فلسفة المشي لزيارة الأربعين
من أعجب ما رأته البشرية في تاريخها هو اجتماع عدد هائل جداً من الناس يتوجهون بقلوبهم قبل أجسادهم الى وجهة واحدة. هي ضريح الامام الحسين بن علي عليه السلام.
وقد وصلت آخر الإحصاءات في العام الماضي إلى رقم ضخم يصعب تصوره، يفوق الثمانية عشر مليون زائر، توجهوا لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في العام الماضي, وذلك في مناسبة الأربعين من شهادته، وقد شهد بذلك محافظ مدينة كربلاء المقدسة عبر وكالة (عراق القانون) والناطق الرسمي للعتبة العباسية عبر وكالة أنباء فارس. والاعداد في إزدياد لافت كل عام.
وهنا تستوقفنا عدة أسئلة: لماذا تتهافت القلوب بهذا الشكل لتلك النقطة؟ لماذا تُبذل الأموال بتلك الكثرة؟ لماذا تُعطل الأشغال في تلك الفترة؟ لماذا تُتعَب الأبدان في كل مرة؟ ولماذا تُشارِك الأولاد بهذه المشقة؟ ولماذا تُقطع المسافات الطويلة التي تصل في بعض الأحيان إلى ٦٠٠ كيلومتر كرة بعد كرة.
لو نظرت إلى نهرٍ كنهر الفرات في العراق أو النيل في مصر، لاستغربت من أين تنبع هذه الكمية الهائلة من المياه التي تسير بشكل مستمر إلى مصبّاتها.
ولكن ماذا تقول في الأمواج الهائلة من الموالين، الذين اتفقت إرادتهم على هدي واحد، وفي طريق واحد، وباتجاه واحد، مع العلم أن توحيد إرادات البشر باتجاه هدف واحد لهو من أصعب الأمور، ولكن الامام الحسين عليه السلام استطاع أن يوحد همم وأهداف الزائرين بشكل عجيب غريب ليس له مثيل.
ثم إن من عادة الإنسان إذا انفرد بالقيام بعمل وتميّز فيه، وجذب اليه الأنظار، أن يفخر به. ولكن على طريق الإمام الحسين عليه السلام تجد عكس ذلك، حيث إنك تفخر بكونك أحد أفراد لوحة فسيفساء كبيرة ضخمة، لا تظهر في هذه اللوحة المجموعات فضلاً عن الأفراد. نعم يفتخر كل زائر بأنه من ضمن الأفراد المجتمعة في هذه اللوحة الهائلة، ويرى أن وجوده بينهم هو التميّز الفعلي، والافتخار الحقيقي.
أمر غريب جداً، أن يقف أشخاص بأعمارهم المختلفة من شيوخ وشباب وحتى الأطفال، لخدمة الزوار، وهم يصيحون: «تفضل يا زاير، ماء يا زائر، تفضل يا زاير المكان موجود والطعام موجود، تفضل يا زاير». بشكل عفوي وغير منظم يتحول الطريق الى حلبة سباق بين خدام الحسين عليه السلام، وهدفهم جميعاً هو خدمة الزوار. ولو ألقيت ببصرك تجاه بيوتهم وأملاكهم، لوجدتها من البساطة بمكان، فهي خالية من أكثر مقومات الحياة، ولكن في سبيل خدمة الزوار، لا مانع من تقديم هذه الامكانيات المادية الخاصة بعوائلهم بكل طيب نفس الى موائد أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
ولكن الأغرب من ذلك كله، أن تجد بعض الأشخاص يدعون الله ويتوسلون إليه بدموع حرَّى أن يرزقوا الشهادة على طريق زيارة الحسين عليه السلام، لتكون خاتمة حياتهم في خدمة المولى أبي عبد الله عليه السلام.
فلسفة تعجز العقول عن إدراكها، ويكِلّ الذهن عن فهمها, وستبقى لغزا محيراً في صدر التاريخ والجغرافيا والتربية والرياضة والفيزياء والكيمياء، وفي كل المواد الدراسية.
فلسفة تحتاج الى دراسة خاصة لا تفي بها إلا جامعة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
تلك هي فلسفة زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والمشي إلى ضريحه المقدس.
من أعجب ما رأته البشرية في تاريخها هو اجتماع عدد هائل جداً من الناس يتوجهون بقلوبهم قبل أجسادهم الى وجهة واحدة. هي ضريح الامام الحسين بن علي عليه السلام.
وقد وصلت آخر الإحصاءات في العام الماضي إلى رقم ضخم يصعب تصوره، يفوق الثمانية عشر مليون زائر، توجهوا لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في العام الماضي, وذلك في مناسبة الأربعين من شهادته، وقد شهد بذلك محافظ مدينة كربلاء المقدسة عبر وكالة (عراق القانون) والناطق الرسمي للعتبة العباسية عبر وكالة أنباء فارس. والاعداد في إزدياد لافت كل عام.
وهنا تستوقفنا عدة أسئلة: لماذا تتهافت القلوب بهذا الشكل لتلك النقطة؟ لماذا تُبذل الأموال بتلك الكثرة؟ لماذا تُعطل الأشغال في تلك الفترة؟ لماذا تُتعَب الأبدان في كل مرة؟ ولماذا تُشارِك الأولاد بهذه المشقة؟ ولماذا تُقطع المسافات الطويلة التي تصل في بعض الأحيان إلى ٦٠٠ كيلومتر كرة بعد كرة.
لو نظرت إلى نهرٍ كنهر الفرات في العراق أو النيل في مصر، لاستغربت من أين تنبع هذه الكمية الهائلة من المياه التي تسير بشكل مستمر إلى مصبّاتها.
ولكن ماذا تقول في الأمواج الهائلة من الموالين، الذين اتفقت إرادتهم على هدي واحد، وفي طريق واحد، وباتجاه واحد، مع العلم أن توحيد إرادات البشر باتجاه هدف واحد لهو من أصعب الأمور، ولكن الامام الحسين عليه السلام استطاع أن يوحد همم وأهداف الزائرين بشكل عجيب غريب ليس له مثيل.
ثم إن من عادة الإنسان إذا انفرد بالقيام بعمل وتميّز فيه، وجذب اليه الأنظار، أن يفخر به. ولكن على طريق الإمام الحسين عليه السلام تجد عكس ذلك، حيث إنك تفخر بكونك أحد أفراد لوحة فسيفساء كبيرة ضخمة، لا تظهر في هذه اللوحة المجموعات فضلاً عن الأفراد. نعم يفتخر كل زائر بأنه من ضمن الأفراد المجتمعة في هذه اللوحة الهائلة، ويرى أن وجوده بينهم هو التميّز الفعلي، والافتخار الحقيقي.
أمر غريب جداً، أن يقف أشخاص بأعمارهم المختلفة من شيوخ وشباب وحتى الأطفال، لخدمة الزوار، وهم يصيحون: «تفضل يا زاير، ماء يا زائر، تفضل يا زاير المكان موجود والطعام موجود، تفضل يا زاير». بشكل عفوي وغير منظم يتحول الطريق الى حلبة سباق بين خدام الحسين عليه السلام، وهدفهم جميعاً هو خدمة الزوار. ولو ألقيت ببصرك تجاه بيوتهم وأملاكهم، لوجدتها من البساطة بمكان، فهي خالية من أكثر مقومات الحياة، ولكن في سبيل خدمة الزوار، لا مانع من تقديم هذه الامكانيات المادية الخاصة بعوائلهم بكل طيب نفس الى موائد أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
ولكن الأغرب من ذلك كله، أن تجد بعض الأشخاص يدعون الله ويتوسلون إليه بدموع حرَّى أن يرزقوا الشهادة على طريق زيارة الحسين عليه السلام، لتكون خاتمة حياتهم في خدمة المولى أبي عبد الله عليه السلام.
فلسفة تعجز العقول عن إدراكها، ويكِلّ الذهن عن فهمها, وستبقى لغزا محيراً في صدر التاريخ والجغرافيا والتربية والرياضة والفيزياء والكيمياء، وفي كل المواد الدراسية.
فلسفة تحتاج الى دراسة خاصة لا تفي بها إلا جامعة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
تلك هي فلسفة زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والمشي إلى ضريحه المقدس.