من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في شهر شعبان
الجزء الأول
{انّ امير المؤمنين (عليه السلام) قد مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهُم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان، وهُم يخوضون في أمر القدر وغيره، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيه محكمهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلّم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا اليه يسألونه القعود عليهم، فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم وناداهم : يا معاشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يردّ عليهم، ألم تعلموا انّ لله عباداً قد أسكتهم خشية من غير عيّ ولا بكم، ولكنّهم اذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم، وحامت حلومهم اعزازاً لله واعظاماً واجلالاً، فاذا أفاقوا من ذلك استبقوا الى الله بالاعمال الزّاكية، يعدّون أنفسهم مع الظّالمين والخاطئين وانّهم براء من المقصّرين ومن المفرطين، ألا انّهم لا يرضُون لله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الاعمال، فهم اذا رأيتهم قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين ..}
الجزء الأول
{انّ امير المؤمنين (عليه السلام) قد مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهُم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان، وهُم يخوضون في أمر القدر وغيره، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيه محكمهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلّم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا اليه يسألونه القعود عليهم، فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم وناداهم : يا معاشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يردّ عليهم، ألم تعلموا انّ لله عباداً قد أسكتهم خشية من غير عيّ ولا بكم، ولكنّهم اذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم، وحامت حلومهم اعزازاً لله واعظاماً واجلالاً، فاذا أفاقوا من ذلك استبقوا الى الله بالاعمال الزّاكية، يعدّون أنفسهم مع الظّالمين والخاطئين وانّهم براء من المقصّرين ومن المفرطين، ألا انّهم لا يرضُون لله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الاعمال، فهم اذا رأيتهم قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين ..}