من كرامات العبّاس عليه السّلام مع مريضة بسرطان الحنجرة
يكتب السيّد محمّد حسن صادق آل طعمة في كتابه ( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام ) هذه الكرامة ينقلها عمّن يثق به من إخوانه المؤمنين، وهو صادق الكربلائي، وكان حدّثه بها قائلاً:
في عام 1958م أُصيبت والدة صديقي رئيس دائرة العقارات في بغداد ـ وهو رجل سنّي ـ بمرض السرطان في حنجرتها، وبعد مراجعاتٍ عديدة أبدى الأطباء عجزهم عن علاجها، وما زالت حالتها تتردّى والمرض يستحكم أمره في تلك المرأة حتّى هيمن اليأس المُطْبِق، واستسلمت هي للموت الأكيد الذي لابدّ منه.
* * *
يقول الحاج صادق الكربلائي متابعاً حديثه:
وكان صديقي يشكو لي همَّه وغمّه، وما أحاط عائلته من الضرّاء لتلك المصيبة.. أما أنا فقد أطلقتُ له العِنان في شكواه، وجعلته يتحدّث حتّى انتهى من كلامه. عند ذاك قلت له:
ـ في الحقيقة، إنّي أعرف طبيباً ليس له مثيلٌ بين الأطبّاء. لقد أودعه الله تعالى كرامة الأنبياء والمرسلين.
أراد أن يقاطعني فأشَرتُ إليه بالصبر والإنصات حتّى أُكمل حديثي:
ـ هو ـ يا فلان ـ عَلَم، نعم عَلَمٌ تتّجه إليه أفئدة الملايين من القلوب الحائرة، تؤمّه لنيل مُرادها ورجائها وما تصبو إليه.
ـ هل أعرفه أنا ؟!
ـ أظنُّك لم تذهب إليه بعد، ليتك ذهبتَ إليه لرفع ذاك الداء الخبيث عن جسد والدتك!
ـ مَن يكون يا تُرى ؟! أنا حاضر أن أذهب إليه، الآن أنا حاضر ومستعدّ.. لكن مَن هو يا أخي ؟!
ـ إنّه ـ على ما اعتقد ـ هو الطبيب الحقيقيّ الذي سيمنح والدتك الشفاء العاجل، والكامل، بإذن الله تعالى.
ـ آمنتُ بالله ـ يا أخي ـ دُلَّني عليه أرجوك، وعَرِّفني عليه بحقّ مَن تحبّ.
ـ إنّه هو العبّاس، العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، أبو الفضل، إي والله والنِّعِم! صاحب الكرامات الكبرى والبراهين العظمى، فعجِّلْ بالذهاب اليوم، اليوم قبل غد، شُدّ حزام السفر إليه، إلى كربلاء المقدّسة.
ـ ثمّ.. ماذا أفعل إذا وصلتُ إليه ؟
ـ إنّك رجلٌ معروف، فاطلبْ من سادن الحرم الشريف أن يعطيك شيئاً من ماء « العلقمي » المحيط بالقبر المقدس.. وسترى، إن شاء الله تعالى من بركات العباس العجَبَ العُجاب!
أطرق الرجل السنّي.. ثمّ رفع رأسه وقال:
ـ نعم، سأذهب إليه في الغد الباكر، وسأعمل بنصيحتك، شكراً وألف شكر.
* * *
سافر الرجل صباح اليوم التالي إلى كربلاء المعلاّة، ودخل الصحن المبارك، وزار صاحب المقام الرفيع أبا الفضل العبّاس عليه السّلام، ثمّ التقى بسادن الروضة العبّاسيّة الطاهرة، السيّد بدري ضياء الدين، وتحدّث معه حول الأمر الذي جاء به، وكان السادن قد استقبله استقبالاً طيّباً، ثمّ لبّى له طلبَه.
تعلّقت عينا الرجل بذلك الماء الرقراق الذي تسبح فيه أسرار ونفحات ملكوتيّة، فأخذ قلبه يعقد الآمال السارّة. أسرع بتلك القطرات المباركة يسقي به والدته المنهارة، واليقين يقوى في نفسه:
ـ اشربي ماما، اشربي، إن شاء الله فيه الشفاء.. يا الله!
* * *
مرّ يومان والقلوب تترقّب.. أمّا الآلام فأخذت تلملم أطرافها تحف للرحيل، وأخذت العافية تدبّ في البدن الذي كاد أن يذوب. وأخذ الأمل يقوى وينتعش، لا بل أصبح حقيقةً يُتعامَلُ معه أنّها يقين!
بكل ثقة.. لنذهب إلى الطبيب لنرى تُرى ماذا سيقول ؟!
الطبيب أُصيب بالذهول، فدعا إلى تشكيل لجنة طارئة من الأطبّاء، اجتمعت اللجنة في اليوم التالي، تمّ مراجعة التقارير الطبّيّة السابقة وقُورنت بالتقارير الأخيرة..
ـ لا، كلُّ شيءٍ زال.
ـ ما هو يا دكتور ؟!
ـ المرض.. مرض السرطان لا أثرَ له أبداً، لقد زال كليّاً عن هذه المرأة، تماماً زال!
وقف جميع الأطبّاء مبهورين متعجّبين.. إنّه السرطان، شبح الموت الأكيد! كيف تُرى زال ؟! ما الذي حدث، وماذا فعلت تلك المرأة خلال الأيّام القلائل الأخيرة ؟!
* * *
أُحضِر الرجل ابن المرأة التي كانت مصابة، سُئل:
ـ ماذا فعلتَ.. وأيَّ طبيبٍ راجعت ؟!
فأخذ الرجل يتأنّق في الحديث، ولأوّل مرّة يشعر بلذّةٍ خاصّة في كلامه، وهو يرى الأطبّاء لا يستقرّون في مكانهم حتّى قاموا وأخذوا يقتربون منهم، وكأنّهم لا يصدّقون أسماعهم، فيُمطرونه بأسئلتهم وهو يجيب في حالةٍ من الثقة والاطمئنان واليقين.
وأخيراً أراحوه واستراحوا قائلين له:
ـ أتعلمُ أنّ والدتك هذه هي الآن في صحّة تامّة، فقد زال عنها ما كانت تشكو منه من ذلك المرض العضال، بل هي الآن أصحّ منّا!
فأشار برأسه بالتصديق، وقد غمرته الفرحة وخنقته عبرتُها. أمّا الأطبّاء فقد سكتوا بعد ذلك مبهورين من غرابة الأمر وعظمته، ومن تلك الكرامة العجيبة. وعلى الفور، أعلن الطبيب المختصّ الذي كان يباشر علاج المرأة.. أعلن تشيّعه وشدّة موالاته لأهل البيت عليهم السّلام، واعتقاده الراسخ بأبي الفضل العبّاس صاحب الكرامات الناطقة.
وتيّقن ذلك الرجل أن الله تعالى جعل أهل البيت أسباب رحمة وهداية لكلّ البشريّة، فأصبحوا أبواب الله الواسعة التي يَرِدها المحرومون والحائرون وأصحاب الحوائج من كل مكان، وفي كلّ زمان، فلم يجد نفسَه بعد ذلك إلاّ أنه ـ ومن صميم قلبهِ ـ يعلن تشيّعَه لأهل البيت عليهم السّلام.
شبكة الإمام الرضا عليه السلام
يكتب السيّد محمّد حسن صادق آل طعمة في كتابه ( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام ) هذه الكرامة ينقلها عمّن يثق به من إخوانه المؤمنين، وهو صادق الكربلائي، وكان حدّثه بها قائلاً:
في عام 1958م أُصيبت والدة صديقي رئيس دائرة العقارات في بغداد ـ وهو رجل سنّي ـ بمرض السرطان في حنجرتها، وبعد مراجعاتٍ عديدة أبدى الأطباء عجزهم عن علاجها، وما زالت حالتها تتردّى والمرض يستحكم أمره في تلك المرأة حتّى هيمن اليأس المُطْبِق، واستسلمت هي للموت الأكيد الذي لابدّ منه.
* * *
يقول الحاج صادق الكربلائي متابعاً حديثه:
وكان صديقي يشكو لي همَّه وغمّه، وما أحاط عائلته من الضرّاء لتلك المصيبة.. أما أنا فقد أطلقتُ له العِنان في شكواه، وجعلته يتحدّث حتّى انتهى من كلامه. عند ذاك قلت له:
ـ في الحقيقة، إنّي أعرف طبيباً ليس له مثيلٌ بين الأطبّاء. لقد أودعه الله تعالى كرامة الأنبياء والمرسلين.
أراد أن يقاطعني فأشَرتُ إليه بالصبر والإنصات حتّى أُكمل حديثي:
ـ هو ـ يا فلان ـ عَلَم، نعم عَلَمٌ تتّجه إليه أفئدة الملايين من القلوب الحائرة، تؤمّه لنيل مُرادها ورجائها وما تصبو إليه.
ـ هل أعرفه أنا ؟!
ـ أظنُّك لم تذهب إليه بعد، ليتك ذهبتَ إليه لرفع ذاك الداء الخبيث عن جسد والدتك!
ـ مَن يكون يا تُرى ؟! أنا حاضر أن أذهب إليه، الآن أنا حاضر ومستعدّ.. لكن مَن هو يا أخي ؟!
ـ إنّه ـ على ما اعتقد ـ هو الطبيب الحقيقيّ الذي سيمنح والدتك الشفاء العاجل، والكامل، بإذن الله تعالى.
ـ آمنتُ بالله ـ يا أخي ـ دُلَّني عليه أرجوك، وعَرِّفني عليه بحقّ مَن تحبّ.
ـ إنّه هو العبّاس، العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، أبو الفضل، إي والله والنِّعِم! صاحب الكرامات الكبرى والبراهين العظمى، فعجِّلْ بالذهاب اليوم، اليوم قبل غد، شُدّ حزام السفر إليه، إلى كربلاء المقدّسة.
ـ ثمّ.. ماذا أفعل إذا وصلتُ إليه ؟
ـ إنّك رجلٌ معروف، فاطلبْ من سادن الحرم الشريف أن يعطيك شيئاً من ماء « العلقمي » المحيط بالقبر المقدس.. وسترى، إن شاء الله تعالى من بركات العباس العجَبَ العُجاب!
أطرق الرجل السنّي.. ثمّ رفع رأسه وقال:
ـ نعم، سأذهب إليه في الغد الباكر، وسأعمل بنصيحتك، شكراً وألف شكر.
* * *
سافر الرجل صباح اليوم التالي إلى كربلاء المعلاّة، ودخل الصحن المبارك، وزار صاحب المقام الرفيع أبا الفضل العبّاس عليه السّلام، ثمّ التقى بسادن الروضة العبّاسيّة الطاهرة، السيّد بدري ضياء الدين، وتحدّث معه حول الأمر الذي جاء به، وكان السادن قد استقبله استقبالاً طيّباً، ثمّ لبّى له طلبَه.
تعلّقت عينا الرجل بذلك الماء الرقراق الذي تسبح فيه أسرار ونفحات ملكوتيّة، فأخذ قلبه يعقد الآمال السارّة. أسرع بتلك القطرات المباركة يسقي به والدته المنهارة، واليقين يقوى في نفسه:
ـ اشربي ماما، اشربي، إن شاء الله فيه الشفاء.. يا الله!
* * *
مرّ يومان والقلوب تترقّب.. أمّا الآلام فأخذت تلملم أطرافها تحف للرحيل، وأخذت العافية تدبّ في البدن الذي كاد أن يذوب. وأخذ الأمل يقوى وينتعش، لا بل أصبح حقيقةً يُتعامَلُ معه أنّها يقين!
بكل ثقة.. لنذهب إلى الطبيب لنرى تُرى ماذا سيقول ؟!
الطبيب أُصيب بالذهول، فدعا إلى تشكيل لجنة طارئة من الأطبّاء، اجتمعت اللجنة في اليوم التالي، تمّ مراجعة التقارير الطبّيّة السابقة وقُورنت بالتقارير الأخيرة..
ـ لا، كلُّ شيءٍ زال.
ـ ما هو يا دكتور ؟!
ـ المرض.. مرض السرطان لا أثرَ له أبداً، لقد زال كليّاً عن هذه المرأة، تماماً زال!
وقف جميع الأطبّاء مبهورين متعجّبين.. إنّه السرطان، شبح الموت الأكيد! كيف تُرى زال ؟! ما الذي حدث، وماذا فعلت تلك المرأة خلال الأيّام القلائل الأخيرة ؟!
* * *
أُحضِر الرجل ابن المرأة التي كانت مصابة، سُئل:
ـ ماذا فعلتَ.. وأيَّ طبيبٍ راجعت ؟!
فأخذ الرجل يتأنّق في الحديث، ولأوّل مرّة يشعر بلذّةٍ خاصّة في كلامه، وهو يرى الأطبّاء لا يستقرّون في مكانهم حتّى قاموا وأخذوا يقتربون منهم، وكأنّهم لا يصدّقون أسماعهم، فيُمطرونه بأسئلتهم وهو يجيب في حالةٍ من الثقة والاطمئنان واليقين.
وأخيراً أراحوه واستراحوا قائلين له:
ـ أتعلمُ أنّ والدتك هذه هي الآن في صحّة تامّة، فقد زال عنها ما كانت تشكو منه من ذلك المرض العضال، بل هي الآن أصحّ منّا!
فأشار برأسه بالتصديق، وقد غمرته الفرحة وخنقته عبرتُها. أمّا الأطبّاء فقد سكتوا بعد ذلك مبهورين من غرابة الأمر وعظمته، ومن تلك الكرامة العجيبة. وعلى الفور، أعلن الطبيب المختصّ الذي كان يباشر علاج المرأة.. أعلن تشيّعه وشدّة موالاته لأهل البيت عليهم السّلام، واعتقاده الراسخ بأبي الفضل العبّاس صاحب الكرامات الناطقة.
وتيّقن ذلك الرجل أن الله تعالى جعل أهل البيت أسباب رحمة وهداية لكلّ البشريّة، فأصبحوا أبواب الله الواسعة التي يَرِدها المحرومون والحائرون وأصحاب الحوائج من كل مكان، وفي كلّ زمان، فلم يجد نفسَه بعد ذلك إلاّ أنه ـ ومن صميم قلبهِ ـ يعلن تشيّعَه لأهل البيت عليهم السّلام.
شبكة الإمام الرضا عليه السلام