فلسفة زيارة الأربعين .. والعطاء الإلهي
في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) عن زوَّار الإمام الحسين(عليه السلام) وماينتظرهم يوم القيامة من عطاءٍ إلهي ٍ مُغدقٍ . يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زوّار الحُسين بن علي (عليه السلام) ؟.. فيقوم عنقٌ من الناس لا يحصيهم إلا الله عزّ وجلّ ، فيقول لهم : ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؟.. فيقول : يا رب !.. حُباً لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وحُباً لعليٍ وفاطمة ورحمةً له مما أرتكب منه. فيُقال لهم : هذا محمّدٌ وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم ، فأنتم معهم في درجتهم ، إلحقوا بلواء رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)!.. فيكونون في ظلِّه وهو في يدِ عليّ (عليه السلام) حتى يدخلون الجنَّة جميعاً ، فيكونون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه) .
هذا الحديث يُبيِّن إنَّ هذه المنزله للزائر لاتُنالُ إلا بحُبِّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعلي وفاطمة والحسن والحُسين ولكن هل هذا الحُب الذي ذُكِر في هذه الرواية هو مُجرد تلك الأحاسيس والمشاعر والعواطف القلبية التي ترتبط بالإمام الحُسين (عليه السلام) أم إنَّ هناك معنىً أعمق وأبعد من مُجرَّد هذه المشاعر و ماهو الميزان الذي يميّز بين الحُب الحقيقي الصادق الذي يريده الإمام (عليه السلام) وبين الحُب الزائف ،الآيه الكريمة تأتي لتقول : (قُل إن كُنتم تُحبونَ الله فإتبعوني يُحببكم الله) فالحُب هُنا هو مقدمة الإتِّباع ونتيجة الإتِّباع وهو حُب الله تعالى لعبده ، وحُب رسول الله(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين لكم إنَّما ينشأ من إتِّباعكم لمنهجهم وسيرتهم ، هذا الإتِّباع الناتج عن الحُب . فلذلك جاء التأكيد والحَث الشديد من الأئمة (سلام الله عليهم) على زيارة الإمام الحُسين (عليه السلام) لا لتكون ألفاظاً مجرَّدة تُعبِّر عن الأحاسيس والعواطف والمشاعر والولاء للإمام الحُسين (عليه السلام) فحسب بل أرُيد من ذلك مجموعة أمور أراد منَّا أهل البيت أن نلتفت لها كيما يتَّضح معنى الإتِّباع الناتج عن الحُب الحقيقي والذي يلزمه هذه المنزلة بأن تُحشروا تحت لواء علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
وإليكم أيُّها الإخوة والأخوات بعض الأمور التي يجب الإلتفات لها وأنتم تؤدون هذه الزيارة المباركة :
1-إنَّ هذه الزيارة أريد لها أن تكون مدرسةً عقائديةً وتربويةً وأخلاقيةً ، وهي تحمل الكثير من كنوز العلم والمعرفة والعقائد الحقَّة والأخلاق الحسنة والسلوك الطيّب ومعاني الولاء الصادق فحريٌ بنا أن نأخذ منها هذه الكنوز وننتهل من معينها .
2-لنجعل التفاعل مع هذه المدرسة تفاعلاً شاملاً بالعقل والفكر والقلب والمشاعر.
3-ترجمة العلوم التي نستحصلها من هذه المدرسة الى واقِعٍ عمليٍ مُعاش في جميع مجالات الحياة.
4-مراجعة النفس ومحاسبتها بشكلٍ دائم وخاصةً قبل التشرّف بزيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولنتصوَّر ماذا يجد الإمام في صحائف أعمالنا عند النظر إليها ترى أيجد مايسره ويفرحه أم سيجد مايحزنه ويجلب الهمَّ لقلبه الشريف ؟.
5-التمعُّن في مفردات الزيارة والتفقُّه في معانيها وأبعادها المختلفة والتي تبدأ بالسلام على الإمام وفلسفة ذلك السلام ، واللعن على أعدائه والتبرء من منهجهم ،ومن ثمَّ إعلان الولاية التامة والخضوع المُطلق للإمام والدعاء من الله أن يمنحنا القُدرة على توطين النفس لأن نكون جنوداً أوفياء وأتباعاً مخلصين في ركب الإمام (عليه السلام) .
6-التحلِّي بالوعي والمعرِفة لأهداف ثورة الإمام الحُسين وأبعاد نهضته الخالدة .
7-أخذ الحيطة والحذرمن الدعاوى المنحرفة التي تخرج بين الفينة والأخرى على إختلاف مصادرها وإتجاهاتها وبالخصوص ما ينشر ويشاع في طريق الزائرين من خلال الكتب والمنشورات التي توزَّع .
مُستقاةٌ من الخطبة الأولى لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي
في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) عن زوَّار الإمام الحسين(عليه السلام) وماينتظرهم يوم القيامة من عطاءٍ إلهي ٍ مُغدقٍ . يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زوّار الحُسين بن علي (عليه السلام) ؟.. فيقوم عنقٌ من الناس لا يحصيهم إلا الله عزّ وجلّ ، فيقول لهم : ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؟.. فيقول : يا رب !.. حُباً لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وحُباً لعليٍ وفاطمة ورحمةً له مما أرتكب منه. فيُقال لهم : هذا محمّدٌ وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم ، فأنتم معهم في درجتهم ، إلحقوا بلواء رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)!.. فيكونون في ظلِّه وهو في يدِ عليّ (عليه السلام) حتى يدخلون الجنَّة جميعاً ، فيكونون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه) .
هذا الحديث يُبيِّن إنَّ هذه المنزله للزائر لاتُنالُ إلا بحُبِّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعلي وفاطمة والحسن والحُسين ولكن هل هذا الحُب الذي ذُكِر في هذه الرواية هو مُجرد تلك الأحاسيس والمشاعر والعواطف القلبية التي ترتبط بالإمام الحُسين (عليه السلام) أم إنَّ هناك معنىً أعمق وأبعد من مُجرَّد هذه المشاعر و ماهو الميزان الذي يميّز بين الحُب الحقيقي الصادق الذي يريده الإمام (عليه السلام) وبين الحُب الزائف ،الآيه الكريمة تأتي لتقول : (قُل إن كُنتم تُحبونَ الله فإتبعوني يُحببكم الله) فالحُب هُنا هو مقدمة الإتِّباع ونتيجة الإتِّباع وهو حُب الله تعالى لعبده ، وحُب رسول الله(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين لكم إنَّما ينشأ من إتِّباعكم لمنهجهم وسيرتهم ، هذا الإتِّباع الناتج عن الحُب . فلذلك جاء التأكيد والحَث الشديد من الأئمة (سلام الله عليهم) على زيارة الإمام الحُسين (عليه السلام) لا لتكون ألفاظاً مجرَّدة تُعبِّر عن الأحاسيس والعواطف والمشاعر والولاء للإمام الحُسين (عليه السلام) فحسب بل أرُيد من ذلك مجموعة أمور أراد منَّا أهل البيت أن نلتفت لها كيما يتَّضح معنى الإتِّباع الناتج عن الحُب الحقيقي والذي يلزمه هذه المنزلة بأن تُحشروا تحت لواء علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
وإليكم أيُّها الإخوة والأخوات بعض الأمور التي يجب الإلتفات لها وأنتم تؤدون هذه الزيارة المباركة :
1-إنَّ هذه الزيارة أريد لها أن تكون مدرسةً عقائديةً وتربويةً وأخلاقيةً ، وهي تحمل الكثير من كنوز العلم والمعرفة والعقائد الحقَّة والأخلاق الحسنة والسلوك الطيّب ومعاني الولاء الصادق فحريٌ بنا أن نأخذ منها هذه الكنوز وننتهل من معينها .
2-لنجعل التفاعل مع هذه المدرسة تفاعلاً شاملاً بالعقل والفكر والقلب والمشاعر.
3-ترجمة العلوم التي نستحصلها من هذه المدرسة الى واقِعٍ عمليٍ مُعاش في جميع مجالات الحياة.
4-مراجعة النفس ومحاسبتها بشكلٍ دائم وخاصةً قبل التشرّف بزيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولنتصوَّر ماذا يجد الإمام في صحائف أعمالنا عند النظر إليها ترى أيجد مايسره ويفرحه أم سيجد مايحزنه ويجلب الهمَّ لقلبه الشريف ؟.
5-التمعُّن في مفردات الزيارة والتفقُّه في معانيها وأبعادها المختلفة والتي تبدأ بالسلام على الإمام وفلسفة ذلك السلام ، واللعن على أعدائه والتبرء من منهجهم ،ومن ثمَّ إعلان الولاية التامة والخضوع المُطلق للإمام والدعاء من الله أن يمنحنا القُدرة على توطين النفس لأن نكون جنوداً أوفياء وأتباعاً مخلصين في ركب الإمام (عليه السلام) .
6-التحلِّي بالوعي والمعرِفة لأهداف ثورة الإمام الحُسين وأبعاد نهضته الخالدة .
7-أخذ الحيطة والحذرمن الدعاوى المنحرفة التي تخرج بين الفينة والأخرى على إختلاف مصادرها وإتجاهاتها وبالخصوص ما ينشر ويشاع في طريق الزائرين من خلال الكتب والمنشورات التي توزَّع .
مُستقاةٌ من الخطبة الأولى لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي