نقل جناب المولى السلماسي طاب ثراه صلّينا مع جنابه السيد بحر العلوم في داخل حرم العسكريين عليها السلام فلما اراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة عرضته حالة فتوقف هنيئة ثم قام ولما فرغنا تعجبنا كلنا ، ولم نفهم ما كان وجهه ولم يتجرأ احدٌ منّا على السوأل عنه الى ان أتينا المنزل فاشار إليّ بعض السادة من اصحابنا ان اسأله عنه فقلت : لا ، وانت اقرب منّا ، فالتفت السيد رحمة الله عليه إلىّ وقال : فيمَ تقاولون قلت وكنت أجسر الناس عليه : انهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلوة فقال : ان الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف دخل الروضة للسلام على ابيه عليه السلام فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الانور الى ان خرج منها ..
- إشارة - وقد نقل المحدث القمي (ره) في كتاب رجاله ثمان حكايات ترتبط بكرامات هذه العالم الجليل وتشرفاته بخدمة ناموس العصر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ورد في احداهما ان الامام عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ولفرط حبّه ولطفه وكرمه بالسيد ، احتضنه وضمّه الى صدره الشريف
فهنيئاً له وقدس الله نفسه ونور رمسه
- جنة المأوى273
- النجم الثاقب 286
- الاربعون في المهدي /الحكاية الثانية
نقل السيد حسن الابطحي في كتابة الكمالات الروحية للجزء الثاني أنّ احد تلامذة الشيخ الانصاري قال: خرجت ذات ليلة من منزلي في مدينة كربلاء المقدسة بعد منتصف الليل، وكان الظلام دامسا والازقة مملوءة بالوحل على أثر هطول المطر، وكنت احمل معي سراجا
وبينما انا سائر في الطريق، رأيت من بعيد شخصاً يقترب، فدقّقت النظر فعرفت انه الاستاذ الشيخ الانصاري (ره) وبرؤيته في ذلك الظلام تسائلت مع نفسي ترى الى اين يذهب الاستاذ في هذا الليل المظلم وفي هذه الازقة الموحلة مع ما به من ضعف في البصر؟
وتخوفا عليه من ان يكون قد كمن له احد في الطريق مشيت خلفه دون ان يشعر .
وسار الشيخ حتى وصل الى باب دار و وقف عندها وأخذ يقرأ الزيارة الجامعة بخشوع .
وبعد ان اتمّ قراءة الزيارة فُتِحَتْ له الباب و دخل الى داخل الدار، فلم أعُدْ ارى شخصه ولكنّي سمعته يتحدث مع شخص في داخل الدار بعد ساعة تشرفت بزيارة الحرم المطهر ورأيت الشيخ هناك وفي ما بعد وعندما زرت سماحته سألته عن قصّته تلك الليلة، وبعد اصرار كثير أجابني قائلاً : أحيانا احصل على اذن للتشرف بخدمة امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولقائه ، فأذهب واقف الى جنب تلك الدار وازوره بالزيارة الجامعة ، فان صدر اذن ثان ، تشرفت بزيارته في تلك الدار وسألته عن بعض المطالب وأستمدّ منه العون واعود ثم إن الشيخ (قدس سره) أخذ مني عهداً على عدم افشاء هذا الأمر مادام هو على قيد الحياة ٠
نقل السيد الشهيد القاضى نور الله الشوشتري (قدس سره) في (مجالس المؤمنين) :
انه اشتهر عند اهل الايمان ان بعض علماء اهل السّنة ممّن تتلمذ عليه العلاّمة في بعض الفنون، ألّف كتابا في ردّ الامامية ويقرأه للناس في مجالسه ويضلّهم وكان لايعطيه أحداً خوفاً من ان يردُّه أحد من الامامية فاحتال العلامة رحمه اللّه في تحصيل هذا الكتابش الى ان جعل تتلمذة عليه وسيلة لاخذه الكتاب منه عارية، فالتجأ الرجل واستحيى من ردّه وقال : اني آليت على نفسي ان لا أعطيه احداً ازيد من ليلة واحدة ، فاغتنم الفرصة في هذا المقدار من الزمان فاخذه منه العلامة واتى به الى بيته لينقل منه ما تيسر منه للردّ عليه فلما اشتغل بكتابته وانتصف الليل، غلبه النوم فحضر الحجة عجل اللّه تعالى فرجه الشريف وقال : ولّني الكتاب وخُذْ في نومك ، فانتبه العلّامة وقد تمّ الكتاب باعجازه عليه السلام . وفي بعض المؤلفات انه كتب في آخر الكتاب : كتبه الحـــــجة
قال العلاّمة المجلسي (قدس) : أخبرني جماعة عن السّيد الفاضل أمير علاّم ، قال : كنتُ في بعض الليالي في صحن الرّوضة المقدّسة بالغريّ على مشرّفها السّلام وقد ذهب كثير من الليل ، فبينا أنا أجول فيها إذ رأيتُ شخصاً مقبلاً نحو الرّوضة المقدّسة فأقبلتُ إليه ، فلمّا قربتُ منه عرفتُ أنّه أُستاذنا الفاضل العالم التقيّ مولانا أحمد الأردبيلي . فأخفيتُ نفسي عنه ، حتّى أتى الباب وكان مغلقاً، فانفتح له عند وصوله إليه ، ودخل الرّوضة فسمعتُه يكلّم كأنّه يناجي أحداً ثمّ خرج وأغلق الباب فمشيتُ خلفه حتّى خرج من الغريّ وتوجّه نحو مسجد الكوفة ، فكنتُ خلفه بحيث لا يراني حتّى دخل المسجد وصار الى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين عليه السلام عنده ، ومكث طويلاً ثمّ رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغريّ . فكنتُ خلفه حتّى قرب من الحنّانة فأخذني سُعالٌ لم أقدر على دفعه، فالتفتَ إليّ فعرفني، وقال: أنت أمير علاّم؟ قلت : نعم ، قال: ما تصنع هاهنا؟ قلتُ: كنتُ معك حيث دخلتَ الرّوضة المقدّسة إلى الآن وأقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الّليلة، من البداية إلى النّهاية . فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمتُ حيّاً ، فلمّا توثّق ذلك منّي قال : كنتُ أفكّر في بعض المسائل وقد أغلقت عليّ فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين عليه السلام وأسأله عن ذلك ، فلمّا وصلتُ إلى الباب فُتِحَ لي بغير مفتاح كما رأيتَ ، فدخلتُ الرّوضة وابتهلتُ إلى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعتُ صوتاً من القبر: أن ائتِ مسجد الكوفة وسل عن القائم عليه السلام فإنّه إمام زمانك . فأتيتُ عند المحراب وسألتُه عنها وأُجبت، وها أنا أرجعُ إلى بيتي
يقول الشيخ الاجلّ المرحوم الحرّ العاملي (قدس) : عندما كنت في سن العاشرة من العمر، ابتليت بمرض صعب ، عجز الاطباء جميعا عن علاجه، حتى وصل الأمر ان اقربائي جميعا اجتمعوا حول سريري وهم يبكون على حالي بعد ان يأسوا من شفائي وتيقنوا موتي كما اخبرهم الاطباء. وفي تلك الليلة رأيت النبي الاكرم والائمة الاثني عشر (عليهم الصلوة والسلام) واقفين حولى. سلمت عليهم وصافحتهم واحدا واحدا، وجرت بينى وبين الامام الصادق (عليه السلام) مذاكرة نسيت الآن تفاصيلها، ولكنني اتذكر انه دعا في حقي. وعندما صافحت المولى ولى العصر والزمان (ارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)، اخذت بالبكاء وقلت له: سيدي ومولاي اخاف ان اموت في مرضي ولا اوفق لتحصيل العلم والعمل به.فقال (عليه السلام): لا تخف، فانك لن تموت من مرضك هذا، فان اللّه سيمنّ عليك بالشفاء وتعيش عمرا طويلا. ثم ناولني (عليه السلام)، قدحا من الماء كان بيده المباركة فشربت من ذلك الماء وشفيت من مرضي فورا وفي اليوم التالي تعجب الاقرباء وتحيّروا جميعا لشفائي المفاجىء، وبعد عدة ايام اخبرتهم بالقصة.
ينقل المولى زين العابدين السلماسي : أن السّيد الجليل بحر العلوم - طاب ثراه - ورد يوما في حرم أمير المؤمنين "عليه آلاف التحيّة والسّلام " فجعل يترنم بهذا المصرع : كم هو جميل صوت القرآن من لسانك انه حقا يخطف القلوب . فسُئل رحمه اللّه عن سبب قرائته هذا المصرع ، فقال : لما وردت في الحرم المطهر رأيت الحجّة (عليه السلام) جالسا عند الرأس يقرأ القرآن ، فلمّا سمعت صوته قرأت المصرع المزبور، كم هو جميل صوت القرآن من لسانك انه حقا يخطف القلوب .
يقول السيد حسن الابطحي : في سنة ١٩٥٣م وعند ما ذهبت الى الكوفة ، كان هناك شخص باسم الحاج الشيخ محمد الكوفي ، يقال انه تشرف بخدمة حضرة بقيّة اللّه الاعظم (ارواحنا فداه) مرارا. فحدثنا الشيخ محمد الكوفي بقصّة هي : سابقاً ، لم تكن وسائل النقل مستخدمة في طريق العراق - الحجاز، فتشرفت بزيارة بيت اللّه الحرام على الجمل ، وحين العودة من هناك ، تخلفت عن القافلة وضللت الطريق حتى وصلت الى بعض المستنقعات فطمست رجلا البعير في تلك الاوحال ، ولم يكن بوسعي النزول عن ظهر البعير فكاد البعير ان يموت . وفجأة صحت من اعماق قلبي : (يا ابا صالح المهدى ادركنى) وكررت ذلك عدة مرات ، فرأيت فارسا يتقدم نحوي ، ولم يكن يتأثر بذلك الطين ، حتى وصل الىّ وهمس بكلمات في اذني البعير لم أسمع منها الا آخرها حيث سمعته يقول : (حتى الباب) . نهض بعيري من ذلك المستنقع وتحرك بعد ان اخرج رجليه من الطين وسار باتجاه الكوفة بسرعة . التفت الى ذلك السيد وقلت له : (من أنت) ؟ قال: (أنا المهدي). قلت : (اين اراك ثانية) قال : (متى شئت !) ابتعد البعير عن ذلك السيد وسار حتى وصل الى بوابة الكوفة وسقط الى الارض . جئت الى البعير وهمست في اذنه قائلا: (حتى الباب) وكررت ذلك، فنهض البعير وسار حتى اوصلني الى باب منزلي ، وسقط هناك ومات لفوره. يقول السيد حسن الابطحي : لقد كان الحاج الشيخ محمد الكوفي طاهرا متقيا الى درجة ان الانسان لا يحتمل اصلا ان يُكلّم هذا الرجل الصالح بما يخالف الحقيقة : ثم اضاف الشيخ محمد الكوفي قائلا : بعد تلك القضية تشرفت بخدمة بقية اللّه (ارواحنا فداه) خمسة وعشرين مرّة
إشارة
التشرف بخدمة المولى صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولقائه تارة يكون في عالم الرؤيا واخرى في عالم اليقظة وثالثة يكون في عالم الكشف. والالتقاء به في عالم اليقظة له انحاء هو الآخر. فتارة يتشرف الانسان بلقائه (عليه السلام) ، ولا يتعرف عليه، واخرى يتعرف عليه بعد انصرافه وثالثة يتعرف عليه حين اللقاء . وافضل انواع التشرف بخدمته (عليه السلام) هو التشرف الناشىء من الارتباط الروحي الدائم به (عليه السلام) . ولعلّ الامام (عليه السلام) يشير الى هذا الارتباط عندما يقول لبعض الاشخاص الذين يسألون منه قائلين : سيدي متى اتشرف بلقائك ثانية ؟ فيجيبهم الامام (عليه السلام) : متى شئت !. فالامام (عليه السلام) يحث هولاء على ايجاد حالة الارتباط الروحي الدائم به ، وان يظن الانسان انه مع امام زمانه وان الامام (عليه السلام) حاضر معه على الدوام ، وهذا يدفع مثل هذا الانسان الى التخلق بالاخلاق المرضيّة من قبل الامام (عليه السلام) ، والاتصاف بصفات الاولياء الصالحين وحينئذ لا تكون هناك حواجز وحجب تمنعه من الالتقاء به (عليه السلام) متى شاء . وبطبيعة الحال ، فان هذا الارتباط الروحي لا يحصل بسهوله وانما يحتاج الى اكثر من الالتزامات الاخلاقية فضلاً عن الالتزامات الشرعية (الواجبات والمحرمات) ولكنه غير محال .
روى العالم الجليل الفقيه السيد حسن بن حمزة وهو من كبار علماء الشيعة وينتهي نسبه الشريف الى سيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام) بستة آباء ، ان رجلا من صلحاء الشيعة قال : خرجت من منزلي في سنة من السنين قاصدا زيارة بيت اللّه الحرام واداء مناسك الحج ، وقد اتفق ان تلك السنة كانت شديدة الحر وقد تفشت الامراض المعدية اثناء الطريق ، ونتيجة لغفلتي تأخرت عن القافلة كثيرا ، وأخذ العطش شيئا فشيئا يؤثر بي ويضرّ بحالي في تلك الصحراء الحارة فسقطت على الارض لشدة العطش وكدت ان اهلك وفجأة سمعت صهيل جواد بالقرب منّي عندما فتحت عيني رأيت شابا حسن الوجه طيب الرائحة ممتطياً ظهر الجواد فوقف عند رأسي وكان يحمل بيده قدحاً من الماء . نزل الشاب عن ظهر جواده واعطاني ذلك القدح فشربت منه وكان الماء باردا وحلوا لم اشرب مثله طيلة حياتي الى الآن . سألت من ذلك الشاب قائلا : من انت حتى تلطفت علىّ بهذا اللطف ؟ ! قال : انا حجّة اللّه على عباد ربّي ، انا بقية اللّه في الارض ، أنا الذي سيملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان تملأ ظلما وجورا ، أنا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب (عليهما السلام) وعندما عرفت انه امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) قال لي : اغمض عينيك . امتثلت لأمره واغمضت عيني وبعد لحظات قال لي : افتح عينيك ، فتحت عيني واذا بي وانا اسير مع القافلة ، فنظرت اليه فغاب عن بصري .
كان السيّد [الحدّاد] يُجري على لسانه كثيرًا قول «يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ» بشكل خاصّ، وذلك في قيامه وقعوده ، وبشكل عامّ عند تغيير حاله إلى حالة أخرى ؛ سأله أحدهم يومًا: هل تشرّفتم برؤية وليّ العصر أرواحنا فداه ؟ فقال : عَمِيَتْ عينٌ تُفتح صباحًا من نومها فلا يكون أوّل نظرها إليه !
- أقول (وهنا الكلام للمؤلف): ما أشبه هذه الجملة بكلام المرحوم آية الله الحاجّ الشيخ محمّد جواد الأنصاريّ الهمدانيّ قدّس الله تربته حين سُئل : متى يلاقي الإنسان صاحب العصر والزمان ؟ قال : حين لا يختلف تأثير حضوره وغيبته لدى الإنسان .
آية الله العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ - الروح المجرّد، ص 497 .
تكفل بقالان بنفقة أسرة علوية وشرع أحدهما بقراءة الذكر الذي قدمه إليه الشيخ ( رجب علي الخياط "ره" ) لرؤية الإمام صاحب الزمان ( عجل الله تعالى فرجه ) وقبل حلول الليلة الأربعين جاءه أحد أبناء الأسرة العلوية وأرد منه صابونه فقال له : إن أمك لا تعرف غيرنا فلان موجود أيضا - وأشار إلى البقال الآخر- يمكنك أن تأخذ منه ! يقول هذا البقال : وبعدما نمت تلك الليلة سمعت صوتآ يناديني من ساحة الدار فخرجت ولكني لم أجد أحدآ فرجعت ونمت وسمعت الصوت مرة أخرى يناديني باسمي وتكررت هذه الحالة الثلاثة مرات وفي المرة الثالثة فتحت باب الدار فرأيت علويآ ملثمآ فقال لي : ( نحن نستطيع أن ندير الشؤون المعاشية لأولادنا ولكن غايتنا هي أن تصلوا أنتم إلى مكانة رفيعة )
نقل العلّامة السيد حسن الابطحي : حدثني الشهيد حجة الاسلام والمسلمين الحاج السيد عبد الكريم هاشمي نژاد الذي كان له استاذ يسمى الشيخ علي فريدة الاسلام الكاشاني قال : ذات ليلة كنت مع المرحوم استاذي بالكونِ في غرفته الكائنة في الطابق العلوي في مدينة قم المقدسة وكان الاستاذ واقفا ووجهه الى ساحة المنزل يزور مولانا صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بزيارة آل ياسين الشريفة . وكنت انا بجواره أُعِدُ الموقد للتدفئة . وفجأة وجدت ان استاذي انتفض في اثناء القراءة وازداد توجهه وخضوعه وخشوعه وبكاؤه . رفعت رأسي لاقف على السبب فرأيت ان حضرة بقية اللّه (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) واقف بين السماء والارض مقابل استاذي ينظر اليه مبتسما ، حتى انني كنت قادرا على تمييز خصوصيات قيافته الشريفة وحتى لون ملابسه وكنت ارى ذلك بوضوح. ثم عُدتُ ثانية الى عملي، ومرّة ثانية رفعت رأسي فرأيت مولاى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بنفس الخصوصيات والملامح السابقة ، وهكذا كررت ذلك عدة مرّات وفي كل مرّة كنت اشاهد جماله الانور (صلوات اللّه وسلامه عليه) وفي المرة الاخيرة اشتغلت بايجار الفحم فوجدت استاذي قد هدأ وذهبت عنه تلك الحالة وانهى الزيارة ، فرفعت رأسي الى السماء فلم أجد المولى صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) . وعندما جلست انا واستاذي في الغرفة بعد هذا الجريان، وكان استاذي قد اخفى على ذلك ظنا منه بأنّي لم أرَ شيئا ، فسألته قائلا: حضرة الاستاذ، بايّ هيئة كنت ترى صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟! فتعجب الاستاذ وقال: فهل كنت تراه انت ايضا؟ قلت : نعم كنت أراه بملابس مخططة وعمامة خضراء وقيافة جذابة وعلى وجهه خال. ثم بيَّنتُ له كل الخصوصيات التي كنت أراها وكان الاستاذ يصدّق ذلك مؤيدا، ثم اثنى علىّ وسُرَّ لما حصلتُ عليه من لياقة للتشرف بلقاء الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
نقل مؤلف كتاب گنجينه علما (خزانة العلماء) في الجزء الثاني - ص٦٤ عن سماحة آية اللّه العظمى المرجع الراحل الشيخ محمد علي الاراكي انه نقل له قائلا : ارادت ابنتي وهى زوجة حجة الاسلام السيد الاراكي ان تتشرف بحج بيت اللّه الحرام، وكانت تخاف ان لا تتمكن من اداء مناسك الحج لشدة الزحام، قلت لها: اذا داومت على ذكر (يا حفيظ يا عليم). فان اللّه سيعينك على ذلك . تشرفت ابنتى بزيارة بيت اللّه الحرام وبعد عودتها نقلت لي هذه الحكاية وقالت : داومت على ذلك الذكر الشريف وللّه الحمد فقد اديت المناسك براحة، الى ان اردت ذات يوم الطواف وكان جمع من الحجاج الافارقة يطوفون وكان الزحام شديداً جدا، فقلت في نفسي: كيف يمكننى في هذا الزحام الطواف ؟ وتحسرت على وجود رجل محرم معي حتى يحافظ عليّ من ملامسة الرجال حال الطواف . وفجأة سمعت صوت شخص يقول لي : لوذي بامام الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حتى تطوفي على راحتك . قلت : واين هو امام الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ؟ قال : هو ذا هذا الرجل الذى يسير امامك . نظرت الى تلك الجهة فرأيت رجلا جليلا يمشي امامي وحوله دائرة مفرغة قطرها حوالي المتر، ولا يدخل أحد من الحجيج في تلك الدائرة واذا بالهاتف يقول لي: ادخلي في هذا الحريم وطوفي خلف حضرة ولي العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، وكنت قريبة جدا منه بحيث ان يدي كانت تصل اليه، وقد مسحت يدى على عباءته ومسحت بها وجهيوكنت أقول له: سيدي فديتك بنفسي مولاي فديتك بروحى …. وكنت مسرورة جدا الى درجة انى نسيت ان اسلّم عليه . والحاصل ، اني طفت سبعة أشواط خلف الامام (عليه السلام) حول الكعبة بدون ان يلمس بدني بدن رجل غريب على الرغم من كل ذلك الزحام، وكنت اتعجب من انه كيف لا يدخل احد من هؤلاء الناس في حريم هذه الدائرة ؟ ويضيف الشيخ الاراكي قائلا: ولان حاجة ابنتي كانت منحصرة في هذا الأمر، لذا فانها لم تطلب شيئا آخر في تلك السّاعة .
نقل العلامة النوري في النجم الثاقب عن كتاب (السلطان المفرّج عن اهل الايمان) قال : ومن ذلك ما نقله عن بعض اصحابنا الصالحين من خطّه المبارك ما صورته : عن محيي الدين الأربلي انّه حضر عند أبيه ومعه رجل ، فنعس فوقعت عمامته عن رأسه ، فبدت في رأسه ضربة هائلة ، فسأله عنها ، فقال له : هي من صفّين . فقيل له وكيف ذلك ووقعة صفّين قديمة ؟ فقال : كنت مسافرا الى مصر فصاحبني انسان في غزّة فلمّا كنّا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفّين . فقال لي الرجل : لو كنت في أيّام صفيّن لروّيت سيفي من علىّ وأصحابه ، فقلت : لو كنت في أيّام صفّين لرويّت سيفي من معاوية وأصحابه ، وها أنا وأنت من أصحاب علي (عليه السلام) ومعاوية لعنة اللّه عليه . فاعتركنا عركة عظيمة ، واضطربنا فما أحسست بنفسي الاّ مرميّاً لما بي . فبينما أنا كذلك واذا بانسان يوقظنى بطرف رمحة ، ففتحت عيني فنزل الىّ ومسح الضربة فتلاءمت ، فقال : البث هنا، ثمّ غاب قليلا وعاد ومعه رأس مخاصمي مقطوعا والدوابّ معه، فقال لي : هذا رأس عدوّك، وأنت نصرتنا فنصرناك، ولينصرنّ اللّه من نصره ، فقلت : من أنت ؟ فقال : فلان بن فلان يعنى صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ثمّ قال لي : واذا سُئلت عن هذه الضربة فقل: ضُربُتها في صفّين إشارة : ورد في الاخبار: ان من احبَّ عمل قوم حشر معهم ، (وانّ من أحبّ « تولى » حجرا حشر معه) ، وغير ذلك من الاخبار التي تدل على هذا المعنى . ومن هذه القضية يبدو أكثر من ذلك، حيث يظهر بان من كان محبا لاهل الحق، فان اللّه يعينه ويقوّيه ويرد عنه كيد الباغين ، بشتّى الوسائل واليوم ، الحامي للشريعة المحمدية وللقيم الحقيقية هو الامام المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، ولا شك انه يتولى المؤمنين بالتسديد والتأييد والحراسة فما أحرانا الصعود والثبات على الحق والدفاع عنه باخلاص فان لنا سندا وعمادا وحاميا وحارسا عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف
نقل سماحة السيد حسن الابطحي في كتابه الكمالات الروحية عن سماحة حجة الاسلام والمسلمين المرحوم شيخ علي الكاشاني فريدة الاسلام انه قال: ذات ليلة كنت في غرفة الضيوف في منزل آية اللّه الشيخ الكوهستاني في مدينة كوهستان مشتغلا باداء صلوة المغرب وفجأة شاهدت الجمال الانور لمولانا صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حيث دخل الى الغرفة وجلس في زاوية منها وظهره الى القبلة بنحو كنت ارى وجهه اثناء صلوتي . فكرت في نفسي أني اذا قطعت الصلوة للسلام عليه فانه لن يرضى بذلك وسيغادر المحل ، فالافضل ان أتمّ صلوتي ، فان كان مريدا للتلطف على والسماح لي بمحادثته فانه سيصبر الى ان اتمّها ولذا اكملت صلوتي وكان صلوات اللّه عليه يُلْقِنُنّي اثناء الصلوة ببعض الجملات وخصوصا جملة : (يا من له الدنيا والاخرة ارحم من ليس له الدنيا والآخرة) ، التي كنت اقرأها في السجدة الأخيرة، فكان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) يكررها بتوجه وخشوع أكبر . وبمجرد ان اردت الخروج من الصلوة بالتسليم ، غادر ولي العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) المكان .