اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال علي عليه السلام ، أيها الناس إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ، و لكن معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط و ابن أبي سرح و ابن مسلمة ، ليسو بأصحاب دين و لا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ، صحبتهم صغارا و رجالا ، فكانوا شر صغار و شر رجال .
ويحكم : إنها كلمة حق يراد بها باطل ، إنهم ما رفعوها و إنهم يعرفونها و لا يعملون بها ، و لكنها الخديعة و الوهن و المكيدة ، أعيروني : سواعدكم و جماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، و لم يبق إلا أن يقطع دابر الظالمين .
فجاءه من أصحابه : زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد ، شاكي السلاح ، سيوفهم على عواتقهم ، و قد اسودت جباههم من السجود ، يتقدمهم مسعر بن فدكي و زيد بن حصين ، و عصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين ، قالوا :
يا علي : أجب القوم إلى كتاب الله ، إذا دعيت إليه ، و إلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .
فقال لهم علي عليه السلام : ويحكم ، أنا أول من دعا إلى كتاب الله ، و أول من أجاب إليه ، و ليس يحل لي و لا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله ، إني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن ، فإنهم قد عصو الله فيما أمرهم ، و نقضوا عهده ، و نبذوا كتابه ، و لكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم ، و أنهم ليس العمل بالقرآن يريدون .
قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، و قد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير ، قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله .....
وجاء أيضا في جملة تخاذلهم ودعوتهم إلى الدعة :
فقام الأشعث : مغضبا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنا لك اليوم على ما كنا عليه أمس ، و ليس آخر أمرنا كأوله ، و ما من القوم أحد أحنى على أهل العراق و لا أوتر لأهل الشام مني ، فأجب القوم إلى كتاب الله عز و جل ، فإنك أحق به منهم ، و قد أحب الناس البقاء و كرهوا القتال.
فقال علي عليه السلام : هذا أمر ينظر فيه ، و نادى الناس من كل جانب الموادعة الموادعة .
وعن أبي صالح الحنفي قال : رأيت علي بن أبي طالب :
آخذا بمصحف : فوضعه على رأسه ، حتى إني لأرى ورقه تتقعقع .
ثم قال : اللهم إنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه ، فأعطني ما فيه .
ثم قال : اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي ، وأخلاق لم تكن تعرف لي ، فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا مني . اللهم : أمث قلوبهم ميث الملح في الماء ، قال إبراهيم يعني أهل الكوفة . تاريخ دمشق ج42ص534، مختصر تاريخ دمشق ج5ص440 . و المَثْمَثَةُ: التَّخلِيط؛ يقال: مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه
إنــي عـلـي مــن سـلالـة هـاشــم
.......... ترى الذكر يكتبهـا فـي الملاحـم
وأنـي قلعـت البـاب فـي غـزوة خيـبـر
.......... وجاز جميع الجيش فوق المعاصـم
أصُـول علـى الأبـطـال صـولـة قــادر
.......... وأتركهم رزق النسـور الحوائـم
وفـي بـدر قـد نُصـرنـا عـلـى الـعـدا
.......... وأرديتهم وسط القليـب بصـارم
قتلـنـا أبــا جـهـل اللعـيـن وعتـبـة
.......... نصرنا بديـن الله والحـق قائـم
قتلـنـا أبـيـاً واللـئـام ومــن بـغـى
.......... وصُلنا على أعرابهـا والأعاجـم
ويــوم حنـيـن قــد تـفـرق جمعـنـا
.......... وصالت علينا قومهـم بالصـوارم
رددت جميـع الـقـوم عنـهـم ولــم أزل
.......... أرد الجيوش المشركيـن اللوائـم
وأسقيتهـم كأسـاً مـن المـوت مزعـجـا
.......... ومـا طعمـه إلا كطعـم العلاقـم
وفـي غـزوة الأحـزاب عَـمـراً قتلـتـه
.......... وقد باتت الأحزاب بقتلـي عـازم
وصـلـت عليـهـم صـولـة هاشـمـيـة
.......... وقسمتهم قسمين من حـد صـارم
كسـرنـا جـيـوش المشركـيـن بهـمـة
.......... وأحزابهم ولـوا كشبـه الأغانـم
نُصـرنـا عـلـى الأعـــداء بمـحـمـد
.......... نبي الهدى المبعوث من نسل هاشم
ومـا قلـت إلا الحـق والصـدق شيمـتـي
.......... وما جُرت يوماً كنت فيـه بحاكـم
رفعت منـار الشـرع فـي الحكـم والقضـا
.......... وأثبتُ حكمـاً للمولـوك القـوادم
فلله دره مــن مــن إمــام سـمـيـدع
..........يذل جيـوش المشركيـن بصـارم
ويظهـر هـذا الديـن فـي كــل بقـعـة
.......... ويرغم أنف المشركيـن الغواشـم
فيا ويل أهـل الشـرك مـن سطـوة الفنـا
.......... وياويل كـل الويـل كـان لظالـم
ينقـي بسـاط الأرض مــن كــل آفــة
........... ويرغم فيها كـل أنـف غاشـم
ويأمـر بمعـروفٍ وينهـى عـن المنـكـر
.......... ويطلع نجم الحق علـى يـد قائـم
وينشـر بسـط العـدل شـرقـاً ومغـربـا
.......... وينصر دين الله راسـي الدعائـم
ومـا قلـت هـذا القـول فـخـراً وإنـمـا
.......... قد أخبرني المختار من آل هاشـم
تم التنسيق / هدية فاطمة (ع)