*الثواب الكثير
أن الثواب العظيم الذي نجده في الروايات حول المستحبات عادةً, وخصوصاً بالنسبة الى الصلوات وبعض الأعمال من قبيل صيام يومٍ من رجب أو شعبان لخصوصية الصوم في هذين الشهرين.
نجد في الروايات بشكلٍ عام حديثاً عن ثواب كبير لا يعقل عادة مثلاً أن من صلى هذه الصلاة يُرفع سبعين ألف درجة ويعطى أجر سبعين حجة أوعمرةأو أجر سبعين شهيداً أو ذلك كله أوماهو أكثر منه،وهومايحتاج إلى توضيح.
أولاًً: أريد أن يكون واضحاً أني أدافع عن مبدأ الثواب الكثير على عمل قليل, وليس المراد بطبيعة الحال الدفاع عن كل رواية وردت فذلك رهن اعتبارات معروفة في دراسة السند ومعرفة موقع المضمون من الروايات الأخرى, ولكن حتى عندما يثبت سند رواية ونجد ثواباً كثيراً يبقى هذا التساؤل مطروحاً, صحيح أن علينا أن نقبله تعبداً لكن ألا ينبغي رغم التسليم بمبدأ التعبد أن نحاول تعقل هذه الحقيقة بعض الشيء, طبعاً إذا لم نستطع أن نتعقلها وكان السند صحيحاً نقبلها على كل حال.
ثانياً: في محاولة التعرف إلى الحكمة الممكنة في معقولية هذا الثواب الكبير هناك أمور ينبغي الوقوف عندها .
1- ليكن واضحاً أننا نتحدث عن عطاءٍ من الله تعالى ولا نتحدث عن عطاء من الناس المحدودين فنحن نرى مبلغ المليون مثلاً مبلغاً كبيراً،ولكنه بالنسبة إلى الله تعالى ضئيل جداً،والعطاء المذكور في هذه الروايات جانب من الفيض الإلهي،إنه بعض عطاء الله تعالى أكرم الأكرمين ولا يصح أبداً أن ننطلق في التعاطي مع عظمة هذا الثواب من أحجامنا،فالصغير لا يستطيع ان يقبل إلا العطاء الصغير والكبير لا يعطى إلا عطاءً كبيراً.
2- نجد في رواية عن الامام الصادق عليه السلام ما يكشف لنا عن بعدٍ آخر, وهو أن الله عز وجل علم ضعفنا, علم غلبة شقوتنا, علم اغترارنابستره المرخى علينا, وأننا نميل مع الشهوات حيث مالت،نركض في اتباع النفس الإمارة بالسوء, ونعود إليه سبحانه أحياناً ثم سرعان ما نولي فراراً كما يولي العبد الآبق, من هنا فقدعلم عز وجل أن ما يصفو لنا ويبقى من الثواب –إن بقي لفترة- فإن من الصعوبة بمكان أن نحافظ عليه،بمعنى أن المحرمات التي نقع فيها باستمرار تأكل هذا الثواب, لذلك فإنه تقدست أسماؤه وآلاؤه وجلت عظمته رحمةً منه بنا زاد لنا الثواب أضعافاً مضاعفة،ليبقى لنا شيء.
المرحوم الشيخ حسين الكوراني
أن الثواب العظيم الذي نجده في الروايات حول المستحبات عادةً, وخصوصاً بالنسبة الى الصلوات وبعض الأعمال من قبيل صيام يومٍ من رجب أو شعبان لخصوصية الصوم في هذين الشهرين.
نجد في الروايات بشكلٍ عام حديثاً عن ثواب كبير لا يعقل عادة مثلاً أن من صلى هذه الصلاة يُرفع سبعين ألف درجة ويعطى أجر سبعين حجة أوعمرةأو أجر سبعين شهيداً أو ذلك كله أوماهو أكثر منه،وهومايحتاج إلى توضيح.
أولاًً: أريد أن يكون واضحاً أني أدافع عن مبدأ الثواب الكثير على عمل قليل, وليس المراد بطبيعة الحال الدفاع عن كل رواية وردت فذلك رهن اعتبارات معروفة في دراسة السند ومعرفة موقع المضمون من الروايات الأخرى, ولكن حتى عندما يثبت سند رواية ونجد ثواباً كثيراً يبقى هذا التساؤل مطروحاً, صحيح أن علينا أن نقبله تعبداً لكن ألا ينبغي رغم التسليم بمبدأ التعبد أن نحاول تعقل هذه الحقيقة بعض الشيء, طبعاً إذا لم نستطع أن نتعقلها وكان السند صحيحاً نقبلها على كل حال.
ثانياً: في محاولة التعرف إلى الحكمة الممكنة في معقولية هذا الثواب الكبير هناك أمور ينبغي الوقوف عندها .
1- ليكن واضحاً أننا نتحدث عن عطاءٍ من الله تعالى ولا نتحدث عن عطاء من الناس المحدودين فنحن نرى مبلغ المليون مثلاً مبلغاً كبيراً،ولكنه بالنسبة إلى الله تعالى ضئيل جداً،والعطاء المذكور في هذه الروايات جانب من الفيض الإلهي،إنه بعض عطاء الله تعالى أكرم الأكرمين ولا يصح أبداً أن ننطلق في التعاطي مع عظمة هذا الثواب من أحجامنا،فالصغير لا يستطيع ان يقبل إلا العطاء الصغير والكبير لا يعطى إلا عطاءً كبيراً.
2- نجد في رواية عن الامام الصادق عليه السلام ما يكشف لنا عن بعدٍ آخر, وهو أن الله عز وجل علم ضعفنا, علم غلبة شقوتنا, علم اغترارنابستره المرخى علينا, وأننا نميل مع الشهوات حيث مالت،نركض في اتباع النفس الإمارة بالسوء, ونعود إليه سبحانه أحياناً ثم سرعان ما نولي فراراً كما يولي العبد الآبق, من هنا فقدعلم عز وجل أن ما يصفو لنا ويبقى من الثواب –إن بقي لفترة- فإن من الصعوبة بمكان أن نحافظ عليه،بمعنى أن المحرمات التي نقع فيها باستمرار تأكل هذا الثواب, لذلك فإنه تقدست أسماؤه وآلاؤه وجلت عظمته رحمةً منه بنا زاد لنا الثواب أضعافاً مضاعفة،ليبقى لنا شيء.
المرحوم الشيخ حسين الكوراني