لماذا لقب بكريم أهل البيت، هل لأنه كان يعطي أمواله بلا حساب؟
الإمام عندما يعطي أمواله فإنما يعطيها إما لمن يستحقها أو لمن لا يستحقها، فإن كان يعطي الأموال لمن يستحقها، فهذا ليس كرما، بل هو حق من حقوق المساكين والمحتاجين ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ وإن كان يعطي أمواله لمن لا يستحقها، فهذا تبذير، والتبذير حرام، فلماذا يوصف بكريم أهل البيت وهل أن شخصيته العظيمة العملاقة تقوم ببضع دراهم ودنانير يعطيها للآخرين، فيلقب بكريم أهل البيت؟
الإمام محمد بن علي بن الحسين لقب بالباقر، لأنه كان يبقر العلم بقرا، هذه صفة تتناسب مع شموخ مقامه، وعلو موقعه، الإمام الحسين لقب بسيد الشهداء، هذه صفة تنسجم مع علو مقامه، أما تلقيب الحسن بكريم أهل البيت لأنه يعطي بعض الدراهم والدنانير لمن يسأله فهذا ليس لقبا ينسجم مع شموخ مقام الإمامة، وعلو موقع الإمامة،
ما معنى كريم أهل البيت؟ لبيان ذلك نتعرض لأمرين:
الأمر الأول: مسألة الحاجة إلى المقام الاجتماعي
علماء النفس يقولون: هناك حاجات نفسية ثلاث يحتاجها الإنسان حاجة ماسة وأساسية:
حاجة الإنسان للأمن النفسي: الإنسان إذا لم يحصل على الأمن النفسي فإنه لا يمكنه أن يبدع، ولا أن يبتكر، لأنه لا يعيش الأمن والاستقرار.
حاجة الإنسان إلى الانتماء: الانتماء إما لقبيلة، أو لشركة، أو عائلة، لأن الشعور بالانتماء يعطي الإنسان شعورا بالعزة والحماية.
حاجة الإنسان إلى التقدير الاجتماعي: الإنسان يحتاج إلى أن تقدر جهوده، أعماله، إلى أن يجعل في المقام الاجتماعي اللائق بشأنه، الإنسان إذا لم تعطى ولم تغذى فيه هذه الحاجة، وهي حاجته إلى التقدير الاجتماعي فإنه يصاب بالإحباط والخذلان، وبالتالي فهو لا يشعر بقيمة ذاته وجهوده.
من هنا نقول بأن كل إنسان يحتاج إلى مقام اجتماعي بين أبناء المجتمع، وهذا المقام يعبر عنه بالكرامة، بالحرمة ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ كل إنسان يحتاج إلى مقام اجتماعي، إلى كرامة، إلى حرمة، تصان حرمته، لا يعتدى عليه، لا تخدش كرامته، لا تضيع جهوده.
الأمر الثاني: هل يمكن للإنسان أن يضحي بالمقام الاجتماعي؟
لا يجوز للإنسان أن يعرض موقعه ومقامه الاجتماعي للاعتداء، وللنيل والجرح، في علم الفقه يقولون هناك فرق بين الحق وبين الحكم: الحق يسقط بالإسقاط، والحكم لا يسقط بالإسقاط، أنت بإمكانك أن تسقط حقوقك، لكن ليس بإمكانك أن تسقط الأحكام التي تصونك وتصون كرامتك، مثلا: أنا إنسان دائن، أدين شخصا بأموال معينة، أنا لي حق على هذا المدين، بإمكاني أن أسقط حقي وأقول: أسقطت عنك الدين الذي لي على ذمتك.
ولكن هل يجوز لي أن أقول للآخرين اغتابوني كما ترغبون، هذا حق لي وأنا أسقطته فإنه لا يجوز له ذلك، لا يجوز له تعريض نفسه للغيبة، لأن حرمة الغيبة من الأحكام وليست من الحقوق حتى يستطيع إسقاطه.
الحق يرتبط بمصلحة شخصية، ولذلك يمكن أن يسقطه الإنسان، أنا لي حق على فلان وهو الدين، هذا الحق مصلحة شخصية، وبما أن الحق يرتبط بمصلحة شخصية، لذلك يمكن لي أن أسقطه، بينما الأحكام لا ترتبط بمصالح شخصية، بل ترتبط بمصالح اجتماعية عامة.
السيد منير الخباز
الإمام عندما يعطي أمواله فإنما يعطيها إما لمن يستحقها أو لمن لا يستحقها، فإن كان يعطي الأموال لمن يستحقها، فهذا ليس كرما، بل هو حق من حقوق المساكين والمحتاجين ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ وإن كان يعطي أمواله لمن لا يستحقها، فهذا تبذير، والتبذير حرام، فلماذا يوصف بكريم أهل البيت وهل أن شخصيته العظيمة العملاقة تقوم ببضع دراهم ودنانير يعطيها للآخرين، فيلقب بكريم أهل البيت؟
الإمام محمد بن علي بن الحسين لقب بالباقر، لأنه كان يبقر العلم بقرا، هذه صفة تتناسب مع شموخ مقامه، وعلو موقعه، الإمام الحسين لقب بسيد الشهداء، هذه صفة تنسجم مع علو مقامه، أما تلقيب الحسن بكريم أهل البيت لأنه يعطي بعض الدراهم والدنانير لمن يسأله فهذا ليس لقبا ينسجم مع شموخ مقام الإمامة، وعلو موقع الإمامة،
ما معنى كريم أهل البيت؟ لبيان ذلك نتعرض لأمرين:
الأمر الأول: مسألة الحاجة إلى المقام الاجتماعي
علماء النفس يقولون: هناك حاجات نفسية ثلاث يحتاجها الإنسان حاجة ماسة وأساسية:
حاجة الإنسان للأمن النفسي: الإنسان إذا لم يحصل على الأمن النفسي فإنه لا يمكنه أن يبدع، ولا أن يبتكر، لأنه لا يعيش الأمن والاستقرار.
حاجة الإنسان إلى الانتماء: الانتماء إما لقبيلة، أو لشركة، أو عائلة، لأن الشعور بالانتماء يعطي الإنسان شعورا بالعزة والحماية.
حاجة الإنسان إلى التقدير الاجتماعي: الإنسان يحتاج إلى أن تقدر جهوده، أعماله، إلى أن يجعل في المقام الاجتماعي اللائق بشأنه، الإنسان إذا لم تعطى ولم تغذى فيه هذه الحاجة، وهي حاجته إلى التقدير الاجتماعي فإنه يصاب بالإحباط والخذلان، وبالتالي فهو لا يشعر بقيمة ذاته وجهوده.
من هنا نقول بأن كل إنسان يحتاج إلى مقام اجتماعي بين أبناء المجتمع، وهذا المقام يعبر عنه بالكرامة، بالحرمة ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ كل إنسان يحتاج إلى مقام اجتماعي، إلى كرامة، إلى حرمة، تصان حرمته، لا يعتدى عليه، لا تخدش كرامته، لا تضيع جهوده.
الأمر الثاني: هل يمكن للإنسان أن يضحي بالمقام الاجتماعي؟
لا يجوز للإنسان أن يعرض موقعه ومقامه الاجتماعي للاعتداء، وللنيل والجرح، في علم الفقه يقولون هناك فرق بين الحق وبين الحكم: الحق يسقط بالإسقاط، والحكم لا يسقط بالإسقاط، أنت بإمكانك أن تسقط حقوقك، لكن ليس بإمكانك أن تسقط الأحكام التي تصونك وتصون كرامتك، مثلا: أنا إنسان دائن، أدين شخصا بأموال معينة، أنا لي حق على هذا المدين، بإمكاني أن أسقط حقي وأقول: أسقطت عنك الدين الذي لي على ذمتك.
ولكن هل يجوز لي أن أقول للآخرين اغتابوني كما ترغبون، هذا حق لي وأنا أسقطته فإنه لا يجوز له ذلك، لا يجوز له تعريض نفسه للغيبة، لأن حرمة الغيبة من الأحكام وليست من الحقوق حتى يستطيع إسقاطه.
الحق يرتبط بمصلحة شخصية، ولذلك يمكن أن يسقطه الإنسان، أنا لي حق على فلان وهو الدين، هذا الحق مصلحة شخصية، وبما أن الحق يرتبط بمصلحة شخصية، لذلك يمكن لي أن أسقطه، بينما الأحكام لا ترتبط بمصالح شخصية، بل ترتبط بمصالح اجتماعية عامة.
السيد منير الخباز