنتُ في عسكر ابن سعد، فكنتُ أنظر إلى هذا الغلام عليه قميصٌ وإزارٌ ونعلان قد انقطع شِسْعُ أحدهما، ما أنسى أنّه كانت اليُسرى، فقال عمرو بن سعدٍ الأزْديّ: واللهِ لأشدّنَّ عليه! فقلت: سبحانَ الله! وما تُريد بذلك ؟! واللهِ لو ضَرَبَني ما بَسَطتُ إليه يدي، يكفيه هؤلاءِ الذين تَراهُم قد احتَوَشُوه. قال: واللهِ لأفعَلَنَّ. فشدّ عليه، فما ولّى حتّى ضَرَب رأسه بالسيف، ووقع الغلامُ لوجهه ونادى: يا عمّاه.
قال: فجاء الحسين كالصَّقر المُنقَضّ، فتخلّل الصفوفَ وشَدّ شدّةَ اللّيثِ الحَرِب، فضَرَب عَمْراً قاتِلَه بالسيف، فاتّقاه بيده فأطَنَّها من المَرفِق، فصاح ثمّ تنحّى عنه، وحَملَتْ خيلُ أهل الكوفة ليَستَنقِذوا عَمراً من الحسين، فاستَقبلَتْه بصدورها، وجَرحَتْه بحوافرها، ووطِئَتْه حتّى مات.. فانجَلَتِ الغُبرة فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برِجْله، فقال الحسين:
يَعزُّ ـ واللهِ ـ على عمّك أن تَدْعُوَه فلا يُجيبك، أو يُجيبك فلا يُعينك، أو يُعينك فلا يُغني عنك، بُعداً لقومٍ قَتَلوك!
ثمّ احتَمَله.. فكأني أنظر إلى رِجْلَي الغلام يَخُطّانِ في الأرض، وقد وضع صدرَه على صدره، فقلت في نفسي ( والكلام ما يزال لحميد بن مسلم ): ما يصنع ؟! فجاء حتّى ألقاه بين القتلى مِن أهل بيته، ثمّ قال: اَللّهمّ أحْصِهم عَدَدا، واقتُلْهم بَدَدا، ولا تُغادِرْ منهم أحدا، ولا تَغِفرْ لهم أبدا..
الإرشاد
السلام عليكم
أهْـوى يَـشُـدُّ حـذاءهُ✶ والحربُ مُشـرَعةٌ لأجْلِهْ
لِيَـسومَها مـا إن غَلَتْ ✶ هيجاؤُهـا بِشِـراكِ نَعْلِهْ
مُتَقلِّـداً صَمْـصـامَـهُ ✶ مُتَفيِّئـاً بِظِـلال نَصْـلِهْ
لا تَعْـجَـبـنَّ لفـعـلِهِ ✶ فالفَـرعُ مُـرتَهَنٌ بأصلِهْ
السُّـحْبُ يَخْلفُـها الحيـا✶ واللّيثُ مَنظورٌ بشِنْلِهْ
القاسِم | رائحة الحَسن وريحانته ، عريس كربلاء ، شمعة رملة المُضيئة | بالطف طفُوها ..
لما سأله الإمام الحسين (ع): يا بُني ،كيف الموت عندك؟
فقال له يا عمّ أحلى من العسل.
✶ ✶ ✶ ✶
مقتل القاسم
قال حميد بن مسلم خرج علينا غلام وكان وجهه كفِلْقَة القمر، وهو يقول
إن تُنكروني فأنا إبنُ الحسَنْ ** سبطُ النبيّ المصطفى والمُؤتمَنْ
هذا حسينٌ كـالأسيرِ المُـرتَهَنْ ** بينَ أُناسٍ لا سُقُوا صَوْبَ المُزَنْ
فقاتل قتالاً شديداً، حتّى قَتَل على صِغَره خمسةً وثلاثين رجلاً. قال حميد: كنتُ في عسكر ابن سعد، فكنتُ أنظر إلى هذا الغلام عليه قميصٌ وإزارٌ ونعلان قد انقطع شِسْعُ أحدهما، ما أنسى أنّه كانت اليُسرى، فقال عمرو بن سعدٍ الأزْديّ: واللهِ لأشدّنَّ عليه! فقلت: سبحانَ الله! وما تُريد بذلك ؟! واللهِ لو ضَرَبَني ما بَسَطتُ إليه يدي، يكفيه هؤلاءِ الذين تَراهُم قد احتَوَشُوه. قال: واللهِ لأفعَلَنَّ. فشدّ عليه، فما ولّى حتّى ضَرَب رأسه بالسيف، ووقع الغلامُ لوجهه ونادى: يا عمّاه.
قال: فجاء الحسين كالصَّقر المُنقَضّ، فتخلّل الصفوفَ وشَدّ شدّةَ اللّيثِ الحَرِب، فضَرَب عَمْراً قاتِلَه بالسيف، فاتّقاه بيده فأطَنَّها من المَرفِق، فصاح ثمّ تنحّى عنه، وحَملَتْ خيلُ أهل الكوفة ليَستَنقِذوا عَمراً من الحسين، فاستَقبلَتْه بصدورها، وجَرحَتْه بحوافرها، ووطِئَتْه حتّى مات.. فانجَلَتِ الغُبرة فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برِجْله، فقال الحسين:
يَعزُّ ـ واللهِ ـ على عمّك أن تَدْعُوَه فلا يُجيبك، أو يُجيبك فلا يُعينك، أو يُعينك فلا يُغني عنك، بُعداً لقومٍ قَتَلوك!
ثمّ احتَمَله.. فكأني أنظر إلى رِجْلَي الغلام يَخُطّانِ في الأرض، وقد وضع صدرَه على صدره، فقلت في نفسي ( والكلام ما يزال لحميد بن مسلم ): ما يصنع ؟! فجاء حتّى ألقاه بين القتلى مِن أهل بيته، ثمّ قال: اَللّهمّ أحْصِهم عَدَدا، واقتُلْهم بَدَدا، ولا تُغادِرْ منهم أحدا، ولا تَغِفرْ لهم أبدا..
الإرشاد