عندما نتأمل في أهل الكهف فكانوا مماليك لا يفقهون ، وسحرة فرعون كانوا سكارى بالكفر ما يعتقد ناظرهم أنهم يفيقون ، فتداركهم الله جل جلاله برحمة من رحماته الجميلة ، فأمسوا عارفين به مخلصين ، من أهل المقامات الجليلة ..
وكذلك امرأة فرعون ومريم بنت عمران وأم موسى عليه السلام ، نساء ذوات ضعف ، فتولاهن الله جل جلاله بيد اللطف والعطف ..
حتى فارقت زوجة فرعون ملك زوجها ودولته وحقرته وهونت عقوبته ..
ومريم ابنة عمران من الكرامات والسعادات حتى أن النبي المعظم في وقتها زكريا عليه السلام يدخل عليها في المِحْراب فيجد عندها طعاماً يأتيها من سلطان يوم الحساب بغير حساب ، ويُفهم من صورة الحال أن زكريا ماكان يأتيه مثل ذلك الطعام ، لأنه عليه السلام قال { أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا}
على سبيل التعجب والاستفهام ، وهو أقرب منها إلى صفات الكمال .
وهذه أم موسى يوحي الله تعالى إليها بغير واسطة من الرجال ، حتى يهون عليها رمي ولدها وواحدها ومهجة فؤادها في البحر والأهوال .
س/فهنا نتسائل كيف وصلوا الى ذلك وكيف خصهم الله بعنايته وجعلهم خالص صفوته ؟
ج/فالجواب الجلي الواضح أنهم حددوا هدفهم وهو الوصول إلى الكمال المطلق والجمال الذي لا ند له ، وعندما نظروا الى ذلك الجمال ، نراه قد خطف قلوبهم وهاموا في حبه ولم يبتغوا عنه بدلا ويتجلى ذلك الحب بأعمق معانيه في كلمات إمامنا السجاد عليه السلام في مناجاة المحبين حيث يقول :
{إِلهِي مَنْ ذا الَّذِي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً وَمَنْ ذا الَّذِي أَنِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً..}
فلا تقصر همتك عن غاية بلغ إليها حال النساء الضعيفات ، واطلب ذلك ممن قال جل جلاله :
فليس علينا إلا أن نُقدم فالإقدام بحد ذاته اهم خطوة .
واعلم أنك إذا أقدمت سيتلقاك الله سبحانه بكل عطف ولطف فهو ارأف من الأم بأبنها ، فقد ورد في الحديث القدسي : {أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني.. فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي.. وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم.. وإن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا.. وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا.. وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة}
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام