تدبرات في سورة (الدخان) شهر رمضان
لماذا سميت السورة بهذا الإسم ؟
لوجود الآية التي تتحدث عن الساعة، فيكون حينها الدخان ،
والساعة يبدو أنها ساعة نيل الإنسان جزاءه ، سواءً عند موته ، أو في يوم القيامة ، وفي كلا الساعتين يحتار المرء ويذهل عن كل ما كان يملك في الدنيا من إمكانات وإعتبارات و.. ولشدة حيرته وذهوله تترائى له السماء بصورة دخان كثيف.
ربما لهذا السبب جعلت هذه السورة بهذا الإسم، باعتبار الوقت الذي يحتار البشر ويقطع علاقته عن الدنيا وعن امكانياته المادية، ويرتبط بالله سبحانه وتعالى وحده.
{ حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين*}
الليلة المباركة هي ليلة القدر، وهي مباركة لأنها خيرٌ من ألف شهر، بل إن ساعاتها ولحظاتها أكثر بركة من عمرٍ كامل بلا ليلة القدر.
هل كانت ليلة القدر ليلة واحدة ؟ أم انها تتكرر؟
قيل بأنها واحدة، وهي التي نزل فيها القرآن الكريم، وهذا كلام يضاهئ قول اليهود بأن يد الله سبحانه مغلولة.
فالحق في أنها تتكرر كل عام، وبينت الآيات القرآنية والنصوص الروائية هذا الأمر، فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام، عن ليلة القدر، فقال: أخبرني عن ليلة القدر، كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
«لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن”.
ذلك لأن العلاقة بين الخالق والمخلوق لا زالت قائمة ولما تنقطع، فهي تستمر حتى قيام الساعة، وفي ليلة القدر، يقدر الله سبحانه أمر خلقه ويمضيه، ولعلاقة الله سبحانه مع خلقه مركزية وهي في ليلة القدر، ومركزية ليلة القدر ومحوريتها بالقرآن الكريم وبمن تتنزل عليه الملائكة والروح.
نعم، إنه الإمام حجة الله عجل الله فرجه، محور هذا العالم، ففي ليلة القدر إليه تنزل الملائكة، وعليه تعرض تقديرات الخليقة لتلك السنة بتفاصيلها الدقيقة، وتمضى شؤون سنتهم فيها ببركته عليه السلام، فعَنْ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ- فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ قَالَ تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يُكْتَبُ فِيهَا وَفْدُ الْحَاجِّ وَ مَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ أَوْ مَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ وَيُحْدِثُ اللَّهُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَا يَشَاءُ ثُمَّ يُلْقِيهِ إِلَى صَاحِبِ الْأَرْضِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ فَقُلْتُ وَمَنْ صَاحِبُ الْأَرْضِ قَالَ صَاحِبُكُمْ”.
ومن هنا لابد أن نعمق معرفتنا بالله سبحانه، وبإمامنا حجة الله علينا، ليزداد أجرنا في أعمالنا وعباداتنا، فبقدر المعرفة يكون الأجر على الأعمال.
نسأل الله سبحانه، أن يجعلنا من العارفين بحق الإمام المنتظر عجل الله فرجه، والعارفين بحق ليلة القدر، ونسأله أن يوفقنا لنيل بركاتها العظيمة.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
السيد محمد تقي مدرسي
لماذا سميت السورة بهذا الإسم ؟
لوجود الآية التي تتحدث عن الساعة، فيكون حينها الدخان ،
والساعة يبدو أنها ساعة نيل الإنسان جزاءه ، سواءً عند موته ، أو في يوم القيامة ، وفي كلا الساعتين يحتار المرء ويذهل عن كل ما كان يملك في الدنيا من إمكانات وإعتبارات و.. ولشدة حيرته وذهوله تترائى له السماء بصورة دخان كثيف.
ربما لهذا السبب جعلت هذه السورة بهذا الإسم، باعتبار الوقت الذي يحتار البشر ويقطع علاقته عن الدنيا وعن امكانياته المادية، ويرتبط بالله سبحانه وتعالى وحده.
{ حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين*}
الليلة المباركة هي ليلة القدر، وهي مباركة لأنها خيرٌ من ألف شهر، بل إن ساعاتها ولحظاتها أكثر بركة من عمرٍ كامل بلا ليلة القدر.
هل كانت ليلة القدر ليلة واحدة ؟ أم انها تتكرر؟
قيل بأنها واحدة، وهي التي نزل فيها القرآن الكريم، وهذا كلام يضاهئ قول اليهود بأن يد الله سبحانه مغلولة.
فالحق في أنها تتكرر كل عام، وبينت الآيات القرآنية والنصوص الروائية هذا الأمر، فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام، عن ليلة القدر، فقال: أخبرني عن ليلة القدر، كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
«لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن”.
ذلك لأن العلاقة بين الخالق والمخلوق لا زالت قائمة ولما تنقطع، فهي تستمر حتى قيام الساعة، وفي ليلة القدر، يقدر الله سبحانه أمر خلقه ويمضيه، ولعلاقة الله سبحانه مع خلقه مركزية وهي في ليلة القدر، ومركزية ليلة القدر ومحوريتها بالقرآن الكريم وبمن تتنزل عليه الملائكة والروح.
نعم، إنه الإمام حجة الله عجل الله فرجه، محور هذا العالم، ففي ليلة القدر إليه تنزل الملائكة، وعليه تعرض تقديرات الخليقة لتلك السنة بتفاصيلها الدقيقة، وتمضى شؤون سنتهم فيها ببركته عليه السلام، فعَنْ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ- فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ قَالَ تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يُكْتَبُ فِيهَا وَفْدُ الْحَاجِّ وَ مَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ أَوْ مَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ وَيُحْدِثُ اللَّهُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَا يَشَاءُ ثُمَّ يُلْقِيهِ إِلَى صَاحِبِ الْأَرْضِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ فَقُلْتُ وَمَنْ صَاحِبُ الْأَرْضِ قَالَ صَاحِبُكُمْ”.
ومن هنا لابد أن نعمق معرفتنا بالله سبحانه، وبإمامنا حجة الله علينا، ليزداد أجرنا في أعمالنا وعباداتنا، فبقدر المعرفة يكون الأجر على الأعمال.
نسأل الله سبحانه، أن يجعلنا من العارفين بحق الإمام المنتظر عجل الله فرجه، والعارفين بحق ليلة القدر، ونسأله أن يوفقنا لنيل بركاتها العظيمة.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
السيد محمد تقي مدرسي