الزيارة وأهميّتها
لعلّ أهمّ ما ركّز عليه أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في هذا المجال هو الزيارة، التي هي من أهم الشعائر الحسينية التي مارسها أهل البيت عليهم السلام بأنفسهم، وحثّوا أصحابهم على الالتزام بها، وأرشدوهم إلى الطريق الأصحّ فيها، فما أن تُذكر زيارة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام حتى ترد على ذهن الإنسان المحبّ والموالي عشرات بل مئات من الروايات الواردة عنهم عليهم السلام في فضلها، وثوابها، واستحبابها في كلّ آن وزمان، بل وردت بعض الروايات المصرّحة بوجوب الزيارة؛ وبذلك تكون من مواطن التعبّد لله تعالى، والتي حثّ عليها المعصوم بنفسه، وأدّاها بقوله وفعله، فتكون مظهراً من أهم مظاهر شعائر الله التي يجب تعظيهما لتحصيل تقوى القلوب.
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام، فإنّ إتيانه مُفترضٌ على كلّ مُؤمنٍ يقرّ للحسين عليه السلام بالإمامة من الله}».
وفي حديث آخر عن أُمّ سعيد الأحمسيّة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قالت: «قال لي: يا أُمّ سعيد، تزورين قبر الحسين؟ قالت: قلت: نعم. فقال: زوريه، فإنّ زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء».
وفي رواية ثالثة عنه عليه السلام، قال: «لو أنّ أحدكم حجّ دهره، ثمّ لم يزر الحسين بن علي عليه السلام، لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول الله سلام الله عليها؛ لأنّ حقّ الحسين عليه السلام فريضةٌ من الله واجبة على كلّ مسلم».
وبقراءة بسيطة لهذه الروايات نراها تنطبق على مفهوم شعائر الله؛ لأنّ الزيارة واجبٌ شرعيٌّ، وحكمٌ من أحكام الله تعالى، وأداء حقّ من حقوقه}، وفي هذا المجال قال العلّامة المرحوم السيّد محمد جعفر المروّج (ت1419هـ) في حديثه عن الزيارة ـ بعد أن يأتي بأحاديث عدّة في أهميّة الزيارة ـ: «يُفهم من هذه الرواية ونظائرها أنّ التمسّك بحبل ولايتهم، والإيمان بإمامتهم، لا يتمّ إلّا بزيارتهم (صلوات الله عليهم)، فلا يكون أحدٌ إماميّاً إلّا بالاعتقاد الجناني بإمامتهم، والإقرار اللّساني بها، والحضور بالبدن العنصري عند قبورهم. فالزيارة هي الجزء الأخير لسبب اتّصاف المسلم بكونه إماميّاً، وتركها كفقدان سابقيها يوجب الرفض المبعد عن رحمته الواسعة ـ أعاذنا الله تعالى منه ـ فالإمامة التي هي من أُصول الدين يتوقّف التديّن بها على زيارتهم؛ فلها دخل في تحقق هذا الأصل الأصيل الذي هو أساس الدّين».
أمّا إذا أردنا قراءة الروايات التي تؤكّد استحباب زيارة الحسين عليه السلام فهي كثيرة جدّاً، نقرؤها في بطون الكتب قديمها وحديثها، ونسمعها من روّاد المنابر الحسينية التي تصدح ليل نهار في شرق الأرض وغربها، كلها تحثّ على زيارة سيّد الشهداء عليه السلام في كلّ زمان ومكان، صباحاً ومساءً، وفي كلّ يوم وكلّ ليلة، وعند الخوف والظلم، وعند الفسحة والحرية، وفي كربلاء وغيرها، بل ومن أبعد نقطة في الأرض، كلّها تحثّ على زيارة المولى أبي عبد الله عليه السلام، وتبيّن لنا عظيم الثواب والأجر للزائر.
{ الباحث: حسن جميل الربيعي }
لعلّ أهمّ ما ركّز عليه أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في هذا المجال هو الزيارة، التي هي من أهم الشعائر الحسينية التي مارسها أهل البيت عليهم السلام بأنفسهم، وحثّوا أصحابهم على الالتزام بها، وأرشدوهم إلى الطريق الأصحّ فيها، فما أن تُذكر زيارة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام حتى ترد على ذهن الإنسان المحبّ والموالي عشرات بل مئات من الروايات الواردة عنهم عليهم السلام في فضلها، وثوابها، واستحبابها في كلّ آن وزمان، بل وردت بعض الروايات المصرّحة بوجوب الزيارة؛ وبذلك تكون من مواطن التعبّد لله تعالى، والتي حثّ عليها المعصوم بنفسه، وأدّاها بقوله وفعله، فتكون مظهراً من أهم مظاهر شعائر الله التي يجب تعظيهما لتحصيل تقوى القلوب.
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام، فإنّ إتيانه مُفترضٌ على كلّ مُؤمنٍ يقرّ للحسين عليه السلام بالإمامة من الله}».
وفي حديث آخر عن أُمّ سعيد الأحمسيّة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قالت: «قال لي: يا أُمّ سعيد، تزورين قبر الحسين؟ قالت: قلت: نعم. فقال: زوريه، فإنّ زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء».
وفي رواية ثالثة عنه عليه السلام، قال: «لو أنّ أحدكم حجّ دهره، ثمّ لم يزر الحسين بن علي عليه السلام، لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول الله سلام الله عليها؛ لأنّ حقّ الحسين عليه السلام فريضةٌ من الله واجبة على كلّ مسلم».
وبقراءة بسيطة لهذه الروايات نراها تنطبق على مفهوم شعائر الله؛ لأنّ الزيارة واجبٌ شرعيٌّ، وحكمٌ من أحكام الله تعالى، وأداء حقّ من حقوقه}، وفي هذا المجال قال العلّامة المرحوم السيّد محمد جعفر المروّج (ت1419هـ) في حديثه عن الزيارة ـ بعد أن يأتي بأحاديث عدّة في أهميّة الزيارة ـ: «يُفهم من هذه الرواية ونظائرها أنّ التمسّك بحبل ولايتهم، والإيمان بإمامتهم، لا يتمّ إلّا بزيارتهم (صلوات الله عليهم)، فلا يكون أحدٌ إماميّاً إلّا بالاعتقاد الجناني بإمامتهم، والإقرار اللّساني بها، والحضور بالبدن العنصري عند قبورهم. فالزيارة هي الجزء الأخير لسبب اتّصاف المسلم بكونه إماميّاً، وتركها كفقدان سابقيها يوجب الرفض المبعد عن رحمته الواسعة ـ أعاذنا الله تعالى منه ـ فالإمامة التي هي من أُصول الدين يتوقّف التديّن بها على زيارتهم؛ فلها دخل في تحقق هذا الأصل الأصيل الذي هو أساس الدّين».
أمّا إذا أردنا قراءة الروايات التي تؤكّد استحباب زيارة الحسين عليه السلام فهي كثيرة جدّاً، نقرؤها في بطون الكتب قديمها وحديثها، ونسمعها من روّاد المنابر الحسينية التي تصدح ليل نهار في شرق الأرض وغربها، كلها تحثّ على زيارة سيّد الشهداء عليه السلام في كلّ زمان ومكان، صباحاً ومساءً، وفي كلّ يوم وكلّ ليلة، وعند الخوف والظلم، وعند الفسحة والحرية، وفي كربلاء وغيرها، بل ومن أبعد نقطة في الأرض، كلّها تحثّ على زيارة المولى أبي عبد الله عليه السلام، وتبيّن لنا عظيم الثواب والأجر للزائر.
{ الباحث: حسن جميل الربيعي }